منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   المدجنون.. سفراء الغرب الوثني. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=15495)

عمرو مصطفى 01-23-2015 09:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم ..
سؤال لعقل الأستاذ ياسر .. هل نفي العقل عن الكفار في الأية نفي للعقل الذي هو مناط
التكليف .. ؟ لو كان نفي العقل الذي هو مناط التكليف لما كانوا محاسبين أصلاً على كفرهم
ما المنفي عنهم إذن ؟.. لو أجبت ستفهم ..
سؤال للأستاذ المنصف .. هل تستطيع أن تأتي بموضع كلامي الذي فيه أن الحيوان أعقل من الإنسان هكذا مطلقاً؟

يقول الأستاذ : العقل يحتاج إلى وجود مراقي الإدراك المتدرجة من الفهم ثم التطبيق لتصل إلى التركيب و من ثم الابتكار ، فالمعرفة لا تكاد تساوي شيا ما لم يستطع الفرد تحريكها و من ثم القدرة على الفعل ثم القدرة على حسن التصرف لتحقيق الوجود أو الانوجاد الإنساني . فمتى غابت واحدة فقط غاب العقل

قلت : يعني غياب القدرة على حسن التصرف يعني غياب العقل ؟!.. العقل الذي هو مناط التكليف .. قلت لو غابت واحدة
فقد غاب العقل .. يرجى التوضيح ..

عمرو مصطفى 01-23-2015 09:38 PM

لتسهيل الإجابة وزيادة التوضيح ..
تفسير ابن كثير:
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل
ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم .

(( العقل الذي تنفيه أنت غير العقل الذي أثبته أنا .. وضحت هكذا؟.. أرجو ذلك ))

عمرو مصطفى 01-23-2015 10:05 PM

نعود لصلب الموضوع .. المدجنون ..
كنا قد توقفنا مع عميدي مدرسة التدجين في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
الأفغاني وتلميذه محمد عبده ..
يقول الأستاذ ياسر أنني مشغول بشخصية الرجلين متجاهلاً الفكر والمنهج ..
يعنى مثلاً أنا نقلت عن الأفغاني أنه كان يشرب الكونياك ؟!.. أنه كان دميم الخلقة !!..
هل قلت : كان محمد عبده ثقيل الظل جداً !!
لم اتعرض لذلك بل كل تعرضي كان للمنهج والعقيدة والفكر ..
والأفكار والعقائد لا تقوم في الفراغ .. لابد أنها ستقوم بأشخاص .. والقرءان رد على
المشركين وذكر بعضهم بأسمائهم .. وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم ..
ما تفعله أنت في مواجهة الحجج والبراهين ..للأسف هو عين ما تتهمني به ..

ياسر علي 01-24-2015 01:36 AM

قلتم سيدي : " قلت : يعني غياب القدرة على حسن التصرف يعني غياب العقل ؟!.. العقل الذي هو مناط التكليف .. قلت لو غابت واحدة
فقد غاب العقل .. يرجى التوضيح .. "

ـ العقل يسقط بفعل الجنون ، الذي هو عدم قدرة على حسن التصرف ، فهل يستطيع المجنون أن يتصرف بشكل سوي ، فالمجنون يعرف النار مثلا ، يعرف اللغة و لا ينساها ، يعرف أشياء كثيرة ، لكنه فقد القدرة على تحريك المعرفة و إعادة تنظيمها فيختار المناسبة للحظة الفعل أو القول. فالله تعالى رحمة به يرفع عنه القلم لأنه فقد عقله ما لم يتعاف فيرجع التكليف .

الخطأ هو عدم قدرة على تطبيق المعرفة ، وهذا يقع لكل الناس من السائق الذي يسرع فلا يستحضر عاقبة السرعة و قانون السير في تلك اللحظة ، و الطفل الذي لا يستطيع توظيف ما تعلمه في الامتحان ، و الإنسان الذي يقترف جريمة فهو لا يستحضر القانون فلا يحسن التصرف . لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني وهو مؤمن ، يعني أنه لم يستطع استحضار ربه في ذلك الوقت بعقله ، فهو في تلك اللحظة حيوان بالكامل في توظيفه للعقل يعني كأنه لا يملكه بل أضل لأنه يملكه و لم يوظفه .


ورد في ردكم :
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) أي : أسوأ حالا من الأنعام السارحة ، فإن تلك تعقل
ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم ، وإرسال الرسل إليهم .

هذا تفسير واجتهاد لا بن كثير عظم الله أجره ، غير مقترن بإثبات فهو استنباط واجتهاد .

الذي يملك الشيء و لا يوظفه كالذي لا يملكه ، تملك المال فتبخل و لا تنفق لا على نفسك ولا على عيالك والناس ، ستعيش عيش الفقير المعدم ، هكذا الإنسان الذي أعطاه الله عقلا ولا يوظفه فهو كمن لا يملكه . نأخذ هذه الجملة

لا ينفق البخيل المال كما المعدم ، فالمعدم لا يملك ما ينفقه فهو غير مدان أخلاقيا ، لكن البخيل يملك فلا ينفق فهو مدان أخلاقيا .

فحسب فهمي المتواضع أجد أن التشبيه هنا في الآية يتعلق بالعقل فوجه الشباه بين الكافر و الحيوان هو عدم التعقل الذي هو ظرفي للكافر و مطلق للحيوان فالإشارة إلى تدني الإنسان إلى مرتبة الحيوان هي في العقل لا في العقيدة .
لأنه لوكانت المفاضلة في العقيدة ، لكانت ظرفية للإنسان ككل عدا الأنبياء و المخلَصين بصيغة اسم المفعول
ومطلقة بالنسبة للحيوان . و هذا لا يستقيم مع تركيب جملة الآية .

هذا ما فهمته والله أعلم

عمرو مصطفى 01-24-2015 10:43 AM

هل تدري أن تشبثك بالنص يسهل إسقاطه بسهولة .. بنفس الطريقة .. التشبث بالنص أيضاً..
بنفس اسلوبك الجامد على النص ..
(لأول مرة أقابل تنويري وهو في نفس الوقت لديه جمود فكري)
إن الله شبه الكفار الذين لا يعقلون بماذا ؟ بالأنعام .. والأنعام ليس اسم لجنس يعم سائر الحيوانات..
لماذا سحبت التشبيه بالأنعام على سائر الكائنات؟.. ونفيت العقل والحكمة عن الهداهد وكذلك النمل
وزعمت أن دليلي مرتبط بمعجزة لا يقاس عليها
مع أني وضحت لك أن المعجزة كانت في معرفة سليمان لمنطق الحيوان .. يعني الحيوان له منطق يتفاهم به
مع قبيله .. لكنه الجمود ..
مهما حاولت أن تحيد سأتشبث بالنص مثلك وأقول : ربنا يتحدث عن الأنعام .. وليس عن أي فصيل أخر من فصائل الحيوان .. لماذا اختار الله الأنعام؟ لو حاولت التفكير في الإجابة ستدرك حكمة المفسرين من السلف والخلف..

والقصص القرأني كثير يبين وجود تمييز عند سائر المخلوقات مثل عرض الأمانة على السماوات والأرض
فأبين أن يحملنها .. هل هذه مسرحية هزلية ؟.. حاشا لله ..يعرض الله الأمانة على كائنات لا تميز ولا تستوعب
ماهية ما يعرض عليها أصلاً .. وما فائدة العرض .. هل تريد نص يقول للحيوان عقل هكذا مباشرة حتى
تقبل .. أقول لك النصوص أوضح مما تطلبه أنت .. النصوص تبين وجود التمييز عمليا لتلك الكائنات ..
ربنا أخبر عن الجدار في سورة الكهف أنه يريد أن ينقض .. فأثبت له إرادة .. حنين الجذع للرسول وافتقاده
للذكر .. قدوم الشجرة على رسول الله وشهادتها له بالرسالة .. شكوى الجمل لرسول الله من سوء معاملة صاحبه
سيقول هذه معجزات لا يستدل بها على وجود عقل .. أقول لك هذا لا يستدل به على أن لدي (أنا) جمل يشتكي إلى
من سوء الأحوال الجوية مثلاً!
أو أن أرفف مكتبتي تحن إلى .. فانا لست رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لكن الدلالة واضحة على وجود عقل
ومشاعر عند سائر الكائنات.. أحد يهتز لصعود النبي عليه .. ويقول أحد جبل يحبنا ونحبه ..
هذا الجبل أحب الرسول.. لديه مشاعر ..
أم أنها محبة لحظية مرتبطة بوقت حدوث المعجزة ولم يعد يحب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم ؟!!..
جاوب ...........
قال النووي : قوله ( آذنت بهم شجرة )- يعني بالجن ليلة استمعوا القرآن - هذا دليل على أن الله تعالى يجعل فيما يشاء من الجماد تمييزا ونظيره قول الله تعالى وان منها لما يهبط من خشية الله وقوله تعالى وان من شئ الايسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وقوله صلى الله عليه و سلم اني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم على وحديث الشجرتين اللتين أتتاه صلى الله عليه و سلم وقد ذكره مسلم في آخر الكتاب وحديث حنين الجذع وتسبيح الطعام وفرار حجر موسى بثوبه ورجعان حراء وأحد والله أعلم ...(ج 4 / ص 171) شرح صحيح مسلم

وقال أيضاً : وفي هذا الحديث فوائد منها ان فيه معجزتين ظاهرتين لموسى صلى الله عليه و سلم احداهما مشى الحجر بثوبه إلى ملأ بني اسرائيل والثانية حصول الندب في الحجر ومنها وجود التمييز في الجماد كالحجر ونحوه ومثله تسليم الحجر بمكة وحنين الجذع..(ج 15 / ص 127) شرح صحيح مسلم.
بكاء السماء والأرض على المؤمن ..
{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ }الدخان29

قال القرطبي : يعني أنهم لم يعملوا على الارض عملا صالحا تبكي عليهم لاجله، ولا صعد لهم إلى السماء عمل صالح فتبكي فقد ذلك.
وقال مجاهد: إن السماء والارض يبكيان على المؤمن أربعين صباحا.
قال أبو يحيى: فعجبت من قوله فقال: أتعجب ! وما للارض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود ! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل !.
وقال علي وابن عباس رضي الله عنهما: إنه يبكي عليه مصلاه من الارض ومصعد عمله من السماء.
وتقديرالآية على هذا: فما بكت عليهم مصاعد عملهم من السماء ولا مواضع عبادتهم من الأرض.
( ما رأيك في ذلك الأمر المستمر حتى تقوم الساعة وليس مرتبطاً بمعجزة لنبي أو رسول)

أقول وأكرر: كل هذا الإثبات لا علاقة له بالعقل الذي يناط به التكاليف ويفرق به عند المناطقة وعلماء الأحياء بين
الإنسان والحيوان .. فالكلام هنا ليس لرجال المنطق ولا لرجال الفلسفة .. الكلام متعلق بالشرع فيحكم
فيه رجال الشرع .. من قال في القرءان برأيه فليتبوأ مقعده من جهنم .
يعني يتكلم في دين الله بدون مسوغ لاجتهاده ..
فلي والحمد لله سلف فيما ذهبت إليه وليس لك سلف إلا المناطقة والفلاسفة تحكم رأيهم وقولهم في كتاب الله
أو سلفك هو عقلك دون تعريج على فهم السلف ومن تبعهم من علماء الأمة الثقات ..
وهذه تجربة عملية لتماس الثقافة مع الدين وتأثيرها عليه بالسلب والإيجاب..
فأنت تنطلق من ثقافة غربية مادية .. لا ثقافة شرعية سلفية..


