منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( عبيد بن الأبرص ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1560)

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:14 PM

الـهموم كال وناجز
( عبيدة بن الابرص )


وَإذا تُبَاشِرُكَ الـهُمُو
مُ فَإنّهَا كَالٍ وَنَاجِزْ
وَلَقَدْ تُزَانُ بِكَ المَجَا
لِسُ لا أغَرُّ وَلا عُلاكِزْ
كَالـهُنْدُوَانِيّ المُهَنَّـ
ـدِ هَزّهُ القِرْنُ المُنَاجِزْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:14 PM

المنايا راصدة
( عبيدة بن الابرص )


أُوَصّي بَنِيَّ وَأعْمَامَهُمْ
بأنّ المَنَايا لَهُمْ رَاصِدَه
لـهَا مُدّةٌ فَنُفُوسُ العِبَادِ
إلَيها وَإنْ جَهَدوا قاصِدَه
فَوَاللـه إنْ عِشْتُ ما سرّني؛
وَإنْ مِتُّ ما كانتِ العائِدَه

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:15 PM

بكاء على بني أسد
( عبيدة بن الابرص )


يَا عَينِ فَابْكي مَا بَني
أسَدٍ فَهُمْ أهْلُ النَّدَامَهْ
أهْلَ القِبَابِ الحُمْرِ وَالـ
ـنَّعَمِ المؤبَّلِ وَالمُدَامَهْ
وَذَوِي الجِيَادِ الجُرْدِ وَالْـ
ـأسَلِ المُثَقَّفَةِ المُقَامَهْ
حِلاًّ، أبَيْتَ اللّعْنَ، حِـ
ـلاًّ إنّ فِيمَا قُلْتَ آمَهْ
في كُلّ وَادٍ بَينَ يَثْـ
ـرِبَ فَالقُصُورِ إلى اليَمَامَهْ
تَطْرِيبُ عَانٍ، أوْ صِيَا
حُ مُحَرَّقٍ، أوْ صَوْتُ هَامَهْ
وَمَنَعْتَهُمْ نَجْداً، فَقَدْ
حَلّوا عَلى وَجَلٍ تِهَامَهْ
بَرِمَتْ بَنُو أسَدٍ، كَمَا
بَرِمتْ بِبَيْضَتِها الحَمَامَهْ
جَعَلَتْ لَها عُودَينِ مِنْ
نَشَمٍ وَآخَرَ مِنْ ثُمَامَهْ
إمّا تَرَكْتَ تَرَكْتَ عَفْـ
ـواً، أوْ قَتَلْتَ فَلا مَلامَهْ
أنْتَ المَلِيكُ عَلَيْهِمُ،
وَهُمُ العَبِيدُ إلى القِيَامَهْ
ذَلّوا لِسَوْطِكَ مِثْلَ مَا
ذَلّ الأُشَيْقِرُ ذو الحِزَامَهْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:15 PM

بين عبيد وامرىء القيس
( عبيدة بن الابرص )


مَا حَيّةٌ مَيْتَةٌ أحْيَتْ بِمَيّتِها
دَرْداءُ ما أنْبَتَتْ سِنّاً وَأضْرَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الشَّعِيرَةُ تُسقَى في سَنابِلِها
فأخرَجَتْ بَعدَ طولِ المُكثِ أكداسَا
فقال عبيد: ما السّودُ وَالبِيضُ وَالأسماءُ وَاحدَةٌ
لا يَسْتَطيعُ لـهُنّ النّاسُ تَمْسَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ السّحابُ إذا الرّحمَنُ أرْسلَهَا
رَوّى بها مِنْ مُحُولِ الأرْضِ أيباسَا
فقال عبيد: ما مُرْتَجاتٌ عَلى هَوْلٍ مَرَاكِبُها
يَقطَعنَ طولَ المَدَى سَيراً وَأمَرَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ النّجُومُ إذا حانَتْ مَطالِعُها
شَبّهْتُها في سَوَادِ اللّيْلِ أقْبَاسَا
فقال عبيد: ما القاطِعاتُ لأرْضٍ لا أنِيسَ بهَا
تأتي سِرَاعاً وَمَا يَرْجِعْنَ أنْكَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الرّيَاحُ إذا هَبّتْ عَوَاصِفُهَا
كَفَى بِأذْيَالِها للتُّرْبِ كَنّاسَا
فقال عبيد: ما الفَاجِعاتُ جِهَاراً في عَلانِيَةٍ
أشَدُّ مِنْ فَيْلَقٍ مَمْلُوءةٍ بَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ المَنَايا فَما يُبْقِينَ مِنْ أحَدٍ
يَكفِتنَ حَمقَى وَما يُبقِينَ أكْياسَا
فقال عبيد: ما السّابِقاتُ سِرَاعَ الطّيرِ في مَهَلٍ
لا تَسْتَكِينُ وَلَوْ ألْجَمتَها فَاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الجِيَادُ علَيها القوْمُ قد سَبَحوا
كانوا لَهُنّ غَداةَ الرّوْعِ أحْلاسَا
فقال عبيد: ما القاطِعاتُ لأرْضِ الجَوّ في طَلَقٍ
قَبْلَ الصباحِ وَما يَسرِينَ قِرْطاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ الأمانيُّ يَتْرُكْنَ الفَتى مَلِكاً
دونَ السّماء وَلمْ تَرْفَعْ بِهِ رَاسَا
فقال عبيد: ما الحاكِمُونَ بِلا سَمْعٍ وَلا بَصَرٍ
وَلا لِسانٍ فَصِيحٍ يُعجِبُ النّاسَا
فقال امرؤ القيس: تِلْكَ المَوَازِينُ وَالرّحْمَنُ أنْزَلَهَا
رَبُّ البَرِيّةِ بَينَ النّاسِ مِقْيَاسَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:16 PM

