114 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكبا }1 .
وقوله تعالى : { فلما رأى قميصه قد من دبر }2 . فـ " رأى " في الآيتين السابقتين تعنى المشاهد بالعين المجردة ، لذلك تعدت إلى مفعول به واحد وهو : " كوكبا " في الآية الأولى ، و " قميصه " في الآية الثانية . وقد تتضمن رأى معنى الظن " ظن " . 115 ـ نحو قوله تعالى : { إنهم يرونه بعيدا }3 . وتأتي رأى بمعنى الرأي والتفكير ، فتنصب مفعولا به واحدا . نحو : رأى المُشرِّع حل الشيء وحرمته . ومثال علم : علمت محمدا أخاك . 116 ـ ومنه قوله تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات }4 . وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }5. وقوله تعالى :{ ولتعلم أن وعد الله حق }6 . وتأتي علم بمعنى عرف فتنصب مفعولا واحدا فقط . 117 ـ نحو قوله تعالى { قد علم كل أناس مشربهم }7 . وقوله تعالى : { كل قد علم صلاته وتسبيحه }8 . فـ " مشرب ، و " صلاة " كل منهما وقع مفعولا به لعلم في الآيتين . ومثال وجد : وجدت العلم نافعا . ومنه قوله تعالى : { ووجدك ضالا فهدى }9 . |
وقوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }1 .
وقوله تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }2 . فـ " وجد " في الآيات السابقة بمعنى علم لذا نصبت مفعولين وهما : ضمير المخاطب " الكاف " ، وضالا في الآية الأولى . وضمير المخاطب " الكاف " ، وعائلا في الآية الثانية ، وأكثرهم ، والفاسقين في الآية الثالثة . 13 ـ ومثال درى قول الشاعر * : دُريت الوفيَّ العهدَُِ يا عرو فاغتبط فإن اغتباطا بالوفاء حميد فـ " التاء " في دريت في محل رفع نائب فاعل لكون الفعل مبني للمجهول ، وهي المفعول به الأول ، والوفي مفعول به ثان . ودرى الناصبة لمفعولين لا تكون إلا بمعنى علم ، واعتقد . نحو : درى الرجل المر سهلا . فإن كانت بمعنى خدع ، أو حك نصبت مفعولا به واحدا . نحو : درى اللص الرجل . ومثال تعلم ـ وهو فعل جامد ـ بمعنى علم واعتقد 14 ـ قول زياد بن سيار : تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر وقول الآخر * : تعلم أن خير الناس طرا قتيل بين أحجار الكُلاب فـ " شفاء ، و قهر " مفعولان لتعلم في شطر البيت الأول ، و " أن " ومعموليها سدت مسد المفعولين في البيت الثاني . ومثال ألفى الناصبة لمفعولين إذا كانت بمعنى علم ، واعتقد ، ووجد : ألفيت عليا مسافرا . 118 ـ ومنه قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }3 . |
نماذج من الإعراب
113 ـ قال تعالى : { أ فمن زين له سوء عمله فرآه حسناً } 8 فاطر . أ فمن : الهمزة للاستفهام الإنكاري ، والفاء حرف عطف ، ومن اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف دل عليه سياق الكلام ، والتقدير كمن هداه الله ، وأعرب البعض " من " اسم شرط ، وجواب الشرط محذوف تقديره : ذهبت نفسك عليهم حسرة . زين : فعل ماض مبني للمجهول ، وجملة زين لا محل لها من الإعراب صلة من على الوجه الأول ، وفي محل جزم فعل الشرط على الوجه الثاني . له : جار ومجرور متعلقان بزين . سوء : نائب فاعل ، وهو مضاف . عمله : مضاف إليه ، وعمل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . فرآه : الفاء حرف عطف ، ورأى فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول ، وجملة رأى معطوفة على جملة زين . حسناً : مفعول به ثان لرأى ، لأن رأى قلبية . وجملة من زين معطوفة على ما قبلها . |
114 ـ قال تعالى : { فلما جن عليه الليل رأى كوكباً } 76 الأنعام .
فلما جن : الفاء حرف عطف ، ولما حينية أو رابطة ، وجن فعل ماض مبني على الفتح ، وجملة جن معطوفة على جملة قال إبراهيم لأبيه في الآية التي قبلها . عليه : جار ومجرور متعلقان بجن . الليل : فاعل مرفوع بالضمة . وجملة جن في محل جر بالإضافة للظرف لما على الوجه الأول ، أو لا محل لها من الإعراب على الوجه الثاني . رأى : فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة رأى لا محل لها من الإعراب ، جواب شرط غير جازم على الوجه الأول أيضاً . كوكباً : مفعول به منصوب بالفتحة ، ورأى بصرية . |
ـ قال تعالى : { إنهم يرونه بعيداً } 6 المعارج .
