منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   خرابيش ناعمة .. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5077)

عبير علي 07-30-2012 12:47 AM

كم هو جميل ها الرمضان
يستحضر بزيارته عبق الذكريات العتيقة
يهدي الوجدان نكهة السرور
ويمضي وما قضينا منه أوطارنا
يأتي فجأة ليرحل فجأة دون تمهيد
يهدي أرواحا وجعا لذيذ لا أدرك كنهه
وكم كان هذا الرمضان سخيا علي
فقد أهداني مع قدومه زينة الحياة الدنيا
وأنجبت في غرته قطعة السكر (حلا )
صغيرتي وحلوتي وقمري
وانضمت لسرب القطا وفتافيت السكر
صغاري هم جنة الدنيا ونعيمها لو كان لها جنة
تقر عيني وتسكن روحي
بنظرة لهم
لكن لهذه الصغيرة نكهة خاصة وشعور جديد
ما أدركته ن قبل
فقد شهدت ولادتها ورأيتها وهي تخرج من أحشائي
فكل ولاداتي كانت قيصرية عندما أستفيق أرى ثمار فؤادي
عدا هذه فقد كانت ببنج نصفي
رأيتها وهي تخرج من بطني وتبكي
ووضعوها بجانب رأسي لأقبلها
فعند خروجها ورأيتها وهي تبكي
بكيت بكاء هستيريا جعل الطبيب والممرضات يهرعن لي
يحسبن أن أمرا ألم بي
لا يعلمون أن الأمر معنويا بحتا
فهذه المرة الأولى التي أرى فيها ضناي وهو يخرج من أحشائي
وأنا أتضور شوقا وأصبّر نفسي على ما كنت أشهده من آلام
كانت لحظات مرة حلوة سعيدة بائسة
لحظة اختلاط المشاعر
ومع ما كنت تحمله من ألم كانت أجمل لحظة في حياتي
اللحظة التي شهدت فيها ولادة أمومتي
آآآآآآآآآآآخ كم كانت ....
لم أجد لها وصفا يفيها حقها
شدة الوجع وشدة الفرحة
تخلق حالة هستيرية هي أقرب للجنون منها للعقل
ودعني زوجي وأنا أدخل لغرفة الجزار كي ألد
وأنا أرتعد من الخوف وأرجف رهبة تلك الغرفة
كان يواسيني وهو يودعني بذلك السرير الصغير
الذي كانت تتقدمنا به الممرضة للمولودة
بقوله انظري إلى هذا وسيملء الحماس نفسك
وأنا أتظاهر بالقوة حتى خارت قواي
عند وصولي تلك الغرفة وتلاشي صورة زوجي في الأفق
ما أمرها من لحظات لكنها انتهت نهاية سعيدة
ثمرتها كانت حلوتي
حلا
جعل الله أيامها حلوة كحلاوتها

عبير علي 11-17-2012 03:02 AM

بعد أفول صبح وجهك الوضاء وبعد انتهاء أربع وسبعون خريفا من مكابدة الحياة سقطت الورقة الاخيرة من عمر والدي
وكانت النهاية الحتمية القاسية
لم أذق يوما طعم الموت
وعندما هجم على روحي ومشاعري
قبض مهجتي قبض حبيبي
هل وارى الثرى هذا الجسد العظيم
هل حقاً لن أره مرة اخرى
لا اصدق
هل وحشة الدار التي استنشاقها
حقيقة
هل هل مخالب الفراق التي تنهشني
صادقة
هل هذا الشوق الذي يدق عظامي ليس كابوسا وسينتهي مجرد ان استيقظ
ثيابه معلقة خلف باب غرفته
لي خمسة أيام وانا في دار ابي
ليليا أرمق تلك الثياب
واغوص في لجة التساؤلات السقيمة
حتى متى ساظل رهينة هذا الشعور القاتل
ربما تلهينا جموع المعزين عن احاسيسنا
ثم يأتي الليل ليجدد آهات الفقد
لا ادري كيف لكن أريده
اريد ابي اريد ان يرجع
ابتسم في غسله ليودعنا
ايبتسم الميت
والله فعلها حبيبي
كم بكت امي عكازها كما كانت تسميه
اريد ابي اشتاقه لم يعد لي طاقة على رحيل احدهم
ما اجمل شيبه وما اجمل نداوته
لثمته وشممته كأني ألثم حديقة
بعدما فاضت روحه الى بارئها
قبلت قدميه ويديه ولحييه


الساعة الآن 12:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team