.... آهَةً وَميهَة .... قال الأصمعي : الآهة التأوّه والتوجع ، قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ : إذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ تَأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ وقال بعضهم : الآهة الحَصْبَة . والمِيهَة : الجدَرِي ، يعني جُدَرِيَّ الغنم . قال الفراء : هي الأمِيهة أسقطت همزتها لكثرة الاستعمال كما أسقطوا همزة هو خَيْرٌ مني وشَرٌّ مني ، وكان الأصل أخْيَر وأشَرُّ ، ويقال من ذلك : أُمِهَت الغنم فهي مَأْمُوهة . وقال غيره : مِيهة وأمِيهة واحد ، قال الشاعر : طَبيخ نُحَــازٍ أو طبيـخ أمِيهَةٍ صَغِيرُ العِظام سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَط * * النحاز - بالضم - داءٌ يصيب الإبل . الأميهة : جدري الغنم كما قال المؤلف . القشم - بالكسر - الجسد . الأملط : الذي ليس على جسده شعر . |
.... إلَيْكَ يُسَاقُ الحَدِيثُ .... قال ابن الكلبي : جَمَع عامر بن صَعْصَعَة بنيه ليُوصِيَهم عند موته ، فمكث طويلاً لا يتكلم ، فاستحثّهُ بعضهم ، فقال له : إليك يساق الحديث . |
.... أنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ .... قال ابن الكلبي : كان من حديث النذير العريان أن أبا دُوَاد الشاعرَ كان جاراً للْمُنْذِر بن ماء السماء ، وأن أبا دُوَاد نازَعَ رجلاً بالحِيرة من بَهْراء يقال له رقبة بن عامر ، فقال له رقبة : صالحني وحالفني ، قال أبو دُوَاد : فمن أين تعيش أبا دُوَاد ؟ فوالله لولا ما تصيب من بَهْراء لهلكت ، ثم افترقا على تلك الحالة ، وإن أبا دُوَاد أخرج بَنِينَ له ثلاثةً في تجارة إلى الشام ، فبلغ ذلك رقبة ، فبعث إلى قومه فأخبرهم بما قال له أبو دُوَاد عند المنذر ، وأخبرهم أن القوم وَلَدُ أبي دُوَاد ، فخرجوا إلى الشام فقتلوهم ، وبعثوا برؤوسهم إلى رقبة ، فلما أتته الرؤوس صنَعَ طعاماً كثيراً ، ثم أتى المنذر فقال له : قد اصطنعت لك طعاماً فأنا أحب أن تَتَغَدّى ، فأتاه المنذر وأبو دُوَاد معه ، فبينا الجِفان تُرْفَعُ وتوضعُ إذ جاءت جَفْنةٌ عليها أحد رؤوس بني أبي دُوَاد ، فقال أبو دُوَاد : أبَيْتَ الَّلعْنَ إني جارُكَ وقد ترى ما صُنِع بي ، وكان رقبة جاراً للمنذر ، قال فوقَع المنذر منهما في سوأة ، وأمر برقبة فحبس ، وقال لأبي دُوَاد : ما يرضيك ؟ قال : أن تبعث بكتيبتيك الشَّهباء والدَّوْسَر إليهم ، فقال له المنذر : قد فعلْتُ ، فوجَّه إليهم الكتيبتين قال : فلما رأى ذلك رقبة مِنْ صُنْعِ المنذر قال لامرأته : الحَقِي بقومك فأنذريهم ، فعمدت إلى بعض إبل البَهْرَاني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرّفت ، ثم قالت : أنا النَّذِيْرُ العُرْيَان ، فأرسلتها مثلاً ، وعرف القومُ ما تريد ، فصَعَدوا إلى علياء الشام ، وأقبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحداً ، فقال المنذر لأبي دُوَاد : قد رأيتَ ما كان منهم ، أفَيُسكِتُكَ عني أن أعطيك بكل رأسٍ مائتي بعير ؟ قال : نعم ، فأعطاه ذلك ، وفيه يقول قيس بن زهير العبسي : سأفْعَلُ مَا بَدَا لِيَ ثُمَّ آوِي إلى جارٍ كَجَارِ أبي دُوَادِ وقال غيره : إنما قالوا " النذير العريان " لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فَجَأَتْهم ، وأراد إنذار قومه تجرَّد من ثيابه وأشار بها ليعلم أنه قد فجأهم أمر ، ثم صار مثلاً لكل أمر تُخَاف مفاجأته ، ولكل أمر لا شبهة فيه . |