بالنسبة لمسألة قديمة طرحتها أنت وهى مهمة ولها صلة بالموضوع ..
قلت أن اليهودية دين سماوي .. هل لديك دليل على أن الله انزل دين يسمى الدين اليهودي..؟
هذه مسألة عقدية خطيرة يجب أن توضح يقع فيها كثيراً ممن تأثر فكره بالثقافة الغربية وقل تأثره
بالثقافة الإسلامية ..

عمرو مصطفى 01-24-2015 11:24 AM

سؤال نطرحة وسيتم الجواب عليه قريباً إن شاء الله ..
هل كنا قبل مقدم الحملة الفرنسية (كأمة عربية وإسلامية) متخلفين عن الركب
نعيش في جمود فكري وتقهقر مادي وأدبي.. حتى جاء بونابرت وأضاء لنا بحملته الطريق
للرقي الثقافي والحضاري؟!
هذا ما يزعمه المدجنون .. والرد على تلك الأكذوبة مسطور في رسالة العلامة محمود شاكر
(رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ) سنعيش معها بعض الوقت فهى رسالة في الصميم ..

ياسر علي 01-25-2015 02:24 AM

اليهود قومية في بني إسرائيل .

لكن تعامل معهم الإسلام كذميين يؤمنون بأنبياء بني اسرائيل .

قال الله تعالى :



يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا النساء (153)

سأسألك من هم هؤلاء الذين يسألون ؟

قال الله تعالى :

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ الصف (6)

من هؤلاء الذين خاطبهم عيسى عليه السلام ؟


قال الله تعالى :


وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ البقرة (113)


تفسير ابن كثير

وقوله تعالى : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ) يبين به تعالى تناقضهم وتباغضهم وتعاديهم وتعاندهم . كما قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتتهم أحبار يهود ، فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيء ، وكفر بعيسى وبالإنجيل . وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود : ما أنتم على شيء . وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة . فأنزل الله في ذلك من قولهما ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ) قال : إن كلا يتلو في كتابه تصديق من كفر به ، أي : يكفر اليهود بعيسى وعندهم التوراة ، فيها ما أخذ الله عليهم على لسان موسى بالتصديق بعيسى ، وفي الإنجيل ما جاء به عيسى بتصديق موسى ، وما جاء من التوراة من عند الله ، وكل يكفر بما في يد صاحبه .

الآن عرفت لماذا يسمى اليهود بأهل كتاب .

أي أنهم على دين سماوي ، وجاء الله بهذه الطائفة المتدينة بدين سماوي ليميزهم عن أهل الكتاب الآخرين الذين يؤمنون بكتاب عيسى عليه السلام و هم النصارى .

لذلك عندما نقول أن اليهود دينهم سماوي فالمرجعية هي القرآن الكريم .

منه ننطلق فنقول : دين اليهود سماوي و سماوي هنا كخبر .

و هذا لا ينفي أن اليهود طائفة من بني اسرائيل .

و درج القول بوصف ديانتهم باليهودية .
كما درج القول بالديانات السماوية الثلاث .

نظرا لوجود الكثير من الديانات الأرضية التي لا تستند على كتاب سماوي نزل من السماء .


و شكرا .

عمرو مصطفى 01-26-2015 10:26 AM

مازال السؤال يتردد ..
ومازال الجواب مفقود .. لا يوجد إلا استدلالات عبقرية تفوقت فيها على نفسك ..
هناك يهود في القرأن ولهم كتاب اسمه التوراة إذن هناك دين سماوي اسمه اليهودية والدليل : القرأن !!..
ياسلام!!
لا خلاف بيننا يا أخي الكريم ان اليهود كتابيين أي عندهم كتاب أصله من عند الله بخلاف الوثنيين
(مجوس- هندوس- الخ..)
لكن كتابهم طرأ عليه التحريف.. السؤال .. هل أنزل الله دين يسمى دين يهودي أو نصراني ..
هذا الخلط بسبب عدم التفرقة بين الشرعة وبين أصل الدين ..
الدين عند الله الإسلام ولن يقبل من أحد سواه ..وهو دين الانبياء كلهم .. هذا هو الأصل
الشرعة : الفرع ..هي الأحكام المرتبطة برسول معين بقوم معينين بزمان معين .. طريقة الصوم والصلاة .. الحلال والحرام ..
وشرعة الإسلام أي احكامه العملية جاءت لتنسخ سابق الشرائع ..
قولك دين سماوي يعني الإسلام .. ولا دين سماوي سواه .. أما الشرائع فمختلفة عند الأنبياءوطرأ عليها التحريف
عند الكتابيين بل التحريف في أصل المعتقد نفسه.. بدليل توقفهم في الإيمان بالنبي الذي يجدوه مكتوباً عندهم في التوراة ..وعدم أخذهم بالشرعة
الناسخة والمتممة لسابق الشرائع ..

ياسر علي 01-27-2015 03:41 AM

لا تنفعل و خذني على قدر عقلي البسيط ، و لن أقول لك كما قال سقراط صرت أعلم يوم علمت أني لا أعلم شيئا ، و لا أنفي أن لدي بعض معرفة رغم قصورها البين ، التي وهبني إياها ربي من غير حول مني و لا قوة ، و لن أجحد نعمة أنعمها علي ربي ، بل أقول حمدا لك ربي ، لكن أيضا لن أدعي علما وافرا ، فاعتبرني أقل منزلة في العلم من كل الذين عرفتهم في حياتك ، وحتى أقل من ذلك البسيط الذي يحاول أن يتعرف الأبجديات الأولى ، و لك مني أن لا ينقش اسمك و لو مثقال ذرة من كره في قلبي بتوفيق من ربي ، اعتبرني ذلك التلميذ الذي يحب أستاذه و يعترف له بمنزلته الكبيرة ، لكن فيه بعض نشاط زائد ، أو يحاول بين الفينة والفينة أن يتذاكى على أستاذه . فلربما لنا في قصة موسى عليه السلام رغم الفارق العظيم بعض من الدرس ، يوم ظن عن حسن نية و هو النبي الأحق بالعلم أنه أعلم الناس فأرسل له الله من يعلمه بعضا مما يجهله . فعلمه أن ما يعلمانه معا هو ما يمكن أن ينقره منقار طائر في بحر .

أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال : أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا جعفر بن عون قال : أخبرني أبو عميس ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال : جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا أمير المؤمنين ، إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، فقال : أي آية هي ؟ قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال عمر : والله ، إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والساعة التي نزلت فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية يوم عرفة ، في يوم جمعة . رواه البخاري ، عن الحسن بن صباح . ورواه مسلم ، عن عبد بن حميد ، كلاهما عن جعفر بن عون .

رأيت حكمة عمر رضي الله عنه : يخاطب يهوديا و يسمع منه ، فأجابه بلباقة أن الجمعة عيد و عرفة عيد ، و لم يقل له بجفاء ماذا تريد؟ و لم ينهره لجهله ، و لم يتذاكى عليه ويقول له أكمل الآية ، واتبع دين الإسلام يا جاهل . و لكن أين نحن من هؤلاء العظماء الذين يعلمون الحق حقا و يتبعونه .

من قال لك أن كل الذين آمنوا حقا منذ بداية الخلق إلى نهايته ليسوا مسلمين .

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يونس (90)

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ الحج (78)

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فصلت (33)

هذا لا غبار عليه يا أستاذي الكريم ، لكن هل اليهود اليوم مسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل النصارى اليوم مسلمون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل دينهم وضعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وهل هم وثنيون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هل يمكن أن لا نعتبرهم بعد اليوم من أهل الذمة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و هل هناك طريقة لنميزهم فنتعلمها منك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قلت لك درج القول على تسمية دينهم باليهودية . ودرج القول على تسمية دينهم بالنصرانية . و ديننا هو الإسلام و هي ما تبقى من الأديان في العالم اليوم التي تستند على كتاب منزل من عند الله ، لذلك درج القول بتسميتها بالأديان السماوية الثلاث . وكل ذلك لتصنيف اليهود ، عن المسيحيين عن المسلمين . ثم بعد ذلك للتفريق بينهم و بين الوثنيين و اللادينيين .

هل أنت متخصص في علم الأديان ؟ و إن كانت لك طرق أخرى للتصنيف فهاتها ، فبلا عصبية و بلا انفعال ، علمنا مما علمك الله .



قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ في تعقيبه على أحد الكتاب: "أما قول الكاتب: ( وإننا نحترم جميع الأديان السماوية ) فهذا حق ، ولكن ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه، ما عدا دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه وخليله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، فقد حماه الله وحفظه من التغيير والتبديل، وذلك بحفظه لكتابه العزيز وسنة رسوله الأمين عليه من ربه عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ حيث قال الله عز وجل: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) . فقد حفظ الله الدين وصانه من مكايد الأعداء بجهابذة نقاد أمناء ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وكذب المفترين، وتأويل الجاهلين. فلا يقدم أحد على تغيير أو تبديل إلا فضحه الله وأبطل كيده. أما الأديان الأخرى فلم يضمن حفظها سبحانه، بل استحفظ عليها بعض عباده، فلم يستطيعوا حفظها؛ فدخلها من التغيير والتحريف ما الله به عليم ..." ( مجموع فتاواه ، 2/183-184) .


قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: "قد يُسمع ما بين حين وآخر كلمة "الأديان الثلاثة"، حتى يظن السامع أنه لا فرق بين هذه الأديان الثلاثة؛ كما أنه لا فرق بين المذاهب الأربعة! ولكن هذا خطأ عظيم، إنه لا يمكن أن يحاول التقارب بين اليهود والنصارى والمسلمين إلا كمن يحاول أن يجمع بين الماء والنار". ( خطبة يوم الجمعة، 15/1/1420هـ. نقلاً عن رسالة "دعوة التقريب بين الأديان" 1/32 ) .


فقال الدكتور أحمد القاضي تعقيباً على هذا المنع: "ما قاله حق لا مرية فيه بالنظر إلى المدلول الشرعي لكلمة دين، وهو ما بعث الله به أنبياءه ورسله، فهو واحد لا يتعدد؛ وهو "الإسلام". ولكن بالنظر إلى المعنى اللغوي الدال على العادة والشأن ومطلق الطاعة فإن الأمر واسع، فيتناول الدين الحق الذي هو الإسلام، وسائر البدع والضلالات والأحوال والتقاليد التي يسير عليها بعض الناس. ولهذا قيد الله تعالى لفظ "الدين" في مواضع من كتابه فقال: ( أفغير دين الله يبغون ) ، ووصفه بما يُخصصه فقال : ( دين الحق ) ، و ( الدين القيم ) ، و( دين القيمة ) ، و ( دينًا قيما ) . كما أضاف سبحانه لفظ "الدين" إلى غيره، فقال : ( ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ) وسمى ما عليه المنحرفون من أهل الكتاب والكفار دينًا فقال : ( لكم دينكم ولي ديني ) ، وعن فرعون وقومه: ( إني أخاف أن يبدل دينكم ) ، وعن اليهود ( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ) ، وذمَّ ( الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا ) ، وعن أهل الكتاب: ( ولا يدينون دين الحق ) ، وإنما تديَّنوا بسواه. بل سمى سبحانه ما أحدثه المحرفون من اللعب واللهو ديناً فقال: ( وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) ، وقال : ( الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) .


