منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 04-09-2015 03:52 PM

لو مال العبد بوجهه عن المولى ، لمال المولى بوجهه عنه ، كما ذكره السجاد بن الحسين ( عليهما السلام ) عند ذكره لحقيقة الوقوف بين يدي الجبار ..
فلو استحضر العبد - هذه الحقيقة - في كل مراحل حياته ، لكان ذلك كافيا ( لردعه ) عن كثير من الأمور ، خوفا من الوقوع في جزاء ذلك الشرط وما أثقله من جزاء ! ..
وإذا مال المولى بوجهه عن العبد ، فإن استرجاع التفاتة المولى مرة أخرى يحتاج إلى جهد جهيد ..
فالأولى بذي اللب ( ترك ) ما يوجب ميل وجه المولى ، بدلا من ( طلب ) الالتفات بعد الميل ..
ويترقى الإنسان في سلم التكامل إلى مرحلة يرى فيها جهدا مرهقا في أن يميل بوجهه إلى غير الحق تبارك وتعالى ، بل يصل الأمر إلى استحالة ذلك ، بما لا يتنافى مع الاختيار المصحح للمدح والجزاء.
حميد
عاشق العراق
9 - 4 - 2015
الخميس
20جمادى الثانية 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-10-2015 08:54 AM

ميل العبد بوجهه
تكررت عبارة (وجه الرب ) في نصوص كثيرة ..
فالذي لا يستشعر جمال هذا الوجه - ولو في لحظات من حياته - كيف يمكنه ابتغاء ذلك الوجه ؟!..
إذ أن الإنسان لا يتوجه نحو جمال مجهول لديه .. ومن هنا صعب قصد القربة ( الواقعية ) الخالصة لغير العارفين بالله تعالى ، إذ كيف يقصد القربة إلى وجه لم يستشعر جماله و لو في أدنى مراتبه ؟!..
وشتان بين قَصْد من ( شاهد ) الجمال المطلق ، وبين قصد من ( وطّن ) نفسه على هذا القصد في عالم النية والألفاظ فحسب.
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2015
الخميس
21الثانية 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-10-2015 09:03 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
لذة الأنس بالحق
إذا مُنح العبد - من قِبَل المولى - ساعة الأنس واللقاء ودرك الجمال المطلق الذي يترشح منه كل جمال في عالم الوجود ، لكان ذلك بمنزلة زرع الهوى ( المقدس ) الذي يوجب حنين العبد لتلك الساعة ..
ولكان علمه بان تلك الساعة حصيلة استقامة ومراقبة متواصلة قبلها ، ( مدعاة ) له للثبات على طريق الهدى عن رغبة وشوق ، لئلا يسلب لذة الوصال التي تهون دونها جميع لذائد عالم الوجود.

حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2015
الخميس
21الثانية 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-10-2015 09:18 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
لذة مخالفة النفس
ان مخالفة النفس في كثير من المواطن وخاصة في موارد ( التحدي ) الشديد ، تفتح آفاقا واسعة أمام صاحبها لم يكتشفها من قبل ..
هذا ( الفتح ) وما يستتبعه من التذاذ بكشف الآفاق الجديدة في نفسه ، مدعاة له لتيسير مخالفة الهوى ، لدرجة يصل العبد إلى مرحلة ( احتراف ) مخالفة النفس ، فلا يجد كثير عناء في ذلك توقعا للثمار ، إذ يصبر أياما قصاراً ، تعقبها راحة طويلة ..
شأنه في ذلك شأن أبناء الدنيا في تحمّل بعض المشاق ، وترك بعض اللذائذ الدنيوية طلبا للذة أدوم وأعمق ، كالمتحمل للغربة جمعا للمال ، وكالتارك لبعض هواه تقربا لمن يهواه.
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2015
الجمعة
21 جمادي الثانية 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-11-2015 08:33 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
شياطين القلوب
إن الاعتقاد بأن الشياطين ( يحومون ) حول قلوب بني آدم ، وأن له سلطاناً على الذين يتولونهم ، يستلزم ( الحذر ) الشديد أثناء التعامل مع أي فرد - ولو كان صالحا - لاحتمال ( تجلّي ) كيد الشيطان من خلال فعله أو قوله ، ما دام الشيطان يوحي زخرف القول وينـزغ بين العباد كما ذكر القرآن الكريم ، وهذا الحذر من المخلوقين من لوازم انتفاء العصمة عنهم ..ومن ذلك يعلم ضرورة عدم الركون والارتياح التام لأي عبدٍ - وإن بلغ من العلم والعمل ما بلغ - كما يقتضيه الحديث القائل: { إياك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال}
حميد
عاشق العراق
11 - 4 - 2015
السبت
22 جمادى الثانية 1436هج


حميد درويش عطية 04-11-2015 08:39 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
القدرة المستمدة من الحق
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكهو إلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده
كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه
ولهذا يقول علي ( عليه السلام ) : { الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }
هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لجعله يعيش حالة من الاستعلاء بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به -
لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .
حميد
عاشق العراق
11 - 4 2015

