منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:05 AM

أوصيكم بالضيف والجار والقتال



كَانَتْ وَصَاةٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
لَوْ أنّ صَحْبَكَ إذْ نادَيتَهم وَقَفُوا
عَلى هُرَيْرَةَ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
وَقَدْ أتَى مِنْ إطَارٍ دُونَهَا شَرَفُ
أحْبِبْ بِهَا خُلّةً لَوْ أنّهَا وَقَفَتْ،
وَقَدْ تُزِيلُ الحَبِيبَ النّيّةُ القَذَفُ
إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
أُوصِيكُمُ بِثَلاثٍ، إنّني تَلِفُ
الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
يَوْماً منَ الدّهْرِ يَثْنِيهِ، فيَنصَرِفُ
وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَةٌ،
إذا تَلَوّى بِكَفّ المُعْصِمِ العُرُفُ
إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
قَدْ صَادَفُوا عُصْبَةً مِنّا، وَسَيّدَنا،
كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
قُلْنَا الصِّلاحَ فَقالُوا لا نُصَالِحُكمْ،
أهلُ النُّبُوكِ وَعِيرٌ فَوْقَها الخَصَفُ
لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللـهِ، مَائِرَةٍ،
إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
لِيَعْلَمُوا أنّنَا بَكْرٌ، فَيَنْصِرِفُوا
قَالُوا البقِيّةَ، وَالـهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،
وَلا بَقِيّةَ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
هَلْ سَرّ حِنقِطَ أنّ القَوْمَ صَالحَهُمْ
أبُو شُرَيْحٍ وَلمْ يُوجَدْ لَهُ خَلَفُ
قَدْ آبَ جَارَتَهَا الحَسْنَاءَ قَيّمُها
رَكْضاً، وَآبَ إلَيها الثّكْلُ وَالتّلَفُ
وَجُندُ كِسرَى غَداةَ الحِنوِ صَبّحهمْ
مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
جَحَاجِحٌ، وَبَنُو مُلْكٍ غَطارِفَةٌ
من الأعاجِمِ، في آذانِهَا النُّطَفُ
إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،
مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الـهَامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
حتى تَوَلّوْا، وَكادَ اليَوْمُ يَنتَصِفُ
لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
في يَوْمِ ذي قَارَ ما أخطاهُمُ الشّرَفُ
لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،
مُطَبِّقَ الأرض يَغشاها بهِمْ سَدَفُ
وَظُعْنُنَا خَلْفَنَا كُحْلاً مَدَامِعُها،
أكْبَادُها وُجُفٌ، مِمّا تَرَى تجِفُ
حَوَاسِرٌ عَنْ خُدودٍ عايَنَتْ عِبَراً،
وَلاحَهَا وَعَلاهَا غُبْرَةٌ كُسُفُ
مِن كُلّ مَرْجانَةٍ في البَحرِ أخْرَجَها
غَوّاصُهَا وَوَقَاهَا طِينَهَا الصّدَفُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:06 AM

