![]() |
السؤال :
ماحكم التسمى بهذه الأسماء المستعارة عبر المنتديات : عاشق الشهادة/عاشق الجنة/ عاشق الرسول / عاشق النبي / عاشق القرآن/ عاشق المدينة / عاشق مكة/ عاشق قطر/ عاشق الكويت / عاشق المجد / عاشق الرياضيات / عاشق العلم/ عاشق الإسلام/عاشق الشهادة أي كل مايتعلق بكلمة عاشق وعشق ؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالعشق هو إلافراط في الحب، ويكون في عفاف الحب ودعارته، والأصل فيه الرجل يعشق المرأة. قال ابن القيم: العشق والشرك متلازمان وإنما حكاه الله عن المشركين من قوم لوط، وعن امرأة العزيز ، وذكر الشيخ بكر أبو زيد عن أكثر أهل العلم المنع من إطلاقه على الله أو على رسوله خلا فا للصوفية ( راجع معجم المناهي اللفظية ) ، أما حب البلدان وغيرها فالأولى التعبير عنه بالحب لا العشق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق مكة: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ) رواه الترمذي وصححه الألباني . وقوله: أحد جبل يحبنا ونحبه. رواه البخاري. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=52194&Option=FatwaId السؤال هل يجوز إطلاق العشق في حق الله ؟ كقول بعضهم "إني أعشق الله" أو "قلبي عاشق لله" الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ينبغي إطلاق لفظ العشق في حق الله تعالى، لأن الألفاظ الشرعية ينبغي أن يقتصر فيها على ما جاء في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد هذا اللفظ في شيء من نصوص الوحي ولا على لسان أحد من الصحابة رضوان الله عليهم . وإنما جاء بلفظ المحبة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه [البقرة: ة165] . وقوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [المائدة: 54] . وقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما... الحديث رواه البخاري ومسلم . وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان : ولما كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف، كان أغلب ما يذكر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به، كالعبادة والإنابة والإخبات، ولهذا لا يذكر فيها العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى.. وقد يذكر لفظ المحبة كقوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [المائدة: 54] . والحاصل، أن المسلم ينبغي له أن يتقيد بالألفاظ الشرعية ولا يجوز له أن يطلق ألفاظا في حق الله تعالى لم ترد في الكتاب ولا في السنة. وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 22296. والله أعلم. المفتـــي : مركز الفتوى بإشراف د . عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=38249&Option=FatwaId فتوى س 1 : إن كثيراً من الناس يسمون : عاشق الله ، ومحمد الله ، ومحب الله ، فهل يجوز التسمية بهذه الأسماء أم لا ؟ ج 1 : في التسمية بعاشق الله سوء أدب . ولا بأس بالتسمية بمحمد الله ، ومحب الله ، والأولى ترك ذلك ، والتسمية بالتعبيد لله أو نحو محمد وصالح وأحمد ونحو ذلك ، من غير إضافة . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي عضو : عبدالله بن قعود عضو : عبدالله بن غديان كتبه عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل |
|
أوردت في ما سبق قول علماء أهل السنة في مسألة العشق الإلهي ،و ما يزال هؤلاء المتصوفة المؤمنون بدين وحدة الوجود الذي هو أبشع الزندقة و أوضح الكفر في عصرنا الحالي و نحن في القرن الخامس عشر الهجري يرددون ما قاله ابن عربي و ابن الفارض من أن الله هو كل مخلوقاته و أن ما تراه هو انعكاس لذات الله ، و بهذا المقياس الآثم تكون الشجرة صورة أو انعكاس لله و القطة كذلك و ما لا يليق ذكره ... تعالى الله عن كذبهم و زيغهم علواً كبيرا ، و هنا شاهد لشاعر معاصر يقول صراحة بوحدة الوجود:
واسِـــــــعٌ هـــــــذا الـــوُجـــودُ الــضَّــيِّــقُ مُـــقْــلِــقُ فــــيـــهِ الـــــــذي لا يَـــقْــلَــقُ . وَحْــــــدُهُ الــعَــقْــلُ الــــــذي يَــحْـمِـلُـنـي حَـــيْــثُ تَــأْويــنـي الــشُّــكـوكُ الأصْــــدَقُ . لَــــيْـــسَ لــلْــعَــيْـنِ إذا مـــــــا أبْــــحَـــرَتْ فـــــــــي عُـــــبــــابِ الـــبَـــحْــرِ إلاّ الأزْرَقُ . كُـــــلُّ هـــــذا الـــــضَّوْءِ فـــــي إطْــلالَـتـي لَـــيْـــسَ ضوءاً..بَــــــلْ لأَنّــــــي أعْـــشَـــقُ رؤْيَـــــــــــةُ اللهِ عــــــلـــــى إطْـــــلاقِـــــهِ بـــانْـــعِــكــاسِ اللهِ فــــيـــمـــا يـــخْـــلُــقُ . |
محمود عبد الرؤوف القاسم
