![]() |
كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ !( أبو فراس الحمداني ) كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِ سَطْرُ كأننا ، لمَّا استتبَّ العبرُ، أسرة ُ " موسى " يومَ شقَّ البحرُ |
كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ ( أبو فراس الحمداني ) كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟ الحبُّ آمرهُ ، والصونُ زاجرهُ ، وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ فللعفافِ ، وللتقوى مآزرهُ وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً، وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ ، وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟ منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره ُ يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به فالصبرُ خاذلهُ ، والدمعُ ناصرهُ إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ ، يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ ما أنسَ لا أنسَ ، يومَ البينِ ، موقفنا والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ و قولها ، ودموعُ العينِ واكفة ٌ : هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ هلْ أنتِ ، يا رفقة َ العشاقِ ، مخبرتي عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ ؟ وَهَلْ رَأيتِ، أمَامَ الحَيّ، جَارِيَة ً كالجُؤذَرِ الفَرْدِ، تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟ و أنتَ ، يا راكباً ، يزجي مطيتهُ يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً، أوْ يَباكِرُهُ إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ : هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟ ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جارية ً في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ ؟ يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ، و الحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ، لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ ، أأنتَ عاذلهُ ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ ؟ و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ ، و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ وداً ، تمكنَ في قلبي يجاورهُ ؟ و أنني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ ، وَصَحّ بَاطِنُهُ، مِنهُ، وَظَاهِرُهُ؟ وَمَا أخُوكَ الذي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ، لكنْ أخوكَ الذي تصفو ضمائرهُ و أنني واصلٌ منْ أنتَ واصلهُ ، و أنني هاجرٌ منْ أنتَ هاجرهُ و لستُ واجدَ شيءٍ أنتَ عادمهُ ، وَلَسْتُ غَائِبَ شَيْءٍ أنْتَ حَاضِرُهُ وافى كتابكَ ، مطويا على نزهٍ ، يَحَارُ سَامِعُهُ فِيهِ، وَنَاظِرُهُ فالعينُ ترتعُ فيما خطَّ كاتبهُ ، و السمعُ ينعمُ فيما قالَ شاعرهُ فإنْ وقفتُ ، أمامَ الحيِّ أنشدهُ ، ودَّ الخرائدُ لوْ تقنى جواهرهُ " أبا الحصينِ " وخيرُ القولِ أصدقهُ ، أنتَ الصديقُ الذي طابتْ مخابرهُ لَوْلا اعْتِذَارُ أخِلاّئي بِكَ انصَرَفوا بِوَجْه خَزْيَانَ لمْ تُقْبَلْ مَعَاذِرُهُ أين الخَلِيلُ الذي يُرضِيكَ بَاطِنُهُ، معَ الخطوبِ ، كما يرضيكَ ظاهرهُ ؟ أمّا الكِتَابُ، فَإني لَسْتُ أقْرَؤهُ إلاّ تَبَادَرَ مِنْ دَمْعي بَوَادِرُهُ يجري الجمانُ ، كما يجري الجمانُ بهِ ، وَيَنْشُرُ الدّرَّ، فَوْقَ الدّرّ، نَاثِرُهُ أنَا الذي لا يُصِيبُ الدّهرُ عِتْرَتَهُ، ولا يبيتُ على خوفٍ مجاورهُ يُمْسِي وَكُلّ بِلادٍ حَلّهَا وَطَنٌ، وكلُّ قومٍ ، غدا فيهمْ ، عشائرهُ و ما تمدُّ لهُ الأطنابُ في بلدٍ ، إلاّ تَضَعْضَعَ بَادِيهِ وَحَاضِرُهُ ليَ التخيرُ ، مشتطاً ومنتصفاً ، وللأفاضلِ ، بعدي ، ما أغادرهُ زاكي الأصولِ ، كريمُ النبعتينِ ؛ ومنْ زَكَتْ أوَائِلُهُ طَابَتْ أوَاخِرُهُ فمنْ " سعيدِ بنَ حمدانٍ " ولادتهُ ، و منْ " عليِّ بنِ عبدِ اللهِ " سائرهُ ! ألقَائِلُ، الفَاعِلُ، المَأمُونُ نَبوَتُهُ والسيدُ الأيدُ ، الميمونُ طائرهُ بَنى لَنَا العِزَّ، مَرْفُوعا دَعَائِمُهُ، وشَّيدَ المجدَ ، مشتدا ً مرائرهُ فَمَا فَضَائِلُنَا إلاّ فَضَائِلُهُ، وَلا مَفَاخِرُنَا إلاّ مَفَاخِرُهُ لقدْ فقدتُ أبي ، طفلاً ، فكانَ أبي ، منَ الرجالِ ، كريمُ العودِ ، ناضرهُ فهوَ ابنُ عمي دنيا ، حينَ أنسبهُ لَكِنّهُ ليَ مَوْلى ً لا أُنَاكِرُهُ ما زالَ لي نجوة ً، مما أحاذرهُ ، لاَ زالَ ، في نجوة ٍ ، مما يحاذرهُ مِنْهُ، وَعُمّرَ للإسْلاَمِ عَامِرُهُ وَقَد سَمَحتُ غَداة َ البَيْنِ، مُبتَدِئاً مِنَ الجَوَابِ، بوَعدٍ أنتَ ذاكِرُهُ بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ، من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ |
لأيكممُ أذكرُ ؟ ( أبو فراس الحمداني ) لأيكممُ أذكرُ ؟ وَفي أيّكُمْ أفْكِرُ؟ و كمْ لي على بلدتي ، بُكَاءٌ وَمُسْتَعْبَرُ؟ فَفي حَلَبٍ عُدّتي، وَعِزّيَ، وَالمَفْخَرُ وفي " منبجَ " ، منْ رضا هُ، أنْفَسُ مَا أذْخَرُ وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَة ٌ، بهَا يُكْرَمُ المَحْشَرُ وَأصْبِيَة ٌ، كَالفِرَاخِ، أكْبَرُهُمْ أصْغَرُ وَقَوْمٌ ألِفْنَاهُمُ، و غصنُ الصبا أخضرُ يخيلُ لي أمرهمْ كأنهمُ حضَّرُ فَحُزْنيَ لا يَنْقَضِي، و دمعي ما يفترُ و ما هذهِ أدمعي ، وَلا ذَا الّذي أُضْمِرُ وَلَكِنْ أُدارِي الدّمُوعَ، وأسْتُرُ مَا أسْتُرُ مخافة َ قولِ الوشا ة ِ، مِثْلُك لا يَصْبِرُ أيا غفلتا ، كيفَ لا أرجي الذي أحذرُ ؟ و ماذا القنوطُ الذي أراهُ فَأسْتَشْعِرُ؟ أمَا مَنْ بَلاني بِهِ، على كشفهِ أقدرُ ؟ بلى َ ، إنَّ لي سيداً مواهبهُ أكثرُ وإني غَزيرُ الذّنُوبِ، و إحسانهُ أغزرُ بِذَنْبِيَ أوْرَدْتَني، وَمِنْ فَضْلِك المَصْدرُ |
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ" ( أبو فراس الحمداني ) لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ" فإنَّ لها عندي يداً لا أضيعها أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها ، إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَ ربوعها أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَ رحلة ٍ تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها ؟ فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌ نِزَاعُه، وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌ نُزوعُهَا لحَى الله قَلْباً لا يَهِيم صَبَابَة ً إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُ دُمُوعُهَا |
لا تطلبنَّ دنوَّ دا ( أبو فراس الحمداني ) لا تطلبنَّ دنوَّ دا رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْ مُعَاشِرْ أبقى لأسبابِ المودَّ ة ِ أنْ تَزورَ وَلا تُجَاوِرْ |
لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ ( أبو فراس الحمداني ) لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ بِالْـ ـلَحَظَاتِ فَاتِرَة ُ الجُفُونِ فمصارعُ العشاقِ ما بَينَ الفُتُورِ إلى الفُتُونِ اصْبِرْ! فَمِنْ سُنَنِ الهَوَى صبرُ الظنينِ على الظنينِ |
لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ ( أبو فراس الحمداني ) لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُ بِمَشِيبِ و بتنا كغصني بانة ٍ عابثتهما إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍ وَجَنُوبِ بحالٍ تردُّ الحاسدينَ بغيظهمْ و تطرفُ عنا عينَ كلِّ رقيبِ إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِ كَأنّهُ مَبَادِي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضِيبِ فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ، و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَ حبيبِ |
لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ ( أبو فراس الحمداني ) لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌ يحلهُ وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَى لي بمَوْعِدٍ و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ ! ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِ مذهبٍ تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَ يُحِلّهُ! |
لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ، ( أبو فراس الحمداني ) لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ، اعْتِدَاءً، وَلَسْتُ بالمُسْتَضَامِ أبذلُ الحقَّ للخصومِ ، إذا ما عَجَزَتْ عَنْهُ قُدْرَة ُ الحُكّامِ لا تَخَطّى إلى المَظَالِمِ كَفّي، حَذَراً مِنْ أصَابِعِ الأيْتَامِ |
لطيرتي بالصداعِ نالتْ ( أبو فراس الحمداني ) لطيرتي بالصداعِ نالتْ فوقَ منالِ الصداعِ مني و جدتُ فيهِ اتفاقَ سوءٍ صدعني مثلُ صدَّ عني |
الساعة الآن 03:19 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.