إلى هوذة الوهاب



أتَشْفِيكَ «تَيّا» أمْ تُرِكْتَ بدائكا،
وَكَانَتْ قَتُولاً للرّجَالِ كَذَلِكَا
وَأقصَرْتَ عن ذِكْرِ البَطالةِ وَالصِّبَى،
وَكانَتْ سَفاهاً ضَلّةً مِنْ ضَلالِكَا
وَمَا كانَ إلاَّ الحَيْنَ يَوْمَ لَقِيتَها،
وَقَطْعَ جَدِيدٍ حَبْلُهَا من حِبالِكَا
وَقَامَتْ تُرِيني بَعدَما نَامَ صُحبَتي
بَيَاضَ ثَنَايَاهَا وَأسْوَدَ حَالِكَا
وَيَهْماءَ قَفْرٍ تَخْرُجُ العَينُ وَسطَها،
وَتَلْقَى بهَا بَيْضَ النّعَامِ تَرَائِكَا
يَقُولُ بِهَا ذُو قُوّةِ القَوْمِ، إذْ دَنا
لصَاحِبِهِ، إذْ خَافَ مِنها المَهالِكَا
لكَ الوَيلُ أفشِ الطَّرْفَ بالعَينِ حوْلَنا
عَلى حَذَرٍ، وَأبْقِ مَا في سِقَائِكَا
وَخَرْقٍ مَخُوفٍ قد قَطَعتُ بجَسرَةٍ
إذا الجِبسُ أعيَا أنْ يَرُومَ المَسالِكَا
قَطَعتُ إذا مَا اللّيلُ كانَتْ نجُومُهُ
تَرَاهُنّ في جَوّ السّمَاءِ سَوَامِكَا
بِأدْمَاءَ حُرْجُوجٍ بَرَيْتُ سَنَامَها
بِسَيرِي عَلَيها بَعدَما كانَ تَامِكَا
لَهَا فَخِذَانِ تَحْفِزَانِ مَحَالَةً،
وَصُلْباً كَبُنْيَانِ الصَّفَا مُتَلاحِكَا
وَزَوْراً تَرَى في مِرْفَقَيْهِ تَجَانُفاً
نَبِيلاً كَبَيْتِ الصّيْدَلانيّ دَامِكَا
وَرَأساً دَقِيقَ الخَطْمِ صُلْباً مُذَكَّراً،
وَدَأياً كَأعْنَاقِ الضّبَاعِ وَحَارِكَا
إلى هَوْذَةَ الوَهّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي
أُرَجي نَوَالاً فَاضِلاً مِنْ عَطَائِكَا
تَجانَفُ عَنْ جُلّ اليَمَامَةِ نَاقَتي،
وَمَا قَصَدَتْ مِنْ أهلِها لِسِوَائِكَا
ألَمّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ
قَلُوصي، وَكانَ الشَّرْبُ منها بمائكآ
فَلَمّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ،
أُنِيخَتْ، وَألقَتْ رَحْلَها بفِنائِكَا
وَلَمْ يَسْعَ في الأقْوَامِ سَعْيَكَ وَاحدٌ،
وَلَيْسَ إنَاءٌ للنّدَى كَإنَائِكَا
سَمِعتُ بسَمعِ البَاعِ وَالجودِ وَالندى
فأدلَيتُ دَلْوِي، فاستَقتْ برِشائِكَا
فتىً يَحمِلُ الأعباءَ، لَوْ كانَ غَيرُهُ
من النّاسِ لمْ ينهَضْ بها مُتَماسِكَا
وَأنْتَ الّذِي عَوّدْتَني أنْ تَرِيشَني،
وَأنْتَ الّذِي آوَيْتَني في ظِلالِكَا
فَإنّكَ فِيمَا بَيْنَنَا فيّ مُوزَعٌ
بخَيْرٍ، وَإنّي مُولَعٌ بِثَنَائِكَا
وَجَدْتَ عَلِيّاً بَانِياً، فَوَرِثْتَهُ،
وَطَلْقاً، وَشَيْبانَ الجَوَادَ، وَمالِكَا
بُحُورٌ تَقُوتُ النّاسَ في كُلّ لَزْبَةٍ،
أبُوكَ وَأعْمَامٌ هُمُ هَؤلائِكَا
وَمَا ذاكَ إلاّ أنَّ كَفّيْكَ بِالنّدَى
تَجُودانِ بِالإعْطاءِ، قَبلَ سُؤالِكَا
يَقُولُونَ: في الإكْفَاءِ أكْبَرُ هَمّه،
ألا رُبّ مِنْهُمْ مَن يَعِيشُ بمَالِكَا
وَجَدْتَ انْهِدامَ ثُلْمَةٍ، فبَنَيْتَها،
فَأنْعَمْتَ إذْ ألْحَقْتَها بِبِنَائِكَا
وَرَبّيْتَ أيْتَاما، وَألْحَقتَ صِبْيَةً،
وأدْرَكْتَ جَهدَ السّعيِ قبلَ عنائِكَا
وَلمْ يَسْعَ في العَلْيَاءِ سَعيَكَ ماجِدٌ،
وَلا ذُو إنِّى في الحَيّ مثلَ قَرَائِكَا
وَفي كُلّ عَامٍ أنْتَ جاشِمُ غَزْوَةٍ،
تَشُدّ لأِقْصَاهَا عَزِيمَ عَزِيمَ عَزَائِكَا
مُوَرِّثَةٍ مَالاً، وَفي الحَمْدِ رِفْعَةَ،
لِمَا ضَاعَ فِيهَا مِنْ قُرُوءِ نِسَائِكَا
تُخَبّرُهُنّ الطّيْرُ عَنْكَ بِأوْبَةٍ،
وَعَيْنٌ أقَرّتْ نَوْمَهَا بِلِقَائِكَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:08 AM