شكرا

عمرو مصطفى 01-27-2015 02:03 PM

أستاذ ياسر علي ..
أنا مجرد مسلم عندي شيء من الثقافة الإسلامية..
ولا يجب على كل مسلم أن يكون عالماً .. بل يجب على كل مسلم أن يكون لديه علم بما هو عليه واجب.

بالنسبة لمصطلح الأديان السماوية..
فقد دخل على كلام بعض أهل العلم كخطأ لفظي ولا يقصدون
معناه والدليل ردهم على دعاة التقريب بين الأديان وبيانهم لمسألة أن الدين عند الله واحد وكلمة أديان سماوية
قد توهم أن عند الله أديان مختلفة .. والسبب في كلمة (الدين )..
فهى قد تأتي بمعنى ما يدين به الشخص من عبادات وتكاليف
قد تختلف من شرعة لأخرى .. وبين الدين أي أصل المعتقد الذي تبنى عليه الأعمال وهو التوحيد ..
لذا قال من قال من أهل العلم بمصطلح (أديان سماوية ) باعتبار الشرائع.. أي الأحكام التكليفية العملية التي يدين بها الشخص..
ولما كانت الكلمة موهمة ومحتملة فالأصل الابتعاد عنها ..وهذا ما تعلمناه من أهل السنة .. فنقول :
هناك ديانات أرضية .. ودين سماوي واحد .. وهو الإسلام ..
وهذه الديانات الأرضية تنقسم إلى كتابية (عندهم بقايا من وحي تم تحريفه) وغير كتابية كالديانات الوثنية
المعروفة ..
وبالنسبة للكتابيين فلهم معاملة خاصة حددها الشرع من جواز لأكل ذبائحهم والزواج من نسائهم
وذلك لما لديهم من كتب نزلت من السماء وتم تحريفها فصار فيها حق وباطل..
فمصطلح الكتب السماوية صحيح لأن الله بالفعل انزل كتب سماوية
بها شرائع قد تختلف لكن أصل الدين واحد في كل الكتب ..
لكن أصل الدين اليهودي والنصراني وضعي من قبل البشر .. فلم يأمر الله بعبادة المسيح من دونه
وهذا هو أصل الأصول عند النصاري .. ولم يأمر بعبادة العزيز من دون الله ولم يأمر بالتوقف عند
أنبياء بني اسرائيل والكفر بعيسى ومحمد عليهما السلام .. هذا من وضع اليهود كما أن
التشابه الذي قد يصل لحد التطابق بين الوثنيات القديمة فرعونية وبابلية ويونانية.. وبين اليهودية
والنصرانية.. أمر يعترف به حتى الغرب .. وصار جزء من النصرانية واليهودية.
فنفرق بين اتباع الانبياء والرسل بحق ومن بدل بعدهم فخرج عن دين الحق إلى دين مخترع به بقايا
من أثر الوحي .. وبين الوثنيين عموماً .. فهناك أهل الإسلام الذين أمنوا بدعوة الأنبياء كل الانبياء
ثم هناك الكفار عموم الكفار .. هؤلاء ينقسمون بحيث القرب والبعد فالنصاري أقرب لأهل الإسلام
من سائر طوائف الكفر ثم أبعد منهم اليهود وهم - أي اليهود ـ أقرب إلينا من سائر أهل الأوثان..
أرجو ان يكون الأمر قد اتضح لك .. بارك الله فيك .. ونفع بك ..

عمرو مصطفى 01-27-2015 03:35 PM

قال الشيخ صالح أل الشيخ في كتابه : المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة والرأي العام:

لفظ الديانات السماوية لا أصل له في الشريعة، ولا أصل له في كلام أحد من كلام أهل العلم، وإنما الدين السماوي واحد ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ?[آل عمران:19] وحتى بعض الخاصة بعض طلبة العلم راج عليه ما يوجد في الجرائد والمجلات وفي الإعلام الديانات السماوية الثلاثة.الدين السماوي واحد ?إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ?، ?وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ[آل عمران:75] وإنما هذه شرائع سماوية مختلفة هذه ملل مختلفة أما الدين لفظ الدين إنما هو واحد، ولا يمكن أن ينسب إلى السماء إلا دين واحد وهو دين الإسلام، أديان الله الثلاثة وليس كذلك، دين الله واحد وهو الإسلام لهذا قال جل وعلا: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا?[المائدة:48]، وقال :مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا.. يعني اليهودية المحرفة ..وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا?[آل عمران:67] وقال :هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ [الحج:78].

انتهى .

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
في الهامش من كتابه الإبطال لنظرية الخلط بين دين الاسلام وغيره من الاديان ص45 :


(( ومما شاع خطأ : قولهم : « الأديان السماوية » وإنما هو : « الدين السماوي »

ايوب صابر 01-27-2015 04:04 PM

احييكم على هذا الحوار الشيق والنفس الطويل والصبر على الحوار الموضوعي البعيد عن التشنج والانفعال.

للاسف لم اتمكن من قراءة كل شيء ولكني اتصور ان فكرة الحوار الاصلية واضحة وهي رفض كل ما ياتي من الغرب خاصة في النطاق الفكري ..وهذا الطرح مصيبة للاسباب التالية:

- ان الفكر والثقافة والحضارة عملية تراكيمة يشترك فيها الناس من كل مكان وكل امة تضيف الى هذا التراكم الثقافي شيء في الزمن الذي تشهد فيه تلك الامة ازدهارا ثقافيا وحضاريا ولذلك لا يمكن القول بأن الفكر الغربي هو ملك الغرب بل هو ملك انساني ولا يعيب احد ان يأخذ منه.

- في مرحلة زمنية معينة كان دور العرب المسلمين في المساهمة في اضافة لبنة مهمة الى صرح الثقافة العالمية والتراكم الثقافي والحضاري العالمي وذلك حينما تولى المسلمون ترجمة الفلسفة اليونانية واضافوا اليها.

-بينما كان الغرب وعلى رأسهم اوروبا يغرقون في ظلمات العصور الوسطى كان العرب المسلمون يلعبون دورا تنويريا مهما وحاسما ولم تستفق اوروبا من الظلام الا بعد ان اخذت عن فلاسفة المسلمين خاصة ابن رشد فكان فكره هو الذي اشعل النهضة.

- هناك الكثير من المؤشرات التي تشير الى ان الغرب حقق حاليا قفزة هائلة في التطور الحضاري ومن ذلك، دون حصر ، عدد الاختراعات التي تظهر يوميا في الغرب بينما يغرق الشرق العربي تحديدا وليس الهندي مثلا في ظلام اشبه بظلام العصور الوسطى ولنفس السبب الذي اوقع اوروبا في الظلام في العصور الوسطي وهي الاخذ بالنقل وتسفيه العقل وكانه تم تبادل الادوار.

- ان التطور الثقافي الغربي ليس حكرا او ملكا لهم ولولا العرب المسلمين لما وصلوا الى ما وصلوا اليه وعليه فان الاخذ مما لديهم امر طبيعي وعكس ذلك عزلة واستمرار لعصر الظلام خاصة انه لا خشية ابدا من ان يؤثر الفكر الغربي على اصول الفكر الشرقي المتين وعلى الاغلب ان الذي سيحصل هو اخذ ما هو نافع مما وصل الىه الغرب من تطور حضاري ولفظ ما هو غث وضار.

- وعلى الاغلب ان الذي سيحدث من خلال هذا التفاعل هو يقظه عربية اسلامية ستؤدي الى استعادة العرب المسلمين دورهم في التطوير الحضاري بعد ان ينهضوا من كبوتهم ومن الظلام الذي اوقعوا به انفهسم بعد ان غيبوا العقل لفترة طويلة بدأت مع موت ابن رشد.

عمرو مصطفى 01-27-2015 04:37 PM

قبل العودة للإجابة على السؤال المطروح بخصوص حياتنا الفكرية قبل الحملة الفرنسية
أنقل كلاماً للعلامة محمود شاكر من كتابه أباطيل وأسمار .. لعله يعبر عن لسان حال كل متألم على وضع أمتنا
الإسلامية بين الأمم :
«ولهذه الفصول غرض واحد وإن تشعبت إليه الطرق. وهذا الغرض هو ما قلت للأخ الصديق الأستاذ محمد عودة: هو الدفاع عن أمة برمتها، هي أمتي العربية الإسلامية، وجعلت طريقي أن أهتك الأستار المسدلة التي عمل وراءها رجال فيما خلا من الزمان، ورجال آخرون قد ورثوهم في زماننا وهمهم جميعاً كان: أن يحققوا للثقافة الغربية الوثنية كل الغلبة على عقولنا، وعلى مجتمعنا، وعلى حياتنا، وعلى ثقافتنا، وبهذه الغلبة يتم انهيار الكيان العظيم الذي بناه آباؤنا في قرون متطاولة وصححوا به فساد الحياة البشرية في نواحيها الإنسانية والأدبية والأخلاقية والعملية والعلمية الفكرية وردوها إلى طريق مستقيم علم ذلك من علمه وجهله من جهله»

عمرو مصطفى 01-28-2015 02:08 PM

النهضة العلمية للأمة قبل مجيء الحملة الفرنسية
على مصر هي من ضمن أسباب مجيء الحملة!



درج المدجنون على تلقين أبناء المسلمين في مراحل التعليم المختلفة
أن الحملة الفرنسية على مصر حفظها الله من كل كيد كانت تنويرية!!
فتحت مصر على العالم الخارجي (الغرب خصوصاً) وكانت البداية لانفتاح سائر الدول العربية والإسلامية على العالم الغربي..
لكن جاء العلامة محمود شاكر ليفجر المفاجأة المدوية عن تلك الحقبة
المنسية ..ماقبل مجيء الحملة ليكشف عن وجود نهضة علمية شاملة
اجتاحت الأمة على يد علماء أفذاذ كل في مجاله .. ففي أصول الدين
ظهر ابن عبد الوهاب لينهض بعلم التوحيد والعقيدة وينفي عن الأمة
خبث الشرك والدجل والخرافة.. وظهر الزبيدي صاحب تاج العروس لينهض بعلم اللغة العربية.. وظهر البغدادي صاحب خزانة الأدب وظهر كذلك الجبرتي الكبير نقل عنه الشيخ محمود شاكر :
((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

ثم يذكر الشيخ محمود شاكر أمراً هاماً جداً له دلالته المدوية..

