![]() |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ النمو المتصل والمنفصل ] ------------------------------------ للإنسان نوعان من النمو .. الأول : وهو النمو في نطاق ذاته - وما به قوام إنسانيته - كالنمو في الجانب العلمي والعملي وهو النمو( المتصل ) .. والثاني : وهو النمو خارج دائرة ذاته كالنماء في ماله وما شاكله من متاع الدنيا ، وهو النمو ( المنفصل ) .. هذه الزيادات الخارجة عن دائرة ذاته لا تعطيه قيمة ( ذاتـيّة ) توجب له الترفع على الذوات الأخرى ، فالذات الواجدة والفاقدة - لما هو خارج عن دائرة الذات - تكونان على حد سواء .. فلا تفاضل بين ذات الواجد والفاقد للمال والجاه وغيرهما ، إلا بالنمو الذاتي الذي أشرنا إليه أولاً ، وأما التفاضل الاعتباري فلا وزن له .. وتتجلى هذه الحقيقة المرّة عند الموت ، حيث يتعرى الإنسان من كل هذه الزيادات المنفصلة الخادعة ، فيقول الحق محذرا : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة } . 17 10 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ |
zhrh123qw
بسم ِ الله ِ الرحمن ِ الرحيم ِ اللهم َ صل ِ و سلم على محمد ٍ و على آل ِ محمد 20 10 200 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ [ التزاحم في الواجب والمستحب ] ____________________ إن قانون التزاحم سار في المستحبات والواجبات معاً .. فكم من مستحب يمارسه العبد ينبغي تركه ، نظراً لمزاحمته لمستحب أهم .. ولو التفت العبد إلى هذه القاعدة لأعاد النظر في تقييم الواجبات والمستحبات المتزاحمة .. ومثال ذلك : ( ا لذّكر ) باللسان تاركاً ( الاستماع ) لموعظة قد تغير مجرى حياته أو الالتزام ( بالصمت ) تاركا إدخال ( سرور ) على قلب جليس مؤمن أو تفريج كربة عنه أو الانشغال بالأبعدين تاركاً القيام بحقوق الأقربين .. كل ذلك من صور الخلل بهذا القانون ، ولو استفهم العبد ربه في هذا المجال لدلّه على ما هو الأرضى .. إذ من استفهم الله تعالى يفهمه . 20 10 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ [ الحسرة على الخيرات ] قد يتحسر بعضهم - وخاصة من الذين لا يملكون القدرة على تحقيق الخيرات المحسوسة كالقناطر والمساجد - على حرمانهم مثل هذا التوفيق .. ولكنه يمكن إزالة هذه الحسرة بالالتفات إلى أن العبد - بفضله تعالى - يؤجر على ( نيّـته ) إذا كان حقا صادقاً في نيته ، فإن أمير المؤمنين عليا ً ( عليه ِ السلام ) يعدّ من كان هواه معه في الحرب كمن شهد معه الحرب .. قائلا : { فقد شهدنا ، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، سيرعف بهم الزمان ويقوى بهم الإيمان } .. وقد خلّد الحق ذكر الذين تولوا من عند النبي محمد ٍ ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ، إذ لم يجد ما يحملهم إلى الجهاد .. وليعلم أخيراً أن العمدة في الجزاء هو ( القلب السليم ) المتنـزه عن كل آفات القلوب ، واكتسابه مما لا يحتاج إلى مال ولا متاع .. فأين القلب السليم الذي هو ( عرش الرحمن ) ، من البناء الذي هو مظهر من مظاهر العمران ؟!. 22 10 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ السفر الهادف ] إن في السفر مجالاً خصباً للتدبر وتقويم مسيرة العبد وتقييمها ، وذلك لما فيه من ( الانقطاع ) عن البيئة المألوفة ، و( الخروج ) عن أسر القيود المتعارفة ، أضف إلى ( الراحة ) النفسية التي يوفّرها السفر ، وبالتالي سكون النفس إلى ما ينبغي العيش فيه من المعاني التي لا يمكن استحضارها في زحمة الحياة .. وهذه الراحة بدورها عامل مساعد لانطلاقة النفس بشكل أيسر وأسهل في استكشاف أغوارها ، ونقاط ضعفها ، بدلا من التفرج على مظاهر العمران في البلاد فحسب .. فإن الأمر بالسير في الأرض ، قد تعقّـبه الأمر بالنظر في العواقب ، إذ قال سبحانه : { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين } .. ومن المعلوم أن المرء يكتشف قدر نفسه والآخرين ، في السفر والجوار والمعاملة . 23 10 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
[ حب التوابين ] إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق .. ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! ، وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه .. ومن هنا نجد حالات ( الطفرة ) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها .. والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة . 24 10 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ [ الفزع إلى الصلاة ] إن من الصور الجميلة للعبودية أن يفزع العبد إلى الصلاة المستحبة ، كلما ( دهمه ) أمر ، أو ( انتابته ) نائبة ، أو كلما أحس ( بميل ) للمثول بين يديه تبارك وتعالى حبا لا طمعا .. بل قد يصل الأمر - عند من توغل في رتب العبودية - إلى درجة ( الالتذاذ ) الواقعي بخصوص الصلاة ، بحيث تذهله عن حوائجه التي ربما صلى من أجلها ، بل عن البيئة المحيطة به ، لما فيها من المعراجية التي تنقل العبد من مرحلة التثاقل إلى الأرض - بما فيها من اضطراب وتشويش - إلى الآفاق الواسعة ، التي لا يكدرها شئ من أكدار أهل الأرض . 25 10 2010 |
الساعة الآن 11:45 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.