إليك أبيت اللعن



أتَرْحَلُ،من لَيْلى وَلمّا تَزَوّدِ،
وكنتَ كَمنْ قَضّى اللُّبَانَةَ مِنْ دَدِ
أرَى سَفَهاً بِالمَرْءِ تَعْلِيقَ لُبّهِ
بِغَانِيَةٍ خَوْدٍ، مَتى تَدْنُ تَبْعدِ
أتَنْسَينَ أيّاماً لَنَا بِدُحَيْضَةٍ،
وَأيّامَنَا بَينَ البَدِيّ، فَثَهْمَدِ
وَبَيْدَاءَ تِيهٍ يَلْعَبُ الآلُ فَوْقَهَا،
إذا ما جَرَى، كالرّازِقّي المُعَضَّدِ
قَطَعْتُ بِصَهْبَاءِ السّرَاةِ، شِمِلّةٍ،
مَرُوحِ السُّرَى وَالغِبّ من كلّ مَسأدِ
بَناها السّوَادِيُّ الرّضِيخُ مَعَ الخَلى،
وَسَقْيي وَإطْعامي الشّعِيرَ بمَحْفَدِ
لدى ابنِ يَزِيدٍ أوْ لَدى ابنِ مُعَرِّفٍ
يَفُتّ لـهَا طَوْراً وَطَوْراً بمِقْلَدِ
فَأضْحَتْ كَبُنْيَانِ التّهَاميّ شَادَهُ
بِطِينٍ وَجَيّارٍ، وَكِلْسٍ وَقَرْمَدِ
فَلَمّا غَدَا يَوْمُ الرّقَادِ، وَعِنْدَهُ
عَتَادٌ لذي هَمٍّ لمَنْ كانَ يَغتَدي
شَدَدْتُ عَلَيها كُورَهَا فتَشَدّدَتْ
تَجُورُ عَلى ظهْرِ الطّرِيقِ وَتَهْتَدي
ثَلاثاً وَشَهْراً ثمّ صَارَتْ رَذِيّةً،
طَلِيحَ سِفَارٍ كَالسّلاحِ المُفَرَّدِ
إلَيكَ، أبَيْتَ اللّعْنَ، كانَ كَلالُها،
إلى المَاجِدِ الفَرْعِ الجَوَادِ المُحَمّد
إلى مَلِكٍ لا يَقْطَعُ اللّيْلُ هَمَّهُ،
خَرُوجٍ تَرُوكٍ، للفِرَاشِ المُمَهَّدِ
طَوِيلِ نِجَادِ السّيْفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيَامَ القَطَا باللّيْلِ في كلّ مَهْجَدِ
فَما وَجَدَتْكَ الحَرْبُ، إذْ فُرّ نابُهَا،
عَلى الأمْرِ نَعّاساً عَلى كُلّ مَرْقَدِ
وَلكِنْ يَشُبّ الحَرْبَ أدْنَى صُلاتِها
إذا حَرّكُوهُ حَشَّهَا غَيرَ مُبرِدِ
لَعَمرُ الذي حَجّتْ قُرَيْشٌ قَطينَهُ،
لقد كِدتَهمْ كَيدَ امرِىءٍ غيرِ مُسنَدِ
أُولى وَأُولى كُلٌّ، فَلَسْتَ بِظَالِمٍ،
وَطِئْتَهُمُ وَطْءَ البَعِيرِ المُقَيَّدِ
بمَلمومةٍ لا يَنفُضُ الطّرْفُ عَرضَها،
