![]() |
|
منجنيق أطفال
http://www.upksau.com/uploads/images...905e4c2b04.jpg في ذلك الوقت لم نكن نعرف ماذا يعني المنجنيق لكن الأداة التي كنا نستخدمها كسلاح خفيف ضد القادمين من الحارة الأخرى تشبه المنجنيق في حالته البدائية و الصغرى و تسمى في الدارجة الدمشقية " نقيفة" و لعلها تشبه في شكلها سماعة الطبيب كما قال عنها الفنان دريد لحام في مسرحية " غربة " : يا بو نظمي الدكتور معه نقيفة"!! .. و هي عبارة عن شعب منتزع من غصن شجرة قاس نوعا ما و يتصل فرعيه بخيطين من المطاط يتوسطها قطعة مستديرة من الجلد يوضع فيها الحجر لقذفه بقوة و إصابة الهدف البعيد. و كان أبرع من يصنع هذا السلاح هو رضوان ابن الجيران و أكبرنا سنا و كان يصنعها لنا مقابل حفنة من الملبس" حلوى دمشقية" أو غطاء علبة شوكولاته فارغ عليه رسم جميل لمنظر طبيعي أو كرات زجاجية ملونة تستخدم لما يشبه لعبة البلياردو .. و كان الصبيان عادة يصيدون بهذا السلاح بعض العصافير عندما تغيب رقابة جارتنا أم حمدان عن جنينتها الصغيرة و أحيانا ليتشاجروا مع "المشاغبين" من الحارة الأخرى .. و لعل أولاد الحارة المجاورة في ذات الوقت كانوا ينعتوننا بالمشاغبين !.. و ينتهي الأمر غالبا بإصابات طفيفة من الطرفين و تنتهي بجلسة صلح تعقدها الأمهات بحيث يطعمن الضارب و المضروب طبقا مشتركا من البيض المقلي.. لكن الأمر لا يسلم من بعض الضربات الطائشة و في ذات شغب أتى الحجر في نافذة العم أبو صياح فكانت العقوبة علقة ساخنة للصبيان و حرمان من مغادرة المنزل للبنات. |
1 مرفق
الخياطات الصغيرات
http://www.mnaabr.com/vb/attachment....3&d=1425109255 كنا نطمح أن نتخذ درب أمهاتنا اللاتي برعن في هذا الفن الراقي ..غير أن المتيسر لنا في تلك الأيام لم يك كالمتاح لبناتنا الآن من وفرةفي الأدوات و تنوعها و تطورها .. و يعد الحصول على قصاصة قماش زائدة من فستان انتهت عمتي من خياطته للتو كنزا ثمينا أباهي به بنات الجيران عدة أيام . و اعتادت الامهات أن يتبارين في موديلات العرائس القماشية التي يقمن بتصميمها و تنفيذها لبناتهن و كل واحدة منهن تصنع اللعبة وفق بيئتها و ثقافتها فكانت العروسة التي صنعتها جارتنا القادمة من مدينة درعا لابنتها مها مختلفة عما اعتدنا عليه فقد خاطتها من قماش ملون و مشجر و دمجت الفستان مع اللعبة و بذلك حرمتها من قدمين بينما اعتدنا على أن يكون الثوب منفصلا عن جسد اللعبة ليكون بساقين و جذع و رأس ( لعل هذا راجع إلى الثقافة و التربية و نوعيتها سواء كانت منغلقة أو منفتحة ) بينما جارتنا القادمة من طرطوس وضعت للعبة خصلة شعر حقيقية اقتصتها من شعر ابنتها ( و هنا وضعت على المحك غرور أمهاتنا بانفتاحهن النسبي أمام الجارة من درعا) . لكن اللعبة القماشية البيضاء التي صنعتها لي عمتي الكبرى عائشة( رحمها الله ) هي أكبر هدية يمكن أن أحلم بها مع أن عمتي نسيت أن تضع للعروسة فما أحمر فاختلست أحمر الشفاه من درج الزينة الخاص بعمتي الأصغر لأرسم الفم و أعيد قلم الحمرة مكسورا الى الدرج.. و كي نقلد أمهاتنا الخياطات كنا نقتص من مجلات الأطفال الخاصة بنا صور البنات لكي نستخدم تصاميم الأزياء الموجودة في الصور و أكثر ما أرقنا هو كيفية خياطة ثوب كانت ترتديه أرنب في قصة السلحفاة و الارنب في مجلة المزمار التي كانت تأتينا من العراق. كانت آلة الخياطة موجودة في كل بيت دون النظر لمستواه المادي خصوصا الماكينة من ماركة الفراشة الشهيرة لأنها كانت تعد قواما رئيسيا لجهاز أي عروس دمشقية و لكن يمنع الاقتراب من آلة الخياطة فكنا نقوم بخطة بوليسية محكمة كي نستطيع الدخول إلى غرفة الخياطة و استخدام الآلة لإنهاء أثواب عرائسنا ..و ذات مرة انتبهت خالتي أم جمال إلى أننا خطنا أثواب عرائسنا بآلة الخياطة لكنها تظاهرت بأنها لم تلمح هذا و أثنت( مع ابتسامة ماكرة )على دقة " القطب" التي أنجزنا بها الأثواب من مجموعة المقالات/ نوافذ دمشقية/ |
شدتني أنفاس هذا المتصفح بما يحتويه من تفاصيل أخالها نُقشت على جدران الذاكرة يا أستاذة ريم .. نحن جميعا على أمل أن تعود دمشق لما كانت عليه في أقرب وقت .. تحياتي الصادقة .. |
الأديبة العزيزة : ريم بدر الدين ..
سعدت بهذه النوافذ التي تطل بِنَا .. على (دمشق) .. لهذا المكان التاريخي والعظيم مكانة خاصة في قلوبنا ، وأنا من عشاق قراءة الكتابات التي تجسد لنا طبيعة الحياة من خلال الأماكن ، أو من خلال الألفاظ .. ملامح الحياة الدمشقية تسكن في قلب كل عربي يحب التاريخ .. أعاد الله الأمن والاستقرار للشام العزيز ولكآفة الدول العربية والإسلامية .. تحيتي لك .. |
الساعة الآن 03:29 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.