![]() |
بسم اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ( البلاء رفع درجات ) إن البلاءات في هذه الحياة الدنيا على قسمين : القسم الأول : بلاء تفضلي .. رب العالمين يرفع بهذا البلاء درجة العبد ، ومثاله بلاء الأنبياء والأوصياء والصالحين : ورد في الحديث عن الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله- أنه قال: ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت ) .. فإذن ، هذا البلاء رفع لدرجات العبد . القسم الثاني : بلاء رفع الأوزار .. هذا البلاء الذي هو كفارة للسيئات ، وهناك الكثير من مصاديق هذا البلاء في حياتنا .. ولكن هناك مجموعة روايات في هذا المجال ينبغي أن نستوعبها جيداً فهي عبارة عن قوانين ومعادلات : المعادلة الأولى : مثلاً : لو أن أحدهم رأى كريماً فأعطاه قلماً فاخراً هدية ووضعه في جيبه .. وبعد يوم أو يومين رآه فنزع منه القلم وجعله في جيبه !.. فإذا لم يكن هناك حكمة من وراء هذا التصرف فمن المؤكد أن هناك بخلاً ، بل أكثر من البخل !.. إنسان يعطي إنساناً هدية ثم يسترجعها فأقل ما يقال عنه : أنه لئيم !.. كذلك الإنسان المنعم عليه بالعافية والتوفيق وسلامة القلب ، والكثير من النعم ، ثم تسلب فجأة .. وبما أن الله -عز وجل- أكرم الأكرمين فلا يكون هناك تفسير لهذا السلب !.. المعادلة الثانية : إن الحياة قبل خمسين سنة كانت قاسية في مظهرها المادي ولكن كان هناك جو من الألفة والتآلف .. والأمراض الجديدة كالإيدز وغيره لم تكن موجودة سابقاً .. فهذه الأيام هناك ذنوب مبتكرة كالمعاصي التي ترتكب من خلال النت والتلفاز وغيرها .. وبما أن هناك معاصي مستحدثة فإن الجزاء أيضاً مستحدث : بلاءات وأمراض جديدة وأمراض نفسية لم تكن موجودة . فإذن إن الإنسان المؤمن بمجرد أن تسلب منه النعمة بدل أن يقرأ الفنجان والأبراج والكف ، ويسب الزمان ؛ فلينظر إلى نفسه ما الذي فعله ؟.. ومن أسوأ صور المعاصي : أن يعصي الإنسان ربه وهو مرتاح .. قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أذنب ذنبا وهو ضاحك دخل النار وهو باك ) مثلاً : ينظر إلى فيلم حرام وهو يضحك أو يقامر وهو يضحك هذا الإنسان في منتهى السوء لأنه يعصي ولا يعيش حالة الخجل من الله عز وجل .. لذا فإنه يدخل النار مقابل ذنبه وباكياً مقابل ضحكه في الحياة الدنيا وهو يرتكب المعاصي . الدرس العملي : يجب أن لا ننسى الاستغفار من غير ذنب .. البعض منا إذا أذنب يستغفر وقد يبكي بكاء مريراً .. ولكن هناك معاصي لا يلتفت إليها الإنسان ، معاصي صغيرة تتراكم ؛ فتسلبه النعم .. لذا احتياطاً فليلتزم بالاستغفار في اليوم مرتين : مرة في النهار بعد صلاة العصر ، ومرة في الليل في نافلة الليل .. موقف في الليل ، وموقف في النهار ، حتى لو كان هناك هفوات ، هو لا يعرفها ؛ رب العالمين بهذا الاستغفار يغفر الذنب .. ************************* 13 11 2010 |
اقتباس:
زاد طيب .. فيه درس عظيم إذ أن المال هو أكثر ما يشغل الناس هذه الأيام ومعه نسوا آخرتهم واشتغلوا بجمعه اللهم بارك لنا فيما رزقتنا .. وارزقنا انفاقه في وجوه ترضى عنها يا كريم اللهم آمين أشكرك ... ناريمان |
