![]() |
إذا ما الكأس أرعشت اليدين
إذا ما الكأسُ أرْعشَتِ اليَدَينِ صَحَوْتُ فلم تَحُلْ بَيْني وبَيني هجَرْتُ الخَمرَ كالذّهبِ المُصَفّى فخَمري ماءُ مُزْن كاللُّجَينِ أغارُ مِنَ الزّجاجَةِ وهْيَ تَجري على شَفَةِ الأميرِ أبي الحُسَينِ كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ أتَيْناهُ نُطالِبُهُ بِرِفْدٍ فَطالَبَ نَفْسَهُ منهُ بدَينِ |
إذا ما شربت الخمر صرفا مهنأ
إذا ما شرِبْتَ الخَمرَ صِرْفاً مُهَنّأً شرِبْنا الذي من مثلهِ شرِبَ الكَرْمُ ألا حَبّذا قَوْمٌ نُداماهُمُ القَنَا يُسَقّونَها رِيّاً وساقيهِمِ العَزْمُ |
إلام طماعية العاذل
إلامَ طَماعِيَةُ العاذِلِ ولا رأيَ في الحُبّ للعاقِلِ يُرادُ مِنَ القَلْبِ نِسْيانُكُمْ وتأبَى الطّباعُ على النّاقِلِ وإنّي لأعْشَقُ مِنْ أجْلِكُمْ نُحُولي وكلَّ امرىءٍ ناحِلِ ولَوْ زُلْتُمُ ثُمّ لمْ أبْكِكُمْ بكَيْتُ على حُبّيَ الزّائِلِ أيُنكِرُ خَدّي دُموعي وقَدْ جرَتْ منهُ في مَسلَكٍ سابِلِ أأوّلُ دَمْعٍ جرَى فَوْقَهُ وأوّلُ حُزْنٍ على راحِلِ وهَبْتُ السّلُوّ لِمَنْ لامَني وبِتُّ منَ الشّوْقِ في شاغِلِ كأنّ الجُفُونَ على مُقلَتي ثِيابٌ شُقِقْنَ على ثاكِلِ ولوْ كنتُ في أسرِ غَيرِ الهَوَى ضَمِنْتُ ضَمانَ أبي وائِلِ فَدَى نَفسَهُ بضَمانِ النُّضارِ وأعطَى صُدورَ القَنَا الذّابِلِ ومَنّاهُمُ الخَيْلَ مَجْنُوبَةً فَجِئْنَ بكُلّ فَتًى باسِلِ كأنّ خَلاصَ أبي وائِلٍ مُعاوَدَةُ القَمَرِ الآفِلِ دَعا فسَمِعتَ وكمْ ساكِتٍ على البُعدِ عِندَكَ كالقائِلِ فَلَبّيْتَهُ بِكَ في جَحْفَلٍ لَهُ ضامِنٍ وبِهِ كافِلِ خَرَجنَ منَ النّقْعِ في عارِضٍ ومنْ عرَقِ الرّكضِ في وابِلِ فَلَمّا نَشِفْنَ لَقِينَ السِّياطَ بمِثْلِ صَفَا البَلَدِ الماحِلِ شَفَنَّ لخَمْسٍ إلى مَنْ طَلَبنَ قُبَيْلَ الشُّفُونِ إلى نازِلِ فَدانَتْ مَرافِقُهُنّ الثّرَى على ثِقَةٍ بالدّمِ الغاسِلِ وما بَينَ كاذَتَيِ المُسْتَغِيرِ كمَا بَينَ كاذَتَيِ البائِلِ فَلُقِّينَ كُلَّ رُدَيْنِيّةٍ ومَصبُوحَةٍ لَبَنَ الشّائِلِ وجَيشَ إمَامٍ على ناقَةٍ صَحيحِ الإمامَةِ في الباطِلِ فأقْبَلْنَ يَنْحَزْنَ قُدّامَهُ نَوافِرَ كالنّحْلِ والعاسِلِ فلَمّا بدَوْتَ لأصْحابِهِ رَأت أُسْدُها آكِلَ الآكِلِ بضَرْبٍ يَعُمّهُمُ جائِرٍ لَهُ فيهِمِ قِسمَةُ العادِلِ وطَعْنٍ يُجَمِّعُ شُذّانَهُمْ كمَا اجتَمَعَتْ دِرّةُ الحافِلِ إذا ما نَظَرْتَ إلى فارِسٍ تَحَيّرَ عَنْ مَذْهَبِ الرّاجِلِ فظَلّ يُخَضِّبُ مِنها اللّحَى