منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 02-20-2012 06:14 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
_…ـ-*™£ لحظات الشروق والغروب £™*-ـ…_
إن لحظات الغروب والشروق مما اهتم بها الشارع من خلال نصوص كثيرة
إذ أنها بدء مرحلة وختم مرحلة وصعود للملائكة بكسب العبد خيرا كان أو شرا وهو الذي يتحول إلى طائر يلزم عنق الإنسان كما يعبر عنه القرآن الكريم
فهي فرصة جيدة لتصحيح قائمة الأعمال قبل تثبيتها ( استغفارا ) منها أو تكفيراً عنها
وللعبد في هذه اللحظة وظيفتان :
الأولى :
( استذكار ) نشاطه في اليوم الذي مضى ومدى مطابقته لمرضاة الرب
والثانية :
( التفكير ) فيما سيعمله في اليوم الذي سيستقبله
ولو استمر العبد على هذه الشاكلة - مستعينا بأدعية وآداب الوقتين - لأحدث تغييرا في مسيرة حياته تحقيقا لخير أو تجنيبا من شر .

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2012
الاثنين 28 ربيع الأول 1433هج

حميد درويش عطية 02-21-2012 06:45 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
_…ـ-* الصَّفاتُ الكامِنة ُ *-ـ…_
إن من شؤون المراقبة اللازمة لصلاح القلب ملاحظة الصفات ( القلبية ) المهلكة كالحسد والحقد والحرص وغير ذلك .
فان أثر هذه الصفات الكامنة في النفس - وان لم ينعكس خارجا - إلا أنه قد لا يقل أثرا من بعض الذنوب الخارجية في ( ظلمة ) القلب .
وليعلم أنه مع عدم استئصال أصل هذه الصفة في النفس فان صاحب هذه الصفة قد ( يتورّط ) في المعصية المناسبة لها في ساعة الغفلة .
أو عند هيجان تلك الحالة الباطنية كالماء الذي أثير عكره المترسب .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2012
الثلاثاء 29 ربيع الأول 1433هج

حميد درويش عطية 02-22-2012 04:37 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif

حميد درويش عطية 02-22-2012 05:00 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
_…ـ-* برمجة اليوم *-ـ…_
إن على العبد أن ( يبرمج ) ساعات اليوم من أول اليوم إلى آخره فيما يرضي المولى جل ذكره
مَثَله في ذلك كمَثَل ( الأجير ) الذي لا بد وأن يُرضي صاحبه من أول الوقت إلى آخره فيما أراده منه
فإذا أحس العبد بعمق هذه ( المملوكية ) لاعتبر تفويت أية فرصة من عمره بمثابة إخلال الأجير بشروط هذه الأجرة المستلزم للعقاب أو العتاب
وبمراجعة ما كتب في أعمال اليوم والليلة تتبين لنا رغبة المولى في ذكر عبده له في جميع تقلباته
حتى وكأن الأصل في الحياة هو ذكر الحق إلا ما خرج لضرورة قاهرة أو لسهو غالب .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
22 - 2 - 2012
الأربعاء 30 ربيع الأول 1433هج

حميد درويش عطية 02-23-2012 06:58 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif

حميد درويش عطية 02-24-2012 04:25 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
خلود المنتسب إلى الحق
إن مما يوجب الخلود والأبديّة للأعمال الفانية هو ( انتسابها ) للحق المتصف بالخلود والبقاء
فمن يريد تخليد عمله وسعيه فلا بد له من تحقيق مثل هذا الانتماء الموجب للخلود
فلم تكتسب الكعبة - وهي الحجارة السوداء - صفة الخلود كبيت لله تعالى في الأرض إلا بعد أن انتسبت للحق
ولم يكتب الخلود لأعمال إيراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام ) في بناء بيته الحرام إلا بعد أن قبل الحق منهما ذلك
وهكذا الأمر في باقي معالم الحج التي يتجلى فيها تخليد ذكرى إبراهيم الخليل ( عليه السلام )
والأعمال ( العظيمة ) بظاهرها والخالية من هذا الانتساب حقيرة فانية كالصادرة من الظلمة وأعوانهم
سواء في مجال عمارة المدن أو فتح البلاد أو بث العلم أو بناء المساجد أو غير ذلك .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
24 - 2 - 2012
الجمعة 2 ربيع الثاني 1433هج