قال رحمه الله ناقلاً عن تاريخ الجبرتي : (( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))
الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى لولا مجيء
حملة الفتى الصليبي الماكر بونابرطة !
والتي جاءت من أجل قمع تلك النهضة التي بدت في الأفق وتناقلتها أجهزة الاستشراق والتجسس للغرب الصليبي الذي لم ينس أحقاد الماضي .. وظل يراقب الأمة من طرف خفي .. حتى إذا لاحت عليها بوادر نهضة ما جاء ليقضي عليها..
جاء بونابرت المتنور (وهو ماسوني من الدرجة33 ) لينسف المكتبات ويسرق المخطوطات ويقتل طلاب العلم وليغير شريعة
البلاد بقوانينه الوضعية والتي من أجلها جلب المطابع !
كان الهدف محو الهوية الإسلامية ومسخها بهوية غربية .. أي تدجين الأمة ليسهل فيما بعد استعبادها ..
جاء بالعلماء لينبشوا في أثار الأمم السابقة على الإسلام كي يسهل ذبذبة المصريين المسلمين بين عقيدتهم وبين عقائد أجدادهم الأقدمين الوثنيين ..
ومن هنا نفهم سر دعوة الماسوني جمال الدين الأفغاني
فيما بعد لعوام الشعب بأن يثوروا على كل الغزاة الوافدين حتى العرب المسلمون وأن يعودو إلى أصولهم الفرعونية ..
تاريخ طويل ومرير غفل عنه كثير من أبناء هذه الأمة ..وضع عليه الشيخ العلامة محمود شاكر مبضع الجراح الحاذق ليستأصل به ورم التغريب الخبيث من بين لحم ودم هذه الأمة..ولحمها ودمها دينها و تراثها ..

ياسر علي 01-28-2015 04:36 PM

الشكر للأستاذ أيوب صابر على المداخلة و المتابعة لهذا الموضوع الذي يكتسي أهمية بالغة جدا ، و نحن هنا إذ نتحاور فنحن لا ننفي المقصد الشريف والنية الحسنة لكل المتدخلين ، بل نريد من الموضوع أن يكون موسعا قدر الإمكان و تظهر الصورة كلية و ليس بعضا من الصورة فقط ، و هذا بالضبط ما جعلني أدخل إلى الحوار ، فمن السهل أن يأتي الفرد بوجهة نظر واحدة و يبني عليها موضوعا لكنه يبقى رؤية خاصة ، و الحوار من حسناته أنه يبين المواقف و يبحث عن أسباب المواقف ، و يقرأ النتائج ، بعيدا عن التوغل في الطائفية أو المذهبية أو تقديس الرأي الذي ينجم عنه بعض التشاحن ، الذي ننأى بهذا المنبر أن يكون موطن تنازع و تنابز ، فهذا المنبر شهادته الأسمى الاعتدال و الابتعاد عن شخصنة الحوار أو السعي لاطلاق أحكام قيمة ، فمهما بدا فيما تقدم من وجود بعض الاختلاف الطبيعي في الرأي فهذا لا ينفي المقصد الشريف لكل المتدخلين . فكلنا في الأخير مسلمون لنا غيرة على أمتنا .
من حق أي شخص أن يتبنى موقفه الذي يراه سالما ، لكنه أيضا يحاول قدر الإمكان أن يبتعد عن رجم اجتهادات الآخرين إذ لكل اجتهاد في زمن معين ظروفه التي يصعب استحضارها كليا .
الآن وصلنا إلى صلب الموضوع الأساس ، و هو قراءة مرحلة مهمة من تاريخنا الذي نعتز به و إلا كنا من أهل العقوق ، كل هؤلاء الذين حاولوا في تلك المرحلة لهم نصيبهم من الصلاح و لهم نصيبهم من الأخطاء ، و ليسوا على كل حال من أهل العصمة ، فلذلك أرجو أن تكون المداخلات مركزة جيدا لعلنا نصل في نهاية الحوار إلى بسط الموضوع بكثير من المهنية ، و بما أمكن من الحيادية ، و اجتناب الأحكام المطلقة ما لم يكن ذلك ضروريا . و بذلك نكون قد وضعنا هنا وثيقة مرجعية يرجع إليها من يبحث في الموضوع ونسأل من الله التوفيق والسداد .

و الشكر يبقى للأستاذ عمرو مصطفى على اختياره للموضوع وتنشيطه بمداخلاته القيمة .

ياسر علي 01-28-2015 06:13 PM

في لحظة وفاة الشيخ محمد عبد الوهاب كان المغرب قد تولى فيه الملك " المولى سليمان " الحكم و عمره إذ ذاك 25 سنة ، وكان فقيها عالما ، و توفي قبل احتلال الجزائر أي في سنة 1822 للميلاد ، و قضى في الحكم حولى 32 سنة أي أنه عاصر الحركة الإصلا حية لمحمد بن عبد الوهاب و كذلك الحملة الفرنسية على مصر ، فوحد البلاد وأخضع القبائل التي ثارت على الحكم المركزي إثر تنازع أفراد من العائلة الملكية الحكم .
خلاصة القول في الإصلاح الديني للملك سليمان ، فمنذ توليه الحكم كان مهتما بالإصلاح الديني نظرا لكونه عالما بشؤون الدين وكان الأقرب من أبيه الذي كان بدوره عالما فنجد في نص البيعة التي كتبها علماء "القرويين " جامعة بفاس ما يلي :" .... فتى نشأ في عفة و صيانة، و مروءة و ديانة، و عكوف على تحصيل العلم الشريف..." وكان يحضر الدروس في جامع القروين بل له العديد من المؤلفات .

وكان الملك السعود بن عبد العزيز وجه رسائل إلى ملوك الدول الإسلامية يبين فيها و يدعوا فيها إلى تبني الدعوة الإصلاحية في عام 1226 للهجرة و كان محمد بن عبد الوهاب قد توفي وقتئذ 1206هجرية ، فكان من الملك سليمان يرحمهم الله جميعا أن أرسل علماء المغرب يتعرفون على الدعوة الإصلاحية في وفد ذهب لحج بيت الله الحرام برئاسة
القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي . و تضمن أيضا الفقيه أبو الفضل العباسي بن كيران . والفقيه المولى الأمين بن جعفر الحسيني الرتبي. والفقيه محمد العربي الساحلي . فاستقبلوا من طرف الملك المصلح و أضع هنا نصا في الموضوع عن هذا اللقاء في كتاب الاستقصا : "
"وبلغنا أنكم تمنعون من زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة سائر الأموات مع ثبوتها في الصحاح التي لا يمكن إنكارها، وقال: معاذ الله أن ننكر ما ثبت في شرعنا. وهل منعناكم أنتم لما عرفنا أنكم تعرفون كيفتها وأدبها؟ وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالإلوهية ويطلبون من الأموات أن تقضي لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية "

ولما رجع وفد العلماء و أثبتوا للسطان أن الحركة الإصلاحية هي من صميم السنة كتب رسالة في الموضوع وتبنى جوهر الدعوة الإصلاحية مع اختلاف الأسلوب . حيث ركز كثيرا على الإصلاح التربوي

يقول الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله مجملا ما قالته المصادر التاريخية في هذا الباب في العبارات المركزة التالية :
«ولم يفته –أي المولى سليمان- دعم النشاط الثقافي، بتشجيع العلماء، وبناء نحو ثلاثين مدرسة بالحواضر والبوادي، وجلب المؤلفات من الشرق، والإسهام شخصيا في حركة التأليف والتكوين العلمي، فحفظ أشعار العرب، مع صحاح الحديث وأمهات الكتب، تركيزا للملكة العلمية، بدلا من الانكباب على المختصرات التي تحجز الفكر، وكان من دعاة السلفية التي تستمد من الكتاب والسنة تلك الإشراقة اللماعة التي تطبع الروح الإسلامية ببساطتها ونصاعتها وصفائها».

فمن هذا الجانب كن مطمئنا أستاذي الفاضل ، فلا أحد ينكر دعوة الإصلاح ، لكن لماذا احتاجت الأمة إلى الإصلاح هنا ستعرف ما بلغته الأمة يومها من اضمحلال لبناتها وهيكليتها .

المولى سليمان إيمانا منه بالإصلاح داخل البيت طبق سياسة الاحتراز ، و قاطع الغرب و خاصة الفرنسيين الذين كانوا يستعدون لغزو المغرب و تمركزت جيوشهم في إسبانيا ، فأغلق البلاد في وجه أوربا و تجارها و بضائعها و أوقف تصدير المنتجات المغربية إليها .

يتبع .

ياسر علي 01-31-2015 12:47 AM

جاءت المحاولة الثانية للإصلاح في المغرب عقب تولي السلطان مولاي الحسن الأول الحكم في 1873 للميلاد 51 سنة على وفاة المولى سليمان ، هذه الفترة عرفت احتلال الجزائر في سنة 1830 كحدث قوي زلزل المنطقة بأكملها و أبان عن الضعف الهائل الذي يعتري الأمة ، فاضطر المغرب للحرب نصرة للأمير عبد القادر الجزائري الذي تربطه علاقة بيعة بالسلاطين المغاربة عندما هاجمته فرنسا عام 1844 ، وكان هذا التاريخ مفصليا حيث انهزم المغرب أمام فرنسا هزيمة مدوية ، أشرت على الفارق الكبير بين القوة شمال المتوسط و جنوبه ، فإذا كانت معركة واد المخازن أجهزت على القوات البرتغالية في عهد عبد الملك السعدي و اكتسب المغرب مهابة كبرى أخرت الأطماع الاستعمارية ، فمعركة إسلي كشفت عن تغير موازين القوى بين الماضي والحاضر ، هذه المعركة أبانت عن عدم نجاح السياسات الإصلاحية التي انتهجها المغرب ، وفرضت شروط قاسية على المغرب وقتها في معاهدة للامغنية ، منها تعوضات قاسية و عدم مساندة المقاومة الجزائرية واقتطاع أجزاء من أرضه كما اضطر المغرب أيضا إلى توقيع معاهدة مع اسبانيا بشروط مجحفة بعد هزيمته في حرب تطوان أمام اسبانيا 1862 .
في المحاولة الإصلاحية الثانية التي تمتد من هزيمة تطوان قام المغرب بإرسال بعثات إلى العديد من الدول و قام بتحديث الإدارة و الجيش و حاول السلطان تدارك الفارق بين المغرب و أوروبا الاستعمارية لكن الشروط المجحفة في المعاهدات أدت إلى السيطرة على اقتصاد المغرب و هذا ما أدى به إلى الوقوع تحت نظام الحماية الإستعماري في 1912 .

خلاصة القول :
محاولات الإصلاح الأولى : كان الجزء الأكبر منها متوجها إلى الإصلاح الديني .
محاولة الإصلاح الثانية غلب عليها الطابع العسكري والتقني و محاولة تحديث الإدارة .


بعجالة هذه أهم محطات الإصلاح في المغرب قبل استعماره .

وفي الجزء الموالي سأحاول أن أتناول تقهقر الدولة العثمانية . لكن قبل ذلك لي بعض الملاحظات حول مداخلتك .

