منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( حاتم الطائي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1728)

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:14 PM

ألا سبيلٌ الى مالِ يعارضني
( حاتم الطائي )


ألا سَبيلٌ إلى مالٍ يُعارِضُني
كما يُعارِضُ ماءُ الأبطحِ الجاري
ألا أُعانُ، على جودي، بمَيسَرَةٍ
فلا يَرُدّ نَدَى كَفّيّ إقتاري

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:14 PM

الفقر مشترك الغنى
( حاتم الطائي )


وإنّي لَعَفُّ الفَقْرِ، مُشترَكُ الغِنى
وَوُدّكَ شَكْلٌ لا يُوافِقُهُ شكْلي
وشَكليَ شَكْلٌ لا يَقُومُ لمِثْلِهِ
من النّاسِ، إلاّ كلُّ ذي نيقةٍ مثلي
ولي نِيقَةٌ في المجدِ والبَذلِ لم تكنْ
تأنّقَها، فيما مضَى، أحَدٌ قَبلي
وأجعَلُ مالي دونَ عِرْضِيَ، جُنّةً
لنَفسِي، فإستَغني بما كانَ من فضلي
ولي، معَ بذلِ المالِ والبأسِ، صَوْلةٌ
إذا الحرْبُ أبدتْ عن نواجذها العُصْلِ
وما ضَرّني أَنْ سارَ سَعْدٌ بِأهْلِهِ
وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي
سيَكفي ابتِنايَ المجدَ، سعدَ بن حشرَج
وأحمِلُ عنكم كلّ ما حَلّ من أزْلي
وما مِنْ لَئيمٍ عالَهُ الدّهْرُ مَرّةً
فيَذكُرَها إلاّ استَمالَ إلى البُخْلِ

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:15 PM

المال غادٍ ورائح
( حاتم الطائي )


أماوِيّ! قد طالَ التّجنّبُ والـهَجْرُ
وقد عَذَرَتني، من طِلابكُمُ، العذرُ
أماوِيّ! إنّ المالَ غادٍ ورائِحٌ
ويبقى، من المالِ، الأحاديثُ والذّكرُ
أماوِيّ! إنّي لا أقولُ لسائِلٍ
إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوِيّ! إمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ
وإمّا عَطاءٌ لا يُنَهْنِهُهُ الزّجْرُ
أماوِيّ! ما يُغني الثّراءُ عنِ الفَتى
إذا حشرَجتْ نفسٌ وضاقَ بها الصّدرُ
إذا أنا دَلاّني، الذينَ أحِبّهُمْ
لِمَلْحُودَةٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أكُفّهُمْ
يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوِيّ! إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بقَفْرَةٍ
منَ الأرْضِ، لا ماءٌ هُناكَ ولا خمرُ
ترَيْ أنّ ما أهلكتُ لم يكُ ضَرّني
وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوِيّ! إنّي، رُبّ واحِدِ أُمّهِ
أجَرْتُ، فلا قَتْلٌ عَلَيْهِ ولا أسْرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً
أرادَ ثَراءَ المالِ، كانَ لَهُ وَفْرُ
وإنّيَ لا آلو، بِمَالٍ، صَنيعَةً
فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إنْ تُعَرّيهِ القِداحُ ولا الخَمْرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي
شُهُوداً، وقد أودى، بإخوَته، الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدّهرُ، في أيّامِهِ العُسْرُ واليُسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَةً
وكُلاًّ سَقاناهُ بكأسَيهِما الدّهْرُ
فَما زادَنا بَأواً على ذي قَرابَةٍ
غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنةَ القومِ، فاعلمي
يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لـهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَةٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثهِمِ وَقْرُ

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:17 PM

ان الجواد يرى في مالـه سبلا
( حاتم الطائي )