فَتًى لا يُعيدُ على النّاصِلِ ولا يَسْتَغيثُ إلى ناصِرٍ ولا يَتَضَعْضَعُ مِنْ خاذِلِ ولا يَزَعُ الطِّرْفَ عَنْ مُقدَمٍ ولا يرْجعُ الطَّرْفَ عنْ هائِلِ إذا طَلَبَ التَّبْلَ لم يَشْأهُ وإنْ كانَ دَيْناً على ماطِلِ خُذُوا ما أتاكمْ بهِ واعذِرُوا فإنّ الغَنيمَةَ في العاجِلِ وإنْ كانَ أعجَبَكُم عامُكُمْ فعُودوا إلى حِمْصَ في القابِلِ فإنّ الحُسامَ الخَضيبَ الذي قُتِلْتُمْ بهِ في يَدِ القاتِلِ يَجودُ بمِثْلِ الذي رُمْتُمُ فلَمْ تُدْرِكوهُ على السّائلِ أمامَ الكَتيبَةِ تُزْهَى بِهِ مَكانَ السّنانِ منَ العامِلِ وإنّي لأعْجَبُ مِنْ آمِلٍ قِتالاً بكُمٍّ على بازِلِ أقالَ لَهُ الله لا تَلْقَهُمْ بماضٍ على فَرَسٍ حائِلِ إذا ما ضرَبْتَ بهِ هامَةً بَراها وغَنّاكَ في الكاهِلِ ولَيسَ بأوّلِ ذي هِمّةٍ دَعَتْهُ لِمَا لَيسَ بالنّائِلِ يُشَمّرُ لِلُّجِّ عَنْ ساقِهِ ويَغْمُرُهُ المَوْجُ في السّاحِلِ أمَا للخِلافَةِ مِنْ مُشْفِقٍ على سَيفِ دَوْلَتِها الفاصِلِ يَقُدّ عِداها بِلا ضارِبٍ ويَسْري إلَيهِمْ بِلا حامِلِ ترَكْتَ جَماجِمَهمْ في النَّقَا وما يَتَحَصّلْنَ للنّاخِلِ وأنْبَتَّ مِنْهُمْ رَبيعَ السّباعِ فأثْنَتْ بإحسانِكَ الشّامِلِ وعُدْتَ إلى حَلَبٍ ظافِراً كَعَوْدِ الحُليّ إلى العاطِلِ ومِثْلُ الذي دُسْتَهُ حافِياً يُؤثّرُ في قَدَمِ النّاعِلِ وكَمْ لَكَ مِنْ خَبَرٍ شائعٍ لَهُ شِيَةُ الأبْلَقِ الجائِلِ ويَوْمٍ شَرابُ بَنيهِ الرّدَى بَغيضِ الحُضورِ إلى الواغِلِ تَفُكّ العُناةَ وتُغْني العُفاةَ وتَغفِرُ للمُذْنِبِ الجاهِلِ فَهَنّأكَ النّصْرَ مُعْطيكَهُ وأرْضاهُ سَعْيُكَ في الآجِلِ فَذي الدّارُ أخونُ من مُومِسٍ وأخدَعُ مِن كَفّةِ الحابِلِ تَفَانَى الرّجالُ على حُبّها وما يَحْصُلُونَ على طائِلِ |
إلى أي حين أنت في زي محرم
إلى أيّ حينٍ أنْتَ في زِيّ مُحْرِم وَحتى مَتى في شِقْوَةٍ وَإلى كَمِ وَإلاّ تَمُتْ تَحْتَ السّيوفِ مكرَّماً تَمُتْ وَتُقاسي الذّلّ غَيرَ مُكَرَّمِ فَثِبْ وَاثِقاً بالله وِثْبَةَ مَاجِدٍ يرى الموتَ في الهيجا جنى النحل في الفَمِ |
إن الأمير أدام الله دولته
إنّ الأمِيرَ أدامَ الله دَوْلَتَهُ لَفاخِرٌ كُسِيَتْ فَخْراً به مُضَرُ في الشَّرْبِ جارِيَةٌ من تَحتِها خَشَبٌ ما كانَ والِدَها جِنٌّ ولا بَشَرُ قامَتْ على فَرْدِ رِجْلٍ مِنْ مَهابَتِهِ ولَيسَ تَعقِلُ ما تأتي وما تَذَرُ |
إن القوافي لم تنمك وإنما