عقيدة وحدة الوجود عند عبد الكريم الجيلي الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد: فهذا عبد الكريم الجيلي أحد شعراء الصوفية المبجلين الذي لاقت قصائده استحسان كثير من الصوفية، وهي تشتمل على خرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان، فلننظر في هذه الأسطر القليلة ما تحتويه بعض قصائده من القول بوحدة الوجود وغيرها من البدع والأفكار الخرافية. يقول عبد الكريم الجيلي: صفات الله فرقان وذات الله قرآن وفرق الجمع تحقيق وجمع الفرق وجدان([1]) ومن هنا نعرف أن الصوفية يعنون بعبارة: (صفات الله، أو أسمائه) أنها هي المخلوقات بجميع أشكالها وأنواعها. والجيلي هنا، يعني بكلمة (فرقان) أي مقام التفرقة، أو الفرق، وهو كما نعلم (التفريق بين الخالق والمخلوق). ويعني بكلمة (قرآن) مقام الجمع، وهو جمع الخالق والمخلوق في وحدة، هي الله، وحيثما وردت في كلام القوم عن الحقائق فيريدون بها هذا. ويقول: عجباً لذاك الحي كيف يهمه = قحط السنين وأحمد نيسانه أوج التعاظم مركز العز الذي = لِرحى العلا من حوله دورانه ملك وفوق الحضرة العليا على = الـ ـعرش المكين مثبثِ إمكانه ليس الوجود بأسره إن حققوا = إلا حباباً طفحته دنانه الكل فيه ومنه كان وعنده =تفنى الدهور ولم تزل أزمانه فالخلق تحت سما علاه كخردل = والأمر يبرمه هناك لسانه والكون أجمعه لديه كخاتم = في إصبع منه أجل أكوانه والملك والملكوت في تياره = كالقطر بل من فوق ذاك مكانه وتطيعه الأفلاك من فوق السما = واللوح ينفذ ما قضاه بنانه هو نقطة التحقيق وهو محيطه = هو مركز التشريع وهو مكانه([2]) - يظهر في هذه الأبيات، وكأن الجيلي يجعل محمداً صلى الله عليه وسلم هو الله، ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك؟ بل هي عقيدة يؤمن بها كل الصوفية دون استثناء! ويسمونها (الحقيقة المحمدية) ويقولون: إن محمداً هو المجلي الأعظم للذات الإلهية، وبتعبير أوضح: هو أعظم جزء في الذات الإلهية، والمسيطر على بقية الأجزاء، سبحانك اللهم. وظن بعض الباحثين أن (الحقيقة المحمدية) هي عقيدة بعض الصوفية دون بعضهم الآخر، وأخطئوا، فكلهم يعتقدون نفس العقيدة! وسيأتي بيان ذلك، وهي عندهم جزء من عقيدة وحدة الوجود. ويقول: الواحدية مظهر للذات = تبدو مجمعة لفرق صفات الكل فيها واحد متكثر = فاعجب لكثرة واحد بالذات هذاك فيها عين ذا وكمثل ما = نباك في حكم الحقيقة هاتي فهي العبارة عن حقيقة كثرة = في وحدة من غير ما أشتات كل بها في حكم كل واحد = فالنفي في ذا الوجه كالإثبات فرقان ذات الله صورة جمعه = وتعدد الأوصاف كالآيات فاتلوه واقرأ منك سر كتابه = أنت المبين وفيك مكنوناتي([3]) ويقول (من العينية): خبتني فكانت فن عني نيابة أجل عوضاً بل عين ما أنا واقع فكنت أنا هي، وهي كانت أنا وما لها في وجود مفرد من ينازع بقيت بها فيها ولا تاء بيننا وحالي بها ماض كذا ومضارع وشاهدتني حقاً بعين حقيقتي فلي في جبين الحسن تلك الطلائع فأوصافها وصفي وذاتي ذاتها وأخلاقها لي في الجمال مطالع واسمي حقاَ اسمها، واسم ذاتها لي اسم، ولي تلك النعوت توابع([4]). ومنها: فما ثم من شيء سوى الله في الورى = وما ثم مسموع وما ثم سامع هو العرش والكرسي والمنظر العلي = هو السدرة اللاتي إليها المراجع هو الأصل حقاً والرسوم مع الهوى = هو الفلك الدوار وهو الطبائع هو النور والظلماء والماء والهوى = هو العنصر الناري وهو الطبائع هو الشمس والبدر المنير مع السها = هو الأفق وهو النجم وهو المواقع هو المركز الحكمي والأرض والسما = هو المظلم العتام وهو اللوامع هو الدار وهو الحي والأثل والغضا = هو الناس والسكان وهو المرابع هو الحكم والتأثير والأمر والقضا = هو العزو والسلطان والمتواضع هو اللفظ والمعنى وصورة كل ما = يجول من المعقول أو هو واقع هو الجنس وهو النوع والفصل إنه = هو الواجب الذاتي والمتمانع هو العرض الطاري نعم وهو جوهر = هو المعدن الصلدي وهو الموائع هو الحيوان الحي وهو حياته = هو الوحش والإنس وهو السواجع هو القيس بل ليلى([5]) وهو بثينة = أجل نشرها، والخيف وهو الأجارع هو العقل وهو النفس والقلب والحشا = هو الجسم وهو الروح والمتدافع هو الموجد الأشيا وعين وجودها = وعين ذوات الكل وهو الموانع حقائق ذات في مراتب حقه = تسمى باسم الخلق والخلق واسع ونزهه عن حكم الحلول فما له = سوى، وإلى توحيده الأمر راجع فيا أحدي الذات في عين كثرة = ويا موجد الأشياء، ذاتك شائع تجليت في الأشياء حين خلقتها = فها هي ميطت عنك فيها البراقع قطعت الورى من ذات نفسك قطعة = ولم يك موصولاً، ولا فصل قاطع فأنت الورى حقاً وأنت إمامنا = وإنك ما يعلو وما هو واضع وما الخلق في التمثال إلاكثلجة = وأنت بها الماء الذي هو نابع فما الثلج في تحقيقنا غير مائه = وغير انِ في حكم دعته الشرائع ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه = ويوضع حكم الماء والأمر واقع تجمعت الأضداد في واحد البها