![]() |
{21} فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ
"فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَكِين" حَرِيز وَهُوَ الرَّحِم |
{22} إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ "إلَى قَدَر مَعْلُوم" وَهُوَ وَقْت الْوِلَادَة |
{23} فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ
"فَقَدَرنَا" عَلَى ذَلِكَ "فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ" نَحْنُ |
{25} أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا "كِفَاتًا" مَصْدَر كَفَتَ بِمَعْنَى ضَمَّ أَيْ ضَامَّة |
{26} أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا "أَحْيَاء" عَلَى ظَهْرهَا "وَأَمْوَاتًا" فِي بَطْنهَا |
{27} وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا "وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِي شَامِخَات" جِبَالًا مُرْتَفِعَات "وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاء فُرَاتًا" عَذْبًا |
{28} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ "وَيَلِ يَوْمئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ" وَيُقَال لِلْمُكَذِّبِينَ يَوْم الْقِيَامَة |
{29} انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
"انْطَلِقُوا إلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ" مِنْ الْعَذَاب |
{30} انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ
"انْطَلِقُوا إلَى ظِلّ ذِي ثَلَاث شُعَب" هُوَ دُخَان جَهَنَّم إذَا ارْتَفَعَ افْتَرَقَ ثَلَاث فِرَق لِعِظَمِهِ |
{31} لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ
"لَا ظَلِيل" كَنِين يُظِلّهُمْ مِنْ حَرّ ذَلِكَ الْيَوْم "وَلَا يُغْنِي" يَرُدّ عَنْهُمْ شَيْئًا "مِنْ اللَّهَب" النَّار |
{32} إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ "إنَّهَا" أَيْ النَّار "تَرْمِي بِشَرَرٍ" هُوَ مَا تَطَايَرَ مِنْهَا "كَالْقَصْرِ" مِنْ الْبِنَاء فِي عِظَمه وَارْتِفَاعه |
{33} كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ "كَأَنَّهُ جِمَالَات" جِمَالَات جَمْع جَمَل وَفِي قِرَاءَة جِمَالَت "صُفْر" فِي هَيْئَتهَا وَلَوْنهَا وَفِي الْحَدِيث "شِرَار النَّاس أَسْوَد كَالْقِيرِ" وَالْعَرَب تُسَمِّي سُود الْإِبِل صُفْرًا لِشَوْبِ سَوَادهَا بِصُفْرَةٍ فَقِيلَ صُفْر فِي الْآيَة بِمَعْنَى سُود لِمَا ذُكِرَ وَقِيلَ لَا وَالشَّرَر : جَمْع شَرَارَة وَالْقِير : الْقَار |
{35} هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ
"هَذَا" أَيْ يَوْم الْقِيَامَة "يَوْم لَا يَنْطِقُونَ" فِيهِ بِشَيْءٍ |
{36} وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ "وَلَا يُؤْذَن لَهُمْ" فِي الْعُذْر "فَيَعْتَذِرُونَ" عَطْف عَلَى يُؤْذَن مِنْ غَيْر تَسَبُّب عَنْهُ فَهُوَ دَاخِل فِي حَيِّز النَّفْي أَيْ لَا إذْن فَلَا اعْتِذَار |
{38} هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ "هَذَا يَوْم الْفَصْل جَمَعْنَاكُمْ" أَيّهَا الْمُكَذِّبُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّة "وَالْأَوَّلِينَ" مِنْ الْمُكَذِّبِينَ قَبْلكُمْ فَتُحَاسَبُونَ وَتُعَذَّبُونَ جَمِيعًا |
{39} فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ "فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْد" حِيلَة فِي دَفْع الْعَذَاب عَنْكُمْ "فَكِيدُونِ" فَافْعَلُوهَا |
{41} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ
"إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَال" أَيْ تَكَاثُف أَشْجَار إذْ لَا شَمْس يُظِلّ مِنْ حَرّهَا "وَعُيُون" نَابِعَة مِنْ الْمَاء |
{42} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ
"وَفَوَاكِه مِمَّا يَشْتَهُونَ" فِيهِ إعْلَام بِأَنَّ الْمَأْكَل وَالْمَشْرَب فِي الْجَنَّة بِحَسَبِ شَهَوَاتهمْ بِخِلَافِ الدُّنْيَا فَبِحَسَبِ مَا يَجِد النَّاس فِي الْأَغْلَب وَيُقَال لَهُمْ : |
{43} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
"كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا" حَال أَيْ مُتَهَنِّئِينَ "بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" مِنْ الطَّاعَة |