وَخَيْلٍ وَأرْمَاحٍ وَجُنْدٍ مُؤيَّدِ
كَأنَّ نَعَامَ الدّوّ بَاضَ عَلَيْهِمُ،
إذا رِيعَ شَتّى للصّرِيخِ المُنَدِّدِ
فَمَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ كَأنّ جَبِينَهُ
يُطَلّى بِوَرْسٍ أوْ يُطَانُ بمُجْسَدِ
كَسَتْهُ بَعُوضُ القَرْيَتَينِ قَطِيفَةً،
مَتى مَا تَنَلْ مِنْ جِلْدِهِ يَتَزَنّدِ
كَأنّ ثِيَابَ القَوْمِ حَوْلَ عَرِينِهِ،
تَبابِينُ أنْباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رَأى ضَوْءَ نَارٍ بَعدَما طافَ طَوْفَةً
يُضِيءُ سَناها بَينَ أثْلٍ وَغَرْقَدِ
فَيَا فَرَحَا بالنّارِ إذْ يَهْتَدِي بِهَا
إلَيْهِمْ، وَأضْرَامِ السّعِيرِ المُوَقَّدِ
فَلَمّا رِأوْهُ دُونَ دنْيَا ركَابِهِمْ،
وَطَارُوا سِرَاعاً بِالسّلاحِ المُعَتَّدِ
أتِيحَ لَهُمْ حُبُّ الحَيَاةِ فأدْبَرُوا،
وَمَرْجاةُ نَفْسِ المَرْءِ ما في غَدٍ غدِ
فَلَمْ يَسْبِقُوهُ أنْ يُلاقي رَهِينَةً،
قَلِيلَ المَساكِ عِندَهُ غَيرَ مُفْتَدي
فَأَسْمَعَ أُولى الدّعوَتَينِ صِحَابَهُ،
وَكَانَ الّتي لا يَسْمَعونَ لـهَا قَدِ
بأصْدَقَ بأساً منكَ يَوْماً، وَنَجْدَةً،
إذا خامَتِ الأبْطالُ في كلّ مَشْهَدِ
وَمَا فَلَجٌ يَسْقي جَداوِلَ صَعْنَبَى،
لَهُ شَرَعٌ سَهْلٌ عَلى كُلّ مَوْرِدِ
وَيُرْوِي النّبِيطُ الزّرْقُ من حَجَرَاتِهِ
دِيَاراً تُرَوّى بِالأتّي المُعَمَّدِ
بِأجْوَدَ مِنْهُ نَائِلاً، إنّ بَعْضَهُمْ
كَفى ما لَهُ باسْمِ العَطاءِ المُوَعَّدِ
تَرَى الأُدْمَ كالجَبّارِ وَالجُرْدَ كالقنا
مُوَهَّبَةً مِنْ طَارِفٍ وَمُتَلَّدِ
فَلا تَحْسَبَنّي كافِراً لَكَ نِعْمَةً،
عَليّ شَهِيدٌ شَاهِدُ اللـهِ، فاشهَدِ
وَلكنّ مَن لا يُبصرُ الأرْضَ طَرْفُهُ،
متى ما يُشِعْهُ الصّحْبُ لا يَتَوَحّدِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:09 AM

