.... أَنْتَ أَعْلَمُ أمْ مَنْ غَصَّ بِهَا .... الهاء للقمة . يضرب لمن جرّب الأمور وعَرَفها . |
.... إنَّهُ لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ .... قال الكذاب الحِرْمَازِيّ : أنْتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ دَاهية الدَّهْر وَصَمّاء الغَبَرْ أنْتَ لها إذ عَجَزَتْ عَنْها مُضَرْ قالوا : الغَبَر الداهية العظيمة التي لا يهتدي لها ، قلت : وسمعت أن الغَبَر عينُ ماء بعينه تأْلَفُها الحيَّاتُ العظيمة المنكرة ، ولذلك قال الحرمازي " وصماء الغَبَرْ " أضاف الصماء إلى الغَبَر المعروفة ، وأصل الغبر الفساد ، ومنه العِرْقُ الغَبِر ، وهو الذي لا يزال ينتقض ، فصماء الغبر بلية لا تكاد تنقضي وتذهب كالعرق الغبر . |
... إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ .... روى ابن الأعرابي " إلّا دَهْ فلا دَهْ " ساكن الهاء ، ويروى أيضاً " إلا دِهِ فلا دِهِ " أي إن لم تعط الاثنين لا تعط العشرة ، قال أبو عبيد : يضربه الرجل يقول أريد كذا وكذا ، فإن قيل له : ليس يمكن ذا ، قال : فكذا وكذا ، وقال الأصمعيّ : معناه إن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن ، وقال : لا أدري ما أصله ، قال رؤبة : * وَقُوّل إلّا دَهِ فَلَا دَهِ * قال المنذري : قالوا معناه إلا هذه فلا هذه ، يعني أن الأصل إلا ذه فلا ذه - بالذال المعجمة - فعربت بالدال غير المعجمة ، كما قالوا : يَهُوذا ، ثم عرب فقيل : يَهُودا ، وقيل : أصله إلا دهى أي إن لم تضرب ، فأدخل التنوين فسقط الياء ، قال رؤبة : فاليومَ قدْ نَهْنَهَنِي مُنَهْنِهِي وَأَوْلُ حِلْمٍ لَيْـسَ بِالمُسَفِّهِ وَقُـــوَّلٌ إلّا دهِ فَلَا دهِ وحَـقَّةٌ لَيْسَتْ بِقولِ التُّرَّهِ يقول : زَجَرني زواجر العقل ورجوعُ حلم ليس يُنْسب إلى السَّفَه وقُوّل ، أي ورجوع قُوَّل يقلن : إن لم تتب الآن مع هذه الدواعي لا تَتُبْ أبداً ، وقَوْلة حَقَّة ، أي وقَالَة حقة ، يقال : حَقٌّ وحَقّة كما يقال : أهْلٌ وأهْلَة ، يريد الموتَ وقربه . روى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن عَقيل عن أبي طالب قال : كان عبد المطلب بن هاشم نديماً لحَرْبِ بن أمّيَّة حتى تنافَرَا إلى نُفَيْل بن عبد العُزَّى جدّ عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه ، فأنفر عبدَ المطلب فتفرقا ، ومات عبد المطلب وهو ابن عشرين ومائة سنة ، ومات قبل الفِجَار في الحرب التي بين هَوَازن ، ويقال : بل تَنَافرا إلى غزي سلمة الكاهن ، قالوا : كان لعبد المطلب ماء بالطائف يقال له ذو الهرم ، فجاء الثَّقَفِيُّون فاحتفروه ، فخاصمهم عبد المطلب إلى غزيّ أو إلى نُفَيْل ، فخرج عبد المطلب مع ابنه الحارث ، وليس له يومئذ غيره ، وخرج الثففيون مع صاحبهم ، وحَرْبُ بن أمية معهم على عبد المطلب ، فنفِدَ ماءُ عبد المطلب ، فطلب إليهم أن يَسْقوه فأبوا ، فبلغ العَطَشُ منه كل مبلغ ، وأشرف على الهلاك ، فبينا عبد المطلب يُثير بَعيره ليركب إذ فَجَّرَ اللهُ له عَيْناً من تحت جِرَانِه ، فحمِدَ الله ، وعلم أن ذلك منه ، فشرب وشرب أصحابه رِيَّهُمْ ، وتزوَّدُوا منه حاجتهم ، ونفِدَ ماء الثقفيين فطلبوا إلى عبد المطلب أن يَسْقيهم ، فأنعم عليهم ، فقال له ابنه الحارث : لأنحنيَنَّ على سيفي حتى يخرج من ظهري ، فقال عبد المطلب : لأسقينَّهم فلا تفعل ذلك بنفسك ، فسقاهم ، ثم انطلقوا حتى أتوا الكاهن وقد خَبَؤُوا له رأسَ جرادة في خَرَزَة مَزَادة ، وجعلوه في قِلادة كلبٍ لهم يقال له سَوَّار ، فلما أتوا الكاهنَ إذا هم ببقرتين تَسُوقان بينهما بَخْرَجَاً* كلتاهما تزعم أنه ولدها ، ولدتا في ليلة واحدة فأكل النّمر أحد البَخْرَجَيْنِ ، فهما تَرْأمان الباقي ، فلما وقَفَتَا بين يديه قال الكاهن : هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان ؟ قالوا : لا ، قال الكاهن : ذهَبَ به ذو جسد أربد ، وشدق مرمع ، وناب معلق ، ما للصغرى في ولد الكبرى حق ، فقضى به للكبرى ، ثم قال : ما حاجتكم ؟ قالوا : قد خَبأْنا لك خَبْأً فانبئنا عنه ثم نخبرك بحاجتنا ، قال : خبأتم لي شيئاً طار فَسَطَع ، فتصوَّب فوقع ، في الأرض منه بُقَع ، فقالوا : لا ده ، أي بينه ، قال : هو شيء طار فاستطار ، ذو ذَنَب جرار ، وساق كالمنشار ، ورأس كالمسمار . فقالوا : لا ده ، قال : إن لا ده فلا ده ، هو رأس جرادة ، في خرز مَزَادة ، في عنق سَوّار ذي القلادة ، قالوا : صدقت فأخبرنا فيما اختصمنا إليك فأخبرهم ، وانتسبوا له ، فقضى بينهم ورجعوا إلى منازلهم على حكمه . * البَخْرَج - بِزِنة جعفر - ولدُ البقرة |
.... إذَا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ لِي عَنْ أَيْسَرِي .... يضرب للذي فيه أخلاق تُسْتَحْسَن وتَبْدُرُ منه أحياناً سَقْطة : أي احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئةً يأتي بها في الأوقات مرة واحدة . |
.... أَنَا غَرِيرُكَ مِنْ هذَا الأَمْرِ .... أي أنا عالم به فاغْتَرَّنِي ، أي سَلْنِي عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له ، وقال الأصمعي : معناه أنك لست بمغرور من جهتي ، لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به ، ولم يكن ذاك على ما قلت لك . |
.... أنا مِنْهُ فالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ .... أي أنا منه بريء ، وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسْرَى : أتنصر أنيساً ؟ فقال : أنا منه بريء ، فصار مثلاً لكل مَنْ كان بمعزلٍ عن أمر ، وإن كان في الأصل اسْماً لذلك الرجل . |
.... أَنْتَ تَئِقٌ ، وأَنا مَئِقٌ ، فَمَتَى نَتَّفِقُ ؟ .... قال أبو عبيد : التَّئِقُ : السريعُ إلى الشرِّ ، والمَئِقُ : السريع إلى البكاء ، وقال الأصمعي : هو الحديد يعني التئق ، قال الشاعر يصف كلباً : أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الحَشَا سـرطم الَّلحْيَيْن مـعاج تَئِقْ والمَأَق بالتحريك : شبيه الفُوَاق يأخذا الإنسان عند البكاء والنَّشِيج ، كأنه نَفَس يقلعه من صدره ، وقد مَئِقَ مَأَقاً . والتَّأق : الامتلاء من الغضب . يضرب للمختلفين أخلاقاً . |
.... إنَّهُ لَنَكِدُ الحَظِيْرَةِ .... النَّكَد : قلة الخير ، يقال نَكِدَتِ الركيَّة ، إذا قلَّ ماؤها ، وجمع النكِدِ أنكَاد ونُكد ، قال الكميت : نزلت به أنف الربيـ ـع وزايلت نُكْدَ الحظائر قال أبو عبيد : أراه سمى أمواله حَظِيرة لأنه حَظَرها عنده ومَنَعها ، فهي فَعِيلة بمعنى مَفْعُولة . |
.... أَنْتَ مَرَّةً عَيْش ، وَمَرَّةً جَيْش .... أي أنت ذو عيش مرة وذو جيش أخرى ، قال ابن الأعرابي : أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رَخِيّ ومرة في شِدّة . |
.... إنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فَنَفَشٌ .... النَّفَشُ : الصوف ، قاله ابن الأعرابي ، يعني إن لم يكن فعل فرياء ، وقال غيره : النَّفَش القليل من اللبن . يضرب عند التَّبَلُّغِ باليسير . |
الساعة الآن 04:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.