ورد النص التالي في مداخلتك :

((الجبرتي الكبير كان فقيها حنفياً كبيراً نابهاً عالماً باللغة، وعلم الكلام، وتصدر إماماً مفتياً وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ولكنه في سنة (1144هـ - 1731م) ولى وجهه شطر العلوم التي كانت تراثاً مستغفلاً على أهل زمانه، فجمع كتبها من كل مكان ، وحرص على لقاء من يعلم سر ألفاظها ورموزها، وقضى في ذلك عشر سنوات (1144- 1154هـ)، حتى ملك ناصية الرموز كلها، حتى النجارة والخراطة والحدادة والسمكرة والتجليد والنقش والموازين، وصار بيته زاخراً بكل أداة في كل صناعة يستفيدون من علمه، ومارس كل ذلك بنفسه ..))

هذا النص يجيب بالطبع عن الحالة التي كانت عليها الأمة في تاريخ الجبرتي الأب إذ يؤكد بشكل صريح أن الأمة أهملت العلوم ، فحاول إحياءها .

النص الثاني :
(( وحضر إليه (أي والده الجبرتي الكبير) طلاب من الإفرنج وقرأوا عليه علم الهندسة، وذلك في سنة (1159هـ - 1746م) وأهدوا إليه من صنائعهم وآلاتهم أشياء نفيسة، وذهبوا إلى بلادهم ونشروا بها العلم من ذلك الوقت وأخرجوه من القوة إلى الفعل واستخرجوا به الصنائع البديعة مثل طواحين الهواء، وجر الأثقال، واستنباط المياه، وغير ذلك))

هذا النص يؤكد على حقيقة المجتمع المعرفي و العلمي في الغرب ، فهم يبحثون عن العلوم كيفما كانت وأنا وجدت ، كما يفعلون إلى اليوم وهم الذين يستغلون طاقاتنا وكفاءاتنا بينما لا نزال ننقاش هنا ، أنأخذ منهم أو ننغلق .



تقول نقلا عن الشيخ محمود شاكر :

"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "

هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .


وشكرا

محمد جاد الزغبي 01-31-2015 04:17 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحييكم جميعا أولا على النقاش المثمر ..
ولو أنى لاحظت فى بعض الأحيان أن الحوار يتشعب خارج نقطة النقاش الرئيسية ,,
وحتى لا يطول الخلاف فى نقطة التقدم التكنولوجى والتى هى جزء بسيط من التقدم الحضاري فنقول
أن التقدم التكنولوجى ليس فيه مجال للصراعات الحضارية أصلا حيث أن مختلف الحضارات تدين لبعضها البعض فى التقنية والتقدم العلمى ومن العبث ــ كل العبث ــ اعتبار التقدم التكنولوجى تقدما حضاريا فى المجمل بغض النظر عن الجانب الفكرى ,
كما أنه من العبث أيضا المقارنة ومحاولة التفاضل على أساس التقدم التكنولوجى , لأنه كما سبق القول هو أدوار متبادلة عبر التاريخ فكما تقدم الأوربيون فى البداية قبل الإسلام ثم انتكسوا جاء العرب بالإسلام فتقدموا وأهدوا الغرب بالمقابل أساسيات علمية لا زالت قائمة لليوم فى الطب والفلك وعندما تراجع التقدم العلمى العربي تقدم الغرب فقدم لنا المستجدات العلمية .. وهكذا دواليك

فرجاء لا داعى للإغراق فى تلك النقطة فهى دائرة مفرغة

أما أصل النقاش ..
فهو المعنى الحقيقي للحضارة والمقصود به التقدم الفكرى والعقائدى والأدبي , فهذا هو المقياس الباقي منذ آلاف السنين , وهذا هو ما تتفاخر به الأمم
ووجهة نظرنا قائمة على أن الحضارة الإسلامية الفكرية تبز غيرها فى هذا المجال , ليس فقط بسبب نزول الإسلام فى أرضها وانتشاره منها ــ فهذه هبة إلهية ــ ولكن لأن المسلمين قدموا تراثا فكريا على مبانى الكتاب والسنة يعتبر أكبر موروث حضاري للبشرية كما وكيفا

ونقطة خلافنا الرئيسية مع من يناصر الفكر الغربي من المسلمين والعرب أنهم مسخوا أنفسهم بالفكر الغربي واعتبروا أنفسهم سفراء للتغريب فى بلادنا منذ القرن التاسع عشر ..
ولهذا فهنا لفت نظرى قول الأخ ياسر على ..
اقتباس:

"الحقيقة المدوية يا سادة أننا كنا قاب قوسين أو أدني من محازاة
النهضة العلمية في الغرب في وقتها .. وكدنا نتساوى "
هذه جملة مبالغ فيها بل هي مجرد تمني ، و لا يوجد ما يعززها في الواقع من القرن الثامن عشر بل قبله إلى اليوم ، فالجامعة في أوروبا بدأت فيها العلمية في القرن السادس عشر . بينما لم نعتمد نحن الجامعة الحديثة إلا في أواخر القرن التاسع عشر مع محمد عبده و الأفغاني .



فهو يعتبر النهضة بدأت مع محمد على والأفغانى ..
ولا أدرى هل تقصد النهضة العلمية أم الفكرية
فذكرك للأفغانى ومحمد عبده يشير للجانب الفكرى ولهذا سأرد فى تلك النقطة
ففي الوقت الذى تعتبر فيه الأفغانى وعبده علامة للنهضة الفكرية أعتبرهما ــ وفق مقياس المفكرين المسلمين المشتهير المتصدين للتغريب ــ من علامات تراجع النهضة الفكرية الإسلامية

والحقيقة وبدون الخوض فى التفاصيل أحب أن أنبه لمشكلة عويصة جدا نقع فيها نحن الشباب من المثقفين
هذه المشكلة هى أن كثيرا منا تأثر بشدة من حملات الإعلام الضخمة منذ الستينيات والتى روجت بشكل مبالغ فيه لثقافة العلمانيين والعصرانيين الذين أحيوا فكر المعتزلة
وتمت صناعة المسلسلات والأفلام والألقاب المفخمة لبعض الشخصيات التى قد لا تساوى مثقال ذرة فى الفكر أو العلم كسلامة موسي مثلا ومثل نصر أبو زيد أو فرج فودة !
أو قد تروج للمبتدعة ومقلدى المستشرقين مثل طه حسين وأحمد لطفي السيد وهكذا سمعنا من يقول عن طه حسين أنه عميد الأدب وعن لطفي السيد أنه أستاذ الجيل وعن محمد عبده أنه الأستاذ الإمام وهكذا وهكذا !!
مع أنك لو سألت واحدا ممن يرددون هذه الألقاب لهؤلاء الناس عن كتاب واحد أو مؤلف واحد له أثر فكرى فلن تجد منه إجابة على الإطلاق
والسبب الرئيسي أن المرددين من الشباب مجرد مقلدين لم يقرئوا لهؤلاء الناس أصلا
وأكاد أجزم أنهم لو طالعوا فكرهم لتراجعت وجهة نظرهم تماما لأن فكر هؤلاء القوم مرفوض رفضا باتا من كل صاحب عقيدة سليمة

وفى نفس الوقت الذى روج الإعلام فى مصرنا لطه حسين والأفغانى ومحمد عبده قام بإهمال أبطال الفكر الإسلامى الحقيقي وردم سيرتهم حتى جهلهم سائر المثقفين كبارا وصغارا إلا قلة بسيطة نقبت وفتشت فقرأت لهؤلاء العمالقة مثل محمود شاكر وشقيقه العلامة أحمد شاكر والشيخ الشنقيطى ورشيد رضا وغيرهم

الخلاصة ..
أرجو من الأخ ياسر على أن يعيد التفكير فى مسألة تقليد التعظيم لأسماء دأب المتغربون على تعظيمها كما أدعوك أخى الحبيب ياسر أن تتأمل فى طبيعة أولئك الذين يؤيدون أفكار محمد عبده وطه حسين وأمثالهم
لو أنك تأملتهم ستجد أنصارهم من عتاة العلمانية فى مصر مثل جابر عصفور وعبد المعطى حجازى وفرج فودة ومن على دربهم ..
النقطة الثانية :
أنت تقول بأن محمد عبده والأفغانى لهم نهضة فكرية فهل لك أن تسرد لى فى نقاط مختصرة إنجازات فكر محمد عبده مثلا وتخبرنى عن الأفكار التى كان يدعو المسلمين أن يطبقوها ؟!
وهل أنت مع هذه الأفكار أم لا ..

ابو ساعده الهيومي 01-31-2015 12:00 PM

الاساتذة الافاضل
بعد ان قراءت محاورتكم والتي قدمت لي الكثير خطرت على بالي هذه التسالات والتي قد تقدم شيء ولو بسيط للموضوع
1-هل الغرب وماوصل اليه من فكر وانجاز كان القصد منه محو الثقافات الاخرى ومحاربتها او هي محاوله جادة للبحث عن طريق يعيش فيه الجميع بسعادة وامان ؟
2- ولماذا الشرق حاول تقليد حضارتهم رغم مالديه من تراث انساني عظيم ؟
3- لقد افتخر الصيني --- سكان الهلال الخصيب --- المصريون --- الاغريق --- الرومان --- المسلمون --- سكان شبه جزيرة ليبريا --- "من قبل ولم يحسوا بهذا الشعور الان "" !!
ا4- هل الحضارة حطت الان رحالها في الشمال لانها تبحث عن تربه وهواء ينسجم معها ؟
5- وهل تغادر ولن تتردد اذا تلوث هذا الهواء او هذه التربة !!؟

ياسر علي 02-01-2015 02:27 AM

أهلا بالأخ أبو ساعدة الهيومي .

حقيقة أثرت مجموعة كبيرة من النقاط ، وهنا لا نقدم إجابات مطلقة عن أي سؤال بل نقدم قراءة للحدث أما الإجابة في الأخير هي رأي يحتمل الصواب والخطأ في قضايا الفكر .

الغرب فيه مفكرون من كافة الأصناف ، و إن تحدثت عن الهدف الأسمى لما يؤطر السياسة الغربية هو الحفاظ على هيمنتها على العالم بكل الطرق المتاحة و منها كسر شوكة كل الحضارات المنافسة و من بينها الحضارة الإسلامية .

الشرق ليس فيه مقلدين فقط ، بل فيه كل الأصناف لكنها تفتقد الحد الأدنى من الالتزام بمشروع و رؤية واضحة لصياغة خطة العمل .

الشعور بفخر الانتماء لا يمنع النقد الذاتي ، دون أن يتحول إلى جلد الذات و طمس الهوية و اعتبار الذات عاجزة .

الحضارة الآن في مفترق طرق و العالم مقبل على تحولات و تطورات و نقلات نوعية أخرى ، نتمنى أن يكون للأمة موطئ قدم حقيقي في هذه التحولات .

هذا رأيي البسيط و شكرا على مساهمتك و شكرا على المتابعة .

ياسر علي 02-01-2015 03:38 AM

أهلا بالأستاذ محمد جاد الزغبي سعيد بمتابعتك للموضوع و الحوار . و مما لاشك فيه أن حضوركم يقدم إضافة قيمة و ننتظر بشغف كبير مداخلاتك في جوهر الموضوع .