إني لترّاك الضغينة



ألا حَيّ مَيّاً، إذْ أجَدّ بُكُورُهَا،
وَعَرِّضْ بقَوْلٍ: هلْ يُفادى أسيرُهَا
فَيا مَيّ لا تُدْلي بِحَبْلٍ يَغُرّني
وَشَرُّ حِبَالِ الوَاصِلينَ غَرُورُهَا
فإنْ شئتِ أنْ تُهدَيْ لقَوْميَ فاسألي
عَنِ العِزّ وَالإحْسانِ أينَ مَصِيرُهَا
تَرَي حامِلَ الأثْقالِ وَالدّافعَ الشّجَا
إذا غُصّةٌ ضَاقَتْ بِأمْرٍ صُدُورُهَا
بهِمْ تُمتَرَى الحَرْبُ العَوَانُ وَمنهُمُ
تُؤدّى الفُرُوضُ حُلْوُها وَمَرِيرُهَا
فَلا تَصْرِمِيني، وَاسألي مَا خَليقَتي
إذا رَدّ عَافي القِدْرِ مَنْ يَسْتَعِيرُهَا
وَكانُوا قُعُوداً حَوْلَها يَرْقُبُونَهَا،
وَكَانَتْ فَتاةُ الحَيّ مِمّنْ يُنِيرُهَا
إذا احْمَرّ آفَاقُ السّماءِ وَأعْصَفَتْ
رِيَاحُ الشّتاءِ، وَاستَهَلّتْ شُهورُها
تَرَيْ أنّ قِدْرِي لا تَزَالُ كَأنّهَا
لِذِي الفَرْوَةِ المَقْرُورِ أُمٌّ يَزُورُهَا
مُبَرَّزَةٌ، لا يُجْعَلُ السّتْرُ دُونَهَا،
إذا أُخْمِدَ النّيرَانُ لاحَ بَشِيرُهَا
إذا الشّوْلُ رَاحَتْ ثمّ لمْ تَفْدِ لحمَها
بِألْبَانِهَا، ذاقَ السّنَانَ عَقِيرُهَا
يُخَلّى سَبيلُ السّيْفِ إنْ جالَ دونَها،
وَإنْ أنْذِرَتْ لمْ يَغْنَ شَيئاً نَذِيرُهَا
كَأنّ مُجَاجَ العِرْقِ في مُسْتَدارِها
حَوَاشِي بُرُودٍ بَينَ أيْدٍ تُطِيرُهَا
وَلانَلْعَنُ الأضْيَافَ إنْ نَزَلُو بِنَا،
وَلا يَمْنَعُ الكَوْمَاءَ مِنّا نَصِيرُهَا
وَإنّي لَتَرّاكُ الضّغِينَةِ قَدْ أرَى/
قَذَاهَا مِن المَوْلى، فَلا أستَثِيرُها
وَقُورٌ إذا مَا الجَهْلُ أعْجَبَ أهْلَهُ
وَمِن خَيرِ أخْلاقِ الرّجالِ وُقُورُهَا
وَقَدْ يَئِسَ الأعداءُ أنْ يَستَفِزّني
قِيَامُ الأُسُودِ، وَثْبُهَا وَزَئِيرُها
وَيَوْمٍ مِنَ الشّعْرَى كَأنّ ظِبَاءَهُ
كَوَاعِبُ مَقْصُورٌ عَلَيها سُتُورُهَا
عَصَبْتُ لَهُ رَأسي، وَكَلّفتُ قَطعَه
هُنالِكَ حُرْجُوجَاً، بَطِيئاً فُتورُهَا
تَدَلّتْ عَلَيْهِ الشّمْسُ حتى كأنّها
مِنَ الحَرّ مَرمي بالسّكينه قُورُها
وَمَاءٍ صَرىً لمْ ألْقَ إلاّ القَطَا بِهِ،
وَمَشهورَةَ الأطَواقِ، وُرْقاً نحُورُهَا
كَأنّ عَصِيرَ الضَّيْحِ، في سَدَيَانِهِ،
دَفُوناً وَأسْداماً، طوِيلاً دُثُورُهَا
وَلَيْلٍ، يَقُولُ القَوْمُ من ظُلُماتِهِ:
سَوَاءٌ بَصِيرَاتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
كَأنّ لَنَا مِنْهُ بُيُوتاً حَصِينَةً،
مُسُوحٌ أعَاليهَا وَسَاجٌ كُسُورُهَا
تَجَاوَزْتُهُ حَتّى مَضَى مُدْلَهِمُّهُ،
وَلاحَ مِنَ الشْمسِ المُضِيئَةِ نُورُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:10 AM