وفيه تلاشت فهو عنهن ساطع فكل بهاء في ملاحة صورة على كل قدٍّ شابه الغصن يافع وكل اسوداد في تصافيق طرة وكل احمرار في الطلائع صانع وكل كحيل الطرف يقتل صبه بماضٍ كسيف الهند حالٌ مضارع وكل اسمرار في القوائم كالقنا عليه من الشعر الوسيم شرائع وكل مليح بالملاحة قد زها وكل جميل بالمحاسن بازع وكل لطيف جل أو دق حسنه وكل جليل وهو باللطف صادع محاسن مَنْ أنشاه ذلك كله فوحّد ولا تشرك به فهو واسع وإياك لا تلفظ بغيرية البها فما ثم غير وهو بالحسن بادع وأطلق عنان الحق في كل ما ترى فتلك تجليات من هو صانع وشاهده حقاً فيك منك فإنه = هويتك اللاتي بها أنت دالع ففي، أينما، حقاً، تولوا وجوهكم = فما ثم إلا الله، هل مَنْ يُطالع ودع عنك أوصافاً بها كنت عارفاً = لنفسك فيها للإله ودائع فقد صح في متن الحديث تخلقوا = بأخلاقه ما للحقيقة مانع وها هو سمع بل لسان أجل بدا = لنا هكذا بالنقل أخبر شارع فعم قوانا والجوارح كونه = لساناً وسمعاً ثم رجلاً تسارع ويكفيك ما قد جاء في الخلق أنه = على صورة الرحمن، آدم واقع ([6]) في الأبيات الأخيرة، نرى كيف يفسرون الآية: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)) [البقرة:115]، والحديث: {تخلقوا بأخلاق الله}، وهو حديث موضوع، وكيف يفسرون الحديث: {...فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطش بها...} كما نرى في الأبيات التي قبلها تقرير الشاعر أن كل شيء هو الله، ونرى استعمالهم لعبارة: دع عنك أوصافاً...أي: دع أوصافك... ويقول: ثم كتب (أي: الحق سبحانه) على جناح الطير الأخضر، بقلم مداد الكبريت الأحمر، أما بعد؛ فإن العظمة نار، والعلم ماء، والقوى هواء، والحكمة تراب، عناصر بها يتحقق جوهرنا الفرد، ولهذا الجوهر عرضان؟ الأول: الأزل، والثاني: الأبد. وله وصفان؟ الوصف الأول: الحق، والوصف الثاني: الخلق، وله نعتان؟ النعت الأول: القِدَم، والنعت الثاني: الحدوث. وله اسمان، الاسم الأول: الرب، والاسم الثاني: العبد([7])... ويقول: اعلم أن جميع حقائق الوجود، وحفظها في مراتبها، تسمى الألوهية، وأعني بحقائق الوجود: أحكم المظاهر مع الظاهر فيها، أعني الخلق والحق، فشمول المراتب الإلهية، وجميع المراتب الكونية، وعطاء كل حقه من مرتبة الوجود، هو معنى الألوهية([8])... ويقول:.. واعلم أن الرب في كل موجود وجهٌ كامل، وذلك الوجه على صورة ذلك الموجود، وروح ذلك الوجود على صورة محسوسة وجسد، وهذا الأمر للرب أمر ذاتي...وإلى ذلك الإشارة في قوله: {خلق آدم على صورة الرحمن}، وقوله: {خلق آدم على صورته}، وهذان الحديثان، وإن كانا يقتضيان معاني قد تحدثنا عليها، فإن الكشف أعطانا أنهما على ظاهر اللفظ([9])... والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين. اقتبس هذا المقال من كتاب: (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ) للمؤلف: (محمود عبد الرؤوف القاسم). ([1]) الإنسان الكامل: (1/113). ([2]) الإنسان الكامل: (1/73). ([3]) الإنسان الكامل: (1/43). ([4]) الإنسان الكامل (1/61). ([5]) ليستقيم الوزن يجب أن تكون: (بل ليلاه). ([6]) فتوح الغيب، (ص:203- 207). ([7]) الإنسان الكامل: (1/24). ([8]) الإنسان الكامل: (1/37). ([9]) الإنسان الكامل: (2/6). |
للصوفية تعظيم و تقدير لأحد زنادقة الدنيا صاحب المثنوي جلال الدين الرومي ، و من كلام المتصوفة _ أنفسهم_ نورد براهين على ضلاله و ضلال من يعظم مثله:
( قراءة في الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي* أتدري لماذا لا تنبىء مرآتك؟ مولانا جلال الدين الرومي، قطب من أقطاب التَّصوف الإسلامي، إليه تُنسب الطريقة المولوية، وإن كان الرومي ليس صاحب طريقة بعينها، إذ إن الرومي إنسان كونيٌّ، يتجاوز كل الطرق والبناءات المذهبية والدينية، وكذلك الأعراق، حتى لو تنازعه أهل إيران والأفغان باعتبار أصله البلخي، ولسان ديوانه ومثنويه الفارسي، أو الأتراك باعتبار مقامه في (قونية)، أو العرب باعتباره إرثًا إسلاميًّا قرأ القرآن وتأمَّل القرب كما نصحه والده، أو بتنزيل عبارة إقبال في سيرته عليه: "قرأ القرآن كأنه أُنزل عليه".ذلك لأن الصدأ لم يُجل عن وجهها! لماذا لم يفسِّر مولانا جلال الدين الرومي القرآن الكريم ويخصه بكتاب كما فعل أهل الأذواق والعرفان؟ لأن القرآن الكريم حاضر مع مولانا في كل ما كتب وفعل، فحياته كانت قرآنًا متجسدًا لحمًا ودمًا. تذكِّرك محبته وعشقه بسورة يوسف. وحكمته بلقمان. واجتماعه بشمس تبريزي باجتماع موسى والخضر. وتحطيمه لصورة الشيخ النظامي الذي يجلس في الرواق يلقي مواعظه على تلاميذه ويكرر عليهم الأوامر بقصة إبراهيم مع قومه. تذكرك هجرته إلى الشام وبحثه عن شمسه الذي أنتجه وحققه بسورة الضحى. تذكرك كلماته بسورة الانشراح. ما من كلمة كتبها مولانا إلا وكان أثر القرآن فيها ظاهرًا، لذلك إن أردت أن تقرأ تأويلاً وقصة حياة متجددة لإنسان لا تبلى فاقرأ مولانا وكن معه حتى تصل إلى من كابد الشوق معه. لم أنظُمْ لك المثنوي لتحفظه أو تعيده، يُقدِّم الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي رئيسُ المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة عبد الوهاب بوحديبة مُبديًا سعادته، وشاكرًا من قام بالعمل عليه، ومن وفَّر جزءًا من المنمنمات الفارسية، التي زادت الكتاب جمالاً وروحانية يصاحب جمال وروحانية الكلمة النورانية، والتي أشرقت على صفحاته التي تجاوزت المائتين صفحة.بل ابتغاء أن تضعه تحت قدميك لتستطيع الطيران. يُصدِّر مُعدُّ الكتاب (البشير قهواجي) الكتاب بمجموعة من المصادر والمراجع الفارسية: كليات شمس تبريزي والمثنوي المعنوي، ومقالات شمس تبريزي، ومعارف بهاء الدين ولد، وولد نامه لسلطان ولد، ومناقب العارفين للأفلاكي، ويزيد في ختام الديوان مراجع أخرى تحت عنوان جامع: بيبلوغرافيا مختصرة، يذكر فيها علاوة على ما سبق (فيه ما فيه) لمولانا، والمجالس السبعة، ومكتوبات، ويسرد قائمة من المراجع الفرنسية والإنجليزية التي أُلفت عن مولانا، بعد أن يذكر تراجم أعمال مولانا في اللغتين الإنجليزية والفرنسية. مُتْ حَسْرةً عَلى الفَهمِ الصَّحِيحِ! يبدأ قهواجي الديوان العربي بمقدمة متميزة، يروي فيها موجزًا لسيرة مولانا، الهجرة من بلخ مفتتحه، بلخ (= من أعمال أفغانستان) تلك البلدة التي تشرَّفت بميلاد مولانا فيها، كما تشرَّفت بوجود أولياء أكابر فيها من قبل، كإبراهيم بن أدهم الصوفي الشهير الذي ترك الشهرة والإمارة وسار في طريق الله متجردًا مؤمنًا بأنه (ما صدق الله من أحب الشهرة) وعازمًا عزمًا وحقيقة على أن يُدفن حتى يتحقق له الميلاد. كذلك شهدت هذه البلدة ميلاد نجم جديد ينشر على الناس فوائح الجمال وفواتح الجلال، يُعلن تجربته على الملأ دون مخافة من سلطان أو فقيه، يسيح في الأرض طلبًا للطريق وغايته الله وتحقيق إنسانه، هو نجم الدين الكُبرى صانع الأولياء، الذي ما رأى من صُنعِ الله شيئًا إلا ورأى الله فيه.كان مولانا الرومي من بيت نبالة وفقه وتقوى وأدب، فهو ابن لوالد كان يُعامل من قِبَلِ السلاطين على أنه أهل سلطة دينية وروحية. حبذا مائدة المسيح التي لا تنقص، علَّم الأبُ بالدَّمِ والروح الولد الذي أضحى آية في العالمين أن الرُّوح نفخة إلهية وأن الله هو القصد والغاية، وردد الرومي دعاء والده:وحبذا فاكهة مريم التي طلعت دون حديقة. إلهي بما أن دخيلتي وإدراكي وروحي كلها طاقة زهر بين يدي إرادتك، وبما أنك تهب ملكة إدراكي التي هي رهن يديك صفات! أعطني بلا رهق كتب حكمة مثلما ألقيت في دخيلة موسى التوراة ومحمد القرآن وعيسى الأناجيل وداود المزامير! وقبل أن ينتقل مولانا إلى جوار محبوبه الأعلى أوصى بدعوة برهان الدين محقق ترمذي ليكون عونًا لمولانا في رحلته الروحية، وكما كان يعرف والده كماله في تحصيل المعارف الشرعية والعلوم الظاهرية، حدَّث برهان محقق مولانا عن ذلك، لكنه أراد لمولانا أن يفوز باللوزة... كن كالفراشة، واهجم على النار، ولا تتجاوز هذا الأمر، والعب بطُهر، واترك القوة، وكن عاكفًا على الضراعة، فإن الرحمة تنصبُّ على المتضرع أيها الفقير.قضى مولانا جلال الدين الرومي سنوات في الشام تلبية لطلب شيخه الجديد، ومات مولانا قبل أن يموت، على سُنَّة الدراويش، حتى أرادت العناية الإلهية أن يرى العالم فتحًا جديدًا، فأرسلت إليه شمس تبريزي، ليشعل نار العشق في قلبه، وليبعث البركان الذي لن يسكن بعد. إن الشريعة كالشمعة، توفر لنا نورًا لا يقدر بثمن. فتح شمس تبريزي بابًا على ما لا ينتهي أمام مولانا الذي ترك حلقة الافتاء واعتزال المريدين وترك درس القال لتحيا روحه ويولد إنسانه بالعشق صحبة السماع، وليجعل كل أيامنا أعياد ميلاد وبعث متجدد.لكن يجب ألا ننسى أن الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر في الظلام، وإذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون، وركزنا على الشمعة، فما النفع في ذلك؟! تشارك الشمس والقمر وجودًا استثنائيًا لا يدركه الآخرون، يحكون عنه، يقرأونه، يؤيدونه، ينكرونه، وما هم ببالغيه... هما في سماع كوني، يأخذهما إلى جذور الإنسان السماوية، كل المدارات والكواكب أمامهما تتلاشى، الزمان يرتفع، الكلمات تتضاءل عن التعبير، الأنفاس سرمدية! أنا جوعان فأطعمني... قال حسام الدين لمولانا. عطشان فاسقني لكن مولانا رأى أن الطعام الذي عناه لا تقوى أسنان مريده أو غيره على مضغه ولا تستطيع معدة احتوائه، ما لدى مولانا من طعام إذا قُدِّم يكثرُ بعده قول: "زمِّلوني... دثِّروني"! كنت أطلب شخصًا من جنسي، لكي أجعله قِبلةً وأتوجَّه إليه، فقد مللتُ من نفسي. لم تفهم الصغار علاقة المتحققين، وانتابتهم مشاعر الغيرة والضعف، فنسجوا على الباب خيوط الوهم كي يمنعوا الشمس من الإشراق، طار "الطيار" الذي ما قنع يومًا بالرقود في كهف "الاتباع". يقولون: "غاب"، يقولون: "مات". المهم أن الشمس فارقت صحبة القمر، رحل سيدنا المعظَّم شمس تبريزي بعد أن أقرَّ لمولانا بالكمال وسلَّى على قلبه قبل الارتحال قائلاً: إذا أصبح المريد كاملاً فلا يضيره أن يبتعد عن شيخه!