|
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مِنْهَا مَا قَطَعَ البَطْحَاءَ ....
قوله "منها" أي من الإبل ، والبطحاء : تأنيث الأبْطَح ، وهو مَسِيل فيه دُقَاق الحصى ، والجمع بِطَاح ، على غير قياس ، أي خذ منها ما كان قوياً . يضرب في الاستعانة بأولِي القوة . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَذِ الأَمْرَ بِقَوَابِلِهِ ....
أي بِمُقَدِّمَاتِهِ ، يعني دَبِّرْه قبل أن يفوتك تدبيرُه ، والباء بمعنى في ، أي فيما يستقبلك منه ، يقال : قَبَلَ الشيءُ وأقبل . يضرب في الأمر باستقبال الأمور. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مَا طَفَّ لَكَ واسْتَطَفَّ ....
وأطَفُّ أيضاً ، يقال : طفَّ الشيءُ يَطِفُّ طُفُوفاً ، إذا ارتفع وقَلَّ ، ويقال أيضاً : |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذْ مَا دَفَّ واسْتَدَفَّ ....
قال أبو زيد : أي ما تَهَيَّأَ . يضرب في قَنَاعة الرجل ببعض حاجته . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَشِّ ذُؤَالَةَ بِالحِبَالَةِ ....
ذُؤَالَة : اسم للذئب ، اشتُقَّ من الذَّأَلَان ، وهو مَشْي خفيف . يضرب لمن لا يبالي تهدده : أي توَعَّدْ غيري فإني أعرفك . وقال أبو عبيدة : إنما يقول هذا مَنْ يأمر بالتبريق والإيعاد ، قال الشاعر* : لي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَهْ ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَى إِبَالَهْ فَلَأَحْشَأنَّكَ مِشْقَصَاً أَوْسَاً أوَيْسَ مِنَ الهَبَالَةْ * هو أسماء بن خارجة ، والضغث - بكسر الضاد - أصله قبضة من الحشيش مختلطة الرطب واليابس ، والإبالة : الحزمة من الحطب وأصل بائها مشددة ، وقد خففها الشاعر ، وأحشأنَّك : أدخل في حشاك والمشقص - بزنة منبر - ما طال وعرض من النصال ، وأوسا : أي عوضاً وبدلاً ، وأويس : مصغر أوس ، وهو منادى ، والهبالة : اسم ناقة الشاعر التي كان الذئب يريد أكلها . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَالِفْ تذْكَرْ ....
قال المفضل بن سلمة : أول من قال ذلك الحُطَيئة ، وكان وَرَد الكوفة فلقي رجلاً فقال : دُلَّني على أفتى المصر نائلاً ، قال : عليك بِعُتَيْبَةَ بن النَّهَّاس العِجْلي ، فمضى نحو داره ، فصادفه ، فقال: أنت عتيبة ؟ قال : لا ، قال : فأنت عَتَّاب ؟ قال : لا ، قال : إن اسمك لشَبِيه بذلك ، قال : أنا عتيبة فمن أنت ؟ قال : أنا جَرْوَل ، قال : ومن جَرْوَلُ ؟ قال : أبو مُلَيكة ، قال : والله ما ازْدَدْتُ إلا عَمىً ، قال : أنا الحُطَيْئة ، قال : مرحَباً بك ، قال الحُطيْئة فحدِّثْنِي عن أشعر الناس مَنْ هو ؟ قال : أنت ، قال الحطيئة : خَالِفْ تُذْكَرْ ، بل أشعر مني الذي يقول : ومَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِن دونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ ، وَمَنْ لَا يَتَّقِ الشّتْمَ يُشْتَمِ ومَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ على قومِهِ يُسْتَغْنَ عنهُ ويُذْمَمِ قال : صدقت ، فما حاجتك؟ قال : ثيابك هذه فإنها قد أعجبتني ، وكان عليه مُطْرَف خزٍّ وجُبة خز وعمامة خز ، فدعا بثيابٍ فلبسها ودفع ثيابه إليه ، ثم قال له : ما حاجتك أيضاً ؟ قال : مِيرَةُ أهلي من حَبٍّ وتمرٍ وكسوةٍ ، فدعا عَوْناً له فأمره أن يَمِيرَهم وأن يكسو أهله ، فقال الحطيئة : العَوْدُ أَحْمَدُ ثم خرج من عنده وهو يقول : سُئِلْتَ فلَمْ تَبْخَلْ ولَمْ تُعْطِ طَائِلاً فسِيَّانِ لا ذَمٌّ عَلَيْكَ وَلَا حَمْدُ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَطْبٌ يَسِيْرٌ فِي خَطْبٍ كَبِيرٍ .... قاله قَصير بن سَعْد اللَّخْمِي لِجَذيمة بن مالك ابن نَصْر الذي يقال له : جَذِيمة الأبرش ، وجذيمة الوَضَّاح ، والعرب تقول للذي به البَرَصُ : به وَضَح ، تفادياً من ذكر البرص . وكان جذيمة مَلِكَ ما على شاطئ الفرات ، وكانت الزبَّاء ملكةَ الجزيرة ، وكانت من أهل باجِرمى * وتتكلم بالعربية ، وكان جَذِيمة قد وتَرها بقتل أبيها ، فلما استجمع أمرُها ، وانتظم شمل ملكها ، أحَبَّتْ أن تغزو جَذيمة ، ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد مُلْكَ النساء إلا قُبْحَاً في السَّمَاع ، وضَعْفاً في السلطان ، وأنها لم تجد لملكها موضعاً ، ولا لنفسها كفؤاً غيرك ، فأقْبِلْ إليَّ لأجْمَعَ ملكي إلى ملكك ، وأصِلَ بلادي ببلادك ، وتقلد أمري مع أمرك ، تريد بذلك الغَدْر . فلما أتى كتابُهَا جذيمةَ ، وقدم عليه رسُلُها ، استخفّه ما دَعَتْه إليه ، ورَغِبَ فيما أطمعته فيه ، فجمع أهلَ الحِجا والرأيِ من ثقاته ، وهو يومئذ ببَقَّةَ من شاطئ الفرات ، فعرض عليهم ما دعته إليه ، وعرضت عليه ؛ فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها ، وكان فيهم قَصير ، وكان أرِيباً حازماً أثيراً عند جَذيمة ، فخالفهم فيما أشاروا به ، وقال : رأي فاتر ، وغَدْر حاضر ، فذهبت كلمته مثلاً ، ثم قال لجذيمة : الرأيُ أن تكتب إليها ، فإن كانت صادقةً في قولها فَلْتُقْبِلْ إليك ، وإلَّا لم تمكنها من نفسك ، ولِمَ تَقَعْ في حِبَالتها وقد وَتَرْتَهَا وقتلتَ أباها ، فلم يوافق جذيمة ما أشار به ، فقال قَصير : إنّي امْرُؤٌ لا يُمِيلُ العَجْزُ تَرْوِيَتِي إذا أَتَتْ دُونَ شَيْءٍ مرة الوذمِ فقال جذيمة : لا ، ولكنك امرؤ رأيُكَ في الكِنِّ لا في الضِّحِّ ، فذهبت كلمته مثلاً ، ودعا جَذيمة عمرو بن عَدِيٍّ ابنَ أخته فاستشاره فشجَّعه على المسير ، وقال : إنّ قومي مع الزباء ، ولو قد رَأَوْكَ صاروا معك ، فأحَبَّ جذيمةُ ما قاله ، وعصى قصيراً ، فقال قصير : لا يُطَاع لقَصِيرٍ أمرٌ ، فذهبت مثلاً ، واستخلف جَذيمةُ عمرَو بن عديٍّ على ملكه وسلطانه ، وجعل عمرو بن عبد الجن معه على جنوده وخيوله ، وسار جذيمةُ في وُجُوه أصحابه ، فأخذ على شاطئ الفُرَات من الجانب الغربي ، فلما نزل دعا قصيراً فقال : ما الرأيُ يا قصير ؟ فقال قصير: ببَقَّةَ خَلَّفْتُ الرأي ، فذهبت مثلاً ، قال : وما ظنُّكَ بالزبَّاء ؟ قال : القول رداف ، والحزم عَثَرَاتُه تُخَاف ، فذهبت مثلاً، واستقبله رسُلُ الزباء بالهَدَايا والألطاف ، فقال : يا قصير كيف ترى ؟ قال : خَطْبٌ يَسِيْرٌ فِي خَطْبٍ كَبِيرٍ ، فذهبت مثلاً ، وسَتَلقاكَ الجيوشُ ، فإن سارت أمامك فالمرأة صادقةٌ ، وإن أَخَذَتْ جنبتيك وأحاطت بك من خلفك فالقومُ غادرون بك ، فارْكَبِ العَصَا فإنه لا يُشَقُّ غُبَارُهُ ، فذهبت مثلاً ، وكانت العصا فَرَساً لجذيمة لا تُجَارى ، وإني راكبُهَا ومُسَايرك عليها ، فلقيته الخيولُ والكتائب ، فحالت بينَهُ وبين العصا ، فركبها قصير ، ونظر إليه جذيمة على مَتْن العصا مُوَلِّياً فقال : وَيْلُ أمه حَزْماً على متن العَصَا ، فذهبت مثلاً ، وجَرَت به إلى غروب الشمس ، ثم نَفَقَتْ ، وقد قطعت أرضاً بعيدةً ، فبنى عليها بُرْجَاً يقال له : بُرْجُ العصا ، وقالت العرب : خَيْرٌ ما جاءت به العصا ، فذهبت مثلاً ، وسار جَذيمةُ وقد أحاطت به الخيلُ حتى دخل على الزباء ، فلما رأته تكشفت فإذا هي مَضْفُورة الإسب ، فقالت : يا جذيمة أدأب عروس ترى ؟ فذهبت مثلاً ، فقال جذيمة : بَلَغَ المَدَى ، وجَفَّ الثَّرَى ، وأَمْرَ غَدْرٍ أرى ، فذهبت مثلاً . ودعت بالسيف والنِّطْعِ ثم قالت : إنَّ دماء الملوك شِفَاءٌ من الكَلَب ، فأمرت بطَسْتٍ من ذهب قد أعَدَّته له ، وسَقَتْهُ الخمر حتى سَكِرَ وأخذت الخمر منه مأخذها ، فأمرت بِرَاهِشَيْهِ فقُطِعا ، وقَدَّمت إليه الطِّستَ وقد قيل لها : إنْ قَطَر من دمه شيءٌ في غير الطِّسْتِ طُلِبَ بدمه ، وكانت الملوك لا تُقْتَل بضرب الأعناق إلا في القتال ، تَكْرِمَةً للملك ، فلما ضعفت يَدَاه سقطَتَا ، فَقَطَر من دَمِه في غير الطست ، فقالت : لا تضيعوا دم الملك ، فقال جذيمة : دَعُوا دَمَاً ضيعه أهله ، فذهبت مثلاً . فَهَلَكَ جَذيمة ، وجعلت الزباء دمه في ربعة لها ، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم ، حتى قدم على عمرو بن عَدِيٍّ ، وهو بالحِيرَة ، فقال له قصير : أثائر أنت ؟ قال : بل ثائر سائر ، فذهبت مثلاً ، ووافق قصير الناس وقد اختلفوا ؛ فصارت طائفة مع عمرو بن عدي اللَّخمي ، وجماعة منهم مع عمرو بن عبد الجن الجَرْمي ، فاختلف بينهما قصير حتى اصطلحا ، وانْقَاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي ، فقال قصير لعمرو بن عدي : تَهَيَّأْ واستعدَّ ، ولا تُطِلَّنَّ دم خالك ، قال : وكيف لي بها وهي أمْنَعُ من عُقَاب الجو ؟ فذهبت مثلاً ، وكانت الزباء سألت كاهنةً لها عن هلاكها ، فقالت : أرى هلاكك بسبب غلام مَهِينٍ ، غير أمينٍ ، وهو عمرو بن عدي ، ولن تموتي بيده ، ولكن حَتْفَكِ بيدك ، ومن قِبَله ما يكون ذلك ، فحذِرَت عمرواً ، واتّخذت لها نَفَقَاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها ، وقالت : إن فَجَأَني أمرٌ دخلت النفق إلى حصني ، ودعت رجلاً مُصَوِّراً من أَجْود أهل بلاده تصويراً ، وأحسنهم عملاً ، فجَهَّزَتْه وأحسنت إليه ، وقالت : سِرْ حتى تُقْدم على عمرو ابن عدي متنكراً فتخلو بحَشَمه ، وتنضمّ إليهم وتُخَالطهم وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور ، ثم أثبِتْ لي عمرَو بن عدي معرفة ؛ فصَوِّرْه جالساً وقائماً وراكباً ومتفضلاً ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه ، فإذا أحكمت ذلك فأقبِلْ إلي ، فانْطَلَقَ المصور حتى قدم على عمرو بن عدي وصنع الذي أمرته به الزباء ، وبلغ من ذلك ما أوْصَتْه به ، ثم رجع إلى الزباء بعِلم ما وجَّهته له من الصورة على ما وصفت ، وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته وعلمت علمه ، فقال قصير لعمرو بن عدي : اِجْدَعْ أنْفِي ، واضرب ظَهْرِي ، ودعني وإياها ، فقال عمرو : ما أنا بفاعلٍ ، وما أنت لذلك مُسْتَحِقَاً عندي ، فقال قصير : خَلِّ عني إذن وخَلَاك ذم ، فذهبت مثلاً ، فقال له عمرو : فأنت أبْصَرُ ، فجدع قصير أنفه ، وأثر آثاراً بظهره ، فقالت العرب : لِمْكرٍ ما جَدَعَ قصيرٌ أنفه ، وفي ذلك يقول المتلمس : وفِي طَلَبِ الأَوْتَارِ ما حَزَّ أَنْفَهُ قَصِير ، ورَامَ المَوْتَ بالسيف بَيْهَسُ ثم خرج قصير كأنه هارب ، وأظهر أن عمرواً فعل ذلك به ، وأنه زَعَمَ أنه مَكَر بخاله جَذِيمة وغَرَّه من الزباء ؛ فسار قصير حتى قدم على الزباء ، فقيل لها : إنَّ قَصيراً بالباب ، فأمرت به فأدخل عليها ، فإذا أنفُهُ قد جُدِعَ وظهره قد ضرب ، فقالت : ما الذي أرى بك يا قصير ؟ قال : زعم عمرو أني قد غررت خاله ، وزينت له المَصِيرَ إليك ، وغَشَشته ، ومالأتُكِ ففعل بي ما تَرَيْنَ ، فأقبلت إليك وعرفْتُ أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك ، فأكرمَتْهُ وأصابَتْ عنده من الحزم والرأي ما أرادت ، فلما عرف أنها استرسلت إليه وَوَثِقَتْ به قال : إن لي بالعراق أموالاً كثيرة ، وطَرَائِفَ وثياباً وعِطْراً ، فابعثيني إلى العراق لأحملَ مالي ، وأحملَ إليك من بُزُورها وطَرَائِفها وثيابها وطِيبها ، وتُصِيبِينَ في ذلك أرباحاً عِظاماً ، وبعضَ ما لا غنى للملوك عنه ، وكان أكثر ما يطرفها من التمر الصَّرَفان ، وكان يُعْجِبُها ، فلم يزل يُزَيِّنُ ذلك حتى أذنت له ، ودفعت إليه أموالاً، وجَهَّزَت معه عَبيداً ، فسار قصير بما دفعت إليه ، حتّى قَدِمَ العراق وأتى الحِيرَة متنكراً ، فدخل على عمرو فأخبره الخَبَر وقال : جَهِّزْنِي بصُنوف البز والأمتعة لعل الله يمكن من الزباء ، فتصيبَ ثأرك ، وتقتلَ عدوك ، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء ، فأعجبها ما رأت وسَرَّها ، وازدادت به ثِقَةً ، وجَهّزته ثانيةً ، فسار حتى قدم على عمرو فجَهَّزه وعاد إليها ، ثم عاد الثالثة وقال لعمرو : اجْمَعْ لي ثقات أصحابك ، وهَيِّءِ الغرائر والمُسُوحَ واحْمِلْ كلَّ رجلين على بعير في غرارتين ، فإذا دخلوا مدينة الزباء أَقَمْتُكَ على باب نَفَقِها ، وخَرَجَتِ الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة ، فمن قاتلهم قتلوه ، وإن أقبلتِ الزباءُ تُرِيدُ النفَق جَلَّلْتَهَا بالسيف ، ففعل عمرو ذلك ، وحمل الرجالَ في الغرائر بالسلاح ، وسار يَكْمُنُ النهارَ ويسير الليلَ ، فلما صار قريباً من مدينتها تقدَّمَ قَصِيرُ فبشَّرَها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف ، وقال لها : آخِرُ البَزِّ على القَلُوص ، فأرسلها مثلاً ، وسألها أن تخرج فتنظر إلى ما جاء به ، وقال لها : جِئْتُ بما صَاءَ وصَمَت ، فذهبت مثلاً ، ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبلَ تكاد قوائمُهَا تَسُوخُ في الأرض من ثقل أحمالها ، فقالت : يا قصير : ما لِلْجِمَالِ مَشْيُها وَئِيدَاً أَجَنْدَلَاً يَحْمِلْنَ أَمْ حَدِيدا أَمْ صَرَفَانَا تَارِزا شَدِيدا فقال قصير في نفسه : بلِ الرِّجَالُ قُبَّضَاً قُعُوداً فدخلتِ الإبلُ المدينةَ حتى كان أخرها بعيراً مَرَّ على بواب المدينة وكان بيده مِنْخَسَةً ، فَنَخَسَ بها الغَرَارة فأصابت خاصِرَةَ الرجلِ الذي فيها ، فَضَرَطَ ، فقال البواب بالرومية : بشنب ساقاً يقول : شَرٌّ في الْجُوالِقِ ، فأرسلها مثلاً ، فلمّا توسَّطت الإبل المدينة أُنِيْخَتْ ودل قصير عمرواً على باب النفق الذي كانت الزباء تدخله ، وأرته إياه قَبْلَ ذلك ، وخرجت الرجالُ من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة ووضعوا فيهم السلاح ، وقام عمرو على باب النفَقِ ، وأقبلت الزباء تريد النفق ، فأبصرت عمرواً فعَرَفته بالصورة التي صُوِّرت لها ، فمصَّت خاتمها ، وكان فيه السم وقالت : بِيَدِي لا بِيَدِ ابنِ عَدِيٍّ ، فذهبت كلمتها مثلاً ، وتلقاها عمرو فجلَّلها بالسيف وقتلها ، وأصاب ما أصاب من المدينة وأهلها ، وانكفأ راجعاً إلى العراق . وفي بعض الروايات مكان قولها أدأب عروس ترى " أَشِوَارَ عَرُوسٍ ترى " فقال جذيمة " أرى دأب فاجرة غَدُور بَظْرَاءَ تَفِلَة " قالت : لا مِنْ عَدَم مَوَاس ، ولا من قلة أوَاس ، ولكن شيمة من أناس . فذهبت مثلاً . * في هامش الأصل " هكذا في النسخ ، ولم أعثر بها في القاموس ولا كتاب تقويم البلدان، وإنما الذي وجدته فيهما جاجرم ، وهي بلدة من خراسان بين نيسابور وجرجان " |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَرْقَاءُ وَجَدَتْ صُوْفاً ....
ويقال : وجدت ثُلَّة ، وهي الصوف أيضاً . يضرب مثلاً للذي يُفْسِدُ ماله . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خُذِيْ وَلَا تُنَاثِرِي ....
هذا المثل من قوله دُغَة ، وذلك أن أمها قالت لها حين رَحَلوا بها إلى بني العَنْبر : يُوشِك أن تزورينا مُحْتَضِنَةً اثنين ، فلما ولدت في بني العنبر ، استأذنت في زيارة أمها ، فجهزت مع ولدها ، فلما كانت قريبة من الحي أَخَذَتْ وَلَدَهَا فشقَّته باثنين ، فلما جاءت الأم قالت لها : أين ولدك ؟ فقالت : دُونَك ، وأومأت إليه ، ثم قالت : يا أمَّه ، خُذِي ولا تُنَاثِرِي ، إنهما اثنان بحمد الله . يضرب في سَتْرِ العيوب وترك الكَشْفِ عنها . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... خَرْقَاءُ ذَاتُ نِيْقَةٍ ....
النِّيقَة : فِعْلَة من التَّنَوُّقِ ، يقال : تَنَوَّقَ في الأمر ، أي تأنق فيه ، وبعضُهم ينكر تَنَوّق ويقول : إنما هو تأنق . يضرب للجاهل بالأمر ، ومع ذلك يَدَّعي المعرفة . |
الساعة الآن 08:15 PM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.