الحمل على المحمل الحسن إن أغلب الناس في تقييمهم للأشخاص ، يعتمدون على القول ، و أن كثيراً من الأخبار مصدره قال فلان ، وقيل كذا .. وفي خبر آخر قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) !.. والغريب أن بعض الأقاويل ، أو بعض التهم منقولة من الصحف ، ولا يعلم من قائلها ؛ فأين ذهب قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } ؟.. فإذن ، إن وظيفة المؤمن عندما يسمع من أخيه كلمة سيئة ؛ أن يعمل بهذه الروايات : ورد عن رسول الله ( صلى اللهُ عليه ِ وآله ِ و سلم) قوله : ( إحمل أخاك المؤمن على سبعين محملاً من الخير ) .. وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَخِيكَ سُوءاً ، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا ) !.. إن الأب إذا سمع عن ابنه بعض التهم الخطيرة ، فعليه ألا يعامله معاملة المتهم ؛ لأن هذه دعوى .. بل يجب أن يحمله على البراءة ، إلى أن يثبت العكس ما لم يدان .. ولكن في نفس الوقت ، عليه أن يحذر فمادام هناك أقاويل .. إن كان الإنسان مما لا يعنيه أمره؛ فلا شأن له به .. ولكن إن كان يعنيه : كالولد ، أو الزوجة ، أو الأرحام ، أو الأصدقاء .. فالإنسان لا ينسى النصيحة ، ولو من باب التحذير . إن مشكلتنا تكمن في أن الولد بعد أن ينحرف ، نشكوه لزيد وعمرو ، ونتكلم معه بقسوة .. بينما المؤمن إذا رأى في ولده بوادر مراهقة ، أو محرمات معينة ؛ يحاول أن يجتث القضية قبل التفاعل .. وبعبارة أخرى : يدخل إلى جوفه ، وإلى قلبه ؛ ليبنيه من الداخل ؛ بدلا من الردع والضرب وغيره. وعليه ، فإن هناك وظيفتين - حسب الظاهر - مختلفتين ، ولكنهما وظيفتان ، وهما : الحمل على الأحسن ، والحيطة والحذر .. فالحمل على الأحسن مع وجود هذه الأجواء المفسدة ؛ أمر صعب .. ولكن المؤمن في نفس الوقت الذي لا يبالي فيه بكلام الآخرين ، أيضاً عليه أن يحذر ويدفع البلاء قبل نزوله . إن الإنسان عندما يحمل فعل أخيه على محمل حسن ، ثم يتبين أنه فاسق فاجر ، هو لم يخسر شيئا ، يقول : يا رب ، أنا حملته على محمل حسن ، ثم تبين أن هذه التهمة صحيحة .. وأما العكس : إذا لم يحمله على محمل حسن ، وتكلم عليه وأسقطه من الأعين ، ثم تبينت براءته ؛ فهنا الكارثة !.. يوم القيامة لا يقال : لِمَ لم تتكلم على فلان ؟.. بل يقال : لمَ تكلمت على فلان ، وأنت لست على يقين ؟.. القاعدة العامة : إن الإنسان أثناء قيادته للسيارة ، يأخذ الحيطة والحذر في كل شيء .. وفي التعامل مع الناس ، أيضاً لابد من هذه الحيطة والحذر ، *************************** 21 11 2010 |
وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ جزاك الله خيرا بارك الله فيك وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري وكم من عروس زينوها لزوجها وقد نسجت أكفانها وهي لا تدري وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فمن عاش ألفا وألفين فلابد من يوم يحمل فيه إلى القبر (للامام الشافعي |
من أذنب ذنبا وهو ضاحك دخل النار وهو باك ) اللهم صل على محمد .. اللهم عافنا من الذنوب واعف عنا زاد رائع يا حميد لا تحرمنا من هذا الزاد أتابعك باستمرار لك أزكى تحية ...... ناريمان |
الدعاء عند سماع الاذان
َعَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العاصِ رضِيَ اللَّه عنْهُما أَنه سَمِع رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : « إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً ، ثُمَّ سلُوا اللَّه لي الْوسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو ، فَمنْ سَأَل ليَ الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ » رواه مسلم . وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضيَ اللَّه عنْهُ أَنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ ، فَقُولُوا كَما يقُولُ المُؤذِّنُ » . متفق عليه . وَعنْ جابرٍ رضَي اللَّه عنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « من قَال حِين يسْمعُ النِّداءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آت مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه ، حلَّتْ لَهُ شَفَاعتي يوْم الْقِيامِة » رواه البخاري . وعنْ سَعْدِ بْن أَبي وقَّاصٍ رضِيَ اللَّه عنْهُ عَن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَال حِينَ يسْمعُ المُؤذِّنَ : أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ ، رضِيتُ بِاللَّهِ ربًّا ، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وبالإِسْلامِ دِينًا ، غُفِر لَهُ ذَنْبُهُ » رواه مسلم . |
التصرف الإلهي في قلوب العباد إن البعض ينتظر ليلة القدر ليدعو ربه في تلك الليلة ، وهذا أمر في محل ه.. أو ينتظر موسم الحج ، ليدعو في يوم عرفة مثلاً .. أي ينتظر المناسبات ، وهي مناسبات محدودة .. فكل الليالي عادية ، إلا الليالي التي فيها أعمال.. ولكن في هذا الحديث القدسي، نفهم أن للمؤمن في كل ليلة محطة من محطات الالتجاء إلى الله عز وجل ، وكل ليلة من الممكن أن نحولها إلى ليلة قدر . ( إنّ الله -تبارك وتعالى - لينادي كلّ ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل اللّيل إلى آخره : ألا عبدٌ مؤمنٌ يدعوني لدينه أو دنياه قبل طلوع الفجر فأجيبه !.. ألا عبدٌ مؤمنٌ يتوب إليّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه !.. ألا عبدٌ مؤمنٌ قد قتّرت عليه رزقه فأزيده وأوسّع عليه !.. ألا عبدٌ سقيمٌ يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأعافيه !.. ألا عبدٌ مؤمنٌ محبوسٌ مغمومٌ يسألني أن أطلقه من سجنه فأخلّي سربه !.. ألا عبدٌ مؤمنٌ مظلومٌ يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذ له بظلامته !.. فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر ). كيف ينادي رب العالمين ؟.. أولاً : في اللغة العربية، هناك ما يسمى بحذف المضاف، وتدل عليه القرينة.. يقول تعالى في سورة يوسف: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ؛ الإنسان لا يسأل جدران القرية؛ أي واسأل أهل القرية، هنا أهل مقدر.. وفي هذه الرواية (إنّ الله -تبارك وتعالى- لينادي ) من الممكن أن يكون المقدر: أن ملك الله ينادي ؛ أي الملائكة هي التي تنادي. ثانياً : من الممكن أن الله - عز وجل - هو الذي ينادي، فنجعله على ظاهره ولا نؤول بالملائكة.. ولكن نقول : كما نادى موسى ( عليهِ السلام ) من خلال الشجرة؛ أي أن رب العالمين يخلق الكلام خلقاً. ثالثاً : لعل هذه الروايات أوقعت بعض المسلمين في شبهة التجسيم : أن الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا وينادي، هنا نقدر أن ملائكة الله -عز وجل- تنزل، وعندما يأتي الوكيل كأنه جاء الموكل.. إن القيام قبل طلوع الفجر؛ هذه سنة الأولياء.. والذي يريد أن يصل إلى درجة من درجات التكامل؛ لا بد له من وقفة في جوف الليل ولو لدقائق.. فقد قال عز من قائل: ( ألا عبدٌ مؤمنٌ يدعوني )، لم يحدد أن الدعاء يجب أن يكون في نافلة الليل.. فلو أن إنساناً قام قبل صلاة الفجر بخمس دقائق، وشكا ظلمه