إنهم : إن واسمها . يرونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به أول . وجملة يرونه في محل رفع خبر إن . والرؤيا قلبية " علمية " . بعيداً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة إنهم يرونه لا محل لها من الإعراب تعليلية . |
116 ـ قال تعالى : { فإن علمتموهن مؤمنات } 10 الممتحنة .
فإن : الفاء حرف عطف ، وإن شرطية جازمة لفعلين . علمتموهن : فعل ماض ، وتاء المتكلم في محل رفع فاعل ، ونون النسوة في محل نصب مفعول به أول ، والجملة في محل جزم فعل الشرط . مؤمنات : مفعول به ثان منصوب بالكسرة ، لأنه جمع مؤنث سالم . |
قال تعالى : { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } 102 الأعراف .
وإن : الواو حرف عطف ن وإن مخففة من الثقيلة لا عمل لها على قلة ، ويجوز أن تكون عاملة واسمها ضمير الشأن المحذوف . وجدنا : فعل وفاعل . أكثرهم : مفعول به ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة لفاسقين : اللام الفارقة ، وفاسقين مفعول به ثان لوجدنا . |
الأفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر
من الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر الآتي : كسا : نحو : كسوت البائس ثوبا . 134 ـ ومنه قوله تعالى : { فكسونا العظام لحما }1 . وقوله تعالى : { ثم نكسوها لحما }2 . قال أبو حيان : كسا : يكسو وفعله يتعدى إلى اثنين . تقول : كسوت زيدا ثوبا ، وقد جاء متعديا إلى واحد {3} . 17 ـ كقول الشاعر : وأركب في الروع خيفانة كسا وجهها سعف منتشر فـ " كسا " بمعنى غطى ، فتعدى إلى واحد . ألبس : نحو : ألبس الفنان ضفة النهر حللا سندسية . سأل : نحو : سأل الفقير الغنى مالا . 135 ـ ومنه قوله تعالى : { يا قوم لا أسألكم عليه مالا }4 . وقوله تعالى : { قل لا أسألكم عليه أجرا }5 . وقوله تعالى : { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك }6 . أعطى : نحو : أعطيت الفقير ريالا . 136 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه }7 . أطعم : نحو : أطعمت الجائع خبزا . 137 ـ ومنه قوله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا }8 . |
نماذج من الإعراب
134 ـ قال تعالى : ( فكسونا العظام لحما ) 14 المؤمنون . فكسونا : الفاء حرف عطف ، وكسونا فعل وفاعل . العظام : مفعول به أول منصوب بالفتحة . لحما : مفعول به ثان منصوب بالفتحة . وجملة كسونا معطوفة على ما قبلها . |
الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل
من الأفعال المتعدية لثلاثة مفاعيل الآتي : ـ أرى ـ أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر . تنقسم الأفعال السابقة إلى قسمين : 1 ـ منها ما يتعدى لثلاثة مفاعيل بوساطة الهمزة التي تعرف بهمزة النقل ، أو التعدية وهي الفعلين : أرى ، وأعلم . نحو : أرى والدك زيدا خالدا أخاك . ونحو : أعلمت عليا محمدا مسافرا . فالمفعول الأول من هذه المفاعيل في المثالين السابقين كان في الأصل فاعلا ، وذلك قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة ، وأصل الكلام : رأى زيد خالدا أخاك . وعلم عليّ محمدا مسافرا . وقد يكون من " أرى " الناصبة لثلاثة مفاعيل . 140 ـ قوله تعالى : { كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم }1 . فالفعل " يرى " مضارع " أرى " ، ومفعوله الأول الضمير المتصل به ، وأعمالهم مفعوله الثاني ، وحسرات مفعوله الثالث كما ذكر الزمخشري {2} . وقيل حسرات حال {3} . 141 ـ وقوله تعالى : { فأروني ماذا خلق الذين من دونه }4 . فالضمير في " أروني " مفعول به أول ، وجملة : ماذا ... إلخ سدت مسد المفعولين الآخرين . ومثله قوله تعالى : { أروني ماذا خلقوا من الأرض }5 . فجملة الاستفهام سدت مسد المفعولين الآخرين ، والضمير في " أروني " المفعول الأول {6} . |
الساعة الآن 03:00 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.