فصل غياب خامس - منتديات منابر ثقافية



[TABLETEXT="width:80%;background-color:white;border:10px outset gray;"]

فصل غياب خامس ( 2 )

تخلل الحفل استراحة ، ما إن استدرت حتى وجدت نفسي وجها لوجه معه
- مساء الخير يا مريم ، كنت مذهلة رائعة ريانة خضلة

تمالكت نفسي وبالكاد حاولت أن التقط أنفاسي ...وبابتسامة بسيطة متكلفة بعض الشيء

- أهلا بك أستاذي ...
- لقد أذهلني صوتك الملائكي الذي لم يفارقني منذ أعوام عديدة .
- شكرا لك ... لكن المعذرة منك سيدي ....لدي المزيد من الترتيبات للحفل ..

أتمنى أن تستمتع بوقتك ...

- حقا إنها محض صدفة .... لا أصدق ما تراه عيوني بعد سنوات عجاف
هل تسمحين لي بأن ألقاك بعد الانتهاء من الاحتفال ... .
ترددتُ كثيرا ....والتزمتُ الصمت

عندها قال
- ما رأيك أن نلتقي غدا في الساعة السابعة مساءا ..

حاولت التهرب منه لكن لا جدوى ظلت عيناه ترقبني من بعيد .. ولا أنكر أن وجوده قد هز كياني ... وأعادني إلى حقبة حاولت دائما

أن أجعلها طي النسيان
يا الهي ... ساعدني فأنا في موقف لا أحسد عليه ...ومضى الحفل بخير وسلام ...لكنني أسمع وجيب قلبي ....دقاته كطبل أجوف

لم أسمعها منذ زمن بعيد..

وعدت الى البيت وكأنني أحمل حملا ثقيلا فوق كاهلي ولا اعلم كيف سيكون عليه غدي وطلبت من الله مرة أخرى أن أتجاوز هذه المحنة ..

.فلم أعد أتحمل أي صدمة في حياتي

وصدقا ... لم تتذوق عيني طعما للنوم ...بقيت مفتوحة العينين أحلق في الجدار والجدار وروحي ترسم صورا للماضي البعيد وحزن ينهش

صدري ...حتى كان يجهش في البكاء

أي أقدار هذه وأي وجع يعصف بكياني حتى أنني استفقت ظهر اليوم التالي محاولة أن أستعيد روحي من جديد ...فقد تجاهلت كل نداءات

أمي وحتى ذهابي الى عملي لم أكن قادرة على تحمل المزيد من الضغط أو الأنفعال .

ويتبع

فاطمة وفصل غياب خامس

....

[/TABLETEXT]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....

05-02-2012, 08:31 PM

المشاركة 3

فاطمة جلال

مراقبة سابقة



[TABLETEXT="width:85%;background-color:white;border:10px outset orange;"]

فصل غياب خامس

( 3 )

الساعة السابعة ليوم آخر ....
مساء ليوم تاريخي في حياتي... أي أقدار تعبث بي ...وأي ذاكرة تحملها الأيام من باب المقهى

رأيت نظراته الحائرة تبحث عني في كل مكان ...ما إن اقتربت حتى سبقني بابتسامة عَذبة قد اشتقتُ اليها
نظر اليَّ :

- سأبقى أنتظرك أميرتي حتى وإن لم تأتي على الموعد .

- لقد تأخرتُ نصف ساعة ... رغما عني فزحمة الشوارع قاتلة والمطر غزير جدا ...

هل مللتَ من الانتظار !!
- لن أمله يا مريم طالما أنك سوف تحضرين ... ربما عمر بأكمله لم أنتظر أحدا غيركِ....
حينها ...

اجتاحتني سحابة حزن ناعمة , فبكت روحي بصمت ....ورجعت بي السنين والذكريات

تنبش في روحي ألف سؤال وسؤال .

وقطعتُ أحبال الصمت والحيرة التي تسكن روحينا

- ألن تطلب لي فنجان قهوة !!!!
- فنجان قهوة ,... بدون سكر وقطعة بسكويت.
- أو ما زلتَ تذكر ؟؟
- لم أنس ذلك يوما... ولم يكن النسيان دربي , ولم تغيركِ السنون بعد ،
ما زلتِ كما عهدتك .. تأسرين الجميع بروحك المرحة الشفافة ...