حميد درويش عطية 02-25-2012 04:34 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
قوارع القرآن
كثيرا ما يخشى الإنسان على نفسه الحوادث غير ( المترقبة ) في نفسه وأهله وماله
فيحتاج دائما إلى ترس يحميه من الحوادث قبل وقوعها ومن هنا تتأكد الحاجة لالتزام المؤمن بأدعية الأحراز الواقية من المهالك .
وهي قوارع القرآن التي من قرأها ( أمِـنَ ) من شياطين الجن والإنس : كآية الكرسي والمعوذات وآية الشهادة والسخرة والملك .
فإن دفع البلاء قبل إبرامه وتحقـقه أيسر من رفعه بعد ذلك , وقد ورد :
( أنه ليس من عبد إلا وله من الله حافظ وواقية يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خلـيّا بينه وبين كل شيء )
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
25 - 2 - 2012
السبت 3 ربيع الثاني 1433هج

حميد درويش عطية 02-26-2012 10:01 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
مرحلة الاصطفاء
قد يصل العبد بعد مرحلة طويلة من ( المجاهدة ) في طريق الحق إلى مرحلة ( الاصطفاء ) الإلهي له
ومن مميزات هذه المرحلة أن العبد يعيش فيها حالة القرب الثابت من الحق - حتى مع عدم بذل جهد مرهق - في هذا المجال
فهو يعيش حالة حضور ( دائم ) بين يدي المولى سبحانه
إذ العالم كله محضر قدسه بكل ما في هذا الحضور من آداب الضيافة الربوبية التي لم تتم لولا دعوة الحق المتعال عبده إلى نفسه اكراما وحبـّا له
وقد روي أن موسى ( عليهِ السلام ) سأل ربه :
يارب وددت أن أعلم من تحب من عبادك فأحبه
فأجابه الجليلُ سبحانه :
( إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبه )
والتأمل في هذا المضمون النادر يفتح آفاقاً للذاكر وخاصة في بداية الطريق .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2012
الأحد 4 ربيع الثاني 1433هج


ماجدة الخطيب 02-26-2012 12:02 PM

ما أجمل هذا الكلام الذي يجعلنا نتقرّب به إلى ربّ العالمين
بوركت جهودك
ووفقك للخير الدّائم

محمد الصالح منصوري 02-26-2012 02:04 PM

ومضات جليلة تأخذ بيد المرء لسلوك الطريق القويم
جزاك الله عنا الفردوس الأعلى
تحيتي وتقديري

حميد درويش عطية 02-26-2012 02:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجدة الخطيب (المشاركة 107077)
ما أجمل هذا الكلام الذي يجعلنا نتقرّب به إلى ربّ العالمين
بوركت جهودك
ووفقك للخير الدّائم

جوزيتِ خيرا ً أختي الفاضلة ماجدة الخطيب
جعلَنا اللهُ المولى الكريم سبحانهُ وإيّاكِ
من المؤمنينَ بالواحد الأحد والمعتقدينَ بوحدانيتهِ لا شريكَ له
تحيتي لكِ وتقديري
حميد

عاشق العراق
26 - 2 - 2012
الأحد 4 ربيع الثاني 1433هج

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 02-26-2012 02:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح منصوري (المشاركة 107082)
ومضات جليلة تأخذ بيد المرء لسلوك الطريق القويم
جزاك الله عنا الفردوس الأعلى
تحيتي وتقديري

كم أنا سعيدٌ بمرورِكَ العَطِر أخي الفاضل محمد الصالح منصوري
و تقييمِكَ لهذهِ الومضات المشرقة
أسألُ اللهَ تعالى أنْ يهدينا جميعا ً وَيُوفِّقَنا
ويَأخُذَ بأيدينا لما يُحِبُّهُ ويَرْضاهُ
تحياتي
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2012
الأحد 4 ربيع الثاني 1433هج

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 02-27-2012 03:59 PM

الأدب الباطني للأكل
إن للأكل آدابا كثيرة مذكورة في محلها إلا أن من أهم آدابه شعور الإنسان العميق ( برازقية ) المنعم الذي أخرج صنوفا شتى من أرض تسقى بماء واحد
فمن اللازم أن ينتابه شعور بالخجل والاستحياء من تواتر هذا الإفضال رغم عدم القيام بما يكون شكرا لهذه النعم المتواترة
ومن الغريب أن الإنسان يحس عادة بلزوم الشكر والثناء تجاه المنعم الظاهري - وهو صاحب الطعام - رغم علمه بأنه واسطة في جلب ذلك الطعام ليس إلاّ
أوَ لا يجب انقداح مثل هذا الشعور - بل أضعافه بما لا يقاس - بالنسبة إلى من أبدع خلق ( الطعام ) بل خلق من أعده من ( المخلوقين ) ؟!.
حميد
عاشق العراق

27 - 2 - 2012

الاثنين 5 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 02-28-2012 04:44 AM