تبصر خليلي
( عبيدة بن الابرص )


تَبَصَّرْ خَليلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ
سَلَكْنَ غُمَيراً دُونَهُنّ غُموضُ
وَفَوْقَ الجِمَالِ النّاعِجاتِ كَوَاعِبٌ
مَخامِيصُ أبْكَارٌ أوَانِسُ بِيضُ
وَبَيْتِ عَذَارَى يَرْتَمينَ بِخِدْرِهِ
دَخَلْتُ وَفِيهِ عانِسٌ وَمَرِيض
فَأقْرَضْتُهَا وُدّي لأُجْزَاهُ إنّمَا
تَدُقُّ أيَادي الصّالحِينَ قُرُوضُ
وَحَنّت قَلُوصِي بَعد وَهنٍ وَهاجَها
مَعَ الشّوْقِ يَوْماً بالحِجازِ وَمِيض
فَقُلْتُ لـها لا تَضْجَرِي إنّ مَنْزِلاً
نَأتْني بِهِ هِنْدٌ إليّ بَغِيضُ
دَنَا مِنْكِ تَجْوَابُ الفَلاةِ فَقَلْصِي
بِما قَد طَبَاكِ رِعْيَةٌ وَخُفُوضُ
إذا جاوَزَتْ مِنْهَا بِلاداً تَنَاوَلَتْ
مَهَامِهَ بِيداً بَيْنَهُنّ عَرِيضُ
وَقَدْ ماجَتِ الأنْساعُ وَاستأخَرتْ بِها
مَعَ الغَرْزِ أحْنَاءٌ لَهُنّ دُحُوضُ
وَكُنّ كأسْرَابِ القَطا هاجَ وِرْدَها
مَعَ الصّبْحِ في يَوْمِ الحَرُورِ رَمِيضُ
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ قَد ثَنَيْتُ عَلَيْهِمُ
رِدائي وَفي شَمسِ النّهارِ دُحُوضُ
ألَسْتُ أشُقُّ القَوْلَ يَقذِفُ غَرْبُهُ
قَصَائِدَ مِنْهَا آبِنٌ وَهَضِيضُ
أُغِصُّ إذاً شَغْبَ الألَدّ بِرِيقِه،
فَيَنْطِقُ بَعْدي وَالكَلامُ خَفِيضُ
وَكم مِن أخي خَصْمٍ تَركتُ وَما بهِ،
إذا قُلتُ في أيّ الكَلامِ، نُحُوضُ
فَوَليْتُ ذا مَجْدٍ وَأُعْطِيتُ مِسحلاً
حُسَاماً بِهِ شَغْبُ الألَدِّ نُهُوضُ
قَطَعْتُ بِهِ مِنكَ الحَوَامِل فانبرَتْ
فَما بكَ مِنْ بَعدِ الـهِجاء نُهوضُ
صَقَعْتُكَ بالغُرّ الأوَابِدِ صَقْعَةً
خَضَعْتَ لـها فالقَلبُ مِنكَ جَرِيضُ
صَلِيتُمْ بِلَيْثٍ مَا يُرَامُ عَرِينُهُ
أبي أشْبُلٍ بَعدَ العِرَاكِ عَضُوضِ
إذا ما بَدَا ظَلّتْ لـهُ الأُسدُ عُكَّفاً
فَهُنّ حِذارَ المَوتِ مِنْهُ رُبُوضُ
ترَى بَينَ مَوْقُوصٍ تَغَطمَطَ في الرّدى
وَذِي رَغْبَةٍ يَرْجو الحياةَ نَحيضِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:16 PM