لمست ذلك يوم أمس فقد كنت محط تقدير واعجاب الجميع وكم كنت سعيدا بذلك النجاح .
- هي الحياة يا عزيزي صقلتني ... وجعلتني أراها بعين الواقع لا الخيال
وأن لا أنظر إلى الفارغ من الكأس ...
-وأيضا مشاكسة ومحاورة جيدة .

الا تخبريني كيف هي صحتك اليوم ...؟؟
- بخير من الله .

- أحمد الله أن ذلك الوجع لم يكن حجر عثرة في تحقيق ذاتك و طموحاتك في الحياة .

- الحمد لله ...أن منحني الصبر والقدرة على تحمل أعباء الحياة ، والمضي قدما فيها ....

وكم كنت أمقت الشفقة من تلك العيون المريضة ، فأنا حقا مَنْ أشفق عليهم ...
- أميرتي ...

لم أكن لأفتح باب الوجع على مصراعيه ...اعذري تطفلي ... هو مجرد سؤال عن وضعك الصحي ليس إلا...
ما شاء الله أراك تحقيقين نجاحا تلو الأخر ... واليوم سيدة أعمال لها مكانة مرموقة في المجتمع يشار إليها بالبنان ...

دعيني أخبرك بسر ...

...

وللحديث بقية

......

[/TABLETEXT]

05-02-2012, 08:43 PM

المشاركة 4

فاطمة جلال

مراقبة سابقة



[TABLETEXT="width:90%;"]

[tabletext="width:85%;background-color:white;border:9px outset red;"]

فصل غياب خامس ( 4)

...

قلت لنفسي...ويحكِ

لن أدعك تفتحين حقائب الذكرى ، ولن تعبثي بجراحاتي فما صدقت أنها بدأت تلتئم ..وأن روحي قد عادت لي من جديد
بعد سنوات من الاغتراب ...من الحب والشوق ...يا الهي كم أحببته ولم أحب يوما غيره ...ولم أكتب إلا اليه ، واليه

دون البشر فهو من علمني كيف أرسم الحرف بمهارة كيف أتسلقُ على جدران وجعي ...
آآآه يا عبد الكريم ما الذي أتى بك مجددا الى عالمي ... يا الهي رحمتك فلم يعد لدي قدرة على الاحتمال ...

أشغل سيجارته ونفث دخانها ..._ واسترسل بأحاديثه التي أشتاق اليها ولو في سري _ ، قال أتعلمين يا مريم :
- ...عندما وجهت الدعوة الى مجلتنا لم أكترث لها في البداية ... قلتُ لا وقت عندي لحضور مثل هذه الاحتفالات وبطريقة ما

حاولت التهرب لكن لا مناص فأحداث كهذه يجب ان تغطي من قبل مجلتنا ، و شاءت الظروف أن أوافق وأراك بعد غياب قض المواجع ..
وكأن كل شيء كان مهيأ للقاء ...وأن أقدرانا مكتوبة ، ليكون بعد سنوات طويلة من الغياب
أشعر أنني أحلق في سماء الفرح يا أميرتي ...
- أجل هي الأقدار تحملنا إلى حيث تشاء...وأخر ما كنت أتوقعه أن التقي بك ولو بمحض صدفة ...
منذ ذلك الزمن_ زمن الفراق والغربة _ لم أقرؤكَ إلا مرة واحدة في احد الصحف المحلية وهي قراءة لك لرسائل غسان كنفاني

وغادة السمان ، وكم حزنت وأنا أقرأ عصبيتكَ على نشرها لرسائل غسان ، عندها أدركت أنكَ قد تغيرت ...

شعرت بالقسوة في كل حرف كَتبته وأنت تشير بأصابع الاتهام ، وجدت نفسي في موقف ضعيف حيال حرفك ...وبعدها تيقنتُ

أنها بداية النهاية لاعتزالك َعالم الحرف ..
- نعم ... فلم يعد يربطني بها إلا ما أقرؤه في الراويات التي لا تفارقني أبدا... وخواطر صغيرة على هامش الوجع أسميتها
ب (يوميات مسافر ) ولم يقرؤها أحد بعد ... سطرت فيها غربتي ، وجعي ،غيابي وغيابك يا أميرتي , ومع كل سطر نزفت وجعا
وأهديتها إلى (((الأميرة الصغيرة وسهول القمر.)))
صدقيني لقد كنت في سري أدعو الله ان أجدك يوميا لأهديكِ إياها ...
ربما عندما التقي بك لو- شاءت الظروف - سأحضرها معي ...
- أشكرك ...
يسرني ذلك ...ما هي أخبارك العائلية ...؟؟؟
- لقد كبرتُ يا مريم ....الا ترين السواد موشحا بالبياض لقد أصبح لدي عائلة ...