وظلامته، وطلب شفاء مرضه؛ فإن هذه الرواية تنطبق عليه.. أما صلاة الليل، فهي مسألة أخرى. وفي رواية أخرى، حدد القيام في الثلث الأخير من الليل، وليلة الجمعة من أول الليل.. ( إنّ الربّ - تبارك وتعالى - يُنزّل في كلّ ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أوّل اللّيل، وفي كلّ ليلةٍٍ في الثلث الأخير ملكاً ينادي: هل من تائبٍ يُتاب عليه؟.. هل من مستغفرٍ فيُغفر له؟.. هل من سائلٍ فيُعطى سؤله؟.. اللّهمّ!.. أعط كلّ منفق خلفاً، وكلّ ممسكٍ تلفاً.. فإذا طلع الفجر عاد الربّ إلى عرشه، فقسّم الأرزاق بين العباد ). إن هذه النداءات تكون كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، وهناك روايات لم تحدد القيام بالثلث الأخير، أما ليلة الجمعة فإنها من أول الليل.. لذا الإنسان الذي عنده حوائج، احتياطاً بعد صلاتي المغرب والعشاء، يقول: يا رب، أنت هكذا تقول، وأنا قد جئتك في بيتك، وبعد فريضة واجبة، فاستجب لي دعائي!.. ( ألا عبدٌ سقيمٌ يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر؛ فأعافيه ) !.. لم يقل: سقيم في بدنه، بل قد يكون مبتلى بقسوة القلب.. البعض قبل أن يدخل المسجد، يعاهد ربه ونفسه أنه سيصلي صلاة خاشعة بإذن الله تعالى.. فيأتي قبل الوقت متطيباً متطهراً، ويصلي جماعة، وإذا بنفسه تخونه.. فهذه مصيبة، وهذا مرض!.. لذا فإن البعض يصلي ركعتين بعد الفرائض، ويستغفر ربه من صلاته.. يقول: يا رب، ما هذا الذي أمرتني به.. الصلاة معراج وقربان وعمود؛ وهذا لا ينطبق على ما صليت؛ فاغفر لي!.. فإذن، إن المؤمن إذا رأى في قلبه قسوة، أو حسداً؛ أو سوء ظن، أو رأى في صدره وسواساً؛ فهذا إنسان سقيم.. فليتخذ الأسحار، والثلث الأخير من الليل، للشكوى إلى الله عز وجل.. طوبى لمن يقوم من فراشه، ويأتي إلى بيت الله -عز وجل- في ظلمة الليل، في الجو البارد والماطر، فيدخل المسجد، ويدعو ربه إلى أن يحين وقت الصلاة !.. ************************************************** ************************************************** ********* 7 12 2010 |
اقتباس:
[SIZE="4"][COLOR="rgb(160, 82, 45)"]حقا ً هوَ خيرُ الزاد باركَ اللهُ تعالى فيك ِ أختي هند و جزاك ِ خيرا ً أسعدتِ صباحا ً مشاركة ٌ قيمة تحياتي |
الموائد المعنوية للمتقين إن أمير المؤمنين (عليه السلام ) في نهج البلاغة ، يصف المتقين بصفات ، ينبغي للمؤمن بين وقت وآخر ، أن يرى نسبة انطباق هذه الصفات عليه ؛ لأن كل هذه الصفات لا تجتمع عادة في شخص واحد .. ولكن لينظر إلى النسبة المئوية ، فبدرجة التأسي يكون موالياً لهم . ( مُفْتَرِشُونَ لِجَبَاهِهِمْ ، وَأَكُفِّهِمْ ، وَرُكَبِهِمْ ، وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ ) إن المؤمن على المائدة المعنوية ، شأنه شأن الإنسان الجالس على المائدة المادية .. إذ أنه عندما يجلس الإنسان على المائدة المتنوعة ، يأكل ما يشتهيه .. والمائدة المعنوية أيضاً مائدة ممدودة ، والإنسان الذي يستيقظ في جوف الليل ، إذا كان يغلب عليه الميل لقراءة القرآن مثلاً ؛ يكون معظم الوقت في تلاوة القرآن .. والذي يغلب عليه الميل لقراءة الدعاء ، يأخذ نصيبه منه .. والذي يغلب عليه الميل لصلاة الليل ، يصلي .. ولكن صلاة الليل في الحد الأدنى ؛ لابد منها .. البعض يستيقظ ويبقى في فراشه متأملاً في خلق السموات والأر ض، مدّعياً التعبد ؛ هذا إغواء من الشيطان الرجيم .. فصلاة الليل لها حكم خاص : إذا كان الإنسان متعباً ، أو مريضاً ، أو كان الوقت ضيقاً ؛ فبإمكانه أن يختصر الصلاة إلى ثلاث ركعات : ركعتي الشفع وركعة الوتر ، ومن دون سورة ؛ لأن السورة في المستحبات ليست واجبة ، إذ يكفي قراءة الحمد .. وعليه ، فإن الإنسان بإمكانه أن يصلي صلاة الليل قبل آذان الفجر بخمس دقائق ، ويكتب في ديوان قائمي الليل . إن المؤمن في جوف الليل ، له ثلاثة برامج : صلاة الليل ، وتلاوة القرآن ، والسجود .. وللسجود معان كثيرة : عن النبي الأكرم ( صلى الله ُعليه و آله وسلم ): ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ؛ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) !.. ورب العالمين يحدث عبده وهو ساجد .. أما كيف يحدثه ؛ فإن له طرقه الخاصة !.. فهذه أم موسى ( عليه السلام ) لم تكن نبياً أو إماماً ، ومع ذلك فإن رب العالمين أوحى إليها ، فالأمر بيده !.. { إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ } لذا ، فإن المؤمن عندما يسجد ، يطلب من رب العالمين المدد الغيبي . ( يَطْلُبُون إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ ) هؤلاء يطلبون من الله - عز وجل - في جوف الليل فكاك رقابهم.. لم يقل : فكاك رقابهم من نار جهنم ، يبدو أن هؤلاء لهم هاجس أكبر من نار جهنم !.. فالمؤمن يقضي سنوات طويلة في عبادة الله - عز وجل - ومع ذلك يخاف من نار جهنم ؛ ولكن البعض يصل إلى درجة يكون فيها مطمئناً إلى أن رب العالمين لن يدخله النار . فإذن ، إن فكاك الرقاب الذي يطلبونه ، هو من غضب الله - عز وجل - ومن إعراض الله - عز وجل - عنهم .. مثلاً : الإنسان الذي يسهر فيما لا يحرم وما لا يجمل - ليس حراما - ولكنه سهر على الباطل ، فبسبب هذا اللغو رب العالمين يعرض عنه .. ( ... لو ملتُ بوجهي عنه ؛ لمال بوجهه عني .. أفمن يُرى راحما بعده ) ؟!.. هذه معادلة : أي إذا أنا صرفت النظر عن ربي ؛ فإن رب العالمين يصرف النظر عني .. بعض الناس ليسوا من أهل جهنم ، ولكن رب العالمين أيضاً لا يلتفت إليهم ؛ لأنهم مشغولون بالأباطيل ، وما لا طائل منه . إن المؤمن بين خوفين : إما الخوف من النار في أوائل أمره ، أو الخوف من إعراض الله - عز وجل - في نهايات أمره ؛ وهذا الخوف يبقى إلى ساعة الموت .. فالإنسان مهما بلغ يبقى خائفاً ؛ لأنه لا يعلم هل الله - عز وجل - راضٍ ٍ عنه ، أم لا !.. مثلاً : هناك أب عنده ثلاثة أولاد : يحب أحدهم كثيراً ؛ لأنه مطيع ويرضى عنه .. وهناك ولد مشاكس ؛ فإنه يغضب عليه .. وهناك ولد ليس فيه خير، وليس فيه شر ؛ فإنه لا يلتفت إليه . وعليه ، فإن الناس ثلاثة أصناف ، ومعظم الناس يندرج تحت الصنف الثالث .. لذا ، فإن النبي الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) كان يدعو بهذا الدعاء دائماً : ( لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً ) !.. بعض الناس رب العالمين أوكل أمرهم إلى أنفسهم : لا غضب ، ولا رعاية .. وهذه أيضاً كارثة : أن يكون الإنسان مهملاً في هذه الدنيا لا ولي له ، يقول تعالى : { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } فإذا لم يكن الإنسان مؤمناً ؛ فهو لا ولي له . __________________________________________________ _____________________________________________ 20 12 2010 |
الساعة الآن 10:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.