أدن من البأس



وَيْهَا خُثَيْمُ إنّهُ يَوْمٌ ذَكَرْ
مُذَمِّرٌ سَقْباً بِذِفْرَاهُ شَعَرْ
لَمْ تَرَ شَمْسٌ مِثْلَهُ وَلا قَمَرْ،
فادْنُ مِنَ البَأسِ، إذا البَأسُ حَضَرْ
وَزَاحَمَ الأعْدَاءُ بِالثّبْتِ الغَدَرْ،
كُونَنْ كَسَمٍّ نَاقَعٍ فيهِ الصّبِرْ
وَارْجُمْ، إذا مَا ضَيّعَ النّاسُ الدُّبُرْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:10 AM

الأصم وأعشى قيس



مَتى تَقْرِنْ أصَمَّ بِحَبْلِ أعْشَى
يَلجّا في الضّلالَةِ وَالخَسَارِ
فَلَسْتُ بِمُبْصِرٍ شَيْئاً يَراهُ،
وَلَيْسَ بِسَامِعٍ مِنّي حِوَارِي

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:11 AM

البطنة تأفن الأحلام



يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
ألِعَبْدٍ أعْرَاضُنَا أمْ عَلى مَا
لَيْسَ عَنْ بِغْضَةٍ حُذافَ، وَلكِنْ
كَانَ جَهْلاً بِذَلِكُمْ، وَعُرَامَا
لمْ نَطَأكُمْ يَوْماً بِظُلْمٍ، وَلمْ نَهْـ
ـتِكَ حِجَاباً وَلَمْ نُحِلّ حَرَاما
يا بَني المُنْذرِ بنِ عَبْيدَانَ، وَالبِطْـ
نَةُ يَوْماً قَدْ تَأفِنُ الأحْلامَا
لِمْ أمَرْتُمْ عَبْداً لِيَهْجُوَ قَوْماً
ظَالمِيهِمْ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ، كِرَامَا
وَالّتي تُلْبِثُ الرّؤوس مِنَ النُّعْـ
مَى، وَيَأتي إسْمَاعُهَا الأقْوَامَا
يَوْمَ حَجْرٍ بِمَا أزِلَّ إلَيْكُمْ،
إذْ تُذَكّي في حَافَتَيْهِ الضّرَامَا
جَارَ فيهِ، نَافَى العُقَابَ، فأضْحى
آئِدَ النّخْلِ يَفْضَحُ الجُرّامَا
فَتَرَاهَا كَالخُشْنِ تَسْفَحُهَا النّيـ
رَانُ سُوداً مُصَرَّعاً وَقِيَامَا
ثُمّ بِالعَيْنِ عُرّةٌ تَكْسِفُ الشّمْـ
سَ وَيَوْماً مَا يَنْجَلي إظْلامَا
إذا أتَتْكُمْ شَيْبَانُ في شَارِقِ الصّبْـ
ـحِ، بِكَبْشٍ تَرَى لَهُ قُدّاما
فَغَدَوْنَا عَلَيْهِمُ بَكَرَ الوِرْ
دِ، كمَا تُورِد النّضِيحَ الـهِيَاما
بِرِجَالٍ كَالأسْدِ، حَرّبَهَا الزّجْـ
رُ، وَخَيْلٍ مَا تُنْكِرُ الإقْدَامَا
لا نَقِيهَا حَدَّ السّيُوفِ وَلا نأ
لَمُ جُوعاً وَلا نبَالي السُّهَامَا
سَاعَةً أكْبَرَ النّهَارِ كَمَا شلّ
مُخيِلٌ لِنَوْئِهِ أغْنَامَا
مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيرَ مِيلٍ؛
وَكُهُولاً مَرَاجِحاً أحْلامَا
ثُمّ وَلّوْا عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَالصّبْـ
رِ، كمَا يَطْحَرُ الجَنُوبُ الجَهَامَا
ذاكَ في جَبْلِكُمْ لَنَا، وَعَلَيْكُمْ
نِعْمَةٌ لَوْ شَكَرْتُمُ الإنَعَامَا
وَإذَا مَا الدّخَانُ شَبّهَهُ الآ
نُفُ يَوْماً، بِشَتْوَةٍ، أهْضَامَا
فَلَقَدْ تُصْلَقُ القِدَاحُ عَلى النيـ
ـبِ، إذَا كَانَ يَسْرُهُنّ غَرَامَا
بِمَسَامِيحَ في الشّتَاءِ يَخَالُو
نَ عَلى كُلّ فَالِجٍ إطْعَامَا
وَقِبَابٍ مِثْلَ الـهِضَابِ وَخَيْلٍ،
وَصِعَادٍ حُمْرٍ، يَقِينَ السِّمَامَا
في مَحَلٍّ مِنَ الثّغُورِ غُزَاةٍ،
فَإذا خَالَطَ الغِوارُ السَّوَامَا
كَانَ منّا المُطَارِدُونَ عنِ الأخْـ
رَى، إذا أبْدَتِ العَذَارَى الخِدَمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:12 AM

