![]() |
|
القطار
( طلعت سقيرق ) هيَ الشوارع التي تجيء مرةً وتسقطُ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً من اليدينِ.. لليدينْ خواتمُ الصغيرةِ احتراقْ وآخرُ الصهيلِ زفرةُ اشتياقْ وبيننا.. حديقةٌ.. تموتُ مرةً .. ومرةً يسافرُ الصغيرُ في بكائهِ على الرصيفِ بقعة ٌ من المطرْ مسافة من النشيدِ أولُ الشجرْ تقول زهرةٌ لأختها وتسقطانِ في انتفاضةِ الوريدْ هيَ الشوارعُ التي.. وكنتُ بينَ لحظةٍ .. ولحظةٍ أضيعُ في الزحامِ ثم ألتقي بغربتي .. نمدُّ لليدينِ خصلةً وننثني .. نضيعُ في الزحامِ .. نلتقي .. تشدُّ أميَ الرحالَ مرتينِ في المساءِ مرتينِ في الصباحِ مرتينِ بينَ .. بينْ ومرةً .. أضاعتِ الأصابعَ التي تشدُّ فانحنتْ .. تشدُّ بالجراحْ .. وهذهِ الشوارعُ التي .. على الطريقِ بقعةٌ .. وصرخة التياعْ أصابع .. مقصوصةٌ وحينَ يجهشُ المساءُ مرتينِ في البكاءْ تنامُ طفلةٌ حزينةٌ على الذراعْ .. ولا تحبُّ .. أو تحبُ .. إنّما يسافرُ الصباحُ داخلاً محاجرَ المساءْ يحدقُ الصغيرُ في يديهِ لحظةً تمر طائراتْ يسجلُ الصغيرُ قفزةً صغيرةً ودمعةً أخيرةً .. وطائراتْ .. * * * هي الشوارع التي تجيءُ مرةً تكدَّسَ الرماد في حناجرِ الخيولْ .. وملتِ الطبولُ .. أنها طبولْ .. شوارعٌ تمرُّ .. تسقطُ المدنْ تضيعُ رايةُ السفنْ قرأتُ ذات مرةٍ على جدارْ كتابةً تقول إنهُ النهارْ تجندلَ الصباحُ غارقاً بغصةٍ كبيرةٍ ودُمِّرَ الجدارْ … * * * هيَ الشوارعُ التي تجيءُ مرةً أطلُّ من نوافذِ .. القطارْ تشدني أصابعُ الدوارْ .. فأنحني .. وأنحني .. وأنحني .. أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ .. أوقفوهُ أوقفوهْ .. صفيرهُ الطويلُ دونما نهايةٍ وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ وفي السماءِ غيمة بعيدةٌ .. دماؤنا على الرصيفِ زهرة أخيرةٌ دماؤنا على الجسورْ يحدقُ الصغيرُ في أصابعِ الصغيرْ يقطِّعُ الصغيرُ خبزهُ يوزع الصغير لقمتينِ .. ينتهي .. صفيرهُ الطويل دونما نهايةٍ وسكةُ الحديدِ دونما نهايةٍ أطلُّ من نوافذِ القطارْ أرى النساءَ عارياتْ وخلفهنَّ كانتِ الذئابْ توقفت عقاربُ الزمنْ على الجدارْ .. يصور الغريبُ صورةً .. وصورةً .. وصورةً .. يسير في شوارعِ البلدْ .. أصيحُ أوقفوهُ .. أوقفوهُ .. أوقفوهْ يصور الغريب ألف مرةٍ أصيح أوقفوهْ أطل من نوافذِ الشوارعِ التي تصارع الرصاصْ أطل من نوافذ الدماءِ يسقطُ المطرْ .. يبلل الجليلَ بالقبلْ وكان ذات مرةٍ على يدي تدفقُ البلاد كلها وكانَ ذات مرة على غدي .. نشيدها .. وأمحلتْ .. أطلُ من شوارعِ القطارْ أطلُ من نوافذِ الجدارْ غريبةٌ هي الشوارعُ التي تجيء مرةً وتسقط الشوارع التي تجيء مرةً .. ولا مطرْ .. ولا شجرْ .. تطل طائراتْ .. وتقصف الحجرْ .. تطل طائراتْ .. وتسقط البلادُ لا أحدْ .. سوى حجرْ .. |
المخيّم
( طلعت سقيرق ) هيَ البرتقالةُ قد أودعتني نداءَ الصباحْ ومدّتْ جذورَ الحكاياتِ داخلَ جسمي حنيناً لذاكَ الرصيفِ القريبْ ألمّكِ ما بين ضلعي .. وضلعي .. أشدّ الشوارعَ حتى الشرايينِ أمضي هيَ البرتقالة ُ .. أنتِ الظلالْ .. يشاغلُ وجهكِ عنقودَ قلبي تطلّ مسافاتُ كفيكِ ما بينَ صدري .. وصدري .. غريبانِ نحنُ .. ونحنُ الحكايا الأماني النشيدُ الطويل الذي في المطرْ غريبانِ تسحبنا الذكرياتُ وتنسجُ فوق يدينا المطرْ قريبان ِ كنتُ أعلقُ وجهي على الشمس ِ أدفعُ ما بينَ سرّةِ روحي .. وروحي .. نهاراتِ عينيكِ ينسابُ وجهكِ حلواً …. كيافا هيَ البرتقالةُ قد جمعتنا يجيء المخيمُ .. ثم المخيمْ يشدّ الصغير على الجرحِ يقفز فوقَ انشطار يديهِ على خيمتينِ اثنتينِ هو البرتقالُ وأنتِ السؤالُ .. السؤالْ .. أحبُّ المخيمَ حين الشوارع ملأى بهذا النشيدْ أحبُّ المخيم يطلقُ في راحتيهِ انتفاضَ الوريدْ يجيء المخيمُ دوماً يجيءْ رصيفُ العبور إلى الأغنياتْ هي البرتقالةُ قد أشعلتنا نشدُّ على الجمرِ حتى اللقاءْ وحتى طلوعِ الضياءِ .. الضياءْ على الجمرِ كفّي على الجمر صدري قريبانِ نطلقُ هذا الصباحْ نمدُّ الشوارعَ في راحتينا وأنتِ الجوابُ السؤال الجوابُ لحيفا نشدّ على الجمرِ .. حيفا .. قريبان في شارعٍ من صفدْ نشدّ على الجمرِ حتى البلدْ هي البرتقالةُ أنتِ المخيمُ أنتِ اللقاءْ .. وقلبي على الجمر والبرتقالْ .. |
الساعة الآن 06:57 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.