تذكرت أهلي الصالحين
( عبيدة بن الابرص )


تَذكَّرْتُ أهْلي الصَّالحينَ بِمَلْحُوبِ،
فَقَلْبي عَلَيْهِمْ هالِكٌ جِدَّ مَغْلُوبِ
تَذَكرْتُ أهلَ الخيرِ والبَاعِ والنّدى،
وأهْلَ عِتَاقِ الجُرْدِ والبِرِّ والطِّيبِ
تَذَكّرْتُهُمْ ما إن تَجِفُّ مَدامِعي،
كأنْ جَدْولٌ يسقي مَزَارِعَ مخرُوبِ
وبَيْتٍ يَفُوحُ المِسْكُ مِنْ حُجُراتِه
تَسَدَّيْتُهُ مِن بَينِ سِرٍّ ومخْطُوبِ
وَمُسمِعَةٍ قَد أصْحَلَ الشُّرْبُ صَوْتَها
تَأوَّى إلى أوْتَارِ أجْوَفَ مَحْنُوبِ
شَهِدْتُ بِفِتْيَانٍ كِرامٍ عَلَيْهِمُ
حِبَاء لِمَنْ يَنْتابُهُم غَيرُ محجُوبِ
وخِرْقٍ مِنَ الفِتْيانِ أكْرَمَ مَصْدِقاً
منَ السيفِ قد آخَيْتُ لَيس بمذرُوبِ
فَأصْبَحَ مِنّي كُلُّ ذلِكَ قد مَضى
فَأيُّ فَتًى في النّاسِ لَيس بمكذوبِ
وَقَد أغْتَدي في القَوْمِ تَحتي شِمِلّةٌ
بطِرْفٍ من السِّيدانِ أجْرَدَ مَنسوبِ
كُمَيْتٍ كَشاةِ الرَّمْلِ صافٍ أديمُهُ
مُفِجِّ الحَوَامي جُرْشُعٍ غيرِ مخشوبِ
وَخَيْلٍ كأسْرابِ القَطَا قَدْ وَزَعْتُها
بخَيْفَانَةٍ تَنْمي بِساقٍ وَعُرْقُوبِ
وَخَرْقٍ تَصِيحُ الـهامُ فِيهِ معَ الصَّدى
مَخُوفٍ إذا ما جَنّهُ اللّيلُ مَرْهُوبِ
قَطَعْتُ بِصَهْبَاءٍ السَّرَاةِ شِمِلةٍ
تَزِلُّ الوَلايا عَنْ جَوَانِبِ مَكرُوبِ
لـهَا قَمَعٌ تَذْرِي بِهِ الكُورَ تامِكٌ
إلى حارِكٍ تأوي إلى الصُّلْبِ مَنصُوبِ
إذا حَرَّكَتْها السّاقُ قُلتَ نَعامَةٌ؛
وَإنْ زُجِرَتْ يَوْماً فلَيْسَتْ برُعبوبِ
تَرَى المَرْءَ يَصْبُو للحَياةِ وَطُولِها،
وَفي طُولِ عَيشِ المَرْء أبرَحُ تَعذيبِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:17 PM

تعفت رسوم من سليمى
( عبيدة بن الابرص )


