احصائيات

الردود
28

المشاهدات
12614
 
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية

خالدة بنت أحمد باجنيد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
322

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Jan 2008

الاقامة

رقم العضوية
4365
10-21-2010, 05:28 PM
المشاركة 1
10-21-2010, 05:28 PM
المشاركة 1
افتراضي تلخيص استعراضي لكتاب: (جوانب من الأدب والنقد عند الغرب) لــ: د. حسام الخطيب..
إلى يومنا لا نستطيع الإجماع على تعريف لكلمة (أدب)، تلك الكلمة التي رافقت مسيرة البشريّة منذ الأزل، وكانت نافذة نطلّ منها على عصور غابرة، فنعيشها بكلّ تفاصيلها اللاتي أبدعها أدباؤها حسيًّا ومعنويًّا.. وها هي اليوم تواصل حضورها في واقعنا، تارة تعكس أحواله، وتارة تحاول أن تشقّ طريقًا إلى فهمه وإدراكه، وتارة تعرض عنه لتخلق عالمـًا مختلفًا ينفتح على كلّ الاحتمالات، ويشرع دنياه مدّ الحلم والخيالات..
(الأدب) ذلك الذي لم يعرف القرار، كما لم يعرفه الإنسان، ولم يقنع إلا بحقيقة واحدة هي أنّ الثبات وهمٌ في حياة لم يرتض لها خالقها إلا التقلّب والتبدّل طلبًا للأصلح والأجدر والأفضل.. بحث دائب يضجّ بنتائج متواترة ومتغيّرة..
متكاملة حينًا..
ومتداخلة حينًا آخرًا..
وقد تكون متناقضة حينًا ثالثًا.. وتستمرّ المحاولات بين عثرة ومضاء.. إلى ما لا وصول، لأنّ الوصول قطعًا يعني النهاية..
ولا نهاية إلا الموت..!
/
\
/
بهذه المقدّمة الصغيرة التي تحاول-أيضًا- أن تفهم (الأدب)، أحببت أن أمهّد لملخّصٍ، أو ليكن نقاطًا استعراضيّة لكتاب قيّم، قرأته وخضت معه تجربة وصفيّة وتحليليّة تكشف للقارئ عن جوانب من الأدب والنقد في الغرب، يتتبّع مسيرته من التاريخ اليوناني القديم حتّى القرن العشرين في قراءة موجزة تقارب منجزًا شاسع الأطراف، ثرّ الإنتاج، متباين الملامح والأشكال..

وإنّ من يدرك (الأدب) ويقدّره حقّ قدره يعرف تمًامًا أنّه ليس بمعزلٍ –خصوصًا في عصرنا الحالي- عن تلك العولمة وما أسهمت فيه من ثورة فكرية وثقافية إن سلبًا وإن إيجابًا، وما دمنا جزءًا منها فإنّ الوعي بها لازم، ولا يكون إلا بالوقوف عليها في سياقها، وإنزالها موقعها لا باقتلاعها وصبغتها بتأويلاتٍ وقراءات مفتعلة.. وجافية.

عنوان هذا الكتاب: (جوانب من الأدب والنقد في الغرب)، تأليف: د. حسام الخطيب، ط4، دار الكتاب/دمشق، 1990-1991م.

وفي يلي تلخيص استعراضي لتلك الجوانب، وسأبدأ بالقسم الأوّل من الكتاب: جوانب من الأدب.
.
.
.
خالدة..


قديم 10-21-2010, 05:37 PM
المشاركة 2
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
العصور الأدبيّة الأوربيّة:

1) الأدب اليوناني/الإغريقي.
- العصر الحماسي (هوميروس).
- العصر الغنائي (سافو).
- العصر الذهبي (500-350 ق.م).
- العصر الهلليني أو الاسكندري (350- 100ق.م).

