![]() |
|
رد: مَجْمعُ الأمثال
3529
.... لاَ يُدْعَى لِلْجُلَّى إلَّا أخُوهَا .... أي لا يُنْدَبُ للأمر العظيم إلا مَنْ يقوم به ويصلح له، ويضرب للعاجز أيضًا، أي ليس مثلك يُدْعَى إلى الأمر العظيم. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3530
.... لَا يَعْدَمُ شَقِيٌّ مُهْرًا .... ويروى "مُهَيْرا" تربية المهر شديدة لبطء خيره، أي لا يعدَم الشقي شقاوة. يضرب للرجل يُعنى بالأمر فيطول نَصَبُه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3531
.... لَا تَهْرِفْ بِمَا لاَ تَعْرِفُ .... الهَرْفُ: الإطْنَابُ في المَدْح. يضرب لمن يتعدَّى في مدح الشَّيء قبل تمام معرفته. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3532
.... لَا تَنْسُبُوهَا وانظُرُوا ما نَارُهَا .... يضرب في شواهد الأمور الظاهرة على علم باطنها. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3533
.... لَا أُحْسِنُ تَكْذَابَكِ وَتَأثَامَكَ، تَشُولُ بِلِسَانِكَ شَوَلَان البَرُوقِ .... يُقَال: البَرُوق الناقةُ التي تَشُولُ بذنبها فيظن بها لَقَح وليس بها، ويقَال: أبرقَتِ الناقةُ فهي بَرُوقٌ، كما يُقَال: أعَقَّتِ الفرسُ فهي عَقُوق، وأنْتَجَت فهى نَتُوج. وأصل هذا أن مُجَاشع بن دَارِم وَفَدَ على بعض الملوك، فكان يُسَامره، وكان أخوه نَهْشَل بن دارم رجلا جميلا، ولم يك وَفادًا إلى الملوك، فسأله الملكُ عن نَهْشَل، فَقَال: إنه مُقيم في ضَيْعته، وليس ممن يَفِدُ على الملوك، فَقَال: أوْفِدْهُ، فلما أوفَدَه اجتهره (اجتهره: رآه جميل المنظر، وجهره أيضًا) ونظر إلى جَمَاله فَقَال له: حدثني يا نهشل، فلم يُجِبْه، فقال له مجاشع: حَدِّثِ الملكَ، فَقَال: إني والله لا أحسن تَكْذابَكَ وتأثامك تشول بلسانك شوَلان البروق. يضربه من يقل كلامُه لمن يكثر. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3534
.... لَا يَعْدَمُ الحُوَارُ مِنْ أُمَّه حَنَّةً .... كذا رواه أبو عبيد، أي حنينًا وشَفَقة، وقَال غيره: حنة أي شَبَهًا، قَال ابن الأعرابي: هذا مثل قولهم "من عِضَةٍ ما يَنْبُتَنَّ شَكِيرُها" يعني الشَّبَهَ، وروى بعضهم "خَنَّة" من الخنين، ويراد به انتزاع شبه الأصل، والخنة: الصوت، والحنة: فَعْلَة من الحَنَان وهو الرحمة، وهذا أشبه بالصواب. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3535
.... لَا آتِيكَ مَا حَنَّتِ النِّيبُ .... ومثله "ما أَطَّتِ الإبلُ" أي أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3536
.... لَا أَفْعَلُ كَذَا حَتَّى يَلِجَ الجَمْلُ في سَمِّ الخِيّاطِ .... يُقَال للإبرة: الخِيَاطُ والمِخْيَطُ. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3537
.... لَا يَضُرُّ الحُوَارَ مَا وَطِئَتْهُ أُمُّهُ .... ويروى "لا يضِير" وهما بمعنى واحد. يضرب لمن في شَفَقَة الأم. وما "وطئته" مصدر؛ أي وَطأة أمه، والوطأة ضارة في صُورَتها، ولكنها إذا كانت من مُشْفِق خرجت من حد الضرر؛ لأن الشفَقَةَ تثنيها عن بلوغها حده. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3538