مَهْلاً نَوارُ، أقِلّي اللّوْمَ والعَذَلا
ولا تَقُولي، لشيءٍ فاتَ، ما فَعَلا؟
ولا تَقُولي لمالٍ، كنتُ مُهْلِكَهُ
مَهلاً، وإنْ كنتُ أُعطي الجِنّ والخبلا
يرى البَخيلُ سَبيلَ المالِ واحدَةً
إنّ الجوادَ يَرَى، في مالِهِ، سُبُلا
إنّ البَخيلَ، إذا ما ماتَ، يَتْبَعُهُ
سُوءُ الثّناءِ، ويحوي الوارِثُ الإبِلا
فاصدُقْ حديثَكَ، إنّ المَرْءَ يَتبَعُهُ
ما كان يَبني، إذا ما نَعْشُهُ حُمِلا
لَيتَ البخيلَ يراهُ النّاسُ كُلُّهُمُ
كما يَراهمْ، فلا يُقرَى، إذا نزلا
لا تَعْذِليني على مالٍ وصلتُ بِهِ
رَحْماً، وخيرُ سبيلِ المالِ ما وَصَلا
يَسعى الفتى، وحِمامُ الموْتِ يُدرِكُهُ
وكلُّ يوْمٍ يُدَنّي، للفتى، الأجَلا
إنّي لأعْلَمُ أنّي سوْفَ يُدْرِكُني
يوْمي، وأُصبحُ، عن دُنيايَ، مُشتغِلا
فليتَ شعري، وليتٌ غيرُ مُدرِكةٍ
لأيّ حالٍ بها أضْحَى بنُو ثُعَلا
أبْلِغْ بَني ثُعَلٍ عنّي مُغَلْغَلَةً
جَهدَ الرّسالةِ لا مَحكاً، ولا بُطُلا
أُغزُوا بَني ثُعَلٍ، فالغَزْوُ حظُّكُمُ
عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا
وَيْهاً فِداؤكمُ أُمّي وما وَلدَتْ
حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا
إذْ غابَ مَن غابَ عنهم من عشيرَتِنا
وأبدَتِ الحرْبُ ناباً كالِحاً، عَصِلا
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي ذو مُحافَظَةٍ
ما لم يَخُنّي خَليلي يَبْتَغي بَدَلا
فإنْ تَبَدّلَ ألفاني أخا ثِقَةٍ
عَفَّ الخليقةِ، لا نِكْساً ولا وكِلا

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:18 PM

تداركني جدي
( حاتم الطائي )


تَدارَكَني جَدّي بِسَفْحِ مَتالِعٍ
فلا تَيْأسَنْ ذو قَوْمِهِ أنْ يُغَنَّمَا

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:20 PM

ترفع عن الدنايا
( حاتم الطائي )


كريمٌ، لا أبيتُ اللّيْلَ، جادٍ
أُعَدّدُ بالأنامِل ما رُزِيتُ
إذا ما بِتُّ أشرَبُ، فوْقَ رِيٍّ
لسُكْرٍ في الشّرابِ، فلا رَوِيتُ
إذا ما بِتُّ أخْتِلُ عِرْسَ جاري
ليُخْفِيَني الظّلامُ، فَلا خَفِيتُ
أأفضَحُ جارَتي وأخونُ جاري؟
مَعاذَ اللَّهِ أفعَلُ ما حَيِيتُ

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:21 PM

جبان الكلب
( حاتم الطائي )