تَعَفَّتْ رُسُومٌ مِن سُلَيمَى دَكادِكا
خَلاءً تُعَفّيها الرّيَاحُ سَوَاهِكَا
تَبَدَّلنَ بَعدي من سُلَيْمى وَأهْلِها
نَعَاماً تَرَاعَاها وَأُدْماً تَرَائِكَا
وَقَفْتُ بِهَا أبْكي بُكَاءَ حَمَامَةٍ
أرَاكِيّةٍ تَدْعُو حَمَاماً أوَارِكَا
إذا ذَكَرَتْ يوْماً من الدّهرِ شَجوَها
على فَرْعِ ساقٍ أذرَتِ الدّمعَ سافِكَا
سَرَاةَ الضُّحى حَتّى إذا ما عَمَايَتي
تجَلَّتْ كسَوْتُ الرَّحلَ وَجناءَ تامِكَا
كأنّ قُتُودي فَوْقَ جأبٍ مُطَرَّدٍ
رَأى عانَةً تَهْوِي فَوَلّى مُوَاشِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا الأجدَلَينِ وَمالِكاً
أعَزَّهُما فَقْداً عَلَيْكَ وَهَالِكَا
وَنَحْنُ جَعَلْنَا الرُّمحَ قِرْناً لنَحرِهِ،
فَقَطَّهُ كأنّمَا كانَ وَارِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنَا مُرَّةَ الخَيرِ مِنْكُمُ
وَقُرْصاً، وَقُرْصٌ كان مِمّا أُولئِكَا
وَنَحْنُ صَبَحْنا عامراً، يَوْمَ أقبَلوا،
سُيُوفاً عَلَيْهِنّ النِّجَادُ بَوَاتِكَا
عَطَفنا لـهم عَطفَ الضَّرُوسِ فأدبرُوا
شِلالاً، وَقَد بَلْ النّجيعُ السَّنابِكَا
وَيَوْمَ الرِّبابِ قَد قَتَلْنَا هُمامَها،
وَحُجْراً قَتَلْنَاهُ وَعَمْراً كذلِكَا
وَنَحْنُ قَتَلْنا جَندَلاً في جُموعِهِ؛
وَنَحْنُ قَتَلْنَا شَيْخَهُ قبل ذَلِكَا
وَأنتَ امْرُؤ ألـهَاكَ دَفٌّ وَقَيْنَةٌ،
فتُصْبحُ مَخْمُوراً وَتُمسِي كذَلِكَا
عَنِ الوِتْرِ حتى أحْرَزَ الوِتْرَ أهْلُهُ،
وَأنْتَ تُبَكّي إثْرَهُ مُتِهَالِكَا
فَلا أنْتَ بالأوْتارِ أدْرَكْتَ أهْلَها،
وَلم تَكُ إذْ لم تَنْتَصِرْ مُتَمَاسِكَا
وَرَكْضُكَ لَوْلاهُ لَقيتَ الذي لَقوا،
فَذاكَ الذي أنْجاكَ مِمّا هُنَالِكَا
ظَلِلْتَ تُغَنّي إنْ أصَبْتَ وَلِيدَةً،
كَأنّ مَعَدّاً أصْبَحَتْ في حِبالِكَا

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:18 PM

خيرني في يوم بؤسه
( عبيدة بن الابرص )


وَخَيّرَني ذو البُؤسِ في يوْم بُؤسهِ،
خِصَالاً أرَى في كُلّها الموْتَ قد برَقْ
كَما خُيّرَتْ عادٌ منَ الدّهرِ مَرّةً
سَحائِبَ ما فِيها لذي خِيرَةٍ أنَقْ
سَحائِبَ رِيحٍ لمْ تُوكَّلْ بِبَلْدَةٍ،
فَتَتْرُكَها إلاّ كَمَا لَيْلَةٍ الطَّلَقْ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:18 PM

خيل كالسعالي
( عبيدة بن الابرص )


يا خَليليّ أرْبَعَا وَاسْتَخْبِرَا الْـ
ـمَنْزِلَ الدّارِسَ مِنْ أهلِ الحَلالِ
مِثْلَ سَحْقِ البُرْدِ عَفّى بَعْدَكَ الـ
ـقَطْرُ مَغْنَاهُ وَتَأوِيبُ الشَّمَالِ
وَلَقَدْ يَغْنَى بِهِ أصْحابُكَ الْـ
ـمُمْسِكُو مِنْكَ بِأسْبَابِ الوِصَالِ
ثُمَّ أكْدى وُدُّهُمْ أنْ أزْمَعُوا الْـ
ـبَيْنَ وَالأيّامُ حَالٌ بَعْدَ حَالِ
فَاسْلُ عَنْهُمْ بِأمُونٍ كَالوَأى الْـ
ـجَأبِ ذي العَانَة أوْ تَيْسِ الرّمالِ
نَحْنُ قُدْنَا مِنْ أهَاضِيبِ المَلا الْـ
ـخَيْلَ في الأرْسَانِ أمْثَالَ السَّعالي
شُزَّباً يَغْشَيْنَ مِنْ مَجْهُولَةِ الْـ
ـأرْضِ وَعْثاً مِنْ سُهُولٍ وَجِبالِ
فانْتَجَعْنَا الحَارِثَ الأعْرَجَ في
جَحْفَلٍ كاللّيْلِ خَطّارِ العَوَالي
يَوْمَ غَادَرْنَا عَدِيّاً بالقَنَا الْـ
ـذُّبَّلِ السُّمْرِ صَرِيعاً في المَجَالِ
ثُمّ عُجْناهُنّ خُوصاً كالقَطَا الْـ
ـقَارِبِ المَنْهَلَ ممِنْ أيْنَ الكَلالِ
نَحْوَ قُرْصٍ يَوْمَ جالَتْ حَوْلَهُ الْـ
ـخَيْل قُبّاً عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالِ
كَمْ رَئِيسٍ يَقْدُمُ الألْفَ على الْـ
ـأجْوَدِ السّابحِ ذي العَقْبِ الطُّوَالِ
قَدْ أبَاحَتْ جَمعَهُ أسْيَافُنَا الْـ
ـبِيضُ، وَالسُّمْرُ وَمِنْ حَيٍّ حِلالِ
وَلَنَا دَارٌ وَرِثْنَا عِزَّهَا الْـ
ـأقْدَمَ القُدْمُوسَ عَن عَمٍّ وَخَالِ
مَنْزِلٌ دَمنَهُ آبَاؤنَا الْـ
ـمُورِثُونَا المَجْدَ في أُولى اللّيالِ
مَا لَنَا فِيهَا حُصُونٌ غَيرُ مَا الْـ
ـمُقْرَبَاتِ الجُرْدِ تَرْدِي بِالرّجالِ
في رَوَابي عُدْمُلِيٍّ شامِخِ الْـ
ـأنْفِ فِيهِ إرْثُ مَجْدٍ وَجَمالِ
فَاتّبَعْنَا ذَاتَ أُولانَا الأُولَى الْ
ـمُوقِدِي الحَرْبِ وَمُوفي بالحِبالِ

