.... الأَكْلُ سَلَجَانٌ والقَضَاءُ لَيَّانٌ .... السَّلْجُ : البَلْعُ ، يقال سَلَجْتُ اللقمة أي بَلَعْتُها . والليَّان : المدافعة ، وكذلك الَّليُّ ومنه " ليُّ الوَاجِدِ ظلم " ولم يجئ من المصادر شيء على فَعْلَان بالتسكين إلا الَّليَّان والشَّنآن . يضرب لمن يأخذ مال الناس فيسهل عليه ، فإذا طولب بالقضاء دافع وصَعُبَ عليه ، ومثلُه : |
.... الأَخْذُ سُرَّيْطٌ والقَضَاءُ ضُرَّيْطٌ .... ويروى سُرَّيْطَى وضُرَّيْطَى ، والمعنى واحد ، أي إذا أخذ المال سَرَطَ وإذا طولب أضرط بصاحبه . |
.... آخِرُهَا أَقَلُّهَا شُرْبَاً .... أصله في سَقْي الإبل . يقول : إن المتأخر عن الورود ربما جاء وقد مضى الناس بِعِفْوَةِ * الماء ، وربما وافق منه نفاداً ، فكن في أول من يُورد ؛ فليس تأخير الورد إلا من العجز والذل ، قال النجاشيّ أَحَدُ بني الحرث بن كعب يذمُّ قوماً : ولا يَردُونَ المـاءَ إلا عشيةً إذا صَدَرَ الوُرَّادُ عن كلِّ مَنْهلِ * عفوة كل شيء : صفوته . |
.... أَكَلَ عَلَيْهِ الدَّهْرُ وَشَرِبَ .... يضرب لمن طال عمره ، يريدون أكلَ وشربَ دهراً طويلاً ، وقال : كم رأينا من أناسٍ قَبْلَنَا شربَ الدهْرُ عَلَيْهِمْ وأَكَلْ |
.... أَبَى الحَقِيْنُ العِذْرَةَ .... الحقين : اللبن المَحْقُون , والعِذْرة : العُذْر . قال أبو زيد : أصله أن رجلاً ضاف قوماً فاستسقاهم لبناً وعندهم لبن قد حَقَنوه في وَطْب ، فاعتلّوا عليه واعتذروا ، فقال : أبى الحقين قبول العذر، أي أنه يُكَذِّبهم . |
.... أتَاكَ رَيَّانُ بِلَبَنِهِ .... يضرب لمن يعطيك ما فضل منه استغناءً ، لا كرماً ، لكثرة ما عنده . |
.... أَثَرُ الصِّرَارِ يَأْتِي دُونَ الذِّيَارِ .... الصِّرار : خيط يُشَدُّ فوق الخِلْفِ والتودية لئلا يرضع الفصيل ، والذِّيار : بعر رَطْب يلطخ به أطْبَاء الناقة لئلا يرتضعها الفصيل أيضاً ، فإذا جعل الذِّيار على الخِلْف ثم شدّ عليه الصِّرار فربما قطع الخِلْف . يضرب هذا في موضع قولهم " بلغ الحِزَامُ الطُّبْيَيْن " يعني تجاوز الأمر حدّه . |
.... أنَا مِنْهُ كَحَاقِنِ الإِهَالَةِ .... يقال للشحم والوَدَك المُذَاب : الإهالة ، وليس يحقنها إلا الحاذق بها ، يحقنها حتى يعلم أنها قد بَرَدَتْ لئلا تحرق السقاء . يضرب للحاذق بالأمر . |
.... إنَّهُ لَيَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ .... ويروى " من حيث تؤكل الكتف " يضرب للرجل الداهي . قال بعضهم : تؤكل الكتف من أسفلها ، ومن أعلى يشق عليك ، ويقولون : تجري المَرَقَةُ بين لحم الكتف والعظم ، فإذا أخذتها من أعلى جَرَتْ عليك المرقة وانصبَّت ، وإذا أخذتها من أسفلها انْقَشَرَتْ عن عظمها وبقيت المرقة مكانَهَا ثابِتَةً . |
.... آكُلُ لَحْمِي ولَا أَدَعُهُ لآكِلٍ .... أول من قال ذلك العّيَّار بن عبد الله الضبيّ ثم أحد بني السِّيد بن مالك ابن بكر بن سَعْد بن ضبة ، وكان من حديثه فيما ذكر المفضل ، أن العَيَّار وَفَد هو وحُبَيْش بن دُلْف وضِرَار بن عَمْرو الضَّبْيَّانِ على النعمان ، فأكرمهم وأجرى عليهم نُزُلاً ، وكان العيار رجلاً بطالاً يقول الشعر ويضحك الملوك ، وكان قد قال : لا أذْبَحُ النازيَ الشَّبوب ولا أسْلَخُ يومَ المُقَامـة العُنُقَا وكان منزلهم واحداً ، وكان النعمان بادياً فأرسل إليهم بجُزُرٍ فيهن تيس فأكلوهن غير التيس ، فقال ضِرار للعَيَّار وهو أحدثهم سناً : إنه ليس عندنا من يسلخ هذا التيس فلو ذبحته وسلخته وكفيتنا ذلك ، قال العيار : ما أبالي أن أفعل ، فذبح التيس وسَلَخه ، فانطلق ضرار إلى النعمان فقال : أبيت اللعن ! إن العيار يسلخ تيساً ، قال : أبعد ما قال ؟ قال : نعم ، فأرسل إليه النعمان فوجَده الرسولُ يسلخ تيساً فأتى به ، فقال له : أين قولك * لا أذبح النازي الشبوب * ؟ وأنشده البيت ، فخجِل العَيَّار ، وضحك النعمان منه ساعة ، وعَرَفَ العيار أن ضِراراً هو الذي أخبر النعمان بما صنع ، وكان النعمان يجلس بالهاجرة في ظل سُرَادقه ، وكان كسا ضراراً حلةً من حُلَلِه ، وكان ضرار شيخاً أعرج بادناً كثير اللحم ، قال : فسكت العيار حتى كانت ساعة النعمان التي يجلس فيها في ظلِّ سُرَادقه ويؤتى بطعامه عمد العيار إلى حُلَّة ضرار فلبسها ، ثم خرج يتعارج حتى إذا كان بحيال النعمان كشف عنه فخرئ ، فقال النعمان : ما لضرار قاتله الله لا يَهَابني عند طعامي ؟ فغضب على ضرار ، فحلف ضرار ما فعل ، قال : ولكني أرى أن العَيَّار فعل هذا من أجل أني ذكرت سَلْخه التيسَ ، فوقع بينهما كلام حتى تشاتما عند النعمان ، فلما كان بعد ذلك ووقع بين ضرار وبين أبي مَرْحَبٍ أخي بني يَرْبُوع ما وقع تناول أبو مَرْحَب ضراراً عند النعمان والعيار شاهد ، فشتم العيار أبا مرحب وزجَره ، فقال النعمان : أتشتم أبا مَرْحَب في ضرار وقد سمعتك تقول له شراً مما قال له أبو مرحب ، فقال العيار : أبيت اللعن وأسعدك إلهك ، آكل لحمي ولا أدعه لآكل ، فأرسلها مثلاً ، فقال النعمان : لا يملك مَوْلَى لمولى نصراً ، فأرسلها مثلاً . |
الساعة الآن 01:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.