![]() |
|
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" التصالح مع الذات " ما : استشهد به المبدع مؤلف الكتاب ، من ذلك الموقف الذي تعرض له " ستيفن كوفي " ما هو إلا ما يشترك فيه ، ويتعاضد عليه جمع من الناس _ إلا ما رحم ربي من العباد _ فتلك الأعيرة النارية من الاتهامات ، تخرج من فوهة سوء الظن ، ومن عدم التثبت عن حال ذلك الإنسان ، وعن : الأسباب التي جعلته يقول أو يفعل ما يضيق منه صدر ذلك المتعجل بالاتهام ! من غير أن يترك مساحة آمنة ، تُخرجه من ظلم انسان ناله العتاب ! وما : نشاهده اليوم من واقع حال ينبئ بهول ذاك الوبال ، الذي طال من الناس الخاص منهم والعام ! ممن يوسمون بالعقل والعلم ، وممن عُرف عنهم الجهل والغباء ، وما كان في المجتمع ، ليُسمع غير صليل سيوف البُهتان ، " تحزُ رقاب براءة انسان " ، فكم بين حنايا المكان صريع لسان ، قد جندله ظلم وجور ظان ؟! " القاضي في قلب انسان " عندما يكون القاضي هي النفس التي يُقّلبها شعور ، يناكف قلب انسان تعتريه النزعات وردات افعال ، ليكون : منطوق الحكم مبني على سراب بقيعة ، يحسبه دليل وبرهان ، به يُطلق الأحكام ! لا يلتفت من ذاك للشهود ، ليختبر بذاك القول والفعال ، ليضعهما في قالب التروي والتماس الاعذار ، كي لا ينقلب خاسرا ويعض انامل الخذلان ! تلك : الحقيقة التي نطق بها بنان الكاتب ، عن ذلك البون ، والخندق الذي كان صانعه ذات ذلك الإنسان ، ليجعله قاطعا عن تواصل الذات بالجسد ، لتعيش النفس في غياهب الغربة بلا عنوان ، تحمل جواز انتماء ، ولكن في حقيقتها شريدة ، مهاجرة تحل في جسد ذلك الانسان ! " مصالحة الذات " : من هنا تكون الهوية التي منها يعرف الانسان نوعية جينه وكنهه ، أحب ذاتي ولكن أضع خطا لا تتجاوزه ، لتصل لمرتبة التعالي والتكبر على الاخرين ، وبمعرفتي لذاتي يكون القبول بما هي عليه ، بصوابها بمثالبها ، ليكون التقويم هو معول البناء والتجديد ، وبتقدير الذات : تكون النظرة لا نسترقها من الآخرين من طرف خفي ، لنستجدي من الاقرار والاعتراف بوجودنا ، وأن نجعل السعادة مرتبطة بحال من يجاوروننا من العباد ، لأننا بذلك : نربط مصائرنا بتقلبات أمزجة من تعتريهم ، وتصيبهم عوامل التعرية ، التي تأتي من تقلبات الأيام ، من ساعات سعد ، وبؤس ، وأفراح ، وأتراح ! " تقبل الآخر " : لو كان ما يجمعنا عند اللقاء بالأفكار ، والحوار هو الاحترام وحسن النوايا ، لكان التلاقح يحل محل التناطح ، والوصل مكان الانفصام ، ولكانت ثقافتنا تتوسع وتتمدد ، لتنير ما أظلم عليه الليل ليشرق عليه النهار ، ولتكون الرؤيا واضحة وننظر من جميع الاتجاهات . |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
نتابع موضوع التصالح مع الذات بإذن الله " الامثلة التي ضربها الكاتب لتلكم القامات مثل : غاندي ، مانديلا و .... والتي : سطر وخلد التأريخ ذكرهم ، ولو رجعنا لسيرتهم ، لوجدنا تلك التربية الروحية ، التي عنو بها ذواتهم ، وأنفسهم ، حتى : هذبوها و أدبوها و روضوها حتى : تشّكلت كما أرادوها أن تكون ، فعّرفوها قدرها ، ورسموا لها حدودها ، فلا يمكنها بعد هذا تجاوزها أو اختراقها ، فكان التعايش مع بني جنسهم يحفه : الاحترام و الحب و الوئام هنا الجوهر ومربط الفرس ، والدواء لمن يشكو سوء الحال ، ويعاقر وينادم الحزن والشقاء ، ويداوم على البكاء ، وينوح على الاطلال ! اشتغلوا بعيوب أنفسهم عن عيوب الناس ، ليعرفوا كنهها وما تريد وتحتاج ، علموا : أن الانسان إذا ما كانت