إنّ القَوافيَ لَمْ تُنِمْكَ وَإنّمَا مَحَقَتْكَ حتى صِرْتَ ما لا يُوجَدُ فَكَأنّ أُذْنَكَ فُوكَ حينَ سَمِعْتَها وَكَأنّهَا مِمّا سَكِرْتَ المُرْقِدُ |
إن كنت عن خير الأنام سائلا
إنْ كنتَ عَنْ خَيرِ الأنَامِ سَائِلا فَخَيْرُهُمْ أكثَرُهُمْ فَضائِلا مَن أنتَ مِنهمْ يا هُمامَ وَائِلا ألطّاعِنِينَ في الوَغَى أوَائِلا وَالعاذِلِينَ في النّدَى العَواذِلا قد فَضَلوا لفَضْلِكَ القَبَائِلا |
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي * * * فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً * * * أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ * * * إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا * * * بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي * * * وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا * * * وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي * * * حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً * * * فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ أخي أسامة أحسنت لعمري انّها من أجمل ما قرأت للمتنبي |
إن هذا الشعر في الشعر ملك ( المتنبي ) إنّ هَذا الشّعرَ في الشّعْرِ مَلَكْ سارَ فَهوَ الشّمْسُ وَالدّنيا فَلَكْ عَدَلَ الرّحْم?نُ فيهِ بَيْنَنَا فَقَضَى باللّفْظِ لي وَالحَمْدِ لكْ فَإذا مَرّ بِأُذْنَيْ حَاسِدٍ صارَ مِمّنْ كانَ حَيّاً فَهَلَكْ |
إن يكن صبر ذي الرزيئة فضلا ( المتنبي ) إنْ يكُنْ صَبرُ ذي الرّزيئَةِ فَضْلا تكُنِ الأفضَلَ الأعَزّ الأجَلاّ أنتَ يا فوْقَ أنْ تُعَزّى عنِ الأحـ ـبابِ فوْقَ الذي يُعزّيكَ عَقْلا وَبألفاظِكَ اهْتَدَى فإذا عَزّ اكَ قَالَ الذي لَهُ قُلتَ قَبْلا قَدْ بَلَوْتَ الخُطوبَ مُرّاً وَحُلْواً وَسَلَكتَ الأيّامَ حَزْناً وَسَهْلا وَقَتَلْتَ الزّمانَ عِلْماً فَمَا يُغْـ رِبُ قَوْلاً وَلا يُجَدِّدُ فِعْلا أجِدُ الحُزْنَ فيكَ حِفْظاً وَعَقْلاً وَأرَاهُ في النّاسِ ذُعراً وجَهْلا لَكَ إلْفٌ يَجُرّهُ وَإذا مَا كرُمَ الأصْلُ كانَ للإلْفِ أصلا وَوَفَاءٌ نَبَتَّ فيهِ وَلَكِنْ لم يَزَلْ للوَفَاء أهْلُكَ أهْلا إنّ خَيرَ الدّمُوعِ عَوْناً لَدَمْعٌ بَعَثَتْهُ رِعايَةٌ فاسْتَهَلاّ أينَ ذي الرِّقّةُ التي لَكَ في الحَرْ بِ إذا استُكرِهَ الحَديدُ وَصَلاّ أينَ خَلّفْتَهَا غَداةَ لَقِيتَ الـ ـرّومَ وَالهَامُ بالصّوارِمِ تُفْلَى قاسَمَتْكَ المَنُونُ شَخْصَينِ جوْراً جَعَلَ القِسْمُ نَفْسَهُ فيهِ عَدْلا فإذا قِسْتَ ما أخَذْنَ بمَا غَا دَرْنَ سرّى عَنِ الفُؤادِ وَسَلّى