.... لَا نَاقَتِي فِي هذا ولا جَمَلِي .... أصل المثل للحارث بن عُبَاد حين قَتَلَ جَسَّاسُ بن مرةَ كليبًا وهاجت الحربُ بين الفرقين، وكان الحارثُ اعتزلها، قَال الراعي: وَمَا هَجْرتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً لا نَاقَةٌ لِيَ فِي هذَا ولَا جَمَلُ يضرب عند التبري من الظلم والإساءة. وذكروا أن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب شرور لما خرج الناس على الحجاج فَقَال: لا ناقتي في ذا ولا جَمَلِي، فلما دخل بعد ذلك على الحجاج قَال: أنت القائل لا ناقتي في ذا ولا جملي؟ لا جَعَلَ الله لك فيه ناقة ولا جملا ولا رَحْلًا، فشمِتَ به حجار ابن أبجر العجلي وهو عند الحجاج، فلما دعا بَغدَائه جاؤوا بِفُرْنِيِةٍ (الفرنية: نوع من الخبز غليظ، نسبوه إلى الفرن، وقَال الهذلي: نقابل جوعهم بمكللات من الفرنى يرغبها الجميل) فَقَال: ضَعُوها بين يَدَيْ أبي عبد الله فإنه لَبَنِيٌّ يحبُّ اللبن، أراد أن يدفع عنه شَمَاتة حجار. وقَال بعضهم: إن أول مَنْ قَال ذلك الصَّدوف بنت حُلَيْس العُذرِية، وكان من شأنها أنها كانت عند زيد بن الأخنس العُذري، وكان لزيد بنتٌ من غيرها يقَال لها الفارعة، وإن زيدًا عَزَلَ ابنَتَهُ عن امرأته في خِباء لها، وأخْدَمها خادمًا، وخرج زيدٌ إلى الشام، وإن رجلا من عُذْرَة يُقَال له شَبَث هَوِيَها وهَويَتْه، ولم يزل بها حتى طاوعته، فكانت تأمر راعيَ أبيها أن يُعَجِّلَ ترويحَ إبله، وأن يحلب لها حلبة إبلها قَيْلًا، فتشرب اللبن نهارًا، حتى إذا أمست وهَدأ الحيُّ رُحِلَ لها جمل كان لأبيها ذَلُول فقعدت عليه وانطلقا حتى كانا ينتهيان إلى مَتْيَهة من الأرض فيكونان بها ليلتهما، ثم يُقْبِلَانِ في وَجْه الصبح، فكان ذلك دَأبَهُما، فلما فَصَلَ أبوهَا من الشأم مَرَّ بكاهنة على طريقِه، فسألها عن أهله، فنظرت له ثم قَالت: أرى جَمَلَكَ يُرْحَلُ ليلا، وحلَبَةَ تَحْلب إبلَكَ قَيْلا، وأرى نعما وخيلا، فلا لبث، فقد كان حدث، بآل شيث، فأقبل زيد لا يلوي على شَيء حتى أتى أهلَه ليلا، فدخل على امرأته وخَرَجَ من عندها مُسْرِعًا حتى دخل خِباء ابنته، فإذا هي ليست فيه، فَقَال لخادمها: أين الفارعة ثَكَلَتْكِ أمك؟ قَالت: خرجت تمشي وهى حرود، زائرة تعود، لم تر بعدك شَمْسا، ولا شهدت عرسا، فانفتل عنها إلى امرأته، فلما رأته عَرَفَت الشَّر في وجهه، فَقَالت: يا زيد، لا تَعْجَلْ وَاقْفُ الأثر فلا ناقة لي في هذا ولا جمل، فهي أول من قَال ذلك. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3539
.... لَا تَقْسِطْ عَلَى أبي حِبَالٍ .... كان حِبال بن طُلَيْحة بن خُويلد لقي ثابت بن الأفرم وعُكَاشة بن مِحْصِن، وكان طليحة تنبأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل ثابت وعكاشة حِبَالًا، فجاء الخبر إلى طليحة، فتبعهما وقتلهما، وقَال: فَإنْ تَكُ أذَوَادٌ أصِبْنَ وَنِسْوَةٌ فَلَنْ يَذْهَبُوا فَرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ وَمَا ظنكم بالقَوْمِ إذْ تَقْتُلُونَهُ ألَيْسُوا وَإنْ لَمْ يُسْلِمُوا بِرِجَالِ عَشَيَّةَ غَادَرْتُ ابنَ أفْرَمَ ثَاوِيًا وَعُكَّاشَةَ الغنمى عَنْهُ بِحَالِ فلما رأت بنو أسد صنيعَ طليحة وطلبه بثأر ابنه قَالوا: لا تَقْسِطْ على أبي حبال، فذهبت مَثَلًا. يضرب لمن يُحْذَر جانبُه ويُخْشَى وِتْرُه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3540
.... لَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّتِهِ .... الكَظُوم: السَّكُوت، وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظُومًا، إذا أمْسَكَ عن الجِرَّة. يضرب لمن يعجز عن كتمان ما في نفسه، ومثلُه: |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3541
.... لَا يَخْنُقُ عَلى جِرَّتِهِ .... يُقَال: خَنَقَه يخْنُقُه خَنِقًا، بكسر النون من المصدر. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3542
.... لَا فِي العير ولَا في النَّفيرِ .... قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أبو سُفْيان بن حَرْب، وذلك أنه أقْبَلَ بعِير قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تَحَّيَنَ انصرافَهَا من الشأم فَنَدَب المسلمين للخروج معه، وأقبل أبو سفيان حتى دنا من المدينة وقد خاف خوفًا شديدًا، فَقَال لمجديّ بن عمرو: هل أحْسَسْتَ من أحدٍ من أصحاب محمد؟ فَقَال: ما رأيت من أحد أنكره إلا راكبين أَتَيَا هذا المكَانَ، وأشار له إلى مكان عديٍّ وبسبس عَيْنَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ أبو سفيان أبْعَارًا من أبعار بعيريهما ففَتَّها فإذا فيها نَوًى، فَقَال: علائفُ يَثْرب، هذه عيونُ محمد، فضرب وجوهَ عِيْرِهِ فسَاحَلَ بها وترك بَدْرًا يسارًا، وقد كان بَعَثَ إلى قريش حين فَصَلَ من الشأم يخبرهم بما يخافه من النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت قريش من مكة، فأرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم أنه قد أحرز العير، ويأمرهم بالرجوع، فأبَتْ قريش أن تَرْجِع ورَجَعَتْ بنو زهرة من ثَنِيَّة أجدى، عدلوا إلى الساحل مُنْصَرِفين إلى مكة، فصادفهم أبو سفيان، فَقَال: يا بني زهرة لا في العير ولا في النفير، قَالوا: أنت أرْسَلْتَ إلى قريش أن ترجع، ومضت قريش إلى بدر، فواقعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأظفره الله تعالى بهم، ولم يشهد بدرًا من المشركين من بني زهرة أحد. قَال الأَصمَعي: يضرب هذا للرجل يحطُّ أمره ويصغر قدره. وروي أن عبد الله بن يزيد بن معاوية أتى أخاه خالدًا فَقَال: يا أخي لقد هممت اليوم أن أفْتِكَ بالوليد بن عبد الملك، فَقَال له: والله بئسما هممت به في ابن أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين، فَقَال: إن خيلي مَرَّتْ به فتعبث بها وأصغرها وأصغرني، فَقَال خالد: أنا أكْفِيكَهُ، فدخل خالد إلى عبد الملك والوليد عنده فَقَال: يا أمير المؤمنين إن الوليد مَرَّتْ به خيلُ ابن عمه عبد الله بن يزيد بن معاوية فتعبث بها وأصغره، وعبدُ الملك مُطرِق، فرفع رأسَه وقَال: إن المُلُوك إذا دخَلوا قريةً أفْسَدُوها، وجَعَلُوا أعِزَّةَ أهلها أذلَّةً، إلى آخر الآية، فَقَال خالد: وإذ أرَدْنَا أن نُهْلِكَ قريةً أمرنا مُترفيها، إلى آخر الآية، فَقَال عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني؟ والله لقد دَخَلَ عَلَيَّ فما أقام لسانه لحنًا، فَقَال خالد: أفَعَلَى الوليدِ تعول؟ فَقَال عبد الملك: إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان لا، فَقَال خالد: وإن كان عبدُ الله يلحن فإن أخاه خالدًا لا، فَقَال له الوليد: اسكُتْ يا خالدُ فوالله ما تعدُّ في العيرِ ولا في النَّفير، فَقَال خالد: اسْمَعْ يا أمير المؤمنين، ثم أقبل عليه فَقَال: ويْحَكَ!