النفس عليه عصية ، فلن يُفلح في جذب الناس ، وأن يكون فاعلا في شتى مجالات الحياة ، فالاجتهاد : يبدأ من النفس والذات ، ثم يتدحرج ليشمل جميع الجوارح والأركان ، وقبل : هذا لنا أن نتدبر في سيرة أعظم خلق الله المصطفى - عليه الصلاة والسلام - عندما سبق بعثته ذاك التحنث والانعزال عن الخلق ، ليجتهد على نفسه ، ليُصّفيها من الشوائب والأكدار ، التي تعلق بها نفس الإنسان ، لتكون له مرآة تعكس له حقيقة الاشياء ، ليكون الباطن كالظاهر ، وما يختلج الداخل هو المحرك والمترجم ، ليكون التطبيق بالمعاملة السلوك الذي به يخاطب ويخالط به الأنام . ولنا أن نتفكر في حالنا ! وعن تلكم الهوة التي صنعناها بأيدينا لنفصل بها أي تلاق بين الروح والجسد ! لتنال : من ذلك النفس تلك الهالة القدسية من التزكية ، لتكون فوق النقد والتخطئة ، وتكون علينا عصية ، إذا ما أردنا تصحيح مسارها ، وتقويم حالها ! ولو : اهتممنا بأنفسنا لما كان ذلك الشطط ، وذاك التعالي عن الاعتراف بالخطأ ، لنعيش في الحياة مسلوبي القلب ، والفكر ، يتساوى عندنا الليل والنهار ! لأننا نعيش على أنغام وألحان " ضربة الحظ " ، واليأس والاحباط لنا عنوان ! ترك الوعظ : الكاتب أجده في هذه الجزئية ، يغفل عن ضرورة التذكير لتلكم الذات ، بما يُليّن جانبها ، ويذكرها بالله ، الذي به تسكن الأدواء ، وتنشرح منه الأرواح ، ولا : أدري ذلك التحامل من الكاتب عن كل ما يتصل بالدين ! يهجُم ُعليه هجوم الخصم العنيد ! _ وجهة نظر _ كيف : يكون الوعظ مؤججاً لكوامن العنف في ذلك الانسان ، وهو يذكره بالله ويهديه الصراط المستقيم ؟؟؟!!! هنا أعني : ذاك الوعظ الذي جاء به رب العالمين ، ولفظ به كتابه المبين ، وبلغ عنه النبي الأمين ، لا ذلك الوعظ الذي يحض على : العنف و القتل و التنكيل ! لكونه وعظاً شيطانياً لا يتصل سنده بما جاء به الدين الحنيف ! ولو استقام الناس على منهج الله : لفتحت لهم السماء أبواب رزقها ، و لقادوا الأمم ، و اعتلت هامتهم القمم . تمنيت من الكاتب : وكل من يمر على حرفي ، لينظر حالنا في ظل هذا الانفتاح المادي ، ليفتش عن حجم تلكم المواعظ ومدى انتشارها وأثرها ! مُقارناً : بما يتهافت علينا من مديد وقديد الثقافات ، والعادات التي تغزونا من وراء البحار والمحيطات ! الواقع الذي نعيشه يحتاج لإعادة نظر ، ليكون التصحيح وصياغة الواقع من جديد يكون على الأثر ، فنحن نعيش حياة الاغتراب ، حيث انفلتنا وابتعدنا عن شرائع الدين ، نحتاج هنا لشجاعة لنقول الحقيقة بعيدا عن : التنظير و النرجسية و التفاؤل الذي يُهشم ويحطم كل رغبة وعزيمة يكون منها مراجعة للنفس ، للعودة لجادة الصواب والرجوع لهذا الدين . " دراسة الواقع " : لا يكون الطارئ والحادث على حساب الثابت والموجود ، ففي الدين ترجح كفته وعن هذا لا نحيد ، بذلك لله ندين ، لا نكره الناس على اعتناق ما نعتنقه ونعتقده ، ولا يكون في ذات الوقت منا التنازل عن ثوابتنا ومبادئنا لنذوب في مكونات من يخالفنا في معتقداتنا وعاداتنا من أجل وعلى حساب مجاملة الآخرين ! فلهم معتقداتهم وأعرافهم ، ولنا ذلك وما يزيد ! الخرافات هي ما جاوزت المعقول ، وهو المنبوذ عندنا بني الاسلام ، ومن قال بخلافه فهو مخبول ولو تلفع ولبس لباس الاسلام ! فنحن : نأخذ الحق ممن جاء به ولو كان لنا مخالفاً : لديننا و عاداتنا و تقاليدنا ما دام هو الحق والصواب فبذلك أمرنا به ديننا ، ف (الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها) . فما تنكب