وَتَيَقّنْتَ أنّ حَظّكَ أوْفَى وَتَبَيّنْتَ أنّ جَدّكَ أعْلَى وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا وَكَمِ انتَشْتَ بالسّيُوفِ منَ الدهـ ـرِ أسيراً وَبالنّوَالِ مُقِلاّ عَدّها نُصرَةً عَلَيْهِ فَلَمّا صَالَ خَتْلاً رَآهُ أدرَكَ تَبْلا كَذَبَتْهُ ظُنُونُهُ، أنْتَ تُبْليـ ـهِ وَتَبْقى في نِعْمَةٍ لَيسَ تَبْلَى وَلَقَدْ رَامَكَ العُداةُ كَمَا رَا مَ فلَمْ يجرَحوا لشَخصِكَ ظِلاّ وَلَقَدْ رُمْتَ بالسّعادَةِ بَعْضاً من نُفُوسِ العِدى فأدركتَ كُلاّ قارَعَتْ رُمحَكَ الرّماحُ وَلَكِنْ تَرَكَ الرّامحِينَ رُمحُكَ عُزْلا لوْ يكونُ الذي وَرَدْتَ من الفَجْـ ـعَةِ طَعناً أوْرَدْتَهُ الخَيلَ قُبْلا وَلَكَشّفْتَ ذا الحَنينَ بضَرْبٍ طالمَا كَشّفَ الكُرُوبَ وجَلّى خِطْبَةٌ للحِمامِ لَيسَ لهَا رَدٌّ وَإنْ كانَتِ المُسمّاةَ ثُكْلا وَإذا لم تَجِدْ مِنَ النّاسِ كُفأً ذاتُ خِدْرٍ أرَادَتِ المَوْتَ بَعلا وَلَذيذُ الحَيَاةِ أنْفَسُ في النّفْـ ـسِ وَأشهَى من أنْ يُمَلّ وَأحْلَى وَإذا الشّيخُ قَالَ أُفٍّ فَمَا مَـ ـلّ حَيَاةً وَإنّمَا الضّعْفَ مَلاّ آلَةُ العَيشِ صِحّةٌ وَشَبَابٌ فإذا وَلّيَا عَنِ المَرْءِ وَلّى أبَداً تَسْتَرِدّ مَا تَهَبُ الدّنْـ ـيَا فَيا لَيتَ جُودَها كانَ بُخْلا فكفَتْ كوْنَ فُرْحةٍ تورِثُ الغمّ وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجْدَ خِلاّ وَهيَ مَعشُوقةٌ على الغَدْرِ لا تَحْـ ـفَظُ عَهْداً وَلا تُتَمّمُ وَصْلا كُلُّ دَمْعٍ يَسيلُ مِنهَا عَلَيْها وَبِفَكّ اليَدَينِ عَنْها تُخَلّى شِيَمُ الغَانِيَاتِ فِيها فَمَا أدْ ري لذا أنّثَ اسْمَها النّاسُ أم لا يا مَليكَ الوَرَى المُفَرِّقَ مَحْياً وَمَمَاتاً فيهِمْ وَعِزّاً وَذُلاّ قَلّدَ الله دَوْلَةً سَيْفُهَا أنْـ ـتَ حُساماً بالمَكْرُماتِ مُحَلّى فَبِهِ أغْنَتِ المَوَاليَ بَذْلاً وَبِهِ أفْنَتِ الأعاديَ قَتْلا وَإذا اهْتَزّ للنّدَى كانَ بَحراً وَإذا اهْتَزّ للرّدَى كان نَصْلا وَإذا الأرْضُ أظلمتْ كانَ شَمساً وَإذا الأرْضُ أمحَلَتْ كانَ وَبْلا وَهوَ الضّارِبُ الكَتيبَةَ وَالطّعْـ ـنَةُ تَغْلُو وَالضّرْبُ أغلى وَأغلَى أيّهَا البَاهِرُ العُقُولَ فَمَا تُدْ رَكُ وَصْفاً أتعَبْتَ فكري فمَهْلا مَنْ تَعَاطَى تَشَبّهاً بِكَ أعْيَا هُ وَمَنْ دَلّ في طَرِيقِكَ ضَلا وَإذا ما اشتَهَى خُلُودَكَ داعٍ قالَ لا زُلتَ أوْ ترَى لكَ مِثْلا |
الساعة الآن 12:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.