ناريمان الشريف 09-26-2010 04:19 PM

دار هند
( عبيدة بن الابرص )


يا دارَ هِنْدٍ عَفَاها كُلُّ هَطّالِ
بِالجَوّ مِثْلَ سَحِيقِ اليُمْنَةِ البَالي
جَرَتْ علَيها رِياحُ الصّيفِ فاطّرَدتْ،
وَالرّيحُ فِيها تُعَفّيها بِأذْيَالِ
حَبَسْتُ فيها صِحابي كَيْ أُسائِلَها،
وَالدّمْعُ قَد بَلَّ منّي جَيبَ سِرْبالي
شَوْقاً إلى الحَيّ، أيّامَ الجَميعُ بِهَا
وَكَيفَ يَطْرَبُ أوْ يَشْتَاقُ أمْثَالي
وَقَدْ عَلا لِمّتي شَيْبٌ فَوَدّعَني
مِنْها الغَوَاني وَداعَ الصّارِمِ القَالي
وَقَدْ أُسَلّي هُمُومي حينَ تَحضُرُني
بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ شِمْلالِ
زَيَافَةٍ بِقُتُودِ الرَّحْلِ نَاجِيَةٍ،
تَفْرِي الـهَجِيرَ بِتَبْغيلٍ وَإرْقَالِ
مَقْذوفَةٍ بِلَكيكِ اللّحْمِ عن عُرُضٍ
كَمُفْرَدٍ وَحَدٍ بِالجَوّ ذَيّالِ
هَذا، وَرُبَّتَ حَرْبٍ قد سَمَوْتُ لـهَا
حَتى شَبَبْتُ لـها ناراً بإشْعَالِ
تَحْتي مُضَبَّرَةٌ جَرْداءُ عِجْلِزَةٌ،
كالسّهْمِ أرْسَلَهُ مِن كَفّهِ الغالي
وَكَبْشِ مَلْمُومَةٍ بادٍ نَوَاجِذُهُ،
شَهْبَاءَ ذاتِ سَرَابيلٍ وَأبْطَالِ
أوْجَرْتُ جُفْرَتَهُ خُرْصاً فَمالَ بِهِ
كما انثَنَى مُخضَدٌ من ناعمِ الضَّالِ
وَلَهْوَةٍ كَرُضَابِ المِسْكِ طالَ بِهَا
في دَنّها كَرُّ حَوْلٍ بَعدَ أحْوَالِ
بَاكَرْتُها قَبْلَ ما بَدا الصّبَاحُ لَنَا
في بَيْتِ مُنهمِرِ الكَفّينِ مِفْضَالِ
وَعَبْلَةٍ كَمَهَاةِ الجوّ نَاعِمَةٍ
كأنّ رِيقَتَهَا شِيبَتْ بِسَلْسَالِ
قَدْ بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وَتُلْعِبُني،
ثمّ انصَرَفْتُ وَهِيْ مِنّي على بالِ
بَانَ الشّبَابُ فآلى لا يُلِمُّ بِنَا،
وَاحْتَلَّ بي من مُلِمّ الشّيبِ مِحلالُ
وَالشَّيْبُ شَينٌ لمَنْ يحتَلُّ ساحَتَهُ،
للَّهِ دَرُّ سَوَادِ اللِّمّةِ الخالي


الساعة الآن 11:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team