ردا على طلبكم التالي : " أرجو من الأخ ياسر على أن يعيد التفكير فى مسألة تقليد التعظيم لأسماء ..."

أما إن كان المقصود بالتعظيم هو ذكر محاسن الشخص و الجانب المضيء من شخصيته و فكره و عمله ، فهذا يصعب أن أحيد عنه و خاصة إذا كان من أهل الإسلام .

أما إن كنت تقصد بالتعظيم هو جعله في مرتبة المقدس فتلك منزلة لا يستحقها إلا من وضعه الله تعالى في ذلك المقام و أنبأنا بأن ذلك هو موضعه .

جاء في مداخلتك أيضا :

"لو أنك تأملتهم ستجد أنصارهم من عتاة العلمانية"

ربما أنت ترى الأمر على هذا النحو لكن حسب علمي المتواضع فقد أقر لهم أشخاص آخرون بمنزلتهم ليسوا بالضرورة علمانيين .

فهذا علال الفاسي يقول : " ولكن عبده وشيعته كانوا جديرين بالمهمة التي اضطلعوا بها، والرسالة التي اختارتهم حيوية الأمة الإسلامية لأدائها، ولئن كانوا قد وقعوا في بعض الأغلاط، أو خرجوا عن الجادة في بعض الأحيان، أو جروا بعض الذين لم يفهموا غاياتهم عن الانحراف عن الطريق، فإن ذلك لا ينقص من قدرتهم، ولا يغير شيئا من قيمة العمل العظيم الذي قاموا به في خدمة الإسلام والمسلمين في هذا العصر، الأمر الذي يرفعهم لمستوى علماء الإسلام المجددين وقادة فكرة المصلحين."

و يقول محمد الفاسي : " اما تلميذه الشيخ الإمام محمد عبده فإليه يرجع الفضل، مباشرة في هذه اليقظة العامة التي شملت كل البلاد الإسلامية والتي عمل على نشرها تلامذته وهم كثيرون وقد برزوا في كل الميادين العلمية والأدبية والسياسية وعلى رأسهم من حيث التخصص للدعوة الإصلاحية وحاربة الاستعمار الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله. الذي كان ارتباطي الروحي بهذه المدرسة الإصلاحية بواسطته."

هذا عن المغاربة أما بلاد المشرق فلا يخفى عليكم رأي سليم العوا أو رأي الغزالي .

يتبع

عمرو مصطفى 02-01-2015 10:36 AM

كالعادة تتردد الأسئلة .. وتتكرر المحاولات لوضع المتحاور على المحك
لكن هناك من يحب الإجمال في موطن التبيين والتعميم في موطن التخصيص والعبارات الموهمة (العائمة)
بعيداً عن الواضحات ..
لقد لخص لكم الاستاذ محمد جاد نقاط النزاع .. لكن تبقى الحيدة هى ديدنكم..
لذا فقراري هو الاسترسال في صلب الموضوع دون الالتفات إلى نقاشات
جانبية خارجة عن صلب الموضوع..
وجزى الله الأستاذ محمد جاد خيراً على مشاركته القيمة..
فهو يقول موجها سؤالاً واضحاً : أنت تقول بأن محمد عبده والأفغانى لهم نهضة فكرية فهل لك أن تسرد لى فى نقاط مختصرة إنجازات فكر محمد عبده مثلا وتخبرنى عن الأفكار التى كان يدعو المسلمين أن يطبقوها ؟!
وهل أنت مع هذه الأفكار أم لا ..

أقول :
بارك الله فيك .. لكن هل تنتظر إجابة على هذا السؤال دون أن ترصد جائزة تشجيعية لمن يجيب؟!


بالنسبة للموضوع الرئيس .. تكلمت عن مصطلح المدجن .. وأنواعه وكيفية التعامل مع كل نوع
بحسب نسبة التدجن التي وصل إليها .. ثم التأصيل لمسألة التدجين منذ بداية الخلق وبيان المهمة و
الغاية.. ووصلنا إلى مرحلة تاريخية مهمة هى كيف كانت بداية الغزو الفكري .. ومن هم زعماء ورؤساء
تلك
المرحلة والقادم إن شاء الله هو المزيد من كشف لهذه المدرسة التغريبية مع بيان العلاقة الوثيقة
بين تلك المدرسة العقلية العالمانية وبين أختها في الرضاع ( الجماعات الإسلامية )
لعل البعض يفهم ولا يستدل بكلام هؤلاء في نصرة ومدح هؤلاء وهو لا يدري أن المرضعة واحدة!
والمرضعة ههنا ولأول مرة في التاريخ مرضعة ذكر! .. اسمها (جمال الدين الأفغاني..)



ياسر علي 02-02-2015 02:04 PM

قبل أن أجيب عن سؤال الأستاذ محمد جاد الزغبي الذي كرره أيضا الأستاذ عمرو مصطفى . أود أن أضع تعريفا مبسطا حول الفكر و التفكير و الأفكار .

فالتفكير هو نشاط عقلي واع فيه حركية المعرفة ، فعندما نقول يفكر فهو بحث عن حل لمشكل معين فهو بالضرورة تحريك للمعرفة ، و هذه القدرة على تحريك المعرفة قد تكون بطيئة عند البعض و سريعة عند الآخر ، وهنا تأتي قيمة الذكاء ، وهي قدرة على تسريع التفكير المنطقي ،" تركيب متواليات لغوية مستجدة باستعمال الرصيد المعجمي الموجود في الذاكرة على سبيل المثال" ، و يختلف التفكير عن الاسترجاع المرتبط أساسا بالذاكرة ، أو المعرفة في حد ذاتها ، فالذاكرة هي حفظ معلومة و القدرة على استرجاعها ، والتفكير هو قدرة توظيف المعلومة للوصل بها إلى نتيجة معينة .
العقل يشمل هذه القدرات مجتمعة وأخرى كالحدس الذي هو قدرة على توجيه الفكر نحو السبيل الأمثل ، المؤدي إلى استعادة التوازن النفسي إثر القلق الذي تحدثه المشكلة العارضة ، فالعقل هو القادر على إعطاء الإشارة على تحقق الهدف من الفكر و انسجامه مع باقي مكونات مكونات النفس . وهي معادلة مستمرة لا تتوقف . فالنتيجة تصبح مرة أخرى معرفة و تتجدد عملية الفكر في مشكل آخر وهكذا ...

هل الأفكار الإنسانية مطلقة أو هي معرفة يقينية طبعا لا ... هل تحمل صوابا مطلقا طبعا لا ... و هل يجب أن تكون للفرد معرفة يقينية نعم و إلا أضحى وجوده فارغا و يحوم حول متاهة .

الله تعالى زودنا بالمعرفة اليقينية التي تعد صلبة قوية تتمثل في الوحي قرآنا و سنة . فكلما تم استحضارهما بالشكل الأمثل جاءت مخرجات العقل سالمة و أصبحت كل العمليات الذهنية التي يقوم بها العقل منسجمة إلى درجة قصوى ، و سهل الوعي بها والمتمثل في استبصار البنية الكلية ، أو الفهم و الإدراك ، وكلما تم إغفالها كانت المخرجات بعيدة عن الحقيقة الإيمانية ، فتحدث الأخطاء ، وهذا ما يجعل العقل الغربي في بعض الحقول الفلسفية يصل إلى نتائج غير عاقلة بخصوص الوجود وحتى بعض القيم ، لأنهم يبحثون خارج المعرفة اليقينية و ليس هناك بعد الهدى إلا الضلال ، لكن في علوم التسيير و التدبير و تطوير أساليب التفكير و تطوير أساليب التربية و الاعتماد على علوم الإحصاء و الفضول المعرفي و تنشيط العقل فهم أكثر منا بسنوات .

لماذا لأننا اكتفينا بالمعرفة اليقينية ، و ما يحوم حولها من أثر الأولين الذين لن ننفي عنهم أنهم صاغوا اجتهاداتهم باستعمال عقولهم المجتهدة ، وأصبحنا بعدهم غارقين في الحفظ و التخزين في الذاكرة ، فأصبح حتى الشعر كما اجتهد فيه الأولون هو الشعر و فقط و نفينا على أقوامنا أي صياغة أخرى في التعبير عن المشاعر بلغة راقية أن نسميه شعرا ، فهذا التشبث باجتهادات الأولين و وضعه في خانة المعرفة اليقينية ، هو ما شكل سياجا حقيقيا أمام الإبداع و تطوير الأنساق الفكرية و تطوير تجويد المخرجات الإبداعية ، و كلما ازدادت مساحة المعرفة اليقينية يتم حصر مجال الإبداع فتنشط ملكات الذاكرة و الاسترجاع بصفة أكبر ، فتقتصر مهمة العقل على التطبيق ، أي تطبيق للمعرفة السابقة على الوضع الراهن بأي طريقة من الطرق . فعندما نتحدث عن النصوص الإبداعية مثلا ، فهي تشكل متواليات لغوية في أساليب جديدة و في إيقاعات جديدة ، فلو أخذنا القصة القصيرة جدا أو حتى القصة القصيرة ، فهي تعبيرعن تطور في السياق السردي أي ضغط النص السردي الذي كان يمتد صفحات عدة ، والإكتفاء بعدد محدود من الكلمات التي توحي كل كلمة منها بموضوع شاسع ، فلا يعمل الكاتب إلا على حشد مجموعة من الكلمات الدالة على حقول معرفية معينة أو دالة على أحداث تاريخية و غيرها ليعطي في الأخير في جمل قليلة موضوعا واسعا جدا ، فالاختزال هنا و التكثيف أو الضغط ، لم يقتصر على التوظيف اللغوي ، فحتى الخزانة الكبيرة والضخمة أصبحت مضغوطة في أقراص صغيرة ، و حتى الرسالة التي كانت تمد صفحات أصبحت رسالة قصيرة في الهاتف ، يعني بالضرورة هناك نزوع معين إلى تطوير أساليب و طرق التواصل وهذه حصيلة طبيعية للمجتمع المعرفي و المدني .

يتبع

عمرو مصطفى 02-02-2015 03:44 PM

الأفغاني صانع المورلوك والإيلوي!


سنقوم الأن بكشف اللثام عن سر الانسجام الذين يعلو أحيانا ويخفت أحايين ..
بين المدرسة الليبرالية العالمانية وبين المدرسة الإسلامية الحزبية الحركية ..
والسر في موسوعة جماعة الإخوان ..