ألا أرِقَتْ عَيني، فبِتُّ أُديرُها
حِذارَ غَدٍ، أحجى بأنْ لا يَضِيرُها
إذا النّجم أضْحى، مغربَ الشمس، مائلاً
ولم يكُ، بالآفاقِ، بَوْنٌ يُنيرُها
إذا ما السّماءُ، لم تكنْ غيرَ حَلْبَةٍ
كجِدّةِ بَيتِ العَنكبوتِ، يُنيرُها
فقد عَلِمَتْ غَوْثٌ بأنّا سَراتُها
إذا أُعلِمَتْ، بعدَ السِّرارِ، أُمورُها
إذا الرّيحُ جاءَتْ من أمامِ أخائِفٍ
وألْوَتْ، بأطنابِ البُيوتِ، صدورُها
وإنّا نُهينُ المالَ، في غيرِ ظِنّةٍ
وما يَشتكينا، في السّنينَ، ضرِيرُها
إذا ما يخيلُ النّاسِ هَرّتْ كِلابُهُ
وشقّ، على الضّيفِ الضّعيفِ، عَقورُها
فإنّي جَبانُ الكلبِ، بَيْتي مُوَطّأٌ
أجودُ، إذا ما النّفسُ شَحّ ضَميرُها
وإنّ كِلابي قد أُهِرّتْ وعُوّدَتْ
قليلٌ، على مَنْ يَعتريني، هَريرُها
وما تَشتكي قِدري، إذا الناسُ أمحَلتْ
أُؤثّفُها طَوْراً، وطَوْراً أُميرُها
وأُبْرِزُ قِدْري بالفَضاءِ، قليلُها
يُرَى غَيرَ مَضْنُونٍ بهِ، وكَثِيرُها
وإبْليَ رَهْنٌ أنْ يكونَ كَريمُها
عَقِيراً، أمامَ البيتِ، حينَ أُثِيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجُودِ، حتى تُطيعَني
وأترُكُ نفسَ البُخلِ، لا أستشيرُها
وليسَ على ناري حِجابٌ يَكُنّها
لمُسْتَوْبِصٍ ليلاً، ولكِنْ أُنيرُها
فلا، وأبيكَ، ما يَظَلّ ابنُ جارَتي
يَطوفُ حَوالَيْ قِدْرِنا، ما يَطورُها
وما تَشتَكيني جارَتي، غَيرَ أنّها
إذا غابَ عَنها بَعلُها، لا أزورُها
سَيَبْلُغُها خَيري، ويَرْجِعُ بعلُها
إلَيها، ولمْ يُقْصَرْ عَليّ سُتُورُها
وخَيْلٍ تَعادَى للطّعانِ شَهِدْتُها
ولَوْ لم أكُنْ فيها لَساءَ عَذيرُها
وغَمْرَةِ مَوْتٍ لَيسَ فيها هُوادَةٌ
يكونُ صُدورَ المَشرَفيّ جُسوُرها
صَبرْنا لـها في نَهْكِها ومُصابِها
بأسْيافِنا، حتى يَبُوخَ سَعيرُها
وعَرْجَلَةٍ شُعْثِ الرّؤوسِ، كأنّهم
بنو الجِنّ، لم تُطبَخْ، بقِدْرٍ، جَزورُها
شَهِدْتُ وعَوّاناً، أُمَيْمَةُ، انّنا
بنو الحربِ نَصْلاها، إذا اشتدّ نورُها
على مُهرَةٍ كَبداءَ، جرْداءَ، ضامِرٍ
أمينٍ شَظاها، مُطْمَئِنٍّ نُسُورُها
وأقسَمْتُ، لا أُعْطي مَليكاً ظُلامةً
وحَوْلي عَدِيٌّ، كَهْلُها وغَرِيرُها
أبَتْ ليَ ذاكُمْ أُسرَةٌ ثُعْلِيّةٌ
كَريمٌ غِناها، مُسْتَعِفٌّ فَقيرُها
وخُوصٍ دِقاقٍ، قد حَدَوْتُ لفتيةٍ
عليهِنّ، إحداهنّ قد حَلّ كُورُها

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:21 PM

حاتم والنعمان الغساني
( حاتم الطائي )


إنّ امرأ القيسِ أضْحى من صَنيعتِكُمْ
وعبدَ شَمسٍ، أبَيتَ اللّعنَ، فاصْطنِعِ
إنّ عَدِيّاً، إذا مَلّكْتَ جانِبَها
مِنْ أمرِ غَوْثٍ، على مرْأًى ومُستمَعِ

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:22 PM

حاتم يتصعلك
( حاتم الطائي )


