منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو فراس الحمداني ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1588)

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:45 PM

زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ
( أبو فراس الحمداني )


زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ
و أنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ
وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ،
و عيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ
وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ،
معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ
إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ
و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَ ذنبُ؟
فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ
وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ
فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ
بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ
أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ ؟
وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟
جناني ما علمتَ ، ولي لسانٌ
يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ
وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَ يكبو
وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو
و فرعي فرعكَ الزاكي المعلى
وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ
" لإسمعيلَ " بي وبنيهِ فخرٌ
وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ
و أعمامي " ربيعة ُ "و هيَ صيدٌ
وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ
و فضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ
لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ
فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّ حظي
وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ
فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني،
و أصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"
ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي
و يبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ
فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ
مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ
و عاملني بإنصافٍ وظلمٍ
تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:46 PM

سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَ ساكنها
( أبو فراس الحمداني )


سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَ ساكنها
يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّ ومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي في المُقَامِ بِهَا،
كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِ صَاحِبِهِ
مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْ بهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُ مُوحشَة ٌ،
و ربعها دونهنَّ العامرُ الأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بها أبداً
إلى السماءِ فترقى ثمَّ تنعكسُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:47 PM

سَأُثْني عَلى تِلكَ الثَّنَايَا، لأنّني
( أبو فراس الحمداني )


سَأُثْني عَلى تِلكَ الثَّنَايَا، لأنّني
أقولُ على علمٍ ، وأنطقُ عنْ خبرِ
و أنصفها ، لا أكذبُ اللهَ ، أنني

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:48 PM

سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ
( أبو فراس الحمداني )


سَبَقَ النّاسَ، في الهَوَى ، مَنْصُورُ
فسواهُ مكلَّفٌ ، مغرورُ
لحقَ العودَ ، ناعماً ، فثناهُ
و هوَ صعبٌ ، على سواهُ ، عسيرُ
إنّ حُبّ الصِّبَا، وَإنْ طَالَ، لا يَقْـ
ـدَحُ فِيهِ، عَلى الدّهُور، دُثُورُ
فهوَ في أضلعِ الصغيرِ صغيرٌ ،
و هوَ في أضلعِ الكبيرِ كبيرُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:48 PM

سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْ مُدامَتِهِ
( أبو فراس الحمداني )


سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْ مُدامَتِهِ
و مالَ بالنومِ عنْ عيني تمايلهُ
وَمَا السُّلافُ دَهَتْني بَلْ سَوَالِفُهُ،
و لا الشمولُ ازدهرني بلْ شمائلهُ
وَغَالَ صَبْرِيَ مَا تَحوِي غَلائِلُهُ
و غالَ قلبيَ ما تحوي غلائلهُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:49 PM

سَلامٌ رائِحٌ، غادِ،
( أبو فراس الحمداني )


سَلامٌ رائِحٌ، غادِ،
عَلى سَاكِنَة ِ الوَادِي
عَلى مَنْ حُبّهَا الهَادَي،
إذَا مَا زُرْتُ، وَالحَادِي
أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْ أجْلِ
غزالٍ ، فيهمُ بادِ
ألاَ يا ربة َ الحليِ ،
على العاتقِ والهادي
لقدْ أبهجتِ أعدائي
و قدْ أشمتِ حسادي
بِسُقْمٍ مَا لَهُ شافٍ،
و أسرٍ ما لهُ فادِ
فَإخْوَاني وَنُدْمَاني
و عذاليَ عوادي
فَمَا أَنْفَكّ عَنْ ذِكْراكِ
في نَوْمٍ وَتَسْهَادِ
بشوقٍ منكِ معتادِ
وَطَيْفٍ غَيْرِ مُعْتَادِ
ألا يا زائرَ الموصـ
ـلِ حيِّ ذلكَ النادي
فَبِالمَوْصِلِ إخْوَاني،
و بالموصلِ أعضادي
فَقُلْ لِلقَوْمِ يَأتُونِـ
ـي منْ مثنى وأفرادِ
فعندي خصبُ زوارٍ
و عندي ريُّ ورادِ
وَعِنْدِي الظّل مَمْدُوداً
عَلى الحَاضِرِ وَالبَادِي
ألاَ لاَ يَقْعُدِ العَجْزُ
بكمْ عنْ منهلِ الصادي
فَإنّ الحَجّ مَفْرُوضٌ
معَ الناقة ِ والزادِ
كفاني سطوة َ الدهرِ
جوادٌ نسلُ أجوادِ
نماهُ خيرُ آباءٍ
نَمَتْهُمْ خَيْرُ أجْدَادِ
فَمَا يَصْبُو إلى أرْضٍ
سوى أرضي وروادي
وقاهُ اللهُ ، فيما عا
شَ، شَرَّ الزّمَنِ العَادِي