الجواد أبو يعفور



وَإذا أتَيْتَ مُعَتِّباً في دَارِهَا
ألْفَيْتَ أهلَ نَدىً هُناكَ خَبِيرِ
إنّ الجَوَادَ إذا حَلَلْتَ بِبَابِهِ،
وَإذا تُسَائِلُهُ أبُو يَعْفُورِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:13 AM

الخطب قد فقم



يَظُنّ النّاسُ بِالمَلِكَيْـ
ـنِ أنّهُمَا قَدِ التَأمَا
فَإنْ تَسْمَعْ بِلأمِهِمَا،
فَإنّ الخَطْبَ قَدْ فَقِمَا
وَإنّ الحَرْبَ أمْسَى فَحْـ
ـلُهَا في النّاسِ مُحْتَلِمَا
حَدِيداً نَابُهُ، مُسْتَدْ
لِقاً، مُتَخَمِّطاً، قَطِمَا
أتَانَا عَنْ بَني الأحْرا
رِ قَوْلٌ لمْ يَكُنْ أَمَمَا
أرَادُوا نَحْتَ أثْلَتِنَا،
وَكُنّا نَمْنَعُ الخُطُمَا
وَكَانَ البَغْيُ مَكْرُوهاً
وَقَوْلُ الجَهْلِ مُنْتَحِمَا
فَبَاتُوا لَيْلَهُمْ سَمَراً
لِيُسْدُوا غِبّ مَا نَجَمَا
فَغَبّوا نَحْوَنَا لَجِباً،
يَهُدّ السّهْلَ وَالأكَمَا
سَوَابِغَ مُحْكَمِ المَاذِ
يّ، شَدّوا فَوْقَهَا الحُزُمَا
فَجَاءَ القَيْلُ هَامَرْزٌ،
عَلَيْهِمْ يُقْسِمُ القَسَمَا
يَذُوقُ مُشَعْشَعاً حَتى
يُفِيءَ السّبْيَ وَالنَّعَمَا
فَلاقَى المَوْتَ مُكْتَنِعاً،
وَذُهْلاً دُونَ مَا زَعَمَا
أُبَاةَ الضّيْمِ، لا يُعْطُو
نَ مَنْ عَادَوْهُ مَا حَكَمَا
أبَتْ أعْنَاقُهُمْ عِزّاً،
فَمَا يُعْطُونَ مَنْ غَشَمَا
عَلى جُرْدٍ مُسَوَّمَةٍ،
عَوَابِسَ تَعْلُكُ اللُّجُمَا
تَخَالُ ذَوَابِلَ الخَطّ
ـيّ في حَافَاتِهَا أجَمَا
فَتَنَا القَيْلَ هَامَرْزاً،
وَرَوّيْنَا الكَثِيبَ دَمَا
ألا يَا رُبّ مَا حَسْرَى
سَتُنْكِحُهَا الرّمَاحُ حَمَا
صَبَحْنَاهُمْ مُشَعْشَعَةً
تَخَالُ مَصَبّهَا رَذَمَا
صَبَحْنَاهُمْ بِنُشّابٍ،
كَفِيتٍ قَعْقَعَ الأدَمَا
هُنَاكَ فِدى لَهُمْ أُمّتي،
غَداةَ تَوَارَدُوا العَلَمَا
بِضَرْبِهِمُ حَبِيكَ البَيْـ
ـضِ، حَتى ثَلّمُوا العَجَمَا
بِمِثْلِهِمُ غَدَاةَ الرّوْ
عِ يَجْلُو العِزَّ وَالكَرَمَا
كَتَائِبُ مِنْ بَني ذُهْلٍ،
عَلَيْهَا الزَّغْفُ قَدْ نُظِمَا
فَلاقَوا مَعْشَراً أُنُفاً،
غِضَاباً، أحْرَزُوا الغَنَمَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:13 AM

