![]() |
الاستاذة اية احمد
الاستاذ ياسر علي تقولين بخصوص قصة الاستاذ ياسر " لكن ما قصدته تحديدا هو الإغراق في الأدبية، وذلك صراحة صعب على الطفل، بل هو صعب حتى على العامة من الكبار، لأن الأدب وكما تعلم هو موجه للنخبة وليس للعامة، لذا نجد حتى الكبار من عامة الناس يفضلون الروايات والقصص ذات الأحداث، ويستثقلون تلك التي تعتمد كثيرا على الوصف والتعمق في اللغة الشعرية. فكذلك الطفل، إنه لا يزال في مرحلة الاكتساب و ربما لم تظهر موهبته الأدبية بعد، وحتى لو ظهرت عامة ما نجد هذا النوع من الأطفال يتجاسرون على كتب الكبار ليقرؤوها دون ملل. - حتما النص الذي يشتمل سرد لاحداث تتابع ويدعم بعضا بعضا اسهل على العقل واكثر جاذبية وربما هو الافضل، وانا اتفق معكِ في هذا الطرح وربما ان هذه هي تحديدا ملاحظتي حول الجزء الاول من النص. حبذا لو يتم الابقاء على اللغة الشعرية ولكن ضمن سياق سردي لاحداث تتابع وتساند بعضها بعضا. ا و ان يتم اختصار السرد واستبداله باحداث درامية او حوارية ولا بد من اتقان بناء الشخصية وبحيث تكون الشخصيات وكأنهم ناس حقيقيون يسكونون بينا. |
|
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
شكرا جزيلاااااااا لكم وأعتذر وبشدة كنت قد وعدتكم أن أكتب أول قصة في سلسلة ( من حكايات جدتي ) منذ أيام لكن أول قصة للأسف نهايتها مفقودة :confused: هي قصة من التراث القديم بعنوان ( عديديسة ) لكن انتظر ريثما أجد أحد الطاعنين في السن ليخبرني نهايتها . سأفكر بغيرها من القصص وأدرجها بأسرع وقت ممكن ان شاء الله . مودتي لكم جميعا . |
روعة وجمال وبوركتم وبوركت أفكاركم وطروحاتكم الخيرة.
|
اقتباس:
|
القنفذ والأسد
زعموا أن رجلا جاء على بغلته البيضاء المنقطة ببقع بنية مختلفة الأحجام ، لابسا جلبابه الرمادي المزخرف بخطوط عمودية تتناوب ألوانها البيضاء والسوداء ، يظهر سرواله الفضفاض الواسع الذي تشد أزرار طرفيه تحت الركبة فتجلت ساقان لفحتهما أشعة الشمس و اعتلتهما سمرة خافتة ، ينتعل بلغتين صفراوين ، ويشد رأسه الأصلع بعمامة زرقاء يلف بها وجهه اتقاء الشمس و غبار السفر ، أوقف دابته عندما سمع أنينا صادرا من كيس صوفي أسود ، صوبت البغلة أذنيها نحو الكيس الأسود أتبعتها زفرة قوية فتوجهت أذناها نحو الخلف مستديرة مرسلة ركلات جهة الكيس ، لكن صاحبها لجم ثورتها مترجلا ، ثم ربطها بشجرة بعيدة وتوجه نحو مصدر الأنين . سل خنجره من غمده المشدود بحزامه ، بحركة سريعة مزق بشفرته الحادة حبالا كانت تلف الكيس كما تلف خيوط العنكبوث ذبابة علقت بشبكتها ، تحرك الكيس فجأة ليفصح عن ساكنه كما تخرج القبور أثقالها يوم الحشر ، وقف الأسد منسلا من الكيس كما تنسل الثعابين من قشرتها ، هز جسده هزا شديدا و مد أطرافه كما يمد الصبي يديه ورجليه وهو يطرد بقايا النوم صباحا ، زأر زيرا أرعب قنفذا جاء يركب دجاجته متوجها إلى السوق ، فقال للرجل : " هكذا أنتم بعضكم يؤذي وبعضكم يبلسم ، بعضكم يذنب والآخر يكفر ، تعلنون الحرب ثم ترسلون من ينشر السلام ، لا ثم لا ، أنت غدائي وبغلتك عشائي ، فرد عيه الرجل : " سيدي الأسد ، لا علاقة لي مع من سجنك وعذبك وأعلن عليك الحرب " . فقال الأسد بزهو و جبروت : " أنا ملك الغابة ، والقول قولي والرأي رأيي ، من أعطاك حق الكلام ، من هذا الذي يتكلم ويدافع ، إمعة من الإنس ، تريد مجادلة ملك الغابة ". قدم القنفذ تحية إجلال وأومأ إيماءة الإكبار لملكه و قلبه تتزاحم دقاته و قاقت الدجاجة مقدمة آيات الولاء ، فقال القنفذ :"بعد إذنك سيدي ماذا يفعل هذا العدو هنا ، هيا سيدي لقنه درسا لا ينسى ، فهم أعداء الغابة ، يقطعون أشجارها