في الصورة تبدد الشمل، لكن الثمرة قد نضجت وأزهرت شجرة الروح. غنَّى الرومي ورقص، سجَّل الأتباع حديث القمر، رويت قصة العشق الكامل، أُعلن ميلاد الإنسان الكوني، بكت الأرض والسماء. فجرًا جاءني من يغار من حسنه الملاك يقول مولانا أيضًا في كليات شمس تبريزي:مال على قلبي وبكى بكى وبكيتُ إلى الصباح سألني أيُّنا العاشق؟! غريبٌ أمرنا قال. كان هناك دائمًا كتابٌ مفتوحٌ بين يديَّ لكن الحبَّ منحني ناقوسًا ومن هذا الفم الذي لم يكن غير تراتيل خرج سيلُ قصائد وغزل ورباعي. أخجلُ من الكلام عن محياك ومع ذلك أخذت قربة مولانا بين سنة لقائه مع شمس 1244م وسنة وفاته 1273م حوالي سبعين ألف بيت من الشعر جُمعت في كليات شمس تبريزي، والمثنوي حوالي 26000 بيت. رغم أن مولانا شكى من الشعر لأنه يقيِّده ويحدُّ من انطلاقه عن التعبير عما يريد؛ وشكى أن قومه يمتهنون الشعر، وشكى أنهم يريدونه واعظًا يؤلِّف عن الزهد ويشرح علوم الدين فحسب.والله أقفلُ فمي ماذا يمكنُ أن تأخذ قربة من المحيط. إنني أفكر في القافية وترى آن ماري شيمل أن هذه المعاناة عاناها كل العارفين من مسلمين وغير مسلمين، ووجدوا حلَّها في الصمت. الصمت هو الطريق الوحيد للحديث مع الله! وهم أنفسهم الذين قدموا الموسوعات الشعرية والنثرية، يتحدثون وفجأة يأمرون أنفسهم بالصمت! يقول مولانا:ويقول حبيبي لا تفكر إلاَّ في لقائي مفتعلن مفتعلن قتلتني. الصمتُ بحرٌ والقول كالجدول... والبحر يبحثُ عنك... فلا تبحث أنت عن الجدول. ويعلِّق العلاَّمة سيد حسين نصر رحمه الله في تقدمته لكتاب العشق والسلام على نظم مولانا قائلاً:المثنوي عملٌ بشريٌّ، إنما كتبه حكيمٌ وصل إلى أعلى مستوى من الكمال البشري، وحقق أعلى درجة من المعرفة الحكيمة ومن ثمَّ يقدر على تأليف عمل يعكس الكثير من الخصائص المميزة للنصِّ المُقدَّس، الذي جاء المثنوي تعليقًا متعمقًا عليه، والذي يُضاهي إلى حدٍّ معين كلمة الله تركيبًا! أطلق عبد الرحمن الجامي على المثنوي "القرآن باللسان البهلوي-الفارسي" وإن المثنوي في أعمق معانيه هو تعليق على النصِّ المقدَّس للإسلام. فُتن البشير قهواجي بالأشعار العربية لمولانا جلال الدين الرومي بعد قراءته لديوان كليات شمس تبريزي، بتحقيق العلاَّمة بديع الزمان فروزانڤر، الذي قضى شطر حياته الأكبر محققًا وشرحًا ومعرِّفًا بمولانا وأعماله. جمع قهوجي القصائد العربية في الغزليات وقدَّم لها، وجمع الرباعيات وقدَّم لها، وكذلك الترجيعات، وكذلك المقطَّعات واللمعات، وقسَّمها على النحو التالي: احتوت كليات شمس تبريزي على: - غزليات: وعددها ثلاثة آلاف ومائتان وتسعة وعشرون غزلاً، منها بالعربية تسع وثمانون غزلاً وخمس ومائة من اللمعات، منها أربع وأربعون من المقطعات. - ترجيعات: وهي قصائد مطوَّلة عددها أربع وأربعون مع مقطع أخير، بعنوان مستدركات، منها خمس مقطعات قصيرة جدًّا بالعربية، تترواح بين البيت الواحد والمصراع. - رباعيات: وعددها ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانون رباعيًا، منها ثمانية عشرة بالعربية. |
لماذا نظم مولانا الرومي شعرًا بالعربية على الرغم من أن العربية لم تكن لغته الأساسية؟
الشيء الذي يلفت النظر هو أنَّ مولانا كان عاشقًا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، يتضح ذلك من مكانة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في آثاره. فظهور الأشعار العربية لدى شاعر إسلامي كمولانا ليس غريبًا. كما أن مولانا عاش لفترة طويلة في الشام، فمن الطبيعي أن تؤثِّر هذه البيئة عليه وعلى مشاعره، وأن توجد فيه الرغبة في أن يتحدَّث مع الناس بلغتهم، وينقل إليهم آراءه وأفكاره الدينية والعلمية. ورغم ذلك فإن من يقرأ المثنوي وديوان مولانا، ثمَّ يقارن بين أشعاره بالفارسية والعربية يرى المستوى الرفيع في شعره فارسي، ولا يلقى مثل هذا المستوى شعره العربي. من أشعار مولانا العربية: اقتبس مولانا ثلاثة أبيات مزدوجة من شعر الحلاَّج، أوردتها فرح ناز رفعت جو، وأوردها البشير قهواجي، هي: أُقتُلُوني أُقُتُلوني يا ثِقـــــــــات إنَّ فـي قَتلي حياةً فـي حَيـــاة ويظهر تصرُّف مولانا في هذه الأبيات بشكل واضح، إذ هو يستعير صوت الحلاَّج وجزءًا من كَلِمِه للتعبير عن عشقه وتجربته.