أولاد بعمر الورد - محمد وأحمد- هم سعادتي ، أما مريم فقد اسميتها على اسمك أنت ِ
فهم ما تبقى لي من الحياة بعد رحيل زوجتي ...
آلا تحدثيني عن نفسك ... ؟؟؟

وللفصول بقية

....
[/tabletext]
[/TABLETEXT]

05-03-2012, 02:59 PM

المشاركة 5

حسام الدين بهي الدين ريشو

مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

مجموع الاوسمة: 5



ما اروعك
وما أبهى نصك
استاذتي / فاطمة ( فصل غياب خامس ) جلال
هل على هذه الارض مايستحق الحزن الكبير ؟؟؟؟
هكذا تسألين ؟
حقيقة
من تراكم الاحزان وديموميتها
صار السؤال كمشكلة عويصة لا تجد من يقدم لها حلا
لكن المؤكد
ان الحزن توأم الانسان ؛ بمعنى الانسان
لأنه يمنحه في النهاية بوتقة احساس من ابداع
ونفحة قدسية ترقى به الى سماء الفكر والوجدان
وهاهو نصك يجسد ذلك
قصة مكتملة العناصر
توهجت عند بؤرة الحدث في صعودة
قصة سرى فيها الشعر
فكانت القصة القصيدة
او القصيدة القصة
وكأنك تضعين اللبنة الاولى في نوع ادبي جديد
استاذتى / فاطمة جلال
كوني بخير
واسلمى من كل سوء

12-29-2015, 06:13 PM

المشاركة 8

فاطمة جلال

مراقبة سابقة



[TABLETEXT="width:85%;"]
[TABLETEXT="width:90%;background-color:white;border:8px outset red;"]

[TABLETEXT="width:85%;"]

فصل غياب خامس ( 5 )

تجاذبنا أطراف الحديث عن الاحتفال ، وعن الحياة ، وعن نجاحه الكبير ...وعن غربة الأيام ، لكن الوقت لم يسعفنا ،

فقد مضى بسرعة رهيبة ... فاجئنني اتصال من والدي يسأل عن غيابي

فكان عليَّ العودة الى البيت حتى لا يثير تأخري غضبه ..لقد تأخر الوقت ، الجو بارد المطر غزير ... وصدقا لأول

مرة أشعر بصداع فكانت الأرض تدور بي وتعيدني إلى زمن بعيد

عندها سألني

- ما بك يا مريم أراك شاحبة الوجه ..كأنك لم تنامي جيدا ليلة أمس.

- لا أبدا... يبدو أنني أخذت دور برد ، فجسدي المتعب لا يتحمل برودة الشتاء

- سلامتك عزيزتي

وساد الصمت من جديد ... وفنجان القهوة يلفظ انفاسه الاخيرة ... كلما تصاعدت رائحة القهوة الى أنفاسي أشهق

بصمت موجع ، لحظات ربما قهرتنا الدموع ليكون فصل غياب خامس ، وأنا سابحة في خيالاتي ، وهالة قد تشكلت

من سجائره التي امتلأت بها المنضدة ، وكان الكلام كذِّر الرماد في العيون فالتزمت الصمت ...كنت أخاف أن تلتقي

نظراتنا فأحاول ان أمسك بكوب الماء أو بفنجان القهوة ...كان لا يكف النظر على يدي ، وكنت أدرك السر وراء هذه النظرات

فكان يُلح بالسؤال عن عالمي الخاص ...

قطع الصمت

- ما زلت كما أنت ِ... كأنني لم أفارق أبدا ...و كأن السنين لم تمر عليك بعد .