ويصطادون طيورها ويعبثون بخيراتها ، هؤلاء مجرمون أجرموا ودنسوا رحابنا و دجنوا فصائلنا ، أرأيت بغله سيدي ، لم يقدم لك الولاء ..." ، انتشى الأسد بتملق القنفذ و اطمأنت نفسه بإنزال حكمه العادل على الآدمي ، أمام مرآى و مسمع شاهدين عدلين ينقلان لكل الرعية هذا المشهد وهو يقول : " أنتم تعلمون يا رعيتي ، أني عادل ، لا آخذ أحدا بجريرة أحد ، فهذا الرجل وفصيله من أدخلوني هذا الكيس ، و كنت سأموت هنا لولا مشيئة القدر ، فأرسلوا هذا الغبي وهم يظنون أنهم سيتقون شري بفعلتهم ، وربما ما جاء إلا ليتأكد من موتي أو أراد أن يذبحني بخنجره ، أرأيتم إنه جاء مسلحا ؟ و يريد أن يسلخ جلدي ليصنع منه ألبسة وزينة يتزينون بها ، وربما جعلوا من جلدي غشاء طبل يتراقصون على إيقاعته " فقال القنفذ ، " أصحيح سيدي أن هذا الكيس الصغير يستطيع أن يحتوي جسمك الكبير؟ " غضب الأسد من هذا التحدي وهو يقول : " أتظنني أكذب أيها الضئيل ؟ " فارتعب القنفذ وارتعشت ساقا الدجاجة ، وهو يردد : " عفوا سيدي ليس هذا ما أقصد ، فقط أريد أن يطمئن قلبي لحكمك العادل ." فما كان من الأسد إلا أن استجاب للقنفذ حماية لسمعة عدالته فقال : " تلزمونني الحجة ، أنا الأسد العادل ، أنا لا يظلم عندي أحد قط ، فانظر أيها القنفذ ، هذا الكيس كبير وإن بدا لك صغيرا ." رجع الأسد إلى زنزانته الضيقة محاولا التكوم لكن أطرافه ماتزال ظاهرة ففسر الأمر للقنفذ ،:" لف الحبال و سترى بعينك أن الكيس يسعني " طلب القنفذ من الرجل مساعدته على لم جسد الأسد داخل الكيس وإحكام عقد الحبال وخياطته باحكام فقال له :" ماذا تنتظر اغرس خنجرك في جسده و اغتنم الفرصة ، فلولا مجيئي في الوقت الحاسم لكنت في عداد الأموات " انهال الرجل على الأسد بهراوته وطعنات خنجره حتى هدأت حركته ، فقال للقنفذ ، أعجبتني حيلتك وحكمتك ، لكن الذي راق لي أكثر هو منظرك ومظهرك ، فلي طلب أتمنى أن لا ترفضه ، دجاجتك السمينة وجبة شهية لي ولعيالي ، وأنت لعبة جميلة لأبنائي " لم يبد القنفذ قلقه للرجل بل أجابه بجدية :" أحب كل ما دعوتني لأجله لكن عندي صغاري ، ألاتحب أن يكون لكل طفل من أبنائك لعبة . فرد الرجل : " حسنا هذا أفضل " ركب الرجل على بغلته والقنفذ على دجاجته و اتجها نحو جحر غائر فقال القنفذ عندما استقر في المغارة :" احذر أن يفوتك واحد من صغاري فهم أشقياء هيا استعد " ابتعدت الدجاجة عن مدخل الغار وجاء الرجل يحرس باب المغارة الصغيرة ، والقنفذ كرة شوكية تتدحرج في الظلام وتلسع أشواكها ثعابين سامة تستظل في المغارة فهرعت هاربة فوجدت بالباب الرجل فلذغته وهي تواصل سعيها إلى بر الأمان ، خرج القنفذ وهو يقول :" اتق شر من أحسنت إليه . " هذه الحكاية من حكايات الموروث الشعبي . |
اقتباس:
أنا أكتب و أقرأ أمَّا النَّقد فتركته للأستاذ أيوب و الأستاذة آية فلا أظن بأني حالياً من أهله |
[COLOR="Sienna"]
|
تحية أختي
شخصيا أعجبتني إبداعاتك بل أعتبرها رمزا للتجديد وطريقة مثلى لتقديم القيم والإعتزاز بالأعلام ، للإشارة في ثراثنا الشعبي الغنائي والموسيقي كان بعض الفاعلين فيه يغنون أناشيد تحتوي القيم و يعرفون بحياة الأعلام وكان فضلهم كبيرا في تعرف الناس على ثقافتهم ورموزها ، بل كانت لهم شعبية كبيرة ، ومتابعة مستمرة لأشرطتهم . أظن الطفل في حاجة ماسة إلى مثل هذه القصص التي تحمل طابع التثقيف و توسيع المدارك ، وفي نفس الوقت تحمل روح الإنشاد وتربية الذوق ، وفي الوقت ذاته تزرع القيم النبيلة التي أتى بها ديننا الحنيف . وشكرا لك على مجهوداتك القيمة . |
اقتباس:
|
الساعة الآن 08:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.