كثيرا ما يحس الإنسان بإحساس غير حسن تجاه أخيه المؤمن وليس لذلك في كثير من الأحيان منشأ عقلائي إلا ( وسوسة ) الشيطان .
و ( استيلاء ) الوهم علي القلب القابل لتلقّي الأوهام .
وللشيطان رغبة جامحة في إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين معتمدا على ذلك ( الوهم ) الذي لا أساس له .
ومن هنا جاءت النصوص الشريفة التي تحث على وضع فعل المؤمن على أحسنه وألا نقول إلا التي هي احسن وان ندفع السيئة بالحسنة
وأن نعطي من حرمنا ونصل من قطعنا ونعفو عمن ظلمنا وغير ذلك من النصوص الكثيرة في هذا المجال .
حميد
عاشق العراق

28 - 2 - 2012
الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 02-29-2012 06:11 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
وظيفة الداعي
ليس المهم في دعوة العباد إلى الله تعالى كسب العدد والتفاف الأفراد حول الداعي وإنما المهم أن يرى المولى عبده ساعياً مجاهداً في هذا المجال
وكلما اشتدت ( المقارعة ) مع العباد كلما اشتد ( قرب ) العبد من الحق وإن لم يثمر عمله شيئا في تحقيق الهدى في القلوب
فهذا نوح ( عليه السلام ) من الرسل أولي العزم لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فما آمن معه إلا قليل
بل من الممكن القول بأن دعوة الأنبياء والأوصياء لم تؤت ثمارها الكاملة كما ارادها الله تعالى لهم
فالمهم في الداعي إلى سبيل الحق ( عرض ) بضاعة رابحة ولا يهمه من المشتري .
وما قيمة البضاعة الفاسدة وإن كثر مشتروها ؟!
أضف إلى كل ذلك أن أجر الدعوة ودرجات القرب من الحق المتعال ، لا يتوقف على التأثير الفعلي في العباد .
حميد
عاشق العراق
29 - 2 - 2012
الأربعاء 7 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 03-02-2012 04:09 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
هدر العمر بالنوم
إن النوم من الروافد الأصلية التي ( تستنـزف ) نبع الحياة ومن هنا ينبغي السيطرة على هذا الرافد لئلا يهدر رأسمال العبد فيما لا ضرورة له
ولذا ينبغي التحكم في أول النوم وآخره ووقته المناسب وتحاشي ما يوجب ثقله
والملفت في هذا المجال أن الإنسان كثيرا ما يسترسل في نومه الكاذب إذ حاجة بدنه الحقيقية للنوم اقل من نومه الفعلي
فلو ( غالب ) نفسه وطرد عن نفسه الكسل وهجر الفراش كما يعبر القران الكريم :( تتجافى جنوبهم عن المضاجع )
فانه سيوفّر على نفسه ساعات كثيرة فيما هو خير له و أبقى . وقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) أنه قال :
( من كثر في ليله نومه فاته من العمل ما لا يستدركه في يومه )
و
( بئس الغريم النوم يفني قصير العمر ويفوّت كثير الأجر )
حميد
عاشق العراق
2 - 3 - 2012
الجمعة 9 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-03-2012 03:40 AM

http://mazika2day.com/images/images/...9069419966.gif
الفراق والوصل
إن في الفراق رجاء ( الوصل ) وخاصة إذا اشتد ألم الفراق وطال زمان الهجران وفي الوصل خوف ( الفراق ) وخاصة مع عدم مراعاة آداب الوصل بكاملها .
ومن هنا كانت حالة الفراق لديهم في بعض الحالات أرجى من حالة الوصل إذ عند الوصل تعطى الجائزة ( المقدرة ) بينما عند الفراق يعظم السؤال فيرتفع قدر الجائزة فوق المقدر .
وعند الوصل حيث الإحساس بالوصول إلى شاطئ الأمان ( يسكن ) القلب ويقل الطلب وعند الاضطراب في بحر الفراق يشتد التضرع والأنين
وعليه فليسلم العبد فصله ووصله للحكيم الذي يحكم بعدله في قلوب العباد ما يشاء و كيف يشاء .
حميد
عاشق العراق
3 - 3 - 2012
السبت 10 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif



حميد درويش عطية 03-04-2012 03:31 AM

http://mazika2day.com/images/images/...9069419966.gif

العداء المتأصل
إن القرآن الكريم يدعونا لاتخاذ موقع العداء من الشياطين
وليس المطلوب هو العداء ( التعبدي ) فحسب بل العداء ( الواعي ) الذي منشأه الشعور بكيد العدو وتربّصه الفرص للقضاء على العبد