2) الأدب الروماني/اللاتيني:
- العصر البدائي.
- العصر الذهبي (100ق.م -14م).
- العصر الفضّي (14-177م).
- عصر الانحطاط (177-400م).
- الفترة المسيحيّة (400-500م).

3) أدب العصور الوسطى:
- العصور المظلمة (500-1000م).
- العصر الوسيط (1000-1500).

4) الأدب الحديث:
- عصر النهضة (1500- 1700م).
- الكلاسيكيّة/السلفيّة الجديدة (القرن الثامن عشر).
- الرومانسية/الابتداعيّة (الربع الثاني من التاسع عشر).
- الواقعية واتجاهات أدبيّة أخرى (تقريبًا من منتصف القرن التاسع عشر).
- الأدب الحديث ثمّ المعاصر (1850م – حتّى اليوم).

قديم 10-21-2010, 05:40 PM
المشاركة 3
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
أولاً: الأدب اليوناني:
يتجسّد الأدب اليوناني في أنواعه الثلاثة المشهورة: الأساطير والملاحم والتمثيليات، وقد شغلت الأساطير اليونان في مرحلة مبكّرة، وأعقبها مرحلة الملاحم التي تغنّى فيها اليونان ببطولاتهم القوميّة ومغامراتهم مع سكّان الأرض والآلهة كما يتّضح في الإلياذة والأوديسة، وبعدها استأثر باليونانيين المسرح، فاتجهوا للتمثيل متخذينه وسيلة للكشف عن مصير الإنسان، ومعالجة قضاياهم الفكرية والاجتماعيّة.
ç الخصائص الفنيّة البارزة في أدب اليونان:
1/ أنّه أدب إنساني اهتمّ بمعالجة مشكلات الإنسان مع غيره من الناس ومع الآلهة.
2/ أنّه اتّجه في معالجته اتّجاهًا نفسيًّا يحاول الكشف عن أسرار النفس وخباياها.
3/ أنّه اعتمد على عنصر الخيال، وخصوصًا التشخيص.
4/ اهتمّ بتناسق الأجزاء والانسجام.

** الأساطير:
الأساطير ظاهرة مشتركة عند الأمم في مراحل نموّها الأولى، وتدور الأساطير اليونانيّة حول ثلاثة أمور: الإنسان والطبيعة والآلهة، وتحاول أنّ تصوّر العلاقة بينها وما ينجم عنها من مشكلات، وتلجأ في النهاية إلى الحلول الميتافيزيقيّة الخياليّة لحلّها، ومن أمثلها: أسطورة نارسيس/النرجس، وأسطورة برومثيوس.

** الملاحم:
الملحمة هي قصيدة طويلة تحكي قصّة ومغامرة مليئة بالأساطير والمبالغات، وأشهر ملحمتين في الأدب اليوناني هما ملحمتا: الإلياذة والأوديسة لهوميروس.

** المسرحيّة:
تعود أسس المسرح الأوربي كلّها إلى المسرح اليوناني الذي كانت بداياته في الأعياد والاحتفالات الدينيّة، وكان يعتمد حينذاك على الرقص والتهريج والأقنعة، وما إن أتى القرن الخامس ق.م حتى كانت المسرحيّة قد قطعت شوطًا لا بأس به من التطوّر، وانتظمت في اتجاهين رئيسين: المأساة والملهاة، ومن قواعدهما الأساسيّة وجود الجوقة وهي فرقة من المنشدين تلازم العرض المسرحي، وتتولى التعريف بالشخصيات والتعليق على الأحداث، وإطلاق الحكم أو الآراء الفلسفيّة.

أ‌. المأساة:
تعالج المأساة الجانب الجدّي من الحياة، وتقوم فكرتها على أنّ الإنسان مهما علا شأنه فلا بدّ صائر إلى الإخفاق أو الهلاك، إمّا نتيجة تدخّل قوى خارجيّة أو نتيجة عوامل داخليّة نفسيّة كالشعور بالذنب أو الإثم، وأشهر كتّابها: اسخيليوس كاتب المسرحيّات الثلاث (برومثيوس حامل النار/ المصفّد/ الطليق) وسوفوكليس كاتب مسرحيّة (أوديب) و(أنتيغونا).

