![]() |
الغالية أمل سلام الله عليك لله ما أروعه من شاعر كم أحب أشعاره ... له مجموعة من سلسلة ( لأن ) جميلة جداً أشكرك على الانتقاء كم أنت ذواقة ..... ناريمان |
الحمّى
أحس بالرعشة تعتريني و الموت يسترسل في وتيني و موجة الإغماء تحتويني فقربي مني و لامسيني مري بكفيك على جبيني و قبل أن أرقد حدثيني * * * قصي علي قصة السنين حكاية المشرد المسكين طوف عبر قفره الضنين يشرب من سرابه الخؤون و يشتكي النجود للحزون و جرب الغربة في السفين و هام في مرافئ الجنون كسندباد أحمق مأفون و عاد بالحمى و بالشجون محملا بصفقة المغبون * * * هاتي كتاب الشعر أنشديني قصيدة رائعة الرنين كتبتها في زمن الفتون أيام كنت ساذج العيون قبل انتحار الوهم في اليقين و غضبة الكهل على الجنين و صحوتي في الواقع الحزين هل تذكرين الان؟..ذكريني براءتي في سالف القرون قبل قدوم الزمن الملعون يبيعني حينا..و يشتريني يمنحني المال.. و لا يغنيني يسكب لي الماء.. و لا يرويني و يجعل الأغلال في يميني و يزدري شعري.. و يزدريني يال شقاء البلبل السجين في القفص المذهب الثمين ينشد ما ينشد من لحون خافتة.. دافئة الشؤون مثل دم يسيل من طعين * * * تعبت من جدي و من مجوني من كل ما في عالمي المشحون من مسرح محنط الفنون مشاهد باهتة التلوين أغنية رديئة التلحين إمرأة شابت فما تغريني برمت بالمسرح.. أخرجيني مري بكفيك على جبيني و قبل أن أرقد.. ودعيني **** الرياض: 1399هـ 1979م // |
حين تغيبين
يبعثرني الشوق حين تغيبين فوق الجبال و تحت البحار و يرسلني في هبوب الرياح و في عاصفات الغبار و يزرعني في السحاب الثقال وراء المدار * * * وا واه لو تبصرين العذاب المكبل في نظراتي و في كلماتي وا واه لو تلمحين الخناجر ترضع من ضحكاتي * * * و أعجب كيف أخوض الجموع بدونك و أرقص فوق الحراب بدونك أمثل في مسرح الزيف ألف رواية و أهذي بألف حكاية و أرجع عند انسدال المساء فأحلم أني رميت شقائي بليل عيونك و نمت.. و نام الشقاء * * * إذا غبت لا شيء.. لا شيء.. لا شيء هذي الحياة بكل شذاها و ألحانها بكل صباها و ألوانها و أقزامها.. و الكبار الطغاه و ما دبجته أكف المنى و ما سطرته دموع الضنى كأن الحياة إذا غبتي عكس الحياة *** لندن: 1978م 1398هـ // |
بسمة من سهيل
أرجع في الليل أحمل في صدري جراح النهار يثقلني ظلي و تكتسي روحي ثياب الغبار حاربت بالشعر في عالم لا يفهم الشعرا غنيت للطهر في عالم يغتصب الطهرا * * * و عدت يا سلمى ممزقا بعد العناء الشديد لن أدرك الحلما ففيم أمضي في صراعي العنيد؟ هتفت بي: أهلا! و ضوأت لي بسمة كالقمر و قلت لي كلا لن ينحني الشعر لزيف البشر * * * و قلت لي حاذر أن تترك الساح لمكر الكبار فنحن يا شاعر نفعل ما نفعله للصغار أعود في الفجر أشق بالشعر صدور الخيل و ذاك.. لو يدري! لبسمة ساحرة من سهيل *** الرياض 1397هـ 1977م // |
بيروت
بيروت بيروت! ويحك! أين السحر والطيب؟ و أين حسن على الشطآن مسكوب؟ و أين رحلتنا و الوجد مركبنا؟ و البحر أفق من الأحلام منصوب؟ و أنت مترعة النهدين مترفة دنياك وعد بشوق الوصل مخصوب في مقلتيك من الأهواء أعنفها و في شفاهك إيماء و ترحيب و في يميني ورود جئت أزرعها على ضفائر فيها الليل مصلوب * * * بيروت! ماذا يقول الناس؟ هل ذبحت بيض الأماني.. و غال الطفلة الذيب؟ و هل توارى مليح كان يأسرني و هل قضى قبل يوم الوعد محبوب؟ و أين ما كان-يا بيروت-إذ رقصت لي الليالي.. و طارت بي الأعاجيب؟ و أين شعر جميل لست أذكره على الصنوبر و التفاح مكتوب؟ و أين أول حب ضمني.. و مضى و وقده في حنايا القلب مشبوب؟ * * * بيروت! لا تصفي لي الجرح.. أعرفه فإنه في دمائي الحمر معصوب أنا الذي أسرته الروم.. ما لحقت به العراب.. و خانته الأعاريب حملت في كبدي الآلام فانفطرت و طوحت بي إلى اليأس التجاريب ياللزعامات تلهو بي.. و أعشقها و ربما عشق الازراء منكوب كم أرضعوني شراب الوهم. كم سخروا مني.. و كم غصبت روحي الأكاذيب لا تنتهي غفلة عندي معتقة و لا انتهت عندهم تلك الألاعيب * * * بيروت! نحن الألى ساقوك عارية للموت يصرخ في عينيك تعذيب كم ناشدتنا شفاه فيك ضارعة و كم دعانا عفاف منك مسلوب فما استفاق ضمير في جوانحنا مخدر في ضفاف الزيف محجوب حتى إذا ضحك الجلاد.. ما دمعت عين و لا غص بالاهات مكروب سقطت و انتفض التاريخ يلعننا و أطرقت في أسى المجد المحاريب * * * نهيم خلف سلام عز مطلبه و مل من وعده الممطال عرقوب عشنا مع الذل حتى عاف صحبتنا نمنا على الصبر حتى ضج أيوب أكلما قام فيهم من يذبحنا قلنا: السلام على العلات مطلوب و كلما استأسد العدوان باركه منا جبان إلى الإذعان مجذوب * * * لا ترجع الأرض إلا حين يغسلها بالجرح و النار يوم الفتح شؤبوب *** الرياض: 1398هـ 1978م // |
و غدا..!
الدجى شوق و عطر و وتر و دنا منا القمر و امتطينا الحلم مهرا و انطلقنا في متاهات القدر لا تقولي الآن شيئا طالما ضقت بحمل الكلمات كاذبات.. خائنات.. خادعات و لنعش أعنف أسرار الحياة لحظة ما شابهتها اللحظات * * * و غدا... نرجع من عبقر لا شيء لدينا غير ومض باهت في مقلتينا و بقايا رعشة في شفتينا و غدا نرسف ما بين الجموع بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع فكأنا ما التقينا * * * و غدا... نرجع للعرس الحزين في ضفاف الميتين الألى لم يدفنوا.. يسعون في الأرض الحيارى الضائعين و غدا نذكر جوع الفقراء و عذاب البؤساء و غدا تلمسنا الحمى فننهار كباقي الأشقياء *** الرياض: 1398هـ 1978م // |
الموت و جلاجل
* مات عدد من الطالبات عندما انهارت عليهن مدرسة في جلاجل ---------------- بسط الموت يا جلاجل كفيه فماذا اعطيته يا جلاجل؟ كل هذي الزهور؟ ما أفجع الزهر صريعا على نيوب المناجل! كل هذا العبير من طيب مريول و من خفقه الصبا في الجدائل؟ كل هذا الجمال؟ ما رأت الأحلام أبهى من الصبايا الغوافل بسط الموت يا جلاجل كفيه فكان العطاء من غير باخل * * * قلب الموت طرفه فرأى العش دماء على بقايا بلابل الصغيرات في الحطام ضلوع و دموع و حشرجات جوافل ذرف الموت دمعتين و أغضى عن ضحاياه.. و هو خزيان ذاهل * * * يا صغيرات!.. يلتقي ذات يوم في رحاب الردى جبان و باسل يلتقي السائر المغذ و من سار وئيدا.. كل الدروب حبائل يلتقي الطفل في الغضير من العمر و شيخ مغضن الروح ناحل ما ارتوى الطفل بالحليب و لا الشيخ رواه طوافه بالمناهل تتلاشى الحياء فهي سراب عند هذا و عند ذاك مخاتل * * * يا صغيرات!.. ليس عند الليالي بعد طول العناء إلا المقاتل *** الرياض: 1397هـ 1977م // |
أمتي
-1- يقولون: إنك مت يقولون: إن غسلت.. كفنت ثم دفنت يقولون: هذا ضريحك دنسه الفاجران الرخيصان ما قمت ما ثرت يا دمية الغاصبين الغزاة لعنت! -2- سلام! على قاتل الغيد و الأبرياء السلام! على بائع الأرض و الكبرياء السلام! و بوركتما تصنعان السلام و بوركتما تنثران الحضارة في مربع الجهل تبتسمان و تعتنقان و ترتجلان ألذ الكلام سلام! -3- وداعا.. وداعا فهذا هو القدس ضعنا و ضاعا وداعا.. وداعا فها هي ذي ضفة النهر في يدهم أمة إشتروها و باعا وداعا.. وداعا فهذا تراب فلسطين يقطر دمعا و يندي التياعا -4- و يا شعراء العروبة لا تنشدوا بعد-في هند شعرا بنات اليهود أرق دلالا و أعمق سحرا و راشيل افتك نهدا و أقتل خصرا و ليلى الغبية لا تحسن الرقص جاهلة هي كالبهم راجيل أصبح وجها و أشبق عطرا أغنى لراشيل.. راشيل أحلى و تسقط هند و ليلى و يسقط كل رعاة الغنم -5- يقولون: أنت انهزمت يقولون: إن فقيرك أثخنه البؤس كيف يطيق فقير كفاحا؟ يقولون: إن ثريك أفسده المال كيف يهز غني سلاحا؟ -6- يقولون.. لكنهم يكذبون و أعرف.. أعرف ما يجهلون أحسك في.. كأن دمائي رادار نبضك.. أبصر ما يختفي خلف صمتك.. أواه لو تبصرون و سوف تقومين.. سوف تقومين.. سوف تقومين تبقين أنت.. و هم يذهبون -7- تموتين؟! كيف؟! و منك محمد و فيك الكتاب الذي نور الكون بالحق حتى تورد و طارق منك.. و منك المثنى.. و أنت المهند تموتين؟! كيف؟! و انت من الدهر أخلد! ----------- الرياض: 1399هـ 1979م // |
أمة الدهر
إلى الصديق الشاعر محمد حسن فقي وحيدا.. مع الحمى و طيفك و الشعر أسأل عمري كيف بعثرت يا عمري تمر بي الأيام يشبه فجرها دجاها.. و لم أنعم بليل و لا فجر أعلل بالأوهام نفسي كما شكا إلى الال عبر القفر ظام على القفر و أحسو من الآمال كأسا خمارها يدب بقلب لم يذق نشوة الخمر * * * أمن عاصف يا قلب نمضي لعاصف ألم يسأم البحار زمجرة البحر؟ و من موقف باك على أذرع اللقا إلى موقف دام على راحة الهجر و من وقع سيف نام بين أضالعي إلى وقع رمح راح يوغل في ظهري ألا فامنحيني هدأة.. رب هدأة ترد شتيتا من ظنوني و من فكري * * * أسلماي.. يا بدرا لمحت بريقه على أفق ما كان يأنس بالبدر خذي من عيوني قصتي و ملامحي و كيف ذرعت اليأس أحلم بالنصر و كيف صحبت الناس حتى عرفتهم فعدت جريح العين و اليد و الصدر و كيف منحت المجد روحي فباعها فعدت بلا روح أعض على العشر أسماي.. لو أعطاني الدهر مهجتي و هبكتها.. لكنها أمة الدهر يظل بها يلهو.. أأبصرت بلبلا جريحا يغني و هو في قبضة الصقر؟ يعللها بالفقر حينا و بالغنى و يخدعها بالشعر طورا و بالنثر أأعطيك آلامي.. أأعطيك غصتي؟ أأعطيك روضا صامتا واجم الزهر أعيذك من حب شقي و من هوى كسيح و من شوق تلفع بالذعر يطالع غيري في عيونك أنجما و ألمح فيها الليل سترا على ستر يغنيك غيري كل لحن محبب و أشدو فما أشدو سوى النوح في ثغري و يهديك غيري الدر.. يا ويح شاعر يقول: خذي مني قصائد كالدر * * * أسلماي.. لا تلقي فؤادك في يدي أخاف عليه و هو طفل من الكسر و لا تسفحي الدمع الثمين على آمرئ تعلم أن الدمع ضرب من المكر أحب فجازته الخلائق بالأسى وفى فأجابته الخلائق بالغدر إذا قال: أهوى كذبته تجارب مخضية بالحزن و الألم المر * * * دعيه لدنياه فقد ألف الشقا و أدمن طول السير في المهمه الوعر كأن الليالي أقسمت لا تذيقه سلاما ولا أملا سوى في دجى القبر ----------- جدة: 1977م 1397هـ // |
رسالة إلى ميت
حديثنا مضيعة للوقت فإنني حي و أنت ميت و بعد ما دفنت لأني أؤمن بالشروق و الزهور و رقصة الربيع في الوديان و ضحكة الأحلام في الثغور و نبضة الفرحة في الإنسان و أنت لا تهوي سوى القبور و النعق في الأطلال كالغربان * * * لأنني أمجد الحياة أرشي ابياتي على شجعانها الزراعي دروبها بالأمنيات و الناثري الورد على أحزانها و أنت لا تهوى سوى الرفات لأني أحب كل طفله أحب كل خصلة أحب كل رمله و أعشق الجبال و السهول و البحار و أنت من بغضك تحيا في إسار تود لو خنقت ضوء الشمس في النهار و لو قتلت اللحن في المزمار و لو وأدت الحب في الأفكار ------------- فرانكفورت: 1977م 1397هـ // |
الساعة الآن 01:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.