مَنْ في العير والنفير غيري؟ جَدِّي أبو سفيان صاحبُ العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النَّفِير، ولكن لو قلت "غُنَيْمات وحُبَيْلاَت والطائف ورحم الله عثمان" قلنا: صدقت، عَنَى بذلك طَرْدَ رسول صلى الله عليه وسلم الحكَم إلى الطائف إلى مكان يدعى غُنَيمات، وكان يأوي إلى حُبْلةَ وهى الكَرْمة، وقوله "رَحِمَ الله عثمان" لردِّهِ إياه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3543
.... لَا أفْعَلُ كَذَا مَا أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِلٍ .... أرْزَمَتِ الناقَةُ؛ إذا حَنَّتْ، والحائل: الأنثى من أولادها، أي لا أفعلُه أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3544
.... لَا تُرَاهِنْ عَلَى الصَّعْبَةِ وَلاَ تَنْشِدِ القَرِيضَ .... هذا المثل للحُطَيئة، لما حَضَرَته الوَفَاة اكْتَنَفَهُ أهلُهُ وبنو عمه، فقيل: يا حُطَيءُ أوْصِ، قَال: وبِمَ أوصِى؟ مالي بين بنيَّ، قَالوا: قد علمنا أن مالك بين بنيك فأوْصِ، فقال: وَيْل للشِّعْر من راوية السوء، فأرسلها مَثَلًا، فَقَالوا: أوصِ، فَقَال: أخبِرُوا أهلَ ضابئ بن الحارث أنه كان شاعرًا حيث يقول: لكُلِّ جَدِيدٍ لَذَةٌ، غيرَ أنَّنِي وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غيرَ لذيذِ ثم قَال: لا تُرَاهِن على الصَّعبة ولا تنشد القريض، فأرسلها مَثَلًا. يضرب في التحذير. وفي بعض الروايات أنه قيل له: يا أبا مُلَيْكَةَ أوْصِهْ، قَال: مالي للذكور دون الإناث، قَالوا: إن الله لم يأمر بذا، قَال: فإني آمر، قَالوا: أوْصِهْ، قَال: أخبروا آل الشماخ أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول: وظلت بأعراف صِيامًا كأنَّهَا رمَاحٌ نَحَاهَا وجهة الريح رَاكِزُ قَالوا: أوْصِيهْ فإن هذا لا يُغْنِي عنك شيئًا، قَال: أبلِغُوا كِنْدَة أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول: فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كأنَّ نُجُومَهُ بأمْرَاسِ كتَّان إلى صُمِّ جَنْدَلِ يعني امرأ القيس، قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، قَال: أخْبِرُوا الأنصارَ أن أخاهم أمْدَحُ العرب حيث يقول: يُغْشُونَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُمْ لَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبِلِ قَالوا: أوصه فإن هذا لا يغني عنك شيئًا قَال: أوصيكم بالشعر خيرًا، ثم أنشأ يقول: الشِّعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيلٌ سُلَّمُهْ إذا ارْتَقَى إلى الَّذِي لاَ يَعْلَمُه زَلَّتْ بِهِ إلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ وَالشِّعْرُ لاَ يُطيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ وِلَمْ يَزَلْ مِنْ حَيْثُ يأتي يَخْرِمُهْ *مَنْ يَسِمِ الأعْدَاء يبقى مِيسَمُهُ* قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يبقى عنك شيئًا، قَال: [قد] كُنْتُ أحْيَانًا شَدِيدَ المُعْتَمَدْ وَكُنْتُ أحيانًا عَلَى خَصْمِي ألَدْ *قَدْ وَرْدَتْ نَفْسِي وَمَا كَادَتْ تَرِدْ* قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، قَال: واجَزَعَاهُ على المديح الجيد يُمْدَح به من ليس من أهله، قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، فبكى، قَالوا: وما يبكيك؟ قَال: أبكي الشعرَ الجيدَ، من راوية السوء، قَالوا: أوص للمساكين بشَيء، قَال: أوصيهم بالمسألة وأوصِ الناسَ أن لا يُعْطُوهم، قَالوا: أعتِقْ غُلامك فإنه قد رَعَى عليك ثلاثين سنة، قَال: هو عبد ما بقى على الأرض عَبْسيّ، ثم قَال: احملوني على حماري ودُورُوا بي حول هذا التل فإنه لَم يَمُتْ على الحمار كريم، فعسى ربي أن يرحمني، فحمله ابناه وأخذا بضبْعَيْه ثم جَعَلَا يسوقان الحمار حول التل، وهو يقول: قَدْ عَجَّلَ الدَّهْرُ والأحْدَاثُ يتمكما فَاسْتَغْنَيَا بوشَيِكٍ إنَّني عَانِ [وَ] دَلِّيَانِيَ في غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ كَمَا تدلى دلاءٌ بَيْنَ أشْطَانِ قَالوا: يا أبا مليكة، مَنْ أشْعَرُ العرب؟ قَال: هذا الجُحَير، إذا طمع بخير، وأشار بيده إلى فِيهِ، وكان آخر كلامه، فمات وكان له عشرون ومئة سنة، منها سبعون في الجاهلية، وخمسون في الإسلام. ويروى أنه أراد سَفَرًا، فلما قَدَّم راحلته قَالت له امرأته: متى ترجع؟ فَقَال: عُدِّي السِّنِينَ لَغِيَبَتِي وَتَصَبَّرِي وَدَعي الشُّهورَ فَإنَّهُنَّ قِصَارُ فَقَالت: اِذْكُرْ صَبَابَتَنَا إلَيْكَ وَشَوْقَنَا وَارْحَمْ بَنَاتِكَ إنَّهُنَّ صِغَارُ قَالوا: وما مدح قومًا إلا رفَعهم، وما هجا قومًا إلا وضعهم. وقال يهجو نفسه وقد نظر في المرآة، وكان دَميمًا: أبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّمًا بِسُوء، فَمَا أدْرِي لِمَنْ أنَا قَائِلُهْ أرَى ليَ وَجْهًا شَوَّهَ الله خَلْقَهُ فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3545
.... لَا تَكُنْ أَدْنَى العَيْرَيْنِ إلَى السَّهْمِ .... أي لا تكن أدنى أصحابك من التَّلَفِ. يضرب في التحذير. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3546
.... لَا يَأْبَى الكَرَامة إلَّا حِمَارٌ .... قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أميرُ المؤمنين علي رضي الله عنه، وذلك أنه دخل عليه رجلان، فرمى لهما بوِسَادتين، فقعَدَ أحدُهما على الوِسَادة، ولم يقعد الآخَر، فَقَال علي: اقْعُد على الوِسَادة، لا يأبى الكرامة إلا حمار، فقعد الرجل على الوسادة. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3547
.... لَا أَفْعَلُ ذلِكَ مَا جَبَحَ ابْنُ أتانٍ .... قَاله عدي، يُقَال: جَبَح وجَبَخَ - بالحاء، والخاء - وابن الأتَانِ: الجحشُ، أي لا أفعل كذا أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3548
.... لا تَحْبِقُ فِي هذا الأمْرِ عَنَاقٌ حَوْلِيَّةٌ .... قَاله عدي بن حاتم حين قُتل عثمان رضي الله عنه، فلما كان يومُ الجمل فقُئت عين عدي وقُتل ابنه بِصِفِّين، فقيل له: يا أبا طريف، ألم تزعُمْ أنه لا تحبق في هذا الأمر عَنَاقٌ حولية؟ فَقَال: بَلَى والله، التَّيْسُ الأعظَم قد حَبَق فيه، قَالوا: ولما كان بعد ذلك دخَلَ على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير، فَقَال ابن الزبير: يا أمير المؤمنين هِجْهُ فإنَّ عنده جوابًا، فَقَال معاوية: أما أنا فلا، ولكن دونك إن شِئت، فَقَال له ابن الزبير: أي يوم فقئت عينك ياعدي، قَال: في اليوم الذي قُتلَ فيه أبوك مُدْبِرًا وضُرِبْتَ على قفاك مُوَلِّيًا، فأفِحَمَهُ. يضرب المثل في الأمر لا يُعْبَأَ به ولا غِيَرَ له، أي لا يدرك فيه ثأر. ومثلُه قولهم: |