ب‌. الملهاة:
الملهاة تمثيليّة بأسلوب هجائي لاذع، أو سخرية مرحة، وهي تعالج نفس موضوعات المأساة بأسلوب مختلف، أشهر كتّابها: أريستوفان الذي كتب ملهاة (الغيوم) وفيها يسخر من سقراط وفلسفته.

قديم 10-21-2010, 05:42 PM
المشاركة 4
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
ثانيًا: الأدب الروماني/ اللاتيني:
نشأت روما حوالي القرن السابع قبل الميلاد، وما لبثت جيوشها أن اكتسحت شمال أوربا وجنوبها وشرقها وغربها، وانعكس ذلك على الأدب فكانت لغة القوة هي اللغة المسيطرة على الأدب الروماني خلال تاريخهم الطويل الذي انتهى في القرن الخامس الميلادي.

لم يبتدع الرومان فنونًا أدبيّة جديدة، بل قلّدوا الأدب اليوناني وساروا على خطاه، ويظهر ذلك جليًّا في المسرح فإنّهم لم يخرجوا أبدًا على قوانين المسرح اليوناني.

وقد سادت النزعة الماديّة الحسيّة في العهد الروماني، فأفاضوا في وصف مشاهد الفجور والملذات، كما نزعوا إلى جمال الشكل، وكانت البلاغة عند الرومان فضيلة أخلاقيّة.

أشهر أدباء الرومان ظهروا في العصر الذهبي، وهم: فرجيل صاحب (الانياده) ملحمة اللاتين الكبرى، وأوفيد الذي أبدع في الشعر الأليجي، وهو نمط من الشعر الذاتي يتّبع نظامًا خاصًّا في صياغة القصيدة وبنائها وأوزانها.

>>> يتبع..

قديم 10-21-2010, 05:50 PM
المشاركة 5
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
ثالثًا: العصور الوسطى:
مع القرن الخامس الميلادي كانت المسيحيّة قد دوّت في أنحاء أوربا، ونجم عن ذلك تحكّم رجال الكنيسة بالفكر والفلسفة والأدب، وفي المرحلة الأولى كانت السيطرة كاملة لرجال الدين فسمّي العصر بعصر آباء الكنيسة، وقد شهد هذا العصر حملات اضطهاد وملاحقات المارقين (الهراطقة) وتعذبيهم، فلم يشهد بذلك أيّ تطوّر فكري أو حضاري.

ثمّ مع حلول القرن الحادي عشر بدأت سحب الاضطهاد تنقشع تدريجيًّا وأتيح للأوربيين الاتصال بالأدب اليوناني القديم، وبالحضارة العربيّة في الأندلس، فساهم ذلك في كسر الطوق المفروض عليهم، واصطلح على إطلاق اسم العصر المدرسي على هذه المرحلة التي تنتهي بنهاية القرن الرابع عشر.

اهتمّ العصر المدرسي بإحياء الفلسفة، وشغل الناس بها وبأسئلتها وجدلها عن الإبداع، إلى أن جاء الإنكليزي وليام أوكام ليعلن نهاية العصر المدرسي معلنًا إخفاق محاولات الجمع بين الدين والعقل، وأن تطبيق المنطق يكشف عن تناقضات كبيرة في المسيحيّة، فعلينا أن ندع العقل جانبًا لنؤمن بالوحي والكتاب المقدّس.
أما المرحلة الثانية فشهدت بدء ظهور الآداب الأوروبيّة، واتّخذت التطورات اتجاهين رئيسين:
أ‌. الملاحم المسيحيّة.
نشأت الملاحم المسيحيّة في ظلّ الصدام بين الشرق والغرب، وأشهرها ملحمة رولاند.