يا مُنيرَ الخَدِّ يا رُوحَ البَقـــــا اجتَذِبْ رُوحي وجُدْ لـي باللِّقــا لي حَبيبٌ حُبُّهُ يشوي الحَشا لَو يشا يَمْشي على عَيْني مَشى كذلك من أشعار مولانا العربية ما أرسله إلى صِنو روحه شمس الدين تبريزي حينما ترك قونية وتوجَّه إلى دمشق، وطلب فيها العودة إلى قونية. وتتألَّف هذه الرسالة من ثلاثة عشر بيتًا، تسعة منها بالعربية، وهي: أيُّهـا النورُ في الفؤادِ تعـالْ أنتَ تَـدري حياتنا بيديــكْ أيُّها العشقُ أيّها المعشُــوقْ يَـا سليمانُ ذي الهُداهُد لك أيُّهـا السَّـابقُ الذي سبقـتْ فمـن الهجر ضجَّتِ الأرواحْ اُستـرِ العيبَ وابذُلِ المعروفْ طفـتُ فيـك البـلادَ يا قمـرًا أنت كالشمس إذْ دَنَـتْ ونـأتْ غايـة الجـدِّ والمرادِ تعـالْ لا تضيـّقْ علـى العبادِ تعالْ حـلْ عن الصَّدِّ والعنادِ تعالْ فتفقَّـدْ بالافتقــادِ تعــالْ منك مصدوقةْ الوِدادِ تعـالْ أنجزِ الوعـدَ يا معادِ تعـالْ هكـــذا عـادةُ الجـوادِ تعـالْ بــي محيطـًا وبالبـلادِ تعـالْ يا قريبًا على العبــادِ تعــالْ. *** *** *** - الشمس المنتصرة (دراسة آثار مولانا جلال الدين)، آن ماري شيمل، ترجمة د. عيسى علي العاكوب، مؤسسة الطباعة والنشر لوزارة الثقافة الإسلامية بإيران. - العشق والسلام: المثنوي تفسير جديد، سيد جاهرمان صفافي، تقديم سيد حسين نصر، ترجمة مصطفى محمود، مراجعة طارق أبو الحسن، نشرة القاهرة. - العرفان الصوفي عند جلال الدين الرومي، فرح ناز رفعت جو، دار الهادي، بيروت. - فيه ما فيه، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة العاكوب، نشرة سوريا. - المثنوي، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة إبراهيم الدسوقي شتا، نشرة مصر. - من بلخ إلى قونية، بديع الزمان فروزانڤر، سيرة حياة مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة عيسى علي العاكوب، نشرة سوريا. * صدر مؤخرًا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة، أعدَّه للنشر وقدَّم له الكاتب والمترجم التونسي البَشِير قهْوَاجِي. |
أيها الأحبة مبدأ التقية عند الصوفية و عند الشيعة مبدأ أصيل من ديانة الفريقين و هو سلاح يواجهون به انتقادات أهل السنة و الجماعة حين يعرضون كفرياتهم على الكتاب و السنة ، و من هذا حين يجاوبون عن السؤال التالي:
( لماذا لا يزيل الصوفية الكفريات من أمهات كتبهم؟) فانظروا الجواب البارد: عد أن بينا لأخواننا السلفيين في مقالات ومشاركات سابقة مكانة تلك الكتب التي ينقلون عنها وحالها، وموقف الصوفية منها، عادوا يطالبوننا بإخراج الكفريات منها و أن لا نتهرب منها ، و يتسائلون عن سبب بقاء تلك الأمور فيها؟ أما سبب بقاء تلك الأمور فهو راجع لأمرين: أحوال النساخ وأحوال المطابع أما أحوال النساخ :فمعلوم أن الكتب التي كثر الجدل عنها كان سببها وجود نساخ قليلي الأمانة و الديانة يريدون بأعمالهم الايقاع بين المسلمين وإثارة الفتن، ولذلك تباينت مواقف العلماء في ابن العربي، كل على حسب ما تبين – وأخيرا انتدب الشعراني لحذف تلك الكفريات والمخالفات فكان من جميل الموافقة أن تبين له أن تلك الأمور لم تكن موجودة في النسخ الأصلية ، لكن الحساد لم يرضوا ذلك وسارعوا إلى التلاعب بكتبه في حياته، فما بالك بعد مماته؟ أما أحوال المطابع: فمن الملاحظ جدا أن القائمين على نشر كتب الشيخ محي الدين والشيخ الجيلي وغيرهم ما بين نصارى وشيعة، وكلاهما أسوأ من بعض فعلى سبيل المثال، دار صادر ، هي من الدور النصرانية، ومع ذلك لها إهتمام خاص بكتب الشيخ محي الدين و أمثاله من الصوفية، لماذا يا ترى؟ أترك الاجابة للقارىء اللبيب وفي جميع الأحوال فإن هذه الكتب كلها لا تلزمنا ولا تمثل طريقتنا سواء الباعلوية أو غيرها، ولن تجد الشيخ محي الدين أو الشعراني أو غيره في سلسلة هذه الطرق المباركة، ولا حتى أفكاره ومن أراد أن يعرف الكتب التي تمثل معاشر الصوفية فليقرأ الآتي: 1- كتب السيد عبد الله الحداد 2- إيضاح أسرار علوم المقربين – للعيدروس 3- مفتاح الجنة – أحمد الحداد 4- ربعي المهلكات والمنجيات- لأبي حامد الغزالي 5- رياض الصالحين للإمام النووي 6- الأذكار للإمام النووي 7- الترغيب والترهيب للحافظ المنذري 8- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 9- الرسالة القشيرية – للقشيري 10- الحكم العطائية – وشرحها للشرنوبي هذه هي الكتب التي تمثل المشرب الصوفي الصافي الخالي من البدع والخرافات، فكل ما كان على نهج هذه الكتب فنحن نؤيده، وكل ما خالف هذه الكتب فما لنا وماله ؟ (لا تزر وازرة وزر أخرى) والسلام) * ____________________ * عن موقع صوفي هو :ملتقى حضرموت للحوار العربي http://www.hdrmut.net/vb/showthread....7#.VA_6JsJ_sXQ |
هذه جملة من فتاوي الشيخ العلامة (ابن باز) رحمه الله حول التصوف:
1. المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله أنا متابع هذا البرنامج منذ زمن طويل، وأنا مسرور جداً جداً لهذا البرنامج كما هو موعظة حسنة لعباد الرحمن، وكما هو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والحمد لله، كما استفدت كثيراً من هذا البرنامج جزاكم الله خيراً، وربنا يخليكم لنا رمزاً صادقاً والحمد لله الذي بعثكم لنا هداة لطريق السعادة والحق، وأتمنى من الله الكريم أن يحفظكم ويرعاكم، سماحة الشيخ السؤال هو: نحن بالسودان عندنا مشائخة الطرق الصوفية، وفي بعض من الناس يزورهم ويشكوا لهم حاجته، مثلاً لو كان هناك مريض أو أنه قد حصل عليه حاجة في وقت ضيق يشكوا لهم، ويأخذ من عند الشيخ البخورات، والمحايا، والبركة، كما هي تراب من حجرة الشيخ أو تراب من الغار، وإذا تجادلت مع بعض هؤلاء الناس الذين يزورون هذا الشيخ ويشكون حاجتهم للشيخ فيقولون لنا: هذا الشيخ من أولياء الله!! كما يقولون لنا في مجادلتهم قوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[يونس:62] فهذا هو الأمر الذي وضحته لكم، هل ما يقولونه صحيح أم لا؟ ومن هم أولياء الله الصالحون الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون؟ أرجو أن توجهونا جزاكم الله خيراً، ونفع بعلمكم. مشايخ الصوفية فيهم تفصيل: منهم من هو كافر لأنه يتعاطى الشرك بالله -عز وجل- ودعوة غير الله من أصحاب القبور، أو الجن، أو يرى وحدة الوجود؛ كأصحاب بن عربي، هؤلاء كفار، ولا يجوز دعائهم ولا زيارتهم ولا أخذ توجيهاتهم؛ لأنهم منحرفون عن الطريق، ولا يحوز موالاتهم ولا تصديقهم بما يقولون، ولا أخذ توجيهاتهم في أي شيء. ومنهم أناس عندهم بدع وأشياء لا أساس لها في الشرع المطهر، ولكنهم ليسوا كفار ولكن عندهم بدع ما أنزل لله بها من سلطان، فالواجب نصيحتهم أيضاً وتوجيههم إلى الخير، وإنكار البدع التي عندهم. أما أن يطلب منهم البركة أو من تراب حجرهم هذا منكر لا يجوز، فلم يفعل هذا الصحابة فيما بينهم -رضي الله عنهم-، وإنما كان يفعل هذا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جعل الله في جسده من البركه، فكان يأكل ....... على عرقه فيما جعل الله فيه من بركه -عليه الصلاة والسلام-، أما الناس فلا، فلم يفعلوه مع الصديق ولا مع عمر ولا مع عثمان ولا مع علي، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، فلا يجوز لأحد أن يأتي الصوفي الفلاني أو الشيخ الفلاني يطلب بركة ثيابه أو بركة شعره أو بركة ........ كل هذا منكر لا يجوز، إذا اعتقد أنه ينفعه ويضره أو أنه يحصل به بركه بهذا الشيء هذا خطر عظيم، وقد يصل به إلى الشرك إذا طلب البركة منه، واعتقد أنه ينفع ويضر من دعاه أو من طلب منه، أو أنه استغاث ليشفي مرضاه، أو أنه يطلب منه الشفاء لمرض، أو ما أشبه ذلك، كان هذا من الشرك الأكبر. فالحاصل أن طلب البركة من هؤلاء أودعائهم أو الاستغاثة بهم أو اعتقاد أنهم يشفون المرضى وينفعون غيره أو يضرون بشرهم كل هذا من المنكرات العظيمة، بل من المنكرات الشركية. أما أولياء الله: هم المؤمنون المتقون المطيعون لله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله، ليسوا أهل البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى؛ لأنهم وحدوا الله، واتبعوا سبيله، وساروا على نهج نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، هؤلاء هم أولياء الله، وليسوا هم الصوفية، ولكنهم المتقون قال الله -تعالى-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ[يونس: 62-63]، الآيتين من سورة يونس، هؤلاء هم أولياء الله أهل الإيمان والتقوى الذين آمنوا بالله ورسوله، ووحدوا الله، وعبدوه وحده، ولم يعبدوا أهل القبور، ولم يستغيثوا بهم، ولم ينذروا لهم، بل عبدوا الله وحده، وساروا على نهج نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فأدى فرائض الله، وتركوا محارم الله، ووقفوا عند حدود الله، هؤلاء هم أولياء الله، وإن كانوا فقراء، وإن كانوا عمالاً يعملون عند الناس لطلب الرزق، وإن كانوا يبيعون ويشترون في الأسواق ما عندهم تصوف، هؤلاء هم أولياء الله، وقال تعالى في سورة الأنفال: وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ[الأنفال: 34]، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الأيمان، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، وتركوا ما نهى الله ورسوله، ووحدوا الله وعبدوه -جل وعلا-. أما الصوفية فهم أقسام وهم يشتركون في البدعة، ولكنهم أقسام في الأحكام منهم الكافر ومنهم المبتدع الضال الذي يجب الحذر منه ونصيحته والتنبيه على بدعته، وكلهم مشتركون في البدع، لأنهم أحدثوا بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب الحذر منهم وعدم الاغترار بهم، وعدم زيارتهم لأخذ دعائهم، أو التبرك بهم، أو أخذ توجيهاتهم، أونحو ذلك، وإن أمكنه أن ينصحهم، وأن يوجههم إلى الخير، وأن ينكر عليهم بدعهم فليفعل ذلك، والله المستعان. فهمت سماحة الشيخ أن الصوفية ليسوا جميعاً على الباطل. أنواع لكن يشتركون في البدعة. |