خصوصا مع الحقد الذي يكنّه تجاه آدم وذريته إذ كان خلقه بما صاحبه من تكليف بالسجود مبدأ لشقائه الأبدي
وكأنه بكيده لبنيه يريد أن ( يشفي ) الغليل مما وقع فيه .
وشأن العبد الذي يعيش هذا العداء المتأصل شأن من يعيش في بلد هدر فيها دمـه
فكم يبلغ مدي خوفه وحذره ممن يطلب دمه بعد هدره له ؟!.
حميد
عاشق العراق
4 - 3 - 2012
الأحد 11 ربيع الثاني 1433
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-05-2012 03:52 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
مؤشر درجة العبد
لو اعتبرنا أن هناك ثمة مؤشر يشير إلى حالات تذبذب الروح تعاليا وتسافلاً فإن المؤشر الذي يشير إلى درجة الهبوط الأدنى للروح هو الذي يحدد المستوى الطبيعي للعبد في درجاته الروحية
فدرجة العبد هي الحد ( الأدنى ) للهبوط لا الحد ( الأعلى ) في الصعود إذ أن الدرجة الطبيعية للعبد تابعة لأخس المقدمات لا لأعلاها .
فإن التعالي استثناء لا يقاس عليه بينما الهبوط موافق لطبيعة النفس الميالة للّعب واللهو .
فهذه هي القاعدة التي يستكشف بها العبد درجته ومقدار قربه من الحق تعالى .
وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أنه قال :
( من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده )
وبذلك يدرك مدى الضعف الذي يعيشه وهذا الإحساس بالضعف بدوره مانع من حصول العجب والتفاخر بل مدعاة له للخروج منه إلى حيث القدرة الثابتة المطردة .
حميد
عاشق العراق
5 - 3 - 2012

الاثنين 12 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 03-06-2012 03:50 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
مجالس اللهو والحرام

إن بعض المجالس التي يرتادها العبد يكون في مظان اللهو أو الوقوع في الحرام كالأعراس والأسواق والجلوس مع أهل المعاصي .
ومن هنا لزم على المؤمن أن ( يهيئ ) نفسه لتحاشي المزالق قبل ( التورط ) فيما لو اضطر إلى الدخول فيها .
وليُعلم أن الجالس مع قوم إنما يبذل لهم ما هو أهم من المال وهي اللحظات التي لا تثمن من حياته فكما يبخل الإنسان بماله فالأجدر به أن يبخل ببذل ساعات من عمره للآخرين من دون عوض .
وتعظم ( المصيبة ) عندما يكون ذلك العوض هو ( تعريض ) نفسه لسخط المولى جل ذكره فكان كمن بذل ماله في شراء ما فيه هلاكه .
وأشد الناس حسرة يوم القيامة من باع دينه بدنيا غيره .
حميد
عاشق العراق
6 - 3 - 2012
الثلاثاء 13 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-07-2012 05:23 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
منبّهية الآلام الروحية
كما أن الآلام ( العضوية ) منبهة على وجود العارض في البدن فكذلك الآلام (الروحية ) الموجبة لضيق الصدرمنبّهة على وجود عارض البعد عن الحق .
كما انه بذكر الله تعالى ( تطمئن ) القلوب فكذلك بالإعراض عنه ( تضيق ) القلوب بما يوجب الضنك في العيش
فيكون صاحبه كأنما يصّـعد في السماء والمتحسس لهذا الألم أقرب إلى العلاج قبل الاستفحال .
والذي لا يكتوي بنار البعد عن الحق - كما هو شان الكثيرين - يكاد يستحيل في حقه الشفاء إلا في مرحلة :
( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )
وعندئذ لا تنفعه هذه البصيرة المتأخرة عن وقت الحاجة .
حميد
عاشق العراق

7 - 3 - 2012

الأربعاء 14 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-08-2012 04:56 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
آيات لأولي الألباب
إن التأثر ( بآيـتيّة ) الآيات متوقف على وجود ( اللّب ) المدرك لها ..
فالآية علامة لذي العلامة والذي لا يعرف لغة العلامة كيف يتعرّف على ذي العلامة ؟!
فمَثَل الباحثين في الطبيعة والغافلين عن الحق كمَثَل من يحلل اللوحة الجميلة إلى أخشاب وألوان .
فتراهم يرهقون أنفسهم في البحث عن مادة اللوحة وألوانها ولا يدركون شيئا من جمال نفس اللوحة ولا جمال مصورها وليس ذلك إلا لانتفاء اللبّ فيهم إذ :
( ان في ذلك لآيات لأولي الألباب )
فعيونهم المبصرة والآلة الصماء التي يتم بها الكشف والاختراع على حد سواء ، في انهما لا يبصران من جمال المبدع شيئا .
حميد
عاشق العراق
8 - 3 - 2012