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif




حميد درويش عطية 04-11-2015 09:12 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
[ الجو الجماعي للطاعة ]
عندما يقع العبد في الأجواء العبادية المحفزة - لوجود الجو الجماعي - كالحج وشهر رمضان ..
يجد في نفسه قدرة ( مضاعفة ) على العبادة ، لم يعهدها من نفسه ، بل لم يتوقعها منها ..
وهذا بدوره يدل على وجود طاقات ( كامنة ) في نفسه ، لم يستخرجها بل لم يود إخراجها ، مما يشكل حجة على العبد يوم القيامة توجب له الحسرة الدائمة ..
وعليه فلابد من ( استغلال ) ساعات هطول الغيث الإلهي ، ليستفيد منها في ساعات الجدب..
فيكون كمن زرع بذرة ونمّاها في مشتله ، ثم إذا اشتد عودها زرعها في مزرعته ،
ليجني ثمارها ولو بعد حين ..
فتلك الأجواء العبادية المحفزة ، بمثابة المشتل الذي يزرع فيه الإنسان بذور الخير ، ليستنبتها عند العودة إلى بيئته التي تتلاشى فيها تلك الأجواء المقدسة .
حميد
عاشق العراق

11 - 4 2015
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-12-2015 08:27 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
الاصطفاء الإلهي

إن السير إلى الحق المتعال يكون تارة: في ضمن أسلوب ( المجاهدة ) المستلزم للنجاح حينا وللفشل أحيانا أخرى ، ويكون تارة أخرى في ضمن ( الاصطفاء ) الإلهي أو ما يسمى بالجذب الرباني للعبد ..كما قد يشير إلى ذلك قوله تعالى: { واصطنعتك لنفسي }و { لتصنع على عيني } و { كفّلها زكريا }و { ألقيت عليك محبة مني }و { إن الله اصطفى آدم ونوحا }و { الله يجتبي إليه من يشاء }..ومن المعلوم أن وقوع العبد في دائرة الاصطفاء والجذب ، يوفّر عليه كثيرا من المعاناة والتعثر في أثناء سيره إلى الحق المتعال ، ولكن الكلام هنا في ( موجبات ) هذا الاصطفاء الإلهي الذي يعد من أغلى أسرار الوجود ..
ولاريب في أن المجاهدة المستمرة لفترة طويلة أو التضحية العظيمة ولو في فترة قصيرة ، وكذلك الالتجاء الدائم إلى الحق ، مما يرشح العبد لمرحلة الاصطفاء ..
وقد قيل : { إن الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق }.
حميد
عاشق العراق
12 - 4 2015

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-12-2015 09:09 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
العلم صورة ذهنية
ما العلم إلا انعكاس صورة معلومة معينة في الذهن ..وهذا المقدار من التفاعل ( الطبيعي ) الذي يتم في جهاز الإدراك - والذي لا يعتبر في حد نفسه أمرا مقدسا يمدح عليه صاحبه - لا يلازم القيام بالعمل على وفق ما تقتضيه المعلومة ، إلا أن ( تختمر ) المعلومة في نفس صاحبها ، لتتحول إلى إيمان راسخ يقدح الميل الشديد في النفس للجري على وفقها ..
ومن هنا علم أن بين المعلومة والعمل مسافة كبيرة ، لا تُطوى إلا بمركب الإيمان ..
وإلا فكيف نفسر إقدام المعاندين على خلاف مقتضى العقل والفطرة ، بل على ما يعلم ضرره يقيناً كأغلب المحرمات ؟! ، وقد قال الحق تعالى : { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم }..
وهنا يأتي دور المولى الحق في تحبيب الإيمان في الصدور وتزيينه فيها ، ليمنح العلم النظري ( القدرة ) على تحريك العبد نحو ما علم نفعه ، ولولا هذه العناية الإلهية لبقي العلم عقيما لا ثمرة له ، بل كان وبالا على صاحبه.
حميد
عاشق العراق

12 - 4 2015
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-12-2015 09:44 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
الاستقامة مع المعاشرة
إن مَثَل من يرى في نفسه الاستقامة الخلقية - وهو في حالة العزلة عن الخلق - كمَثَل المرأة الجميلة المستورة في بيتها ، فلا يُعلم مدى ( استقامتها ) وعفافها ، إلا بعد خروجها إلى مواطن ( الانزلاق ) ..
وكذلك النفس فإن قدرتها على الاستقامة في طريق الهدى ، والتفوّق على مقتضى الشهوات ، يُعلم من خلال ( التحديات ) المستمرة بين دواعي الغريزة ، ومقتضى إرادة المولى عز ذكره ..
ولا ينبغي للعبد أن يغـترّ بما فيه من حالات السكينة والطمأنينة وهو في حالة العزلة عن الخلق ، إذ أن معاشرة الخلق تكشف دفائن الصفات التي أخفاها صاحبها ، أو خفيت عليه في حال عزلته.
حميد
عاشق العراق
12 - 4 2015


http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


الساعة الآن 12:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team