المسلمون عن طريق النجاح والتفوق إلا بعدما تركوا معالم الدين ومنهاجه القويم ! الحكم على الآخر : شدد الدين في أخذ الناس بسوء الظن فحث على التيقن ، قبل النطق بالحكم ! وكم شّنعَ وكم سن من عقوبات ! تنال كل من انتهك وتجاوز الحد والخط الذي رسمه لمعتنقيه ! فذاك : حد الجلد لمن رمى وقذف الآمنين ، قد جاء أمره من رب العالمين ؟! ليكون رادعا لكل المتهاونين الساعين لظلم الآخرين . |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" الخائفون من الإبداع " الكاتب : يضرب لنا مثالاً عن دورة الحياة ، وبتلك الدورة الحياتية تقوم الحياة، التي تسيرعليها على ما رسم لها رب العباد ، ليكون التوازن الدقيق يحفظ الحياة من الزوال ، هو : مجاز به يجلب الألباب لتعي كيف ينقسم الناس حول تلكم الحقيقة فمنهم : من تقوقع على نفسه يجد في ذلك راحة البال ! فهم على ما هم عليه لا يتغيرون عن الذي فات ، ليلهم كنهارهم ، يومهم كأمسهم نفس الثواني والساعات ، لا يختلف عنه غير نقص من الأعمار ! فمن : كان ذلك حالهم وأحوالهم ، فوجودهم كعدمهم ! فهم في جملة الأموات ، وإن كانوا بجسدهم يدخلون في جملة الأحياء ! هم : عالة على أنفسهم ، على من يخالطهم ، بل هم عالة على الحياة ككل ! إذا ما كان رصيدهم فيها غير صفرا على الشمال ! - أما من كان يتنقل بين جوانب الحياة يرتع يتلمس الجديد ، ليكون لهذه الحياة إضافة به تزهو الحياة ، فذاك خالد الذكر لن يُدرَسَ التُراب رسمه ، ولن يُنسى اسمه بل يكون حاضرا ، ولو وسّدَ جسده في التراب وغاب شبحه عن الأشهاد . " كثرة من يستظلون تحت شجرة " : من يذكرهم الكاتب هم من نراهم يهربون للأمام ويحسبون " كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ " ! هم : يعيشون في عصر غير عصرهم ! يجهلون متطلبات العصر ، وبأن الميدان ينادي للمنافسة واثبات الذات ، ليكون الدافع للمنافسة هو اكتشاف الغامض الذي به تُستبان الغوامض ، لتكون القيادة هو حاديها والكل خلفه سائر ذاك المنافس ، لهذا تجد من يتخندق خلف التُهم الجاهزة المعلبة من غير تّبين ودليل مُتّبع ، ليُخلي بذاك ساحته من النقد ، ويقذف من يسير مخالفا له بعكس الدرب ! لعل الكاتب : يُركز ويسقط تلك المؤاخذات على شرائح بعينها يخصها بالذكر ، لكون من يصفهم لا يتصور وجودهم عقل ، ألهذا الحد هم منفصلون عن الركب ؟! وكيف هي حياتهم في ظل ما أصبح على الفرد فرض عين وجب اتيانه ، ومن جانبه يُقام عليه " الحد " ! عنيت بالحد هو التحييد ليُخاطب بلغة طواها الزمان منذ قرون بعدما اكتست الحياة بثوبٍ غض ! هم : منعزلون عازلون أنفسهم ع، ن الحياة ! فأنا ترجو بعد ذاك ممن يعيشون عصرهم على رئة الماضي وللماضي امتدادهم ، وهو مهوى فؤادهم ! كم نسمع : عن تلكم الخواطر والخطب التي تُذكرنا بالماضي ، وما قدمه السلف ، وبذاك نعيش على أمل أن تدور الحياة دورتها ، ليعود المجد إلينا على عجل ! ليس عيباً : أن تكون لنا هوية بها نفتخر ونفاخر ، ولكن العيب أن نعيش حياة التواكل ، والعالم يتجاوزنا بأميال ضوئية ، ونحن نحلم حلم اليقظة ، ونقول : هي مؤامرة ! لن : يُكتب لأمة النجاح والفلاح مالم تحسب لما يدور في محيطها حساب ، لأن بغفلتها وتغافلها ستضمحل وتنهار ، ومع هذا وذاك : يبقى من يعتنقون ذاك الفكر السقيم الرجعي ، قلة بعدما استيقظ الكثير من ذاك السبات ، ليكون من الشاذين عن القاعدة التي أسسها هذا الدين الحنيف ، الذي حث أتباعه على إعمار الأرض وأن تكون لهم المقدمة والقمة تكون لهم محطة