الخميس 15 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-09-2012 04:39 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
التسمية نوع استئذان
إن التسمية قبل الفعل من الأكل وغيره نوع ( استئذان ) من العبد في التصرف فيما يملكه الحق وإن كان الأمر حقيرا عند العبد فالأمر في جوهره وعند أهله المستشعرين للطائف العبودية

يتجاوز مرحلة الاستحباب وهكذا الأمر في جميع الحركات المستلزمة للتصرف في ملك من أمـلاك المولى جل ذكره
ولهذا فإن كل عمل غير مبدوء بـ( بسم الله ) فهو أبترإذ كيف يبارك المولى في عبد لا ينسب عمله إليه ولا يصدر منطلقا من رضاه بل يتصرف في ملكه من دون ( إحراز ) رضاه ؟!
حميد
عاشق العراق
9 - 3 - 2012
الجمعة 16 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-10-2012 04:46 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الإعراض بعدَ الإدبار
لابد من المراقبة الشديدة للنفس بعد حالات الإقبال وخاصة الشديدة منها وذلك لأن ( الإعراض ) المفاجئ باختيار العبد بعد ذلك الإقبال
يُـعد نوع ( سوء ) أدب مع المولى الذي منّ على عبده بالإقبال وهو الغني عن العالمين .
ولطالما يتفق مثل هذا الإقبال في ملأ من الناس بعد ذكر لله تعالى وعند الفراغ من ذلك يسترسل العبد في الإقبال على الخلق فيما لا يرضي الحق :
من لغو في قول أو ممقوت من مزاح أو وقوع في عرض مؤمن أو غير ذلك .
ومثل هذا الإدبار الاختياري قد ( يحرم ) العبد نعمة إقبال الحق عليه مرة أخرى وهي عقوبة قاسية لو تعقّلها العبد .
نعم قد يتفق الإدبار المفاجئ مع عدم اختيار العبد دفعا للعجب عنه وتذكيرا له بتصريف المولى جل ذكره لقلب عبده المؤمن كيفما شاء .
حميد
عاشق العراق
10 - 3 - 2012
السبت 17 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-11-2012 05:16 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
القلبُ حَرَمُ اللهِ تعالى
إن اشتغال القلب بغير الله تعالى مذموم حتى عند الاشتغال ( بالصالحات ) من الأعمال كقضاء حوائج الخلق وأشباهه .
فقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
{ القلب حرم الله تعالى فلا تُدخل حرم الله غير الله }
فالمطلوب من العبد أن لا يذهل عن ذكر مولاه وإن اشتغلت الجوارح بعمل قربي لله فيه رضاً .
فإن ( حسن ) اشتغال الجارحة بالعبادة لا ( يجبر ) قبح خلو الجانحة من ذكر الحق فلكل من الجوانح والجوارح وظائفهما اللائقة بهما وحساب كل منهما بحسبه فقد يثاب احداهما ويعاقب الأخرى
والخلط بينهـما مزلق للأولياء عظيم .
وهذا الأمر وإن بدا الجمع بينهما صعبا إلا إنه مع المزاولة والمصابرة يتم الجمع بين المقامين
حميد
عاشق العراق
11 - 3 - 2012
الأحد 19ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-12-2012 04:33 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
تصريف الحق للأمور
يتولى الحق تعالى تصريف( جزئيات ) عالم الخلق إذ ما تسقط من ورقة إلا بعلمه ولولا الإذن لما تحقق السقوط الذي تعلق به العلم فكذلك الأمر فيمن( شملته ) يد العناية الإلهية فيتولى الحق تعالى تصريف شؤونه في كل صغيرة وكبيرة .

ومن هنا أُمر موسى ( عليه السلام ) بالرجوع إلى الحق حتى في ملح عجينه وعلف دابته .
ومن المعلوم أن هذا الإحساس ( يعمّق ) الود بين العبد وربه ناهيك عما يضفيه هذا الشعور من سكينة واطمئنان على مجمل حركته في الحياة .
ومن هنا ينسب الحق أمور النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) من الطلاق والزواج إلى نفسه فيقول :
( عسى ربه إن طلقكن )
( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها ) .
حميد
عاشق العراق

11 - 3 - 2012
الاثنين 19 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-13-2012 04:11 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الأجر الجزيل على القليل
قد يستغرب البعض من ترتب بعض ما روي من ( عظيم ) الثواب على اليسير من العبادة .