.... إيَّاكِ أَعْنِي واسْمَعِي يَا جَارَةْ .... أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري ، وذلك أنه خرج يريد النعمان ، فمر ببعض أحياء طيء ، فسأل عن سيد الحي ، فقيل له : حارثة بن لأم ، فأَمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهداً ، فقالت له أخته : انْزِلْ في الرَّحْبِ والسَّعَة ، فنزل فأكرمته ولاطفته ، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم ، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها ، فوقع في نفسه منها شيء ، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك ، فجلس بِفِناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه ، فجعل ينشد ويقول : يَا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ وَالحَضَارَةْ كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَـى فَزَارَةْ أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَةْ إيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةْ فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني ، فقالت : ماذا بِقَوْلِ ذي عقلٍ أريب ، ولا رأيٍ مصيب ، ولا أنفٍ نجيب ، فأقِمْ ما أَقَمْت مكرَّماً ، ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً ، ويقال أجابته نظماً فقالت : إنِّي أَقُولُ يَا فَتَــى فَزَارَةْ لَا أَبْتَغِي الزَّوْجَ وَلَا الدَّعَارَةْ وَلَا فِرَاقَ أَهْلِ هَذِي الجَارَةْ فَارْحَلْ إلَى أَهْلِكَ بِاسْتِخَارَةْ فاسْتَحْيَا الفتى وقال : ما أردتُ منكراً ، واسوأتاه ، قالت : صَدَقْتَ ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعِها إلى تُهْمَته ، فارتحل ، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه ، فلما رجع نزل على أخيها ، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها ، وكان جميلاً ، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبْني إن كان لك إليَّ حاجةً يوماً من الدهر ، فإني سريعة إلى ما تريد ، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه . يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره . |
.... أَبِي يَغْزُو ، وأُمِّي تُحَدِّثُ .... قال ابن الأعرابي : ذكروا أن رجلاً قَدِم من غَزَاة ، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر ، فجعلت امرأته تقول : قَتَل من القوم كذا ، وهَزَم كذا ، وجُرِح فلان ، فقال ابنها متعجباً : أبي يغزو وأمي تحدث . |
.... إنَّمَا هُمْ أكَلَةُ رَأْسٍ .... يضرب مثلاً للقوم يَقِلُّ عددهم . |
.... أُكْلَةُ الشَّيْطَانِ .... قالوا : هي حَيَّةٌ كانت في الجاهلية لا يقوم له شيء ، وكانت تأتي بيتَ الله الحرامَ في كل حين فتضرب بنفسها الأرضَ ، فلا يمر بها شيء إلا أهلكته ، فضُرب بها المثل في كل شيءٍ ذهب فلم يوجد له أثر . وأما قولهم " إنما هو شَيْطان من الشَّياطين " فإنما يراد به النشاط والقوة والبَطَر . |
.... إلَيْكَ أَنْزلَتِ القِدْرُ بِأَحْنَائِهَا .... أي : جوانبها . هذا مثلُ قولهم " إليكَ يُسَاق الحديث ". |
.... الأَمْرُ يَعْرِضُ دُونَهُ الأَمْرُ .... ويروى " يحدث ". يضرب في ظُهُور العَوَائِقِ . |
.... إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ نَوْكَى قَطَنٍ .... النَّوْكى : جمع أَنْوَكَ ، وقَطَن : هو قَطَنُ بن نَهْشَل بن دارم النَّهْشَلي ، وحَمْقَاهم أشدُّ حُمْقاً من غيرهم ، ولعل إبل هذا القائل لقيَتْ منهم شراً فضرب بهم المثل ، وهذا مثل قولهم " إحدى لياليك من ابن الحرّ " " وإحدى لياليك فَهِيسِي " |
الساعة الآن 06:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.