إقامة مؤقته ، لأن هدفهم يتجدد بتجدد العصر ، الذي يطرأ على تُخوم هذه الحياة ، ليبقى المؤمن : " هو سحابة الأمل التي تحمل ماء السعادة والتفاؤل ، لتروي القلوب والأرواح الظامئة ، التي تستشرف من يرويها ومن غياهب التيه يُخرجها ويهديها " . |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" تساؤلات وإرهاصات " يُبين الكاتب: في هذا الباب عن ذلك الفضول ، والحرص على تلقي ما هو جديد من الأخبار ، ليكون حديث الساعة ، لا يهم : قيمة وكم ووزن وحجم وماهية ذاك الذي عليه الحديث يدور ! هي شهوة التطلع والفضول ، وتحريك الراكد من الأمور الروتينية الممللة التي يقضيها بعض الناس ! الموت ومباغتته : يتمنى الكاتب أن يكون للموت بوادر واشارات ، منها يُعرف وقت حضور مفرق الجماعات ، وميتم الأطفال ، غير أنها أمنية تنافي وتناقض ذاك السر من تلكم المباغتة ، لكون عنصر المفاجئة يكون له دواعي احترازية وجب على المتيقن من شنه الهجوم في كل لحظة وحين . هو : حال الإنسان الذي يستمطر ، ويرتجي ، ويأمل أن يسمع ويُشنف سمعه بتلكم العبارات ، التي تُلهب قلبه وتضمد جرحه ، وتُسّكن خوفه ، وتؤنس غربته ، ليجد السكينة في ذاك ، ليحيى على أكناف السعادة والهناء ، عند الموت : تظهر الكوامن ويُكشف المستور عن الذي كان مخبأ مخمور ، ليكون الميدان مفتوح ، ليشمت الحاسد ، ويتنفس الحاقد ، ويبكي المُجل ، ويطلق الآهات ذاك المحب ، لذلك المحبوب . الكاتب / يُصرح عن تلكم الرغبة العارمة التي تشغل قلبه وباله ، وشوقه ليسمع كلمات الحب وآهات الفراق ليعرف قدره ومنزلته في قلب من يُحبهم وأفرد لهم جَنانه ، لعل : في تأخر التصريح بتلك المشاعر الدفاقة سيلٌ من الأسباب منها عظم شأن ذلك المحبوب ، فجعل من الأفعال ، هي من تُترجم ذلك الاحساس الذي يكتنف قلب ذلك الإنسان ، ولعل منها ذاك السير على الطباع ، التي هي من روافد الحياة ، بحيث ترك الرومنسيات تجف ينابيعها إذا ما كانت في أصلها مكونة من ألفاظ منطوقه ، مهما غّشاها من ضبابية في صدقها أكانت متكلفة، أم هي حقيقة ضج القلب منها ليلفظها حروفاً منمقة زاهية الألوان ، ولعل : في مقام الفراق يكون الندم هو رسول الأمنيات ، لو كان المسجى في لحده بيننا يتنفس الحياة ، لكان الفيض من جمل المحبة ، والعشق تُلهب الكون ليُقسم تجلياته على الكائنات . تساؤلات الكاتب عن سبب البكاء ؟ وهناك حيث صرعى وحصاد الموت بعد أن صاروا خبر كان يكون الانقسام في حال الأنام ، حقيقة الموت في مفارقة الروح للجسد ، فذاك جزماً ما اتفق عليه جمهور الناس على اختلاف : مشاربهم معتقداتهم أجناسهم مذاهبهم أديانهم " وما اختلف فيه غير الذي يعقب ذاك الموت ، وما يكون المصير ، وإلى ماذا يصير ذلك الميت الكسير " . حقيقة الدنيا : أنها قنطرة الآخرة ، وجسر عبور لتلكم الحياة السرمدية الأبدية ، الموت : المجزوم به بوقوعه يتغافل عن حقيقته الناس ، وكأنهم مُخلدون لا يفنون ! يُقللون الزاد والسفر بعيد ، ويُكثرون من الأخذ من الحرام ، ومن هذا وذاك ، ولا يُلقون لتلكم اللحظات أي اهتمام ! لو كنا : نعيش الحياة والموت جاعليه نُصب أعيننا ، لما زلت بنا قدم ! ولو زللنا سرعان ما ننهض ونقيل ما تلفع ، وتلبس الروح والجسد ، ولكان : الظلم محبوس في قمقمه ، ولصار العدل ميزان البشر ، ولساد الحب واندثر الحقد من قلوب البشر ، لا أن يكون شخوصه _ الموت _ مدعاة للكسل وأن يتخذ ذاك الخائف الوجِل صومعة على هامة الجبل ! " فالحياة تحتاج للعمل ، ولكن يكون على ما الله