2.
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله هناك طريقة استحدثت تسمى بالبرهانية، تابعة لرجل يدعى محمد عثمان البرهاني، وهذه الطريقة تؤول القرآن العظيم، وهي سريعة الانتشار، فما حكم الشرع في هذه الطريقة، وهل هي كافرة أم كما تدعي هي أنها هي الفرقة الناجية، وما الأدلة الشرعية في تكفيرها إذا كانت كافرة؟ وجهونا جزاكم الله خيراً. جميع الطرق الصوفية، البرهانية والشاذلية وغير ذلك من الطرق الصوفية والتيجانية كلها خطيرة، يجب الحذر منها والبعد منها، وعدم الثقة بها وهم أقسام منهم الكافر ومنهم غير الكافر فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن الكتب الصوفية وقراءتها لأنها تضره وفيها من الباطل والشر الشيء الكثير فينبغي لك يا عبد الله أن تبتعد عنها وأن تقرأ كتب أهل السنة والجماعة التي فيها الخير وفيها بيان ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفيها الكفاية، وفي الإقبال على القرآن وعلى الإكثار من تلاوته وتدبر معانيه الخير الكثير والسعادة وفي كتب السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير والبركة فإن السنة تشرح القرآن وتفسر معناه وتبين ما أشكل على طالب العلم من ذلك، فالله أنزل الكتاب هدى للناس كما قال عز وجل: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )(الإسراء: من الآية9). ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ)(فصلت: من الآية44). وقال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: من الآية89). وقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(ص:29). وقال عز وجل: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155). والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ما قد يشكل علينا وأوضح للأمة ما يحتاجون إليه، فعليك يا عبد الله أن تكتفي بما جاء به الكتاب والسنة وأن تبتعد عن الكتب التي فيها الخرافات والضلالات والبدع من كتب الصوفية وغيرها مما جمعه الكفرة أو المتكلمون أو أصحاب الطرق المنحرفة فإن فيها من الشر والبلاء والمخالفة عن شرع الله ما يضر العبد إذا تمسك به أو أخذ به أو قرأه وهو على غير بصيرة نسأل الله السلامة. |
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله سائل من سوريا يقول : يوجد ناس عندنا يقولون إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء غيره من الشيوخ المعروفين عندنا، ويأتون يسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رءوسهم من حرير، في أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم أرضيتهم، وإذا لم تعطهم غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديد في بطونهم وفي رءوسهم؟
هؤلاء من بعض الطوائف التي تسمى الصوفية. وهؤلاء يلعبون على الناس ويخدعونهم، بزعمهم أنهم أولاد فلان أو فلان، ويزعمون أنهم يستحقون على الناس المساعدة، وهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل وتأديبهم عليه من جهة الدولة، لما في ذلك من كف شرهم عن الناس على السؤال بهذه الطريقة المنكرة. ولا يعطى مثل هؤلاء لأن عطاءهم يشجعهم.. وإذا ضربوا أنفسهم فلا حرج عليك من ذلك، وإنما الحرج عليهم. والواجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل المنكر. وهو من التشويش والتلبيس الذي يخدعون به الناس، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزيين من الشيطان، وتلبيس منه، وهو ما يسمى بالتغمير، وهو من أنواع السحر، يفعلون هذا الشيء في رأي الناظر، وهم لا يفعلونه في الحقيقة، ولو فعلوه حقيقة لضرهم. لأن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه، ولكنهم يسحرون العيون بما يفعلون، كما ذكر الله عن سحرة فرعون، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ[1]، وقال تعالى في سورة طه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى[2]، فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا مثل هؤلاء؛ لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم. فالواجب منع هؤلاء والقضاء على منكرهم هذا، وحسم مادتهم بالأدب البليغ، أو السجن من جهة الدولة، حتى يرتدعوا عن هذا العمل.. وفق الله قادة المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده. [1] سورة الأعراف الآية 116. [2] سورة طه الآيتان 65 ، 66. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث. |
الساعة الآن 11:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.