.... أَمْرَ مُبْكِيَاتِكِ لا أَمْرَ مُضْحِكَاتِكِ .... قال المفضل : بَلَغنا أن فتاة من بنات العرب كانت لها خالات وعمات ، فكانت إذا زارت خالاتها ألهَيْنَها وأضحكنها ، وإذا زارت عماتها أدَّبْنها وأَخَذْن عليها ، فقالت لأبيها : إن خالاتي يلطفنني ، وإن عماتي يبكينني ، فقال أبوها وقد علم القصة : أمْرَ مبكياتك أي الزمي واقبلي أمر مبكياتك ، ويروى " أَمْرُ " بالرفع ، أي : أمر مبكياتك أَوْلَى بالقَبول والاتباع من غيره . |
.... إنَّ الَّليْلَ طَوِيْلٌ وَأَنْتَ مُقْمِرٌ .... قال المفضل : كان السُّليْكُ بن السُّلكَة السَّعْدي نائماً مشتملاً ، فبينا هو كذلك إذ جَثَمَ رجُلٌ على صَدْره ، ثم قال له : استأسر ، فقال له سليك : الليلُ طويل وأنت مقمر ، أي في القمر، يعني أنك تجد غيري فَتَعَدَّني ، فأبى ، فلما رأى سُلَيك ذلك الْتَوَى عليه وتسنَّمه . يضرب عند الأمر بالصبر والتأنِّي في طلب الحاجة . |
.... إنَّ مَعَ اليَوْمِ غَدَاً يا مسْعِدَة .... يضرب مثلاً في تنقُّلِ الدوَل على مرِّ الأيام وكَرِّها . |
.... إحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيْسِي .... قال الأموي : الهَيْسُ السيرُ أيَّ ضَرْبٍ كان ، وأنشد : إحْدَى لَيَاليكِ فَهِيسِي هِيْسِي لا تَنْعَمِي الليلَةَ بالتَّعْرِيْـسِ يضرب للرجل يأتي الأمر يحتاج فيه إلى الجدّ والاجتهاد ، ومثله قولهم : إحْدَى لياليكِ منَ ابْنِ الحُرِّ إذا مَشَى خَلفَكِ لم تَجْتَرِّي * إلَّا بقَيْصُوْمٍ وشِيحِ مُرِّ * يضرب هذا في المبادرة ؛ لأن اللصَّ إذا طَرَدَ الإبلَ ضربها ضرباً يُعْجِلها أن تحتَرَّ . |
.... أنَا ابْنُ جَلَا .... يضرب للمشهور المتعالَم ، وهو من قول سُحَيم بن وَثيل الرِّياحيّ : أنا ابْنُ جَــلَا وطَلَّاع الثَّنَايا مَتَى أَضَعُ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي وتمثل به الحجاج على منبر الكوفة . قال بعضهم : ابن جلا النهارُ . وحكي عن عيسى بن عُمَر أنه كان لا يصرف رجلاً يسمى بضَرَبَ ، ويحتج بهذا البيت ، ويقول : لم ينون جلا لأنه على وزن فَعَل ، قالوا : وليس له في البيت حجة ؛ لأن الشاعر أراد الحكاية ، فحكى الاسمَ على ما كان عليه قبل التسمية ، وتقديره أنا ابن الذي يقال له جَلَا الأمورَ وكَشَفها . |
.... إنَّهُ لأَرِيضٌ للخَيْرِ .... يقال : أَرُضَ أَرَاضَة فهو أرِيض ، كما يقال خَلُقَ خَلَاقَة فهو خَلِيق . يضرب للرجل الكامل الخير ، أي : أنه أهْلٌ لأن تأتي منه الخصالُ الكريمة . |
.... أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخَارِيَّها .... وذلك إذا طال النبتُ والتفَّ وخرج زهره ، و" مكان زُخَاريُّ النباتِ " إذا كان نبتُه كذلك ، من قولهم زَخَر النبتُ ، قال ابن مُقْبل : زخَاريّ النباتِ كأنَّ فيهِ جياد العَبْقَرِيَّةِ والقطوع يضرب لمن صَلُح حاله بعد فساد . |
.... إنْ جَانِبٌ أَعْيَاكَ فَالْحَقْ بِجانِبِ .... يضرب عند ضِيقِ الأمر والحثِّ على التصرُّف ، ومثله : * وفي الأرض للحرِّ الكريمِ مَنَادِحُ * أي مُتَّسَع ومرتزق . |
.... أنَا إذَنْ كالخَاتِلِ بِالمَرْخَةِ .... المَرْخُ : الشجر الذي يكون منه الزِّناد ، وهو يطول في السماء حتى يُسْتَظَلّ به ، قالوا : وله ثمرة كأنها هذه الباقلاء . ومعنى المثل : أنا أباديك وإن لم أفعل فأنا إذن كمن يَخْتِلُ قِرْنَه بالمَرْخَةِ في أن لها ظلاً وثمرة ولا طائل لها إذا فتش عن حقيقتها . يضرب في نَفْي الجُبْنِ : أي لا أخَافُكَ . |
.... أنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ .... الجُذَيْل : تصغير الجِذْل ، وهو أصل الشجرة . والمُحَكَّك : الذي تتحكك به الإبل الجَرْبَى ، وهو عُودٌ ينصب في مَبَارك الإبل تتمرَّسُ به الإبل الجَرْبى . والعُذَيْقُ : تصغير العَذْق - بفتح العين - وهو النخلة ، والمرجَّب : الذي جعل له رُجْبَة وهي دِعامة تُبْنَى حولَها من الحجارة ، وذلك إذا كانت النخلة كريمةً وطالت تخوَّفوا عليها أن تنقعر من الرياحِ العواصِفِ ، وهذا تصغير يراد به التكبير ، نحو قول لبيد : وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُمْ دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرُّ مِنْهَا الأنامِلُ يعني الموت . قال أبو عبيد : هذا قول الحُبَاب بن المنذِر بن الجَمُوح الأنصاريّ ، قاله يوم السَّقيفة عند بَيْعة أبي بكر ، يريد أنه رجل يُسْتَشْفَى برأيه وعَقْله . |
الساعة الآن 02:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.