منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   مُهاجر (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=29619)

مُهاجر 12-16-2025 07:36 AM

رد: مُهاجر
 
خارج نطاق استنباط المعنى،
حين تهشم قلبك مطارق الغدر من أقربهم،
وحين تحكم الظاهر وتمرر الأمر على فلاتره،
يفلت منك الخير الكامن وراءه؛

ذلك الذي تقاصرت لديك الهمة عن الخوض في تبعاته،
والتي تكون نهايتها رحابة وشمولية في الرؤية،
بعدما حدها حرصك على الحفاظ عليهم.

مُهاجر 12-16-2025 07:37 AM

رد: مُهاجر
 
تعجب...
حين يأتيك العتاب ممن سقت له الحقيقة المطلقة،
وقابلها بتشريحٍ بمشرط التشكيك المُحال؛

كأن الوضوح جريمة،
واليقين تهمة، والصدق عِلّة تُستأصل لا نورًا يُحتمل.
تمنحه عينك، فيرتاب في بصرك، وتفتح له باب المعنى،
فيكسره بسؤالٍ لا يطلب جوابًا،

فالنفوس إذا ألفت الظلال، خاصمت الضوء،
وإذا أمنت الوهم، عادت الحقيقة عليها وبالًا.

مُهاجر 12-16-2025 07:40 AM

رد: مُهاجر
 
محور الاهتمام قشور بيان، وخفايا في جوف إنسان.

وتأويل كلام، وصاحبه منهك الحال؛ يلاحق المعنى ولا يدركه،
ويقبض على اللفظ وقد أفلت منه الجوهر. تتزاحم الأقوال في فمه،
وتبقى الحقيقة رهينة الصمت، كأن البيان ستار، وكأن العمق امتحان
لا يجتازه إلا من أخلص النظر، وتجرد من زينة القول، ونفذ إلى ما وراء القشور؛
فثمّة فرق بين من يحسن البيان، ومن يلامس العيان،
وبين من يرص الألفاظ رصا، ومن ينفذ إلى المعنى نفاذا.

مُهاجر 12-16-2025 07:42 AM

رد: مُهاجر
 
حول أحراش المعنى...
سواقي «الأنا» ترفد القلب تعلّقًا،
وعلى أعتاب التعجّب تنهال أطنان من العتاب.

أتراه وفدُ الحرص ألقى عليه ظلاله،
أم يكون نتاجَ شكٍّ إلى القلب والعقل يُساق؟

مُهاجر 12-16-2025 07:44 AM

رد: مُهاجر
 
تلك الشواهد من آثار ما تبقى من بيوت قديمة،
والتي تحكي روايات شتى؛ فكم اكتنفها نوبة فرح،
وكم جثم على صدرها أثقال حزن أنهكت عزيمة ساكنيها،
وتلك الشقوق على جدرانها تحكي الفراق الذي نال من قاطنيها.
وكذا حالنا ونحن نعدو في طرقات الحياة إلى مصارع حتفنا،
نطأ فيها صدى الذكريات، ونستنشق عبير الماضي،
فنحن بين جدران الزمن، أحياء بأشباح ما مضى،
ونتلمس آثار وجودنا بين فرح دام لحظة،
وحزن عمره حياة.

مُهاجر 12-16-2025 07:46 AM

رد: مُهاجر
 
في دائرة الصدى، يتناثر الكلام كما الغبار؛ يُعاد في كل فم كأنه سراب،
لا يملأ فراغًا، ولا يزرع أثرًا، ويظل العدم أعظم من أي لفظ يُستعاد.
وكل كلمةٍ مكررةٍ، كحلمٍ بلا نهاية، تطفو على سطح الفكر بلا وزن،

وتعود لتسقط حيث بدأت، كما لو أن الحروف نفسها
تعترف بعجزها عن حمل معنى جديد.

فما يُعاد ليس أكثر من صدى صدى،
وصرخة في الصمت، ووميض بلا نور،
وكأن اللغة قد نسيت سرّها الأول،
فغدت محض قناعٍ للخيال،
وبهلوانية للغموض، ومراوغة للوجود.

مُهاجر 12-16-2025 07:48 AM

رد: مُهاجر
 
في الغياب يتعلّم القلب لغة الصمت،
والروح تكتب على الجراح قصائد انتظار،
والذكرى تهمس: كل فراق يولد شوقًا،
وكل شوقٍ يخلق حضورًا آخر.

ثريا نبوي 12-18-2025 08:21 AM

رد: مُهاجر
 
أكثر من رائع ما أبدعته لنا هذه الأيام شاعرنا المهاجر
يفيض بلاغة ورومنسية عذبة؛ وجداول حكمة رقراقة
دمت بهذا الألق الشاعري وأكثر
وتقبل تحياتي


الساعة الآن 10:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team