أتَعْرِفُ أطْلالاً ونُؤياً مُهَدَّما
كخَطّكَ، في رَقٍّ، كتاباً منَمنَما
أذاعتْ بهِ الأرْواحُ، بعدَ أنيسِها
شُهُوراً، وأيّاماً، وحَوْلاً مُجرَّما
دوارِجَ، قد غَيّرْنَ ظاهرَ تُرْبِهِ
وغَيّرَتِ الأيّامُ ما كانَ مُعْلَمَا
وغيّرَها طُولُ التّقادُمِ والبِلَى
فما أعرِفُ الأطْلالَ، إلاّ تَوَهُّمَا
تَهادى عَلَيها حَلْيُها، ذاتَ بهجةٍ
وكَشحاً، كطَيّ السابريّةِ، أهضَمَا
ونَحراً كَفَى نُورَ الجَبينِ، يَزينُهُ
توَقُّدُ ياقوتٍ وشَذْرٌ، مُنَظَّمَا
كجَمرِ الغَضَا هَبّتْ بهِ، بعدَ هجعةٍ
من اللّيلِ، أرْواحُ الصَّبا، فتَنَسّمَا
يُضِيءُ لَنا البَيتُ الظّليلُ، خَصاصَةً
إذا هيَ، لَيلاً، حاوَلتْ أن تَبَسّمَا
إذا انقَلَبَتْ فوْقَ الحَشيّةِ، مرّةً
تَرَنّمَ وَسْوَاسُ الحُلِيّ ترَنُّمَا
وعاذِلَتَينِ هَبّتَا، بَعدَ هَجْعَةٍ
تَلُومانِ مِتْلافاً، مُفيداً، مُلَوَّمَا
تَلومانِ، لمّا غَوّرَ النّجمُ، ضِلّةً
فتًى لا يرَى الإتلافَ، في الحمدِ، مغرَما
فقلتُ: وقد طالَ العِتابُ علَيهِما
ولوْ عَذَراني، أنْ تَبينَا وتُصْرَما
ألا لا تَلُوماني على ما تَقَدّما
كفى بصُرُوفِ الدّهرِ، للمرْءِ، مُحْكِما
فإنّكُما لا ما مضَى تُدْرِكانِهِ
ولَسْتُ على ما فاتَني مُتَنَدّمَا
فنَفسَكَ أكرِمْها، فإنّكَ إنْ تَهُنْ
عليكَ، فلنْ تُلفي لك، الدهرَ، مُكرِمَا
أهِنْ للّذي تَهْوَى التّلادَ، فإنّهُ
إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهْباً مُقَسَّمَا
ولا تَشْقَيَنَ فيهِ، فيَسعَدَ وارِثٌ
بهِ، حينَ تخشَى أغبرَ اللّوْنِ، مُظلِما
يُقَسّمُهُ غُنْماً، ويَشري كَرامَةً
وقد صِرْتَ، في خطٍّ من الأرْض، أعظُما
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ
إذا ساقَ ممّا كنتَ تَجْمَعُ مَغْنَمَا
تحمّلْ عن الأدْنَينَ، واستَبقِ وُدّهمْ
ولن تَستَطيعَ الحِلْمَ حتى تَحَلَّمَا
متى تَرْقِ أضْغانَ العَشيرَةِ بالأنَا
وكفّ الأذى، يُحسَم لك الداء مَحسما
وما ابتَعَثَتني، في هَوايَ، لجاجةٌ
إذا لم أجِدْ فيها إمامي مُقَدَّمَا
إذا شِئْتَ ناوَيْتَ امْرَأ السّوْءِ ما نَزَا
إليكَ، ولاطَمْتَ اللّئيمَ المُلَطَّمَا
وذو اللّبّ والتقوى حقيقٌ، إذا رأى
ذوي طَبَعِ الأخلاقِ، أن يتكَرّما
فجاوِرْ كريماً، واقتدِحْ منْ زِنادِهِ
وأسْنِدْ إليهِ، إنْ تَطاوَلَ، سُلّمَا
وعَوْراءَ، قد أعرَضْتُ عنها، فلم يَضِرْ
وذي أوَدٍ قَوّمْتُهُ، فَتَقَوّمَا
وأغْفِرُ عَوْراءَ الكَريمِ ادّخارَهُ
وأصْفَحُ مِنْ شَتمِ اللّئيمِ، تكَرُّمَا
ولا أخذِلُ الموْلى، وإن كان خاذِلاً
ولا أشتمُ ابنَ العمّ، إن كانَ مُفحَما
ولا زادَني عنهُ غِنائي تَباعُداً
وإن كان ذا نقصٍ من المالِ، مُصرِمَا
ولَيْلٍ بَهيمٍ قد تَسَرْبَلتُ هَوْلَهُ
إذا الليلُ، بالنِّكسِ الضّعيفِ، تجَهّمَا
ولن يَكسِبَ الصّعلوكُ حمداً ولا غنًى
إذا هوَ لم يرْكبْ، من الأمرِ، مُعظَمَا
يرى الخَمصَ تعذيباً، وإنْ يلقَ شَبعةً
يَبِتْ قلبُهُ، من قِلّةِ الـهمّ، مُبهَمَا
لحى اللَّهُ صُعلوكاً، مُناهُ وهَمُّهُ
من العيشِ، أن يَلقى لَبوساً ومَطعمَا
يَنامُ الضّحى، حتى إذا ليلُهُ استوَى
تَنَبّهَ مَثْلُوجَ الفؤادِ، مُوَرَّمَا
مُقيماً معَ المُثْرِينَ، ليسَ ببارِحٍ
إذا كان جدوى من طعامٍ ومَجثِمَا
وللَّهِ صُعْلوكٌ يُساوِرُ هَمَّهُ
ويمضِي، على الأحداثِ والدهرِ، مُقدِما
فتى طَلِباتٍ، لا يرَى الخَمصَ تَرْحةً
ولا شَبعَةً، إنْ نالَها، عَدّ مَغنَما
إذا ما رأى يوْماً مكارِمَ أعرَضَتْ
تَيَمّمَ كُبراهُنّ، ثُمّتَ صَمّمَا
ترَى رُمْحَهُ، ونَبْلَهُ، ومِجَنّهُ
وذا شُطَبٍ، عَضْبَ الضّريبة، مِخْدَما
وأحْناءَ سَرْجٍ فاتِرٍ، ولِجَامَهُ
عَتادَ فَتًى هَيْجاً، وطِرْفاً مُسَوَّمَا