رد: مَجْمعُ الأمثال
الباب الذي ياتيك منه الريح
سده وستريح |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3549
.... لا تَنْفِطُ فِيهِ عَنَاقٌ .... أي لا تَعْطَس، والنَّفِيط من العَنَاق مثلُ العُطَاس من الإنسان. ومثلهما: |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3550
.... لَا يَنْتَطِحُ فِيهِ عَنْزَانِ .... أي لا يكون له تَغْيير ولا له نكير. فأما قولُهم: |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3551
.... لا تَنْطَحُ بِهَا ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ .... فإنما يُقَال ذلك عند اشتداد الزمان وقلة النشاط. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3552
.... لَا أَفْعَلُ ذلِكَ مَا لَأْلأَتِ الفُوزُ بِأَذْنَابِهَا .... اللألأة: المَصْع، وهو التحريك، والفُوزُ: الظِّباء، ولا واحِدَ لها من لفظها، ويروى "ما لألأت العُفْر" وهى الظباء أيضًا، أي أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3553
.... لا لَعًا لِفُلَانٍ .... يُقَال للعاثر "لَعًا له" إذا دَعَوْا له، و"لا لَعًا له" إذا دَعَوا عليه وشمتوا به، أي لا أقامه الله من سَقْطته، قَال الأخطَل: فَلَا هَدَى الله قَيْسًا مِنْ ضَلَالَتِهِمْ وَلاَ لَعًا لِبَنِي ذَكْوَانَ إذ عَثَرُوا |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3554
.... لَا قَرَارَ عَلَى زَأْرٍ مِنَ الأَسَدِ .... تمثل به الحجَّاجُ حين سَخِطَ عليه عبدُ الملك، وهو قول النابغة: نُبِّئتُ أن أبَا قَابُوسَ أوعَدَني وَلَا قَرَارَ عَلَى زَأْرٍ مِنْ الأَسَدِ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3555
.... لَا تَقْتَنِ مِنْ كَلْبِ سُوءٍ جَرْوًا .... وينشد على هذا المعنى: تَرْجُو الوَلِيدَ وَقَدْ أَعْيَاكَ وَالِدُهُ ومَا رَجاؤكَ بَعْدَ الوَالدِ الوَلَدَا |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3556
.... لَا أَفْعَلُهُ سِنَّ الحِسْلِ .... أي أبدًا. يُقَال: إن الحِسْلَ - وهو ولد الضَّبِّ - لا تسقُطُ له سن، ويقَال: إن الضب والحية والقُرَاد والنَّسْر أطولُ شَيءٍ عُمُرًا، ولذلك قَالوا "أحْيَى من ضب" لطول حياته، زعموا أن الضبَّ يَعِيش ثلاثمئة سنة، والتقدير: لا آتيك دوامَ سن الحسل، أي مدةَ دَوَامه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3557
.... لا يَكُونُ كَذَا حتَّى يَحِنَّ الضَّبُّ في أثَرِ الإبِلِ الصَّادِرَة .... وهذا لا يكون؛ لأن الضبَّ لا يَرِدُ، ولا حاجة به إلى الماء، وقد مر في الكتاب ذكر الضب والضفدع فلا فائدة في إعادته هنا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3558
.... لَا أَدْرِي أَيُّ الجَرَادِ عَارَهُ .... أي ما أدري مَنْ أهلكه ومَنْ دهاه وأتى إليه ما يكره. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3559
