![]() |
|
الوصية الحادية والأربعون
«في تقوى الله عز وجل» وعن أبي ذر t قال: قلت: يا رسول الله، أوصني؟ قال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله» قلت يا رسول الله زدني؟ قال: «عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء». [رواه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل]. وإتمامًا للفائدة نروي الحديثين الآتيين في فضل تلاوة القرآن: الأول: عن أبي أمامة t قال: سمعت النبي r يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة». [رواه مسلم] الثاني: وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها». [رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح] |
الوصية الثانية والأربعون
«طرق الإنفاق» عن أنس بن مالك t قال: أتى رجل من تميم رسول الله r فقال: يا رسول الله، إني ذو مال كثير، وذو أهل ومال، وحاضرة، فأخبرني كيف أصنع وكيف أنفق؟ فقال رسول الله r: «تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك، وتصل أقرباءك وتعرف حق المسكين والجار والسائل». [رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح |
الوصية الثالثة والأربعون
«دعاء لذهاب الهم وسداد الدين» عن أبي سعيد الخدري t قال: دخل رسول الله r ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة جالس فيه، فقال: «يا أبا أمامة ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟» قال: هموم لزمتني ودين يا رسول الله، قال: «أفلا أعلمك كلامًا إذا قلت أذهب الله تعالى همك، وقضى عنك دينك، قل: إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني. [رواه أبو داود عن أبي سعيد t] |
الوصية الرابعة والأربعون
«دعاء يقال عند النوم» عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت؛ فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرًا». [متفق عليه] وإتمامًا للفائدة نروي الحديثين الآتيين: الأول: عن أبي سعيد الخدري t، عن النبي r قال: قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاث مرات) غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا». [رواه الترمذي] الثاني: عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: «من قال إذا أوى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، والحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ علي فأفضل؛ فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم» [رواه البيهقي] |
الوصية الخامسة والأربعون
«من أصابه أرق بالليل» قال زيد بن ثابت: شكوت إلى رسول الله r أرقًا أصابني فقال: «قل: اللهم غارت النجوم، وهدأت العيون، وأنت حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، يا حي يا قيوم، أهدئ ليلى، وأنم عيني» فقلتها فأذهب الله عني ما كنت أجد. [أخرجه ابن السني] واستكمالاً للفائدة نذكر الحديث التالي: علم رسول الله r خالد بن الوليد حين اعتراه الأرق أن يقول: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا، أن يفرط علي أحد منهم، أو أن يطغى، عز جارك وجل ثناؤك. وفي رواية: وتبارك اسمك، ولا إله إلا أنت. [رواه الترمذي والطبراني كما في الترغيب] |
الوصية السادسة والأربعون
«الزهد في الدنيا» عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله r بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وعد نفسك من أهل القبور». وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتكم لمرضك، ومن حياتك لموتك. [رواه البخاري] |
الوصية السابعة والأربعون
«كفارة المجلس» وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: «من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك». [رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن حبان في صحيحه] |
الوصية الثامنة والأربعون
«في فضل التسبيح» وعن أبي ذر t قال: قال لي رسول الله r: «ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟» قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال: «إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده». [رواه مسلم والنسائي] وفي رواية لمسلم أن رسول الله r سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: «ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده». وإتمامًا للفائدة نروي الحديثين الآتيين: الأول: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له بها نخلة في الجنة». [رواه البزار بإسناد جيد] الثاني: عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم». [رواه البخاري ومسلم والترمذي] |
الوصية التاسعة والأربعون
«غراس الجنة» وعن أبي هريرة t أن النبي r مر به وهو يغرس غرسًا فقال: «يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟» قلت: غراسًا، قال: «ألا أدلك على غراس هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة». [رواه ابن ماجه بإسناد حسن واللفظ له، والحاكم وقال صحيح الإسناد] |
الوصية الخمسون
«تعويذة من العقرب» عن أبي هريرة t قال: جاء رجل إلى النبي r فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: «أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك» [رواه مالك ومسلم والترمذي وحسنه] ولفظه: «من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره حمة تلك الليلة». قال سهيل: فكان أهلنا تعلموها فكانوا يقولونها كل ليلة فلدغت جارية منهم فلم تجد لها وجعًا. [رواه ابن حبان في صحيحه] |
الوصية الحادية والخمسون
«دعاء لسداد الدين» عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي أبو بكر فقال: سمعت من رسول الله r دعاء علمنيه فقلت: ما هو؟ قال: «كان عيسى ابن مريم يعلم أصحابه قال: لو كان على أحدكم جبل ذهبًا دينًا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك» قال أبو بكر: فكنت أدعو الله بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى عني ديني. وقالت عائشة رضي الله عنها، فكنت أدعو بذلك الدعاء فما لبثت إلا يسيرًا حتى رزقني الله رزقًا ما هو بصدقةٍ تصدق بها علي ولا ميراث ورثته، فقضى الله عني ديني، وقسمت في أهلي قسمًا حسنًا، وحليت ابنة عبد الرحمن بثلاث أواق من ورق، وفضل لنا فضل حسن. [رواه البزار والحاكم والأصبهاني] |
الوصية الثانية والخمسون
«دعاء لسداد الدين أيضًا» قال النبي r: «يا معاذ! ألا أعلمك دعاء تدعو به؟ لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأداه الله عنك، يا معاذ: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيها من تشاء، ارحمني رحمة بها تغنيني عن رحمة من سواك». [رواه الطبراني عن معاذ t] |
الوصية الثالثة والخمسون
«في الدعاء» عن أبي هريرة t أن أبا بكر الصديق t قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: «قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا الله أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه». وقال: «قلها: إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك». [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح] |
الوصية الرابعة والخمسون
«في الدعاء أيضًا» عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r لفاطمة رضي الله عنها: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين». [رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح] |
الوصية الخامسة والخمسون
«باتخاذ المساجد في الدور» عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله r ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب. [رواه أحمد والترمذي وأبو داود وقال حديث صحيح] وعن سمرة بن جندب t قال: أمرنا رسول الله r أن نتخذ المساجد في ديارنا وأن ننظفها. [رواه أحمد والترمذي وقال حديث صحيح] |
«خاتمة الوصايا»
أختتم هذه الوصايا الشريفة بوصية نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأمة محمد r. فعن ابن مسعود t قال: قال رسول الله r: «لقيت إبراهيم u ليلة أسري بي، فقال: يا محمر أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».[رواه الترمذي والطبراني في الصغير والأوسط] وزاد: «ولا حول ولا قوة إلا بالله». وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. |
الساعة الآن 02:27 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.