من مقالة ( الحال العام و المناخ قبل نشأة الإخوان في مصر ) من الموقع الإخواني ( ويكيبيديا الإخوان المسلمين )
( جماعة الإخوان المسلمين إنما هي امتداد لعدة تيارات إسلامية، ووطنية سبقتها، فكانت قمة بلورة هذه التيارات في جماعة الإخوان، على صعيد الفكر، أو على صعيد الحركة، أو على صعيد التنظيم، أما أهم هذه التيارات فهي:
الأول: تيار الجامعة الإسلامية.
الثاني: تيار الحزب الوطني كما عبر عنه "مصطفى كامل"، و"محمد فريد" و"عبد العزيز جاويش".
الثالث: التيار التجديدي كما عبر عنه "جمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" و"رشيد رضا"، وبعض شيوخ الأزهر )
ومن نفس المقال نقرأ : ((وعندما يتكلم الدكتور "محمد عمارة" عن مشروع النهضة الذي قدمه الإمام الشهيد "حسن البنا" يقول: إن أبوة، وإمامة، وريادة "حسن البنا" لهذا الإحياء الإسلامي المعاصر إنما تمثل الحلقة المعاصرة في سلسلة الإحياء الإسلامي الحديث، إنها مرحلة متميزة في "الكم" و "الكيف" ولكنها امتداد متطور لمرحلة "النشأة" و"التبلور" التي تمثلت في " الجامعة الإسلامية التي ارتاد ميدانها، ورفع أعلامها "جمال الدين الأفغاني" ( 1254-1314 هـ= 1838-1897م ) والتي كان الإمام "محمد عبده" ( 1266 - 1323 هـ = 1849- 1905م ) مهندس تجديدها الفكري، كما مثل الشيخ "محمد رشيد رضا" ( 1282- 1354هـ = 1865-1935م) الامتداد الذي أسلم أمانتها إلى "حسن البنا" الذي انتقل بها إلى هذا "الكيف" المعاصر الذي تعيش فيه ))
وإذا عدنا للكلام السابق عن الأفغاني وتلونه بحسب المكان والزمان سنفهم سر هذا الكم المتناقض من التلاميذ
الذين حملوا فيروس الأفغاني .. ولنعلم أن كل تلك التيارات التي قد تختلف ظاهراً هى مجرد وسيلة لتعبيد الطريق
الفاصل بين المستعمر (المستخرب) وبين أوطانهم الإسلامية.. سواء بقصد وسوء نية من البعض
أو جهل و(هبل) البعض الأخر.
فكما يحتاج مربي الماشية في مزرعته للماشية المدجنة فهو بحاجة أيضاً لكلاب
حراسة مدجنة ..
لكن ليس الهدف ههنا الحراسة بل الهدف نشوب صراع وهمي بين الماشية والكلاب
النابحة والكل داجن ياعزيزي في نهاية الأمر .. والهدف تمزيق الأوطان وتقطيع أوصالها بتغريب
بعضها وبتوحش البعض الأخر تكفيراً وتقتيلاً..
عقدة هربرت جورج ويلز في روايته الخيالية ألة الزمن ..
المورلوك والإيلوي.. مع اختلاف الأسباب والمسبب ..
لكن تبقى الطائفة التي لا يخلو منها زمان والتي تأبى أن تكون في معسكر الإيلوي
الخانع أو معسكر المورلوك التكفيري الذباح .. هم خارج نطاق ذلك العالم الصناعي
منعدم الشعور .. معدوم الوحي ..

ياسر علي 02-03-2015 01:07 AM

أهلا بالإخوة الأفاضل ، عفوا ليس هذا ما كنت أتمناه في الحوار ، كنت أبتغي مناقشة محور التدجين كما سماه الأستاذ عمرو مصطفى ، من خلال مناقشة صلب الموضع ، و ليس لتغليب طائفة على طائفة أريد مناقشة الأفكار لا غير و لا أكثر .

لن أحاكم تيارا كيفما كان نوعه و خاصة إذا كان مسلما ، و لم أتعود على هذا ، ربما أناقش فكرة معينة و أبدي اختلافي معها ، أنا أحب الشخص السلفي و الشخص المسلم الحركي و الشخص الوطني ، و لن أكره العلماني ما لم يعتد على حرمة الدين . أتفهم الخلاف السياسي بالنسبة لمن يمارس السياسة فهو أدرى بالمعطيات مني التي من خلالها يتخذ موقفا سياسيا ، أتفهم وجود صراع في الأمة و لكن مهما بلغ الصراع فلن أساهم في تعميقه .

لذلك ربما سأنسحب من الحوار مع احترامي لكل الآراء ، وشكرا على تفهمكم .

تقديري لكل الأساتذة المشاركين .

عمرو مصطفى 04-18-2015 01:18 PM

ومازال للمدجنيين مجال في منابر ثقافية ..
مدجن ينكر على إخوانه المدجنيين .. يقول : نوع العلف الذي تأكلونه عفا عليه الزمان يا إخوان !..
أنتم متحجرون وجامدون !.. لابد من النظر بعين التجديد للعلف !.. وكذلك لمن يعلف !..
صحيح .. خذوا الحكمة من أفواه المدجنيين ...

ياسر علي 04-18-2015 08:45 PM

يبدو أنك صدقت نفسك أنك أستاذ فعلا يا أستاذ عمرو مصطفى ، بحثت عن جملة مفيدة في موضوعك الذي نقل إلى المنبر الإسلامي فوجدته مقاربة غريبة للموضوع ، قرأت موضوعك حول فلسفة الطاقة فلم استزد منه شيئا سواء تعلق الأمر بحكمة لاوتسو أو كنفوشيوس أوالفلسفة الداوية عموما ، أو حتى مذهب الهنادكة ، بل وجدتك ككاتبه ربما يكبركما الموضوع أضعافا مضاعفة ، و لو يتجاوز الناس هنا حدود اللياقة لاسمعوك كما تسمعهم من الأراجيف أبلغ مما يحتمله ميزان التهافت الذي قرت عليه إبر منطقك . لكن الناس تبحث عن لب الأشياء ، و تبتعد ما أمكن عن مواطن الظلال فليس بعد النور إلاّ الضلال .

عمرو مصطفى 04-19-2015 02:42 PM


مجرد توضيح ..
المشاركة الأخيرة كنت أعلق بها على مدجن وصل تدجينه للدرجة الأولى مكيف!
لم أقصد بالتعليق صاحب الثارات ..
فالعائد بعد الانسحاب قد فرغ منه في هذا الموضوع من قبل والحمد لله رب العالمين ..
كما أن الضرب في الميت حرام كما هو معلوم ..
لكن لأن المشاركة الأخيرة تلت أخر مشاركه له مباشرة فيبدو أنه ظن الرد عليه ..
لذا لزم التنبيه والإيضاح ولولا ذلك لما رددت ..

ياسر علي 04-19-2015 11:55 PM

المشاركة الأخيرة كنت أعلق بها على مدجن وصل تدجينه للدرجة الأولى مكيف!


من نصبك حكما و قاضيا و سمكريا لنياشين الدركات ، أين الكياسة عند القول و آية التحذير تعلو الصفحة التي تنمق فيها التهم ، ألم تتعلم أبجديات الغيبة و ما أدراك ما الغيبة و أكل الجيف ، ألم تطلع على أدبيات القذف والبهتان .

لم أقصد بالتعليق صاحب الثارات ..

ليس بيننا ثأر ، ظننت أننا هنا في حوار علمي ، و إن كانت مشاركتي التنبيهية قد وقفت على بعض من حقيقتك فذكرتك بما اقترفته يداك في أعراض المؤمنين من الأفغاني وعبده و عقول الحركة الإسلامية في مصر فغلبك العناد و التهور و أصررت على العناد .

فالعائد بعد الانسحاب قد فرغ منه في هذا الموضوع من قبل والحمد لله رب العالمين ..

قلت في مشاركتي الأخيرة ربما سأنسحب و لك أن تراجع ما سطرته احتجاجا على أسلوبك الذي يتهجم على الأشخاص ، من حقك أن تختلف معهم لكن عرضهم أكبر من أن يكون حلالا فقط لأن السيد عمرو يريد ذلك .

فرغت مماذا ؟ ما شاء الله يكفي أن تصيح صيحة في واد لتتوقف الأرض عن الدوران و تحرر القدس ، يكفي أن تقول أن المؤامرة الصهيونية مجرد خرافة ليكون الأمر كذلك ، و أجهزتهم لا يغمض لها جفن . تفكير لا محل له من الإعراب .
الحمد لله رب العالمين من قبل و من بعد و في الآن إن كنت تعرف قيمة الحمد .


كما أن الضرب في الميت حرام كما هو معلوم ..

كلنا سنموت يوما ، والميت الحقيقي من مات عقله ، أما الضرب في الأحياء والأموات حرام ما لم يكن بحقه ، ولعلك تعرف أنك تضرب الأموات والأحياء على السواء ، و ضللك من لا يفقهون من حركة التاريخ شيئا بل مجرد ظاهرة صوتية و فرقعة مرحلية ستسبت كما سبتت من قبل و تتلمس فتات الفتات من تحت الأقدام الصلبة .

لكن لأن المشاركة الأخيرة تلت أخر مشاركه له مباشرة فيبدو أنه ظن الرد عليه ..

جميل سوء الظن يليق بك ، أنا أنصر كل مظلوم هنا حسب الاستطاعة .

لذا لزم التنبيه والإيضاح ولولا ذلك لما رددت ..

رددت لأنك سجالي الطبع وهذا بحد ذاته ليس عيبا ، لكن العيب هو أن نخفي الشمس الساطعة بالغربال .

عمرو مصطفى 04-20-2015 02:58 PM

[justify]قصة كيسان مستملي أبي عبيدة ..



على الرغم من بعد القصة عن ظاهر الموضوع (المدجنون) ..
لكنها تعالج بعض ما عند هؤلاء بأنواعهم الثلاثة .. التي ذكرتها في بدايات الموضوع ..
وذكر هذه القصة قد يكون دافعاً لهؤلاء كي يعيدو النظر في أحوالهم
وكي يدركوا كم من الوقت والجهد يضيعون في محاولة إفهامهم النص المكتوب كما هو مكتوب لا كما يقرأونه .. هم ..
كيسان مستملي أبي عبيدة كان العلم يمسخ على يديه أربع مرات ..
كان يسمع من الناس غير ما يعي .. ويكتب في الألواح غير ما وعى
ثم ينقل غيرما في الألواح إلى الدفتر .. ثم يقرأ من الدفتر غير ما كتب فيه ..
وصار كيسان يضرب به المثل على هؤلاء الذين لايفهمون
كلام المخاطب ولا ينقلونه كما هو بل يمسخوه .. مرات ومرات ..
وقد يكون مستملي أبي عبيدة المعاصر ( مع الفارق فأبي عبيدة رحمه الله لم يكن مدجناً ) قد يكون له عذر
في مسخه للكلام وفهمه على غير مراده بسبب قصور طبعي .. وقد يكون مغرضاً .. وهذا ما لا أحبه له..
وأربأ به ان يكون كذلك حتى لا يسقط في تلك الحمأة ..
والكلام على المدجنين وأدرابهم كثير .. وقد تكون هناك عودة إن شاء الله .. للموضوع بإضافة جديد بعيداً عن الجدال
المذموم .. فهناك جدال حق .. له أدواته وشروطه وغاياته .. وهناك جدال مذموم يربأ العاقل بنفسه أن يخوض فيه فيهين عقله ..