ب‌. الشعر الغنائي (التروبادور).
برز في نهاية القرن الحادي عشر وبداية الثاني عشر في جنوب فرنسا، وكان نمطًا جديدًا من الشعر افتتن بالقوافي والموسيقى ممّا جعل الدارسين يميلون إلى القول بتأثّره بالموشحات الأندلسيّة.

قديم 10-21-2010, 05:55 PM
المشاركة 6
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
رابعًا: الأدب الحديث:
- عصر النهضة:
يشمل عصر النهضة القرنين الخامس عشر والسادس عشر وجزءا من القرن السابع عشر على اختلاف ذلك بين الأقطار الأوروبيّة ما بين سابق ومتأخّر، وترتبط بحدثين أساسيين:

· سقوط القسطنطينيّة بيد محمد الفاتح، ممّا أعقبه هجرة العلماء وانتقال المخطوطات إلى أوروبا، وقد أسهموا في انبعاث الأدب الكلاسيكي.
· اختراع الطباعة بواسطة الأحرف المتحرّكة، ممّا أتاح مرونة الطباعة والقدرة على إنتاج نسخ كثيرة.
ومن العوامل التي مهّدت لها:
· نشأة الجامعات وانتقال التعليم إليها، وكان ذلك إيذانًا بتحرر العلم والفلسفة.
· حركات الإصلاح الديني التي أعلت من النزعة الفردية وبدأ الناس يرفضون وساطة الكنيسة بين الله والإنسان.
· اتّصال أوربا بالفكر اليوناني وأدبه.
· انحسار الإقطاعيّة وظهور المدن ونهضة الصناعة، فنشأ مجتمع برجوازي أوسع أفقًا من المجتمع الإقطاعي المتشبّث بالتقاليد.

وأهمّ الأنواع الأدبيّة التي نشأت في تلك الحقبة:
· الشعر الرعوي المتعلق بالنموذج الكلاسيكي، وقد تولّدت فيما بعد عنه الرواية العاطفية الريفيّة.
· استمرّت الملحمة وجاءت مزيجًا من الملحمة الكلاسيكيّة والرواية الخياليّة، ومن أشهر مؤلفيها: سبنسر.
· انتشر الشعر الغنائي مع تطور النزعة الفردية، واحتذى النموذج الكلاسيكي.
· المسرح الكلاسيكي المتأثّر بالمسرح اليوناني واللاتيني، ويعدّ شكسبير قفزة في المسرح الإنجليزي، حتى لا يكاد المتتبع يرى ظاهرة سواها.
· الرواية الخيالية ذات المغزى الفكري، ومنها رواية (دونكيشوت) لسرفانتس.

قديم 10-21-2010, 05:58 PM
المشاركة 7
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
- القرن السابع عشر والثامن عشر (الكلاسيكية الجديدة):

شهد هذا العصر تطوّرات فكريّة عديدة كان لها كبير تأثير على الحركة الأدبيّة، ومنها:

· انقسام المسيحيّة إلى طوائف مختلفة أهمّها البرونستانتيّة، وكانت هذه ذات مفهوم ديني مرن اعترف بحريّة العقل.

· ارتفاع النزعة الإنسانيّة وانتشارها بين أوساط الفنانين والمثقفين، واتّخذت شعارًا: "أنا إنسان، وكلّ ما يتّصل بالإنسان ليس غريبًا عنّي"، وهذه النزعة بادرت إلى التحرر والانطلاق من أسر العرف والتقاليد، وبشّرت بحقّ الفرد في الاستقلال والاختيار، وإن كانت وقعت في تناقض مردّه أنّها التفّت حول التاريخ اليوناني والروماني وأضفت عليه هالة من المجد.