الشباب غير حليف



أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
صَرَمُوا حَبْلَ آلِفٍ مَألُوفِ
وَاسْتَقَلّتْ عَلى الجِمَالِ حُدُوجٌ،
كُلّهَا فَوْقَ بَازِلٍ مَوْقُوفِ
مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
نَظَرَ الأُدْمِ مِنْ ظِبَاءِ الخَرِيفِ
خَاشِعَاتٍ يُظْهِرْنَ أكْسِيَةَ الخـ
زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
وَحَثَثْنَ الجِمَالَ يَسْهَكْنَ بِالبَا
غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
ن، فَقَلْبي بِهِنّ كَالمَشْغُوفِ
بِلَعُوبٍ مَعَ الضّجِيعِ، إذَا مَا
سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
حُلْوَةِ النّشْرِ، وَالبَديهَةِ، وَالعِلاّ
تِ لا جَهْمَةٍ وَلا عُلْفُوفِ
وَلَقَدْ سَاءَهَا البَيَاضُ، فَلَطّتْ
بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ
سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
وَدَعِ الذّكْرَ مِنْ عَشائي، فَما يُدْ
رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَةَ أمْلا
كاً كِرَاماً بِالشّامِ ذاتِ الرّفِيفِ
وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
رَةِ، يَمْشُونَ، غُدْوَةً، كالسّيوفِ
وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
قَاعِداً حَوْلَه النّدَامَى، فَمَا يَنْـ
فَكّ يُؤتَى بِمُوكَرٍ مَجْدُوفِ
وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
بُ، تَرَقّتْ في مِزِهَرٍ مَنْدُوفِ
بَيْنَمَا المَرْءُ كَالرُّدَيْنيّ ذِي الجُبّـ
ـةِ سَوّاهُ مُصْلِحُ التَّثقِيفِ
أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
رَدّهُ دَهْرُهُ المُضَلَّلُ حَتّى
عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
ءَ مَرُوحٍ، بَعْدَ الكَلالِ، رَجُوفِ
قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
طِ، فَتَأتي عَلى المَكَانِ المَخُوفِ
وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَةَ أهْلي،
وَأُعَدّيهِمُ لأِمْرٍ قَذِيفِ
بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
مُسْتَقِلٍّ بِالرِّدْفِ مَا يَجْعَلُ الجِـ
رّةَ بَعْدَ الإدْلاجِ غَيرَ الصّرِيفِ
ثُمّ يُضْحي مِنْ فَوْرِهِ ذا هِبَابٍ
يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
أوْ قَرَنّا ذِرَاعَهُ بِوَظِيفِ
لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ


الساعة الآن 02:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team