لم تحدثيني عن نفسك يا مريم ... وعن حياتك الخاصة ؟؟؟

- نظرت إلى ساعتي وقلت له :

..
وللفصول بقية
[/TABLETEXT]

[/TABLETEXT]
[/TABLETEXT]

12-29-2015, 06:14 PM

المشاركة 9

فاطمة جلال

مراقبة سابقة



فصل غياب خامس ( 6 )

[TABLETEXT="width:90%;background-color:silver;border:10px outset tomato;"]

فصل غياب خامس ( 6 )

- نظرت إلى ساعتي وقلت :

المعذرة لقد تأخر الوقت ، عليَّ الذهاب.
- امنحني ولو بعض الوقت ... أنا في غاية الشوق لمعرفة أخبارك ، صدقيني لقد بحثتُ عنك طويلا ،لكنني لم أجد لك أي عنوان أو خبر .

- لا وقت لدي ,,, لقد أخبرتك أن تأخري يثير غضب والداي ...

- مريم أرجوك ...أكاد أختنق دعيني أبوح بما في قلبي

- تفضل ...اسمعك يا عبد الكريم

- أتعلمين ... يوم أن غادرت بيتكم في ذاك الزمن البعيد ، تركت روحي معلقة على أسواره ، كنت كلما نهش الحنين أظافره
في روحي أتي لأمشي في شوارع مدينتك ، هائما على وجهي ، كغريب قد أضاع الوطن ، كشريد يبحث عن كسرة خبز ، وشربة ماء ،

كنت أقف على نافذتنا التي كانت تطل على الجنوب ، لأملئ حويصلات الروح برائحة عطرك التي لم تفارقني ليومي هذا ..وعندما أيقنت

عدم قدرتي من الارتباط بك ، والظروف القهرية التي كانت أقوى مني ، وموقف اأهلي وضعفي أمام نفسي وانحن لا نملك حتى رغيف

خبزنا اليومي ، فالأبواب كلها موصدة أمامي حتى خطر ببالي فكرة الانتحار ...لولا أن الله قد حرمها ، لذا قررت الرحيل والأختفاء بعيدا

عن عالمك لتعيشين حياتك من جديد .

-الا تذكر يوم أن أرسلت لي برسالتك المسمومة - سوف أقتلك يا مريم لو كنت يوما زوجة لغيري _

وها أنا بقيت عازفة عن الزواج ليومي هذا ، ليس خوفا منك بل لأنك جعلتني أن أغير وجهة نظري في الرجال على وجه الأرض ،

فصرت أكره الرجولة فيهم ، لقد جعلتني

أخسر روحي عندما تركتني ولم تعد الي ......

يا الهي أي وجع هذا يا عبد الكريم ... أرجوك لا وقت لمثل هذه الاعترافات ...أرجوك لا أريد المزيد وكفى ، لا أريد أن أفتح دفاتر

الماضي ،فمنذ رحيلك جعلتها طي النسيان .

عندها حملت حقيبتي وهممتُ بالرحيل ...

شدني من يدي وقال...

- أرجوك ... أرجوك يا مريم ، يا تؤام الروح ، اهدئي ولن أفتح دفاتر الماضي .

جلست ُ... ونار الحمى تشتعلُ في روحي ..

- متى أستطيع أن أراك مرة اخرى ...

- اتركها للظروف .

رافقني للخارج وقال

- كم هو جميل هذا المنظر ... أما زلت تحبين المطر !!!

- المطر هو المطر لم يتغير... لكن بعض عاداتنا هي التي تغيرت ...

الا تعتقد أننا نحن البشر من تغيرنا ..وتغيرت أنفسنا لا ملامحنا .!!!

- هل لي بوسيلة اتصال بك ...؟؟؟

وبتلقائية أخرجت له بطاقة business card

- تفضل هذا كرتي ...ومن المؤكد أن الاتصال يكون له أوقات معينة وله مبرراته أيضا .

نظر اليه ملِّيا ..هز رأسه وقال

- لن يكون اتصالي الا في أوقات مناسبة ...سعيد برؤيتك .

....

غادرت المكان ولا أعلم أين تقودني روحي ...وصدى صوته يتردد على مسامعي

عديني بلقاء أخر ...لا تغيبي يا أميرتي أي زوبعة عصفت بك وبروحك يا مريم ...,

و أي حب وحزن وجرح تخبئينه في نفسك أما كان الزمن كفيلا بكل هذه الجراح...!!!!

وما زال للفصول بقية ...

كونوا معي لنكمل الحكاية

....
[/TABLETEXT]