· استحواذ العقلانيّة على أفكار الطليعة المثقّفة نتيجة لتقدّم العلوم لا سيما الرياضيات والفيزياء، وقد رفضت العقلانيّة الإيمان بالخوارق والغيبيات، ووضعت الإنسان ضمن إطاره الطبيعي المحسوس، وأنّه هو المسؤول عن معايير الصواب والخطأ والخير والشر، فليست هذه المعايير منزّلة ولا ثابتة، وكانت تسير وفق مبدأ: الكون يكتشف بالتجربة لا بالتأمّل، ومن فلاسفة هذا العصر: ديكارت، صاحب المقولة المشهورة: أنا أفكّر.. إذن أنا موجود.

· ظهور اللبراليّة على يد جون لوك، التي أسهمت بآراء مهمّة في السياسة والتربية والفلسفة، وهي تقوم على أنّ أساس الدول: تعاقد اجتماعي بين الأفراد، وأنّ السلطة الأساسيّة من اختصاص ممثّلي الشعب.

· ظهور الفلسفة الوضعيّة وهي تطوّر للعقلانيّة، وهي تقوم على ما هو موضوع، ولا تتجاوزه إلى البحث عمّا يرافقه من حالات نفسيّة أو مشاعر، فأكدّت على التجربة الحسيّة في سبيل اكتشاف العالم وفهم ظواهره، ورائدها: دافيد هيوم.



وهذه التغيرات البارزة وغيرها ولّدت تغيرات وملامح أدبية عامة عرف بها هذا العصر، ومنها:
· سادت موجة من الكلاسيكية الجديدة خلال القرن السابع عشر، والجزء الأكبر من القرن الثامن عشر، وكانت الأقطار الأوربيّة كلها تسعى إلى بلوغ الروائع السلفيّة، ولم يكن هذا الانبعاث تقليدًا محضًا، وإنّما استوحى الطابع القديم وبثّ الروح التجديديّة فيه، ثمّ ما لبث أن انتهى به الأمر إلى التجمّد في تلك القوالب التي أصبحت غاية في ذاتها بعد أن كانت وسيلة.

· بدأ هذا العصر بالثورة الفرديّة، غيرها أنّها تدريجيًّا بدأت تحني هامتها للتوافق الفكري والاجتماعي العام، ففي المجال الأدبي مثلاً أخذت تلك الملاحظات الفكرية والنقديّة المتفرّقة تتحول إلى ما يشبه القواعد العامة للكتابة، ثمّ أصبحت هذه القواعد العامة إلزاميّة يراعيها الأدباء وإن تبرّم بعضهم منها.

· كانت اللغة في بداية هذا العصر متحرّرة من القواعد الصارمة، فكانت مرتعًا خصبًا للأدباء، ثمّ تقيّدت بنشوء المجامع اللغوية التي أخذت تحدد الصواب والخطأ في الاستعمال، وبدأت تظهر معها سلسلة الوصايا: قل.. ولا تقل!.

· من أهمّ التطورات الأدبيّة ظهور الرواية –لا سيما في بريطانيا- حيث ظهر روّاد الرواية الحديثة مثل: دانييل دوفو مؤلّف: (روبنسون كروزو)، ومع ظهور الرواية أخذ النثر يفرض نفسه على الساحة الأدبيّة.

· كانت فرنسا إبّان هذا العصر مركزًا للإشعاع الفكري والحضاري، وكان يطلق فيها على القسم الأوّل من هذا العصر اسم عصر (لويس الرابع عشر) ويعتبر من أعظم العصور التي شهدها التاريخ الفرنسي، وفي هذا العصر توفّر لفرنسا الحكم الملكي بعد القضاء على النظام الإقطاعي، فجرى توحيد الثقافة وتنظيمها تحت سيطرة القصر الملكي، وهكذا نشأت الكلاسيكية الجديدة في فرنسا في ظلّ الطبقة الحاكمة، وتوجّه إليها، وفرض الذوق الأرستقراطي نفسه على مختلف مجالات الأدب، وتمّ ذلك طبعًا على حساب الطبقات الكادحة.