ولو كان هذا الاستغراب بمثابة عارض أوّلى لا قرار له في النفس لهان الأمرولكن الجاد في استغرابه فإنما هو قاصر :
إمّا في إدراك ( قدرة ) المولى على استحداث ما لم يخطر على قلب بشر بمقتضى إرادته التكوينية المنبعثة من الكاف والنون ،
أو في إدراك مدى ( كرمه ) وسعة تفضله الذي استقامت به السموات والأرض .
فمن يجمع بين القدرة القاهرة و العطاء بلا حساب فإنه لا يعجزه الأجر الذي لا يقاس إلى العمل .
إذ الثواب المبذول إنما هو اقرب للعطايا منه إلى الأجور .
وليعلم أخيرا أن نسبة قدرة الحق المتعال إلى الأمر - الحقير والجليل - على حد سواء .
فلماذا العجب بعد ذلك ؟! .
حميد
عاشق العراق
13 - 3 - 2012
الثلاثاء 20 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-14-2012 03:55 PM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
أمارة التسديد
من أمارات الصلاح في الطريق الذين يسلكه العبد هو إحساسه (بالارتياح ) وانشراح الصدر مع استشعاره للرعاية الإلهية المواكبة لسيره في ذلك الطريق وقلب المؤمن خير دليل له في ذلك .
وحالات ( الانتكاس ) والتعثر والفشل والإحساس ( بالمـلل ) والثقل الروحي مع الفرد الذي يتعامل معه أو النشاط الذي يزاوله قد يكون إشارة على مرجوحية الأمر .
ولكنه مع ذلك كله فإن على العبد أن يتعامل مع هذه العلامة بحذرلئلا يقع في تلبيس الشيطان .
حميد
عاشق العراق
14 - 3 - 2012
الأربعاء 21 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-15-2012 05:11 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
ملكوت الصلاة
إن الصلاة مركب اعتباري ركب أجزاءه العالم بمواقع النجوم
فالحكيم الذي وضع الأفلاك في مسارها هو الذي وضع أجزاء هذا المركّب في مواقعها ولهذا كان ( الإخلال ) العمدي بظاهرها مما يوجب عدم سقوط التكليف لعدم تحقق المركب بانتفاء بعض أجزائه
وليعلم أن بموازاة هذا لمركب الاعتباري ( الظاهري ) هنالك مركب اعتباري ( معنوي) يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة
فالذي يأتي بالظاهر خاليا من الباطن فقد أخل بالمركب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه
ومن هنا صرحت الروايات بحقيقة :
(أنه ما لك من صلاتك إلا ما أقبلت فيها بقلبك )
حميد
عاشق العراق
15 - 3 - 2012
الخميس 22 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-16-2012 04:25 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الطهارة الظاهرية والباطنية
أكد المشرع الحكيم على طهارة البدن والساتر والأرض في حال الصلاة ، التي هي أرقى صور العبودية للحق المتعال ، كما يفهم من خلال جعلها عمودا للدين ومعراجا للمؤمن
ولعل الأقرب إلى تحقيق روح الصلاة هو الاهتمام بتحقيق الطهارة ( الداخلية ) في جميع أبعاد الوجود بل هجران الرجز لا تركه فحسب لقوله تعالى :
{ والرجز فاهجر }
فالهجران نوع قطيعة مترتبة على بغض المهجور المنافر لطبع المقاطع له
فالمتدنس ( بباطنه ) لا يستحق مواجهة الحق وان تطهّر بظاهره حيث أن المتدنس جهلا وقصورا لا يؤذن له باللقاء وان اُعذر في فعله .
كما أن المتدنس ( بظاهره ) لا يؤذن له بمواجهة السلطان وإن كان جاهلا بقذارته
حميد
عاشق العراق

16 - 3 - 2012
الجمعة 23 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-17-2012 03:33 PM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الصورة الذهنية الكاذبة
إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة التي لا تطابق الواقع غالبا لتلك اللـذة .
والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين :
( اللهم أرنا الأشياء كما هي ).
ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق
كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه .
ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون !
أما النفوس المطمئنة بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها بل وجود لذائد أخري ما وراء تجارب المعاناة والإحباط
لاكتشافهم الجديد الباقي لحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس ففي غنى عن حتى في عالم اللذات إذ أن كل نعيم دون الجنة مملول .
حميد
عاشق العراق
17 - 3 - 2012
السبت 24 ربيع الثاني 1433هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 03-18-2012 03:50 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الخسارة الدائمة
إن الإنسان يعيش حالة خسارة دائمة إذ أن كل نَفَس من أنفاسه ( قطعة ) من عمره فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة لذهب ( سدىً ) بل أورث حسرة وندامة .
ولو عاش العبد حقيقة هذه الخسارة لانتابته حالة من الدهشة القاتلة فكيف يرضى العبد أن يهدر في كل آن ما به يمكن أن يكتسب الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟!.
وقد ورد في الحديث :
( خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من الله عز وجل )
والملفت حقا في هذا المجال أن كل آن من آناء عمره حصيلة تفاعلات كبرى في عالم الأنفس والآفاق إذ أن هذا النظم المتقن في كل عوالم الوجود كقوانين السلامة في البدن و تعادل التجاذب في الكون هو الذي أفرز السلامة والعافية للعبد كي يعمل فما العذر بعد ذلك ؟!
وإيقاف الخسارة في أية مرحلة من العمر هوَ ربح في حد نفسه لا ينبغي تفويته فلا ينبغي ( التقاعس ) بدعوى فوات الأوان ومجمل القول :
أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما .


http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
18 - 3 - 2012
الأحد 25 ربيع الثاني 1433هج

حميد درويش عطية 03-19-2012 05:17 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
أدنى الحظوظ وأعلاها
لكل من القلب والعقل والبدن حظّه من العبادة نظرا لتفاعله الخاص به فللأول ( المشاعر ) وللثاني ( الإدراك ) وللثالث ( الحركة ) الخارجية .
وأدنى الحظوظ إنما هو للبدن لأنها أبعد الأقمار عن شمس الحقيقة الإنسانية .
وقد انعكس الأمر عند عامة الخلق فصرفوا جُلّ اهتمامهم في العبادة إلى حظ البدن فوصل بهم إلى حد الوسوسة المخرجة لهم عن روح العبادة التي أرادها المولى منهم مهملين بذلك أمر اللطيفة الربانية المودعة فيهم .
ومن هنا لا نجد لعباداتهم كثير أثر يذكر غير الإجراء وعدم لزوم القضاء .
ومن المعلوم أن هذا الأُنس الظاهري بالعبادة متأثر بطبيعة النفس التي تتعامل مع الحقائق من خلال مظاهرها المادية
وليست لها القدرة من دون مجاهدة على شهود الحقائق بواقعيتها ومن هنا عُلم منـزلة إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) الذي أراه الحق ملكوت السماوات والأرض .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
19 - 3 - 2012
الاثنين 26 ربيع الثاني 1433هج


حميد درويش عطية 03-21-2012 04:02 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
مخالفة النفس فيما تهوى
إن مخالفة النفس فيما تهوى وتكره لمن أهم أسس التزكية وخاصة عند ( إصرار ) النفس على رغبة جامحة في مأكل أو ملبس أو غير ذلك .
فان الوقوف أمام النفس ولو في بعض الحالات ضروري لتعويد النفس على التنازل عن هواها لحكم العقل ولإشعارها أن للعقل دوره الفعّال في إدارة شؤون النفس بتنصيب من المولى الذي جعل العقل رسولاً باطنياً .

وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
( إذا صعبت عليك نفسك فاصعب لها تذلّ لك )

ومن الملحوظ إحساس العبد ( بهالة ) من السمو والعزة عند مخالفة شهوة من الشهوات وهذه الحالة جائزة معجلة في الدنيا قبل الآخرة إذ يجد حلاوة الإيمان في قلبه .
هذه الحلاوة تجبر حرمان النفس من الشهوة العاجلة بل يصل الأمر إلى أن يعيش الإنسان حالة التلذذ في ترك اللذائذ لما فيها من السمو والتعالي عن مقتضيات الطبع

بل يصل الأمر عند الكمّلين إلى مرحلة يتلذذون فيها ( برضا ) الحق عنهم حين تلذذهم بالمباحات أكثر من تلذذهم ( باللذة ) نفسها .
فمثلا يرون أن لذة رضا المولى على عبده بالزواج ألذ لديهم من عملية المعاشرة نفسها
وهذا معنىً لا يوفق له إلا ذو حظ عظيم .

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
21- 3 - 2012
الأربعاء 28 ربيع الثاني 1433هج


حميد درويش عطية 03-21-2012 04:27 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
التجلي في الآفاق والأنفس
لقد تجلّى الحق في عالم ( الآفاق ) فأوجد هذا النظام المتقن الذي أذهل أرباب العقول على مر العصور .
فكيف إذا أراد الحق أن يتجلى لعبده في عالم ( الأنفس ) فيمن أراد سياسته وتقويمه ؟!
ولئن كانت العجائب لا تعد في عالم الآفاق فان العجائب لا تدرك في عالم الأنفس !!
ولا عجب في ذلك فإن المبدع في عالم الآفاق هو بنفسه المبدع في عالم الأنفس بل اكثر تجليـّا فيها لأنها ( عرش ) تجليه الأعظم .
فالمهم في العبد أن يعّرض نفسه لهذه النفحات حتى يصل إلى مرحلة :
( عبدي أطعني تكن مَثَلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون ).