{44} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "إنَّا كَذَلِكَ" كَمَا جَزَيْنَا الْمُتَّقِينَ |
{46} كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ
"كُلُوا وَتَمَتَّعُوا" خِطَاب لِلْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا "قَلِيلًا" مِنْ الزَّمَان وَغَايَته إلَى الْمَوْت وَفِي هَذَا تَهْدِيد لَهُمْ |
{48} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا" صَلُّوا "لَا يَرْكَعُونَ" لَا يُصَلُّونَ |
{50} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
"فَبِأَيِّ حَدِيث بَعْده" أَيْ الْقُرْآن "يُؤْمِنُونَ" أَيْ لَا يَمْكَن إيمَانهمْ بِغَيْرِهِ مِنْ كُتُب اللَّه بَعْد تَكْذِيبهمْ بِهِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الْإِعْجَاز الَّذِي لَمْ يَشْتَمِل عَلَيْهِ غَيْره . |
|
|
|
{1} هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا سورة الإنسان [مكية أو مدنية وآياتها إحدى وثلاثون" "هل" قد "أتى على الإنسان" آدم "حين من الدهر" أربعون سنة "لم يكن" فيه "شيئا مذكورا" كان فيه مصورا من طين لا يذكر أو المراد بالإنسان الجنس وبالحين مدة الحمل |
{2} إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
"إنا خلقنا الإنسان" الجنس "من نطفة أمشاج" أخلاط, أي من ماء الرجل وماء المرأة المختلطين الممتزجين "نبتليه" نختبره بالتكليف والجملة مستأنفة أو حال مقدرة, أي مريدين ابتلاءه حين تأهله "فجعلناه" بسبب ذلك |
{3} إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
"إنا هديناه السبيل" بينا له طريق الهدى ببعث الرسل "إما شاكرا" أي مؤمنا "وإما كفورا" حالان من المفعول, أي بينا له في حال شكره أو كفره المقدرة وإما لتفصيل الأحوال |
{4} إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا
"إنا أعتدنا" هيأنا "للكافرين سلاسلا" يسحبون بها في النار "وأغلالا" في أعناقهم تشد فيها السلاسل "وسعيرا" نارا مسعرة, أي مهيجة يعذبون بها |
{5} إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا "إن الأبرار" جمع بر أو بار وهم المطيعون "يشربون من كأس" هو إناء شرب الخمر وهي فيه والمراد من خمر تسمية للحال باسم المحل ومن للتبعيض "كان مزاجها" ما تمزج به |
{6} عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا
"عينا" بدل من كافورا فيها رائحته "يشرب بها" منها "عباد الله" أولياؤه "يفجرونها تفجيرا" يقودونها حيث شاءوا من منازلهم |
{7} يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا
"يوفون بالنذر" في طاعة الله "ويخافون يوما كان شره مستطيرا" منتشرا |
{8} وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا
"ويطعمون الطعام على حبه" أي الطعام وشهوتهم له "مسكينا" فقيرا "ويتيما" لا أب له "وأسيرا" يعني المحبوس بحق |
{9} إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا "إنما نطعمكم لوجه الله" لطلب ثوابه "لا نريد منكم جزاء ولا شكورا" شكرا فيه علة الإطعام وهل تكلموا بذلك أو علمه الله منهم فأثنى عليهم به, قولان |
{10} إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا
"إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا" تكلح الوجوه فيه أي كريه المنظر لشدته "قمطريرا" شديدا في ذلك |
{11} فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم" أعطاهم "نضرة" حسنا وإضاءة في وجوههم |
{12} وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا "وجزاهم بما صبروا" بصبرهم عن المعصية "جنة" أدخلوها "وحريرا" البسوه |
{13} مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا
"متكئين" حال من مرفوع أدخلوها المقدر "فيها على الأرائك" السرر في الحجال "لا يرون" لا يجدون حال ثانية "فيها شمسا ولا زمهريرا" لا حرا ولا بردا وقيل الزمهرير القمر فهي مضيئة من غير شمس ولا قمر |
{14} وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا
"ودانية" قريبة عطف على محل لا يرون, أي غير رائين "عليهم" منهم "ظلالها" شجرها "وذللت قطوفها تذليلا" أدنيت ثمارها فينالها القائم والقاعد والمضطجع |
الساعة الآن 01:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.