ناريمان الشريف 10-06-2010 11:24 PM

حافظ الود
( حاتم الطائي )


أبلِغِ الحارِثَ بنَ عَمْرٍو بأنّي
حافِظُ الوُدّ، مُرْصِدٌ للصّوابِ
ومُجيبٌ دُعاءَهُ، إنْ دَعاني
عَجِلاً، واحِداً، وذا أصْحابِ
إنّما بَيْنَنا وبَيْنَكَ، فاعْلَمْ
سَيرُ تِسْعٍ، للعاجِل المُنْتابِ
فثَلاثٌ مِنَ السَّراةِ إلى الحُلْبُطِ
للخَيْلِ، جاهِداً، والرّكابِ
وثَلاثٌ يُرِدْنَ تَيْماءَ رَهْواً
وثَلاثٌ يُغْرَرْنَ بالإعْجابِ
فإذا ما مَرَرْتَ في مُسْبَطِرٍّ
فاجمحِ الخيلَ مثلَ جَمحِ الكِعابِ
بَينما ذاكَ أصْبحتْ، وهيَ عضْدي
مِنْ سُبيٍّ مَجْمُوعَةٍ، ونِهابِ
ليتَ شِعْري، متى أرى قُبّةً
ذاتَ قِلاعٍ للحارِثِ الحَرّابِ
بيَفاعٍ، وذاكَ مِنها مَحَلٌّ
فوْقَ مَلْكٍ، بَدين بالأحْسابِ
أيّها المُوعِدي، فإنّ لَبُوني
بينَ حَقْلٍ، وبَينَ هَضْبٍ ذُبابِ
حَيثُ لا أرْهَبُ الخُزاةَ، وحَوْلي
ثُعَلِيّونَ، كاللّيوثِ الغِضابِ


الساعة الآن 11:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team