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
21- 3 - 2012
الأربعاء 28 ربيع الثاني 1433هج

حميد درويش عطية 03-22-2012 03:38 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
المال آلة اللذائذ
إن المال آلة لكسب اللذائذ فالذي لا تأسره لذائذ المادة لا يجد في نفسه مبررا للحرص والولع في جمعه كما هو الغالب على أهل اللذائذ لأن لذائذهم لا تشترى إلا بالمال كلذة البطن والفرج وهو المتعالي عن تلك اللذائذ .
وبهذا ( التعالي ) النفسي يكون قد خرج من أسر عظيم وقع فيه أهل الدنيا .
وأما الذي ( ترقّى ) عن عالم اللذائذ الحسية فإن له شغلا ً شاغلا ً عن جمع المال بل عن الالتفات إليه إذ أن من لا تغريه اللذة لا تغريه مادتها أي ( المال ) .
وهذه هي المرحلة التي لا يجد فيها العبد كثير معاناة في دفع شهوة المال عن نفسه إذ اللذائذ أسيرة له لا هو أسير لهـا .

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
22- 3 - 2012
الخميس 29 ربيع الثاني 1433هج

حميد درويش عطية 03-23-2012 03:45 AM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
اللقاء في الأسحار
إن القيام في الأسحار بمثابة لقاء المولى مع خواص عبيده ولهذا لا ( تتسنى ) هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين ( اللطف ) والرضا وهي الساعة التي يكاد يطبق فيها نوم الغفلة حتى البهائم .
ومن المعلوم أن نفس قيام الليل مع قطع النظر عن حالة الإقبال مكسب عظيم لما فيه من الخروج على سلطان النوم القاهر فكيف إذا اقترن ذلك بحالة الالتجاء والتضرّع ؟!
ومن هنا جعل المولى جل ذكره ( ابتعاث ) النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) المقام المحمود مرتبطا بتهجده في الأسحار رغم حيازته للملكات العظيمة الأخرى .
ويمكن القول باطمئنان أن قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصلحاء الذين يشتد شوقهم إلى الليل ترقّباً للذائذ الأسحار .
( الوُصولُ إلى اللهِ سفرٌ لا يُدركُ إلاّ بامْتطاءِ اللَّيْل ِ)
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
23 - 3 - 2012
الجمعة 1 جمادى الأولى 1433هج

حميد درويش عطية 03-24-2012 06:50 PM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
التشويش الباطني
إن من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى أن يستبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب
فإن التشويش الباطني بمثابة تحريك العصا في الماء العكرالذي يُخرجه عن صفة المرآتية للصور الجميلة والحالة تلك .
وإن استبعاد موجبات القلق يكون :
بدفعها وعدم التعرض لها ( كعدم ) الاستدانة مع العجز عن السداد .
ويكون برفعها وإزالة الموجب لهـا( كأداء ) الدين مع القدرة على أدائها .
ويكون بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز التام عن الدفع والرفع ( كالعاجز ) عن السداد بعد الاستدانة .
وتفويض الأمر في كل المراحل خصوصا الأخيرة إلى مسبِّب الأسباب من غير سبب .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
24 - 3 - 2012


حميد درويش عطية 03-25-2012 06:02 PM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
سرقة الجوهرة
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده وكلما ازدادت ( قيمتها ) كلما ازداد حرص الشياطين في( سلب ) تلك الجوهرة من يد صاحبها .
ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد .
ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
25 - 3 - 2012
الأحد 3 جمادى الأولى 1433هج

حميد درويش عطية 03-27-2012 04:59 PM

http://www.najaf.org/all/image/god2.gif
الإلتفات للمسبِّبِ لا للسَبَبِ
إن من الضروري في السعي وراء الأسباب عند الاسترزاق أو الاستشفاء أو غير ذلك الالتفات المستمر ( لمسبِّبية ) الحق للأسباب ،
إذ أن الساعي في تلك الحالة وخاصة عند الاضطراب أو الغفلة قد يكون بعيدا عن مثل هذه الالتفاتة المقدسة .
ومن الواضح أن مثل هذا الالتفات مستلزم ( لعناية ) الحق في تحقيق المسبَّب الذي يريده الساعي جريا وراء الأسباب .
إضافة إلى خروجه من صفة الغفلة التي تكاد تطبق الجميع في مثل هذه الحالات وبذلك يجمع بين ( قضاء ) الحاجة و( الارتباط ) بمسبب الأسباب في آن واحد .
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2012
الثلاثاء 5 جمادى الأولى 1433هج



الساعة الآن 12:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team