· ظهر في هذا العصر طبقة من الأدباء الكبار الذين حاكوا النماذج السلفيّة بذكاء واصطفاء، مثل: راسين، وموليير، ولافونتين، وباسكال... وغيرهم

· كان الهدفان الرئيسان في فرنسا في عصر لويس الرابع الإيهام بالواقع، والصنعة الفنيّة، كما أصبحت الدعوة المباشرة للأخلاق سمة الإنتاج الفنّي المقبول اجتماعيًّا، فإن كان كتّاب القرن السابع عشر اكتفوا بالتوجيه غير المباشر، فإن كتّاب القرن الثامن عشر لبسوا ثياب الوعّاظ والمعلمين.

· شيئًا فشيئًا تطوّر مذهب الإيهام بالواقع، وارتفعت الدعوة تدريجيًّا إلى وجوب ملاءمة اللغة والأسلوب طابع العصر، فبدأت تنشأ جذور المذهب الواقعي.

· أخذت تدريجيًّا أيضًا تبرز مأساة الطبقة الوسطى، وبدأت تثور على افتراض أنّ الملوك والعظماء وحدهم أهل الأدب، وبرزت هذه التطورات في بريطانيا على وجه الخصوص.

· كذلك بدأ النقّاد في آخر هذا العصر ينتقدون الصرامة التي غلبت على الإنتاج الأدبي، ونادوا بأنّ الأدب الحقيقي ما يخرج من القلب لا العقل، فكان تمهيدًا لنشوء المذهب الرومانسي.

قديم 10-21-2010, 06:02 PM
المشاركة 8
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
- القرن التاسع عشر-الربع الثاني (الحركة الرومانسيّة):
تشير الظواهر الأدبيّة في أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر إلى نشوء مذهبين متعارضين وهما الرومانسيّة والواقعيّة، وهذان المذهبان هما اللذان سيسيطران في الفترات اللاحقة على اختلاف فترة السيطرة وشكلها، وهما على اختلافهما يلتقيان في خروجهما على التزمّت الكلاسيكي، والتوجّه إلى مضمون الأدب وشكله معًا، تمرّدًا على التقليد الذي جمّد الأشكال بزعم محاكاة الروائع.

ويتميّز القرن التاسع عشر بتعدّد الاتجاهات الفكرية وتطورها، وفيه:
· ظهر الانقسام بين الاتجاهات الفكرية إلى يمين ويسار، تمثّل اليمين في الكنيسة والنزعات القوميّة المتطرّفة كالنازية والفاشيّة التي كانت تعتقد بالتفوق العرقي، والدكتاتوريّة، ومناهضة الاتجاه الإنساني؛ كما يمثّل اليمين عدد من المفكرين والفنانين الأرستقراطيين الذين فزعوا من الديموقراطية وتسلط الأكثريّة (الغوغائيّة). وتمثّل اليسار في الحركات الاشتراكيّة المختلفة التي تهدف إلى تمكين الديموقراطيّة، وأبرزها الشيوعيّة أشدّ الحركات اليساريّة قوّة وثوريّة.

· أخذت التيارات الفلسفية تتشعّب وتتعدّد ممّا يصعب معه إحصاؤها وتقنينها، ومن أسباب هذا التعدد: السرعة المتزايدة في وسائل الإنتاج الذي أدى إلى تغيير في التركيب الاجتماعي، انقسام الطبقة الوسطى إلى فئات متعددة وتضارب تلك الفئات، وزيادة الوعي بين العمّال والصناعيين، بروز القوميات التي أدّت إلى الانشقاق والتضارب، زوال هيمنة الفلسفة التقليدية المحصورة بالكنيسة أو الجامعات، فأصبحت الفلسفة مهمة فردية.

· انتشار اللبراليّة نتيجة للتشعب والتعدّد، وهي تقوم على مبدأ الحرية الفردية في التجارة والصناعة وبالقومية المعتدلة والديموقراطيّة والتردد على الكنسية، وقد أسهمت بهذا المفهوم الواسع إلى احتواء الاختلافات مما نتج عنه ازدهارًا كبيرًا في الانتاج الصناعي والزراعي، ونشاطًا قويًّا في الفكر والأدب.