أوجب وأمر " . الإنسان بطبعه : الغفلة ، ولا يستيقظ منها إلا إذا نزل بساحته الأجل أو العطب ! يبكي على ما فرط في الحياة متمنياً لو يعود ليُحسن العمل ، ذاك حين فوات الأوان ! فما نفعه قول ليت ولو كان ! إذا ما قيل له : هيهات هيهات ! كان له العمر في سعته ومداه في لهو قد قضاه ، ليستيقظ على وقع أقدام الموت وقد نزل بساحته ليُبيد خضراءه ! هناك الحسرة التي لن تُجدي ، ولن تُغنيه حينها أهاته وشكواه ! جاء رجل إلى علي بن أبي طالب _ كرم الله وجهه _ ليعظه ، فذهب به للمقبرة ، ووقفا عند قبر ، فسأله علي : لو كنت مكان صاحب هذا القبر ماذا كنت لتتمنى ؟ قال الرجل : أرجع إلى الدنيا لأعمل صالحا ، قال له علي : أنت الآن فيها ، فاعمل لهذا القبر . |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" الحب والإيمان " الكاتب : يعود بنا للوراء ، إلى القرن التاسع عشر ، أبان حملة نابليون على مصر ، فكان من ذلك تواصل الغرب بالشرق ، لتكون جريدة " التنبيه " هي أول جريدة عربية تظهر لأول مرة ، الذي أصدرها الجنرال " بونابرت " عام 1800م ، حيث : كانت في بداياتها ، وجِهت لتكون سلاحا موازياً للسلاح المادي ، إلى أن تدرج العرب ، ليستقلوا بذواتهم عن وكالة الغرب ، ووصايته لتكون صُحفاً عربية خالصة ، وإن كانت لا تخلو من بصمات الغرب في بعض جوانبها ومواضيعها ! لا : يمكن بما كان أن نقرن ما كان بالأمس بحادث اليوم ، فهناك فارق المكان والزمان ، وتداخل المصائب التي عمت المكان ، فبعد أن كانت فلسطين في مقدمة القضايا التي شغلت عقل ، وقلب العرب ، والمسلمين ، ظهرت : فلسطين أخرى ، تقسَّمت بين أقطار الأرض ، لتكون فلسطين قضية أجل النظر فيها ، لكونها صارت من الماضي ، وحيث استجد الجديد ! من هنا : كان من اسباب ذاك الذبول الأدبي الذي نراه شاخصاً في وقتنا الراهن ، وإذا أردنا الاسترسال بشيء من الاقتضاب البسيط ، لنتجول هنا وهناك ، نجد ذاك الفارق الكبير فيما يبرز من نخبة المثقفين ، حيث نجد ذاك الأديب يعصف به ذاك الفكر البليد ، حيث يطرح ما يكتبه ، وهو الزهيد الذي لا يأتي بجديد ، وما هي إلا مناغاة ما شاع صيته وذاع ، وراج سوقه واستفاض ! من وصفٍ لجسد المرأة ، وأخبار فيها توافه الأخبار ، هي حشو سطور لا تجد منها ما يشفي الصدور ! من ثقافة تجمع شتات العقول ، وتُنضج ما فيه ، ليكشف ويكتشف به غامض الأمور_ أتحدث في السائد ولا أعم بذاك المقال _ " وللباحث عن الحقيقة مجال واسع ، لينظر ويرى مصارع الأمور " ! أراد الكاتب : بطرحه هذا أن يُخّلد ذكرى أولئك القامات . فكان جسر العبور لفكر أولئك ، رسائل أرسلها لذاك الصديق : " الحب الجديد " : يرى فيه الكاتب : " أن الحب صيرورة لا تدرك كنهها " . أرفق من معانيه تلك الحاجة ، التي بها تتشبث بها الحياة ، ولها إكسير منها تكون ديمومة الحياة ، التي لا تتوقف بغير فناءها ، للحب ذكرى وحاضر لأنك تعيش تفاصيله ، إذا لم يكن بالجسد يكون بالروح ، تمر علينا لحظاتها نتصفح أيامها ، كشريط نُرجع ما يمر علينا ، إذا ما كان به ما يُبهجنا ، ونقدمه إذا مر علينا ما يُزعجنا ، ولكن : لا يمكننا تمزيقه أو إتلافه لأن الصلاحية في ذلك ليست بأيدينا ! لعلنا : في مأزقه نحاول النسيان ، ولكن ما هو إلا ضرب خيال ، ومداعبة أوهام ، فلا يمكن نسيانه ! لعلنا نستطيع أن نتناسى ليكون ذلك " أضعف الإيمان " ! " في حثه أن يكون المرء معشوقاً لا عاشقا " هي مثالية يًطلقها ذلك الكاتب ، ليكون لكيان ذلك الانسان كمال يكون منه جاذباً ، لمن حوله من الأنام ممن تتعانق روحه مع روحه ، وتذوب فيه العناصر والجينات في كيان ذلك الانسان . " الضد " : لعل بذاك الضد يكون للحياة تعريف ومعنى به يُفهم كنهها ، قليل هم من يسعون من أجل الكمال ، الذي تكتمل به الإنسانية ، وإن كان محال البلوغ وإنما هو خط الدفاع الذي به يردُّ عنه تلك المثالب والعيوب التي تُخرجه من صفوة الأنام ، الذي تشرف الدنيا بهم لكون لهم كيان يحيى في ظل المبادئ التي تميزه عن باقي الأنام . " معيار وأصل الحب " : يلفت : انتباهنا الكاتب هنا على أن الحب لا يكمن في الشكليات ، و " الرتوش " ! ليجعل من الجمال والسعادة غير ثابتين ، بل هما متغيرين تلفحهما ما يدلف ويطرأ عليهما من تعاقب الأيام ، فذاك: أصل الحياة تقوم على المتناقضات ، فيوم حلو ويوم مر ، ويوم سعيد ويوم تعيس ، وما : على المرء منّا غير إدراك تلكم الحقيقة ، كي لا تكون عقبة كؤود تُعيق طريقه ! " الأطلال " : يجد في الحب الجدل الوجودي ، الذي يكون عارضا لا تلتقي عناصره ، بينهما برزخ لا يبغيان ، كحال المتباين كالليل والنهار ، وكالخير والشر ، لا أدري : ذاك التعريف لدى الكاتب عن الحب ؟! الذي به ينفي ذاك : الاتحاد و الاندماج و الذوبان ذوبان الحبيب : في محبوبه ليكون الاثنان واحد في جسد وروح ، يتنفسان من رئة واحدة ، هل يرمي بقوله ذاك هو وضع " مسافة أمان " ؟! كي لا يحبس نفسه في سجن الندم والحسرة ، إذا ما دار الزمان دورته وتغير وتبدل الحال بأهله ، ليكون الفراق والانفصال المسمار ، الذي يُدق في نعش ذاك الحب المذاع ! " البحيرة " : تصوير جميل وحقيقة تغيب عن لب المار على حروفها الدقيقة ، أن في حيز المكان الذي معالم حدوده مرسومة ، يبقى محفورا في ذاكرة ذلك الإنسان ، لكونه : يعيش تفاصيل لحظاتها يعرف ، حتى أعداد نبضاتها تلك التي في قلبه غلاها ! بعكس : من يُبحر في حب _ نتحفظ بإطلاق هذه الكلمة المقدسة ، إذا ما تلبس بها مدعي خوان _ ليس له حدود ، ولا معالم ، ولا مدى ، ومكان يٌلقي فيه مرساه ! |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
تتمة " الحب والإيمان" " السفر" : نرى الكاتب يلازم التعمق في المعنى ، الذي يغيب عن لأذهان الكثير من الناس ، حيث : يرون ظاهر الأمور بأنها انتكاسات ، وارتكاسات ، لتُكسر فيهم أقدام الصبر ، واستشراق الأمل الذي يختبأ خلف ذلك الظاهر من الأمر ، فلابد لكي تعرف المعنى المناقض والمباين لأي شيء أن تعيش واقعه كُرهاً كان أم اختياراً _ ولو بقصد الحصانة والتحصين ، إذا ما اخترق القدر قلب الواقع الجميل _ . " الفكرة " : يُحلق بنا الكاتب للنواة الأولى ، للنفخة الأولى ، والتي بها شكل كياننا وامتزجت بطباعنا من فطرة ، فكان ما يتمخض عن الذي نُخالطه من بشر ، أو جماد وما كان من عوالم براها ربُ الأكوان ، لنكون : برغم ذلك نحافظ على ذاك الكيان ، الذي أودع فيه المنان العقل الذي به نرى العوالم ، نميز بذاك ما تباين من حق وباطل ، وخير وشر ، لنكون في وسطها بين منجرف مع التيار ، وبين متشبث بما أملاه له رب الأرباب ، ذاك الأصل لو تدبر وتفكر وتأمل فيه ذلك الإنسان ! " القسوة " : بتلك الرغبة التي تعتري أحدنا أن ينفلت من ذلك الخلق الجديد ، ليعيش سيرته الأولى ، حين كان تراباً في رحم الغيب يعيش ! الكاتب يرى في الحب وجه واحد _ القسوة _ ، وأرى أن القسوة منبعُها الرأفة ، والحرص ، والخوف على من نُحب ، لن يكون في يدِ أحدنا استطاعة التّملك لتصرفاتنا انفعالاتنا ، يبقى : الزمان له قول الفصل