.... لَا يَلْتَاطُ هذا بِصُفْرِي .... ويروى "لا يليق بصفري" قَال الكسائي: لَاطَ الشَيءُ بقلبي يَلُوط ويَلِيط أي إذا لزق به، ولا يلتاط بصفرى: أي لاَ يَلْصَق بقلبي، وهذا ألوَطُ بقلبي وألْيَطُ، وأصل الصُّفْر الخُلُو، يُقَال: صَفِرَتْ يدي، أي خَلَتْ، وصَفِرَ الإناء، أي خَلَا كأنه قيل: لا يلزق ولا يقر هذا في خَلَاء قلبي. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3560
.... لَا تَأكُلْ حتَّى تَطِيرَ عَصَافِيرُ نَفْسِكَ .... أي حتى تشتهي وتنطلقَ نفسك للطعام. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3561
.... لَا يَعْدَمُ مانِعٌ عِلَّةً .... يضرب لمن يعتَلُّ فيمنَع شُحًّا وإبقاء على ما في يده. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3562
.... لَا عِلَّةَ لا عِلَّةَ، هذه أَوْتَاد وَأَخِلَّةٌ .... أصلُ المثل لامرَأة خَرْقَاء كانت لا تُحِسْن بناء بيتها، وتعتلُّ بأنه لا أوتاد لها، فأتاها زوجُها بالأوتاد والأخِلَّة، وقَال لها هذا القول. يضرب لمن يعتلُّ عليك بما لا عِلَّةَ له فيه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3563
.... لَا يَنَامُ مَنْ أَثأَرَ .... أي مَنْ طلب الثأر حَرَّمَ على نفسه الدَّعَةَ والنوم. يضرب في الحثّ على الطلب. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3564
.... لَا أَفْعَلُهُ ما حَيَّ حَيٌّ أَو ماتَ مَيْتٌ .... أي أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3565
.... لَا عِتَابَ بَعْدَ المَوْتِ .... يضرب في الحث على الإعتاب. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3566
.... لَا يَمْلِكُ الحَائِنُ حَيْنَهُ .... أي دَفْعَ حَيْنِهِ، وأراد بالحائن الذي قُدِّرَ حَيْنُه، لا الذي حَانَ وَهَلَكَ. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3567
.... لَا عِتَابَ عَلَى الجَنْدَلِ .... ذكر بعضُهم أن مَلِكة كانت بسبأ، فأتاها قوم يخطبونها، فَقَالت: لِيَصِفْ كلُّ رجلٍ منكم نفسه، ولْيَصْدُقْ وليُوجِزْ، لأتقدم إن تقدمت أو أدَعَ إن تركت على عِلْم، فتكلم رجل منهم يُقَال له مُدْرِك فَقَال: إن أبي كان في العز الباذخ، والحسَبِ الشامخ، وأنا شرس الخليقة، غيرُ رِعْدِيد عند الحقيقة، قَالت: لا عتابَ على الجندل، فأرسلتها مَثَلًا. يضرب في الأمر الذي إذا وَقَعَ لا مَرَدَّ له، قَاله أبو عمرو. ثم تكلم آخر منهم يُقَال له ضَبِيسُ بن شرس، فَقَال: أنا في مال أثيثٍ، وخُلُق غير خبيث، وحَسَب غير عَثيث، أحْذُو النعلَ بالنعل، وأَجْزِي القَرْضَ بالقرض، فَقَالت: لا يَسُرُّكَ غائبا من لا يسرك شاهدًا، فأرسلتها مَثَلًا. ثم تكلم آخر منهم يُقَال له شَمَّاس بن عَبَّاس، فَقَال: أنا شَمَّاس بن عباس، معروف بالنَّدَى والباس، حُسْنُ الخلق فيَّ سجِيَّة، والعدل في قضية، مالي غير مَحْظُور على القُلِّ والكُثْر، وبابي غيرُ محجوبٍ على العُسْر واليُسْر، قَالت: الخير مُتَّبَع والشرُّ محذور، فأرسلتها مَثَلًا. ثم قَالت: اسمع يا مُدْرِك وأنت يا ضَبيس، لن يستقيم معكما مُعَاشرة لعشير حتى يكون فيكما لين عَرِيكة، وأما أنت يا شَمَّاس فقد حَلَلْتَ مني محلَّ الأَهْزَعِ (الهزع: آخر ما يبقى من السهام في الكنانة، والكنانة: وعاء السهام) من الكِنَانة والواسطة من القلادة؛ لِدَمَاثة خُلُقك وكَرَم طِبَاعك، ثم اسْعَ بِجِدٍّ أو دَعْ، فأرسلتها مَثَلًا، وتزوجت شماسًا. |
الساعة الآن 08:09 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.