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:50 PM

سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
( أبو فراس الحمداني )


سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِ العَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍ قِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِ الطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِ المَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا ،
أجلَّ عقيلة ٍ ، وأحبَّ مالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِ الرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُ خَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَ المقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلى الموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا، فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِ الفعالٍِ
و نحنُ متى رضينا بعدَ سخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:50 PM

صاحبٌ لمَّا أساءَ
( أبو فراس الحمداني )


صاحبٌ لمَّا أساءَ
أتبعَ الدَّلوَ الرشاءَ
ربَّ داءٍ لا أرى منـ
ــهُ سوى الصبرِ شفاءَ
أحمدُ اللهَ على ما
سرَّ منْ أمري وساءَ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:51 PM

صبرتُ على اختياركَ واضطراري
( أبو فراس الحمداني )


صبرتُ على اختياركَ واضطراري
وَقَلّ، مَعَ الهَوَى ، فِيكَ انْتِصَارِي
و كانَ يعافُ حملَ الضيمِ قلبي ،
فقرَّ على تحملهِ قراري
فديتكَ ، طالَ ظلمكَ واحتمالي
كما كثرتْ ذنوبكَ واعتذاري

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:51 PM

ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
( أبو فراس الحمداني )


ضلال مارأيتُ منَ الضلالِ
معاتبة ُ الكريمِ على النوالِ
وَإنّ مَسامعي، عَن كلّ عَذْلٍ،
لفي شغلٍ بحمدٍ أو سؤالِ
ولا واللهِ ، ما بخلت يميني ،
وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْ بِمَالي
ولا أمسي يحكَّمُ فيهِ يعدي
قليلُ الحمدِ ، مذمومُ الفعالِ
ولكني سأفنيهِ ، وأقني
ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْ جَمَالِ
وَللوُرّاثِ إرْثُ أبي وَجَدّي،
جيادُ الخيلِ والأسلِ الطوالِ
وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَني أبِينَا
سوى ثمراتِ أطرافِ العوالي
ممالكنا مكاسبنا ، إذا ما
تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْ رِجَالِ
إذا لمْ تمسِ لي نارُ فإني
أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَ صَالِ
أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِ الأعَادي،
إلى بلدٍ ، منَ النصارِ خالِ
نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّ فَجٍّ،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
نعافُ قطونهُ ، ونملُّ منهُ،
وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَ الزِّيَالِ
مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ :
بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَن قِتَالِ
أسَيْفَ الدّوْلَة ِ المَأمُولَ، إني
عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ، سالِ
ومنْ ورد َالمهالكَ لم ترعهُ
رزايا الدهرِ في أهلٍ ومالِ
إذا قضي الحمامُ عليَّ ، يوماً
فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِ الضَّلالِ
مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّ أرْضٍ:
فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُ اللّيَالي
وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِ بَأساً،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِ وَالصِّلالِ
وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍ كثيفٍ
وأغورهمْ على حيٍّ حلالِ
ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِ حداً
وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِ المجالِ
فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً!
وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَ غالِ
ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْ نِزَارٍ،
مقامي ، يومَ ذلكَ، أو مقالي؟
ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى ،
بحيثُ تخفُّ أحلامُ الرجالِ؟
تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِ فِيهَا
مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َ الأعَالي
وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَن مَقَامٍ،
تحدثُ عنهُ رباتُ الحجالِ
وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَ خَيراً
لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي ‍!
وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ، زَهواً،
كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُ النّبَالِ
كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها ،
فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍ تُعَالي
رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُ الغَوَالي
فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَا لأخْرَى ،
وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُ الرّجَالِ


الساعة الآن 09:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team