مع الارادة، والاصرار لنتجاوز بذاك أليم الخطب . هو : الخوف من القادم من فعل الماضي المجهول ! فلو كان الأمر بيد أحدنا لعاش باقي العمر يستظل تحت ظل الماضي الوارف ، لتتوقف : ساعاتها وإذا تحركت لذاك الماضي تعاود ! هو حال من أظلمت الدنيا في عينيها ، لا يرى من ذاك بصيص أمل ، ولا نورا في نهاية النفق ، في دهاليز القنوط قد أرخى سدوله ، ليعيش على الأطلال جنونه ! " المكان " : ذاك القياس الذي جره الكاتب ، لما نراه في أعلى رؤوسنا ولكل ما علانا سماء ، وبأن العقل دوماً يبني تصوراته ومعلوماته من العالم المحسوس ، ليكون القلب ذاك الذي يسكنه الشعور ، وإن : كان للعقل نصيب من توصيل هذا بذاك ، ليكون المحسوس والملموس يتعانقان في وفاق في نادرالأحوال . " الإيمان " : لعل الكاتب هنا يذهب بعيداً عن المتعارف عليه ، لينطلق بنا لجلب معنى آخر ، فلعله يقصد بذاك أن الوصول لليقين ، والإيمان المطلق ، يأتي عبر التحري والامعان في البحث ، ليطمئن بذاك القلب ، ويطرد الشك إذا ما رأسه علينا أطل . |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" مجتمع البلاك بيري " يضع : الكاتب القارئ في عمق الواقع المرير k الذي يعيشه غالب الناس ، ولم ينجو من ذاك المصاب ، غير الذي بقى في عقله الصواب ! من طبيعتي : أني لا أحب التنفس من رئة التشاؤم ، ولا أحب اللون الأسود من جملة الألوان ، ولكن : هي المصداقية التي تُحتم عليّ قول ذلك وعنه لا أفارق ! ولا أنظر بعد ذلك إلى الملام ، إذا ما جاء من فلان وفلان ! ولنا : أن ننظر في أحوال الغرقى في بحور الهيام ، بذلك الجهاز الذي صُمم في أصله كي : يقرب البعيد و يوصل به الحبيب و ويُعضد به روابط الإخاء و تقوى بذاك شوكة الأسرة ، " ليكون الوصل لهم شعارا ، وعنوان " ، غير : أن جينات بعض الناس ، تنشط فيما يقطعها عن التواصل المباشر ، ويجرها إلى الركض لكل مغاير ، مع فضاء التكنلوجيا التي تسبح في الأكوان وتكسر حدود الأوطان ليكون حالها كحال " الماء ، والهواء " لا يقطع سبيلهما أي كان ! " جلسة العشاء " : ذكرني الكاتب في سرده لذاك المشهد ، بين الأصدقاء ، وهم على جلسة العشاء بأخي الذي يصغرني بأعوام في زيارتي له في بيته ، كنت أطلب منه برمجة وربط هاتفي " بشبكة بيته " ، حينها قال لي : مجاوبا على ذلك الطلب : أعذرني ! لن أفعل لأني أريد الجلوس مع " أرواح وعقول " ، لا مع " أجسادٍ وأشباح " ! علم : بأن هناك مشاهدة لواقع حال ، بأن الناس باتت سجينة ذاك الجهاز ، الذي أخرجنا من " رحابة وسعة الدنيا إلى ضيق وحيز الجهاز " ! وأخرجنا من " نور التلاقي والتواصل المباشر ليُدخلنا في ظلمة التقوقع على الذات والانكفاء " ! " أثناء الحديث " : هناك مقولة لعل الكثير يجهلها وهي : " المشغول لا يُشغل " . في أصلها : هي لمن انهمك في أمر عابر ، أو مهمة قد تعلق في إنهاءها مصائر الذات ، أو العباد ، أما : في حال تلك الفئة من الناس ، فذاك شغل لن ينتهي ، حتى وصول الأجل ويقال رحم الله فلان بعد أن مات ! هو : إدمان يصل بقوته وتأثيره ليكون بمقدار المخدرات ، التي تصل بصاحبها للهلوسة والغيبوبة عن عالم الأشهاد ، في : تلكم المجالس تضيع آداب الجلوس ، واستقبال الضيوف ، لتكون الأجواء ملبدة بالغيوم ، وذاك المشغول بهاتفه المحمول ، وهو يتلقى الرسائل من هذا وذاك يتمنى لو ينزل على نُدماءه عاهة الخرس ! كي لا يُشغله حديث قطاع التواصل ولصوص المواقف ويبقى هكذا يعيش عيش " القرف " ! " تلك التصرفات من أولئك البيريون : " يعيش العربي _ لا أعمم _ ، حياة المتربص الشغوف ، وعينه على ما يُطرح في السوق ، من صرعات الجديد، التي بها يُعمق الهوة ، ليكون بعيداً عن العالم الذي يحيط به ، وليته يجني بما يُغرق به السوق من كنوز سهلة المنال ، لمن أراد العلم والمعرفة ، التي ترفع بالإنسان ، ليكون بنفسه قامة تدور حول فلكه الكواكب ويكون بذلك للعامة والخاصة إماما هماما ، "هي حقيقة جهل عنها وغفل ، أو تعامى عنها الكثير من الأنام " ! ولم ينل من مغانمها ، و سخرها و أخضعها و استثمرها لما به خدمة الذات والأنام من رأى في تكالبها وتناسلها مغنما به توصل الحياة ، " إلا من شمله وعمه توفيق الله ، وهداه للسّدد والرشاد " . " تحول وظيفة البلاك بيري " : هي حقيقة الحال بأن من يقتنيه يعيش عيش البوار ، والفراغ وسطحية التفكير ، حيث : تجد ذاك التحجر في فكر ذلك المقتني لذاك الجهاز ، ليتحول كساعي البريد ينقلها لهذا وذاك من غير : فهم لما إليه يُساق و لا تمحيص ومن غير " تقصي و تفريق " ! عمله : تنفيس الكروب و الهروب من الهموم و قتل الفراغ ! تلك الاحصائية : تشف عن الحقيقة التي باتت تقض مضجع المهتم ، وتكشف ما آلت لها الأمور بأننا أصبحنا نعيش عيش المكبلة ذواتهم ، وكوامنهم بالأغلال ! فأصبح : الغارقون في ذلك الحال يعيشون عيش الموات ، مكسورة أجنحتهم طموحاتهم خاوية عزائمهم ، يتضاءل حجم منطقهم وتفكيرهم ، " بحيث لا يتجاوز تفكيرهم إلا بقدر المسافة التي بين أزرار هواتفهم وبين أناملهم " ! |
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
نتابع بإذن الله " مجتمع بلاك بيري " . ما : أجمل ذاك التوصيف لتلك الحالة المريرة ، التي خثّرت في الكثير من الخلق تلك الهمة ، التي بها يبحثون عن مصادر المعلومات ، ولنا أن نرى ذلك الفرق ، ولنقارن كيف كان الأمس وكيف هو اليوم ! فبالأمس القريب : بالرغم من عناء الوصول للمعلومة ، غير أنه كان سعي حثيث ، أما اليوم فالمعلومة لمن أراد الوصول إليها ، لا يُكلفه ذلك غير " كبسة زر " ! ومع هذا أصبح الاتكال على جلب المعلومات من غير عناء ، فتحجرت العقول ، وتخثرت الدماء ، فأصبح الجمود هو السائد والمهيمن علي العقول ! " وكلما كان الشيء في متناول اليد ، كلما زهده طالبوه ومُريدوه ! هو حال من اقتصرت حاجتهم على آنية الوضع " ! " عالم بلا بلاك بيري " : عند ذكر الكاتب عن الفترة التي يكون بعيداً عن جهازه ، وهو يمارس رياضة المشي ، يُشخَّص : تلك الحالة التي يعيشها الإنسان ، وهو بعيد عن تلكم القواطع التي تصرفه عن التمتع بمناظر الطبيعة ، التي فيها يرى ذلك الإنسان عظمة خلق ، ومخلوقات الله ! وكأنه : تخلص من جاذبية الطبع ، ليعود إلى وضعه الطبيعي الذي به يرى ويسمع الأشياء على ما أوجدها الله . " البيريون عند الاستيقاظ من النوم " : البعض أصبح حاله مع هاتفهم كحال جزء من أجزاء خصوصيته و نفسه و جسده ! وإن : كانت تلكم الرسائل التي تُرسل للأصدقاء مجرد " روتين " و " وعادة " تعّودت الأنامل على إرسالها ! ذكرني الكاتب : بطلبه ذاك على تخصيص يوماً واحداً خالياً من الرسائل ، بذلك اليوم العالمي في ساعة محددة تطفئ فيها الأنوار ، لتكون ثقافة ، وتلميح لضرورة التقليل من استهلاك الكهرباء ، " ولعمر الحق ...وما تُجدي تلكم الساعة ؟! أو اليوم في تغيير البشر ممن تجذر ! وتأصل فيهم من طبع ، حتى بات لا يُصلحه تعاقب الليل والنهار ، ولا يُغيره دهر " ؟! |
الساعة الآن 08:37 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.