[/justify]

ياسر علي 04-21-2015 03:14 AM

Le Bourgeois Gentilhomme de Molière


حدث أن سفيرا عثمانيا في القرن السابع عشر قال بأن فرس سلطانه مزينة بجواهر أكثر من التي تزين تاج الملك الفرنسي و كان السفير العثماني يعيش على الماضي و لم تفته بعد سكرة العزة والنخوة التي رسمها محمد الفاتح "1451 ـ 1481م " أو لا يزال في نشوة عهد سليمان القانوني"1520ـ1566م" ونسي أن بداية القرن السادس عشر لم تكن كما نهايته و ما بالك بالنصف الثاني للقرن السابع عشر حيث نطق .
وصل الخبر إلى القصر فسبب غصة للويس الرابع عشر لم تنفرج إلا حين استكمل موليير رائعته المسرحية البرجوازي النبيل . فطمس التاريخ السفير و قولته و خلد عملا كوميديا جبّارا . فماذا كتبت يا موليير ليستحق المتابعة .

رجل من الطبقة المتوسطة يريد أن يكون نبيلا ، إبن تاجر قماش غني له من المال الكثير لكن عقدة النقص تلازمه فتمنى في خريف عمره أن يكون بارونا أو فيكونتا أو إيرلا و لما لا ماركيزا أو حتى دوقا . فاستنجد بماله تارة و نزوته مرة و ببنينه أخرى لعلها تسعفه في الوصول إلى مجالس النبلاء ، فاسغل عماه نبيل مفلس قصد التخلص من ديونه و كان يحكي له عن ذكر اسمه في القصر ، كما تطلعت نفسه للقفز على زواجه و الزواج من نبيلة أرملة ، كما وقف حاجزا بين زواج ابنته وحبيبها لأنه ليس نبيلا . زوجته حاولت ثنيه عن مشروعه و توقه إلى التمظهر بالوجاهة ، وظلت تشرح له أن تلك مجرد مظاهر لا أكثر لكنه أصر على الاستمرار في مشروعه فهيأ الأساتذة لتعلم النبل ، أستاذ للموسيقى والرقص ، أستاذ للمبارزة ، أستاذ للفلسفة ، كانت الملهاة مليئة بالمواقف المضحكة في مساره التعليمي . فحوّل الدرس الفلسفي إلى مجرد تعلم الأبجديات الأولى في اللغة ، و الرقص إلى مجرد كيفية تحية نبيلة و استقبالها كما سره أنه يتحدث بالنثر دون أن يدري هذا منذ الأزل . حبيب ابنته تحايل عليه ونجح المقلب و هو متنكر في صورة أمير تركي ، فتهلل وجه الرجل و أقام الدنيا و لم يقعدها وهو يتلقى من العريس وعدا بمنحه لقبا نبيلا .

المهم كانت المسرحية التي قدمت على شكل أوبيريت رغم كونها نثرية و لعب موليير فيها دور الرجل البرجوازي النبيل الساذج و الأبله ، درسا أليما ، حيث استعمل فيها الثرات العثماني بشكل مكثف ، و تناول بالنقد الواقع المزري للامبراطورية العثمانية المتصدعة يومئذ .

ليست المدنية مجرد لسان طويل ، وليست قرارا نتخذه بين يوم وليلة ، و نشكل حزبا سياسيا بسرعة البرق ونحن بالأمس القريب لا نؤمن بالأحزاب السياسية ، ليست المدنية ورقة نرفعها متى شئنا و نهوي بها متى أردنا ، ليست القيم مجرد درجات سلم نصعد عليها لنصل إلى الأعلى ومتى وجدنا رافعة أقوى كسرناها كسرا ، ليست العلوم مجرد قراءة صفحة هنا وصفحة هناك و نسخ مقال هناك ، فالعقاد قرأ ستون ألف كتاب و أدركها لذلك حق له أن يكون كاتبا موثوقا . لن تجد عالما يسب عالما وهو يعرف كيفية إنتاج العلوم والأفكار ، لن تجد حتى متعلما مؤدبا يتطاول على العلماء .



هل أتاك نبأ كــــــــــــــــيــســــــــــــان


ديدن الذين يتخبطهم مس العظمة أنه كلما عثر على أقصوصة أو تناهت إلى علمه سعى إلى المحاججة بها بدون تحقق ، جملة أراجيف تتضخم في ذهنه حد الفيضان ، فتراه ينتقل من علوم الطاقة و كيف له أن يعرف الطاقة و ليس له علاقة بالميكانيكا ناهيك عن ميكانيكا الكم . و يطير من هناك إلى مصارعة الفلسفة دون أن يجعل فرقا بين مذاهبها المختلفة و طرق صياغة حجههم و لا الاختلافات في توجهاتهم ، ومن هناك يطير إلى علوم الحديث دون أن يعرف الفرق بين التواتر اللفظي و لا العملي ، بل يشق عليه أن يستوعب العزيز من الأحاديث ناهيك عن أصناف الآحاد ، فيذهب من هناك إلى السياسة ، ويحاجج في المؤامرة ، و يعلن عن تعصبه الأعمى في مواجهة فصيل بعينه بل كل الفصائل بلا استثناء .

لم تسعدني مقالة كما أسعدني انتقالك إلى الساخر ، ليس لأنني أحب السخرية فبيني وبينها ألف حجاب وحجاب ، و لكن فقط لأنني وددت أن ماكتبته فيها فعلا يصدق وخاصة ما وضعته بين قوسين ، فتناولك لعلوم اللغة من منطلق السخرية ينم على تفتح كبير ، وجدت الجاحظ ناقلا لأقصوصتك تلك متحدثا عن طبائع الإنسان ، ليس ليظهر كيسان وحده بل لينتناول أبو عبيدة معمر بن المثنى ، و يطيب لي أن حاججت بما نقله الجاحظ من قول أبي عبيدة و أن أجدك تتوافق مع المعتزلة و لو في هذه الجزئية ، كما أثلج صدري أنك ترحمت على واحد من الخوارج الإباضية و نفيت عنه التدجين ، و لعلك وإياه تلتقيان في المزاجية و عدم كبح جماح اللسان إذ كان من جملة خصاله أنه لا يسلم من فمه أحد قط حتى روي مبالغة أنه يوم مات ما حضر جنازته أحد ، وكان شخصا وسخ الثياب صعب المراس ، و عرف بقوته العلمية وتبحره الفلسفي و نبوغه اللغوي ، إذاكان هذا طبعه فكيف سيسلم منه تلميذه كيسان ، بل اتهمه أبو نواس بأنه من أواخر قوم لوط ، كل هذا لايهم المهم أنه عالم كما الجاحظ و أشد على يديك أنك نوهت بهما ، كان الأصمعي يتحاشى هذا النابغة و يأخذ عليه أنه يفسر القرآن بالرأي ، و كان الأصمعي شاعرا وعارفا بالنحو وكان على منهاج السلف عكس أبي عبيدة ذي اللسان الشكيم ، رحمة الله عليهم جميعا ، كيسان هذا قال عنه الأصمعي أنه من الثقاة ، ينقل الخبر ولا يزيد عليه شيئا ، وهذا عكس ما وصفه به أستاذه ، لكن المتحقق لابد أن يرجح كلام الأصمعي لأنه شخص متزن . و إن كان بعض المؤرخين يصفونه بالغباوة .

حسنا أن يتفطن المرء أخيرا أن الجدال المذموم لا يستهوي عاقلا .

عمرو مصطفى 04-21-2015 06:32 PM

الأن بعد الكلام على المرضعة الذكر جمال الأفغاني وتلميذه صديق اللورد كرومر .. يأتي الكلام على رجلين أخرين
من رموز المدجنين في مصر وغيرها ..
((جهالات عصر التنوير)) ..
هو عنوان لكتاب ألفه الأستاذ محمد جلال كشك .. يسلط الضوء على فكر قاسم أمين
و علي عبد الرازق ..
أقوم بقراءة الكتاب حالياً للاستفادة منه وإن شاء الله نواصل الحديث عن (التدجين) في صحبة رجال كبار أمثال
الشيخ محمود شاكر ومحمد جلال كشك .. في صحبتهم يكون للموضوع مذاق مختلف ..

عمرو مصطفى 04-29-2015 03:30 PM

[justify]قاسم أمين .. يد تحمل البندقية وأخرى تنزع الحجاب !!..



في الوقت الذي كانت الأمة ترسف في أغلال الاحتلال وتناضل من أجل نيل حريتها المسلوبة وكرامتها المنتهكة خرج قاسم أمين على الناس بكتابه تحرير المرأة ..
وهى مصادفة ليست بالعجيبة إذا نظرت للأمر من خارج الإطار فحينما تكون هناك معركة بين طرفين في ميدان معين .. ثم ينهض
فرد من أحد الأطراف وينقل المعركة الرئيسة إلى أخرى فرعية ومن ميدانها الرئيس إلى
الشوارع الجانبية .. فهو لمن ينظر من خارج قد فرق شمل الطرف الذي ينتمي إليه .. وخدم الطرف المقابل .. ويبقى السؤال هل كانت الخدمة بعلم وقصد أم بجهل ..
هذا هو موقف المدجن قاسم أمين ..
وطن محتل من قبل عدو لا يرحم وبدلاً من توحيد الصف لمجابهة المحتل الغاصب للرجال وللنساء على حد سواء .. يقرر صاحبنا أن هذا وقت تحرير المرأة .. تحريرها من الحجاب الذي كان يميل إليه أهل ذلك العصر باعتباره أحد المذاهب المعتبرة وهو وجوب ستر الوجه ..
وهذا الموقف يتكرر وإن اختلفت الشخوص .. لأن المعركة الرئيسة قائمة لا تنتهي والميدان مكشوف .. لكن تلك الأذرع الخبيثة الناشئة
من عفن الفكر التغريبي تنضح بين الحين والحين بنفس المواقف التي
تشتت جهد الأمة وتزعزع استقرارها وتطعن المجاهدين الذابين عن عرضها في ظهورهم ..
وعلى الرغم من كون قاسم أمين في وقتها تبنى قولاً معتبراً في مسألة الحجاب لكن هذا لم يشفع له عند منتقديه والحرب مستعرة من أجل التحرير من نير العدو المغتصب .. تماماً كما يظهر لك أحدهم
ويتبنى مذهباً فقهياً مخالفاً للجماعة التي يعيش بينها تحت بند أن هذا مذهب معتبر فلماذا تحاربونني .. والرد عليه بنفس منطقه .. ولماذا تحارب أنت على مذهبك المعتبر المذهب المخالف لك وهو معتبر أيضاً..
ليس القصد هو الفقه في الدين وبيان السبيل المستقيم ..
وإنما القصد إثارة البلبلة في مجتمع مستقر وتشتيت الجهد وشق الصف وترك المعارك الرئيسة في الميدان الرئيس إلى معارك الحواري ..
ولم تمض الأيام إلا وتجاوز المتنورون أستاذهم الأول في مسألة الحجاب إلى إنكار الحجاب بالكلية .. وهذا الهدف ما كان يتوصل إليه
بخطوة واحدة .. لكن تأتي خطوة تمهد لخطوة .. وخطوات الشيطان عادة لا تبدأ بمعصية مباشرة واضحة .. بل قد تبدأ بمباحات وقد تبدأ بمستحبات وواجبات أيضاً .. وليس الغرض نيل الأجر والثواب من الله طبعاً
بل الهدف نسف المستحبات والواجبات ..
[/justify]


الساعة الآن 09:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team