· قيام الاتجاه الروحي معارضة للنزعة المادية التي سيطرت على جوانب الحياة المختلفة، وهو ينظر على أنّ الإنسان قوّة فعالة مؤثّرة لا مجرّد آلة لا حول لها ولا قوّة، وأنّ إدراك الحياة مطلب فوق مقدور العقل، والحدس هو الأداة الوحيدة الصالحة للنفاذ إلى باطن الوجود .

· استمرّت الفلسفة الوضعية في هذا العصر تصارع الفلسفات الأخرى، غير أنّها ما لبثت أن اتفقت معها على أن يكون الهدف الجامع هو البحث عن الحقيقة القائمة، دون الحاجة إلى فهم الجوهر المفترض.

· قيام الماركسيّة، وهي ذات أهميّة تفوق سائر الفلسفات المنتشرة هذا العصر، ذلك أنّها لم تكن مجرّد فلسفة فكريّة معزولة، بل كانت ثورة فكريّة واجتماعيّة هدمت كثيرًا من المعتقدات الراسخة، وغيرت مجرى حياة كثير من الناس، إضافة إلى أنّها انتشرت في العالم كله سواء الرأسمالي أو العالم الثالث، إضافة إلى كونها ذات رأي متماسك بخصوص مبادئها فيما يتعلق بالأدب والفنّ، فأسهمت في نشوء مذهب (الواقعيّة الاشتراكيّة).

· نشوء الفلسفة الوجوديّة التي -على اختلاف مدراسها- تصبّ اهتمامها على حقل الحياة الفرديّة ذاته، فالوجود الحقيقي هو العالم الباطني الخاص بكل إنسان.

وهذه الظروف المتداخلة والمتعاقبة سريعًا، لم يكن الأدب بمعزل عنها، وشهد بها في الربع الثاني من القرن التاسع عشر نشوء الحركة الرومانسيّة، وأبرز مقوّماتها:
· رفض القوانين والقواعد.
· الاهتمام بالشاذ وغير المألوف.
· مهاجمة الموضوعيّة لصالح الذاتيّة الانفعاليّة.
· العزوف عن اللغة المنمّقة لصالح لغة سهلة متحررة.
· الهزء من التهذيب الاجتماعي، والإقدام على معالجة موضوعات محرّمة، كالجنس مثلاً.

ومن أشهر شعرائها في هذا العصر: غوتة في ألمانيا، ولامرتين في فرنسا، ووردزورث في انكلترا، وإدغار ألان بو في أمريكا، وبوشكين في روسيا... وغيرهم.

وأبرز آثار الحركة الرومانسيّة:
· نهضة الشعر الغنائي بعدما خفّ صوته في عهد الكلاسيكيّة الجديدة، وكان ذلك وراء تفجير النزعة الذاتية الفردية.

· فهم الإنكليز الرومانسيّة على أنّها انعكاس لكلّ ما هو فطري وغير متكلّف في الإنسان والطبيعة، وتحرّر لا يحدّه حدّ في الخيال والتصوير، ومع ذلك فإنّ العامل الاجتماعي كان بارزًا فيها، فاستطاعت أن تلفت إلى معاناة الإنسان في ظلّ المجتمع الصناعي الجديد.

· امتازت الرومانسيّة الفرنسيّة بالسوداويّة والهروب والتعلّق الشديد بالطبيعة، بينما نزعت الرومانسيّة البريطانيّة إلى التفاؤل والمقاومة.

· لم تقتصر الحركة الرومانسيّة على الشعر بل نشطت معها الرواية العاطفية والتاريخيّة، منها روايات: جورج صاند، وولتر سكوت، وهيغو.

وهذا الاستعراض الموجز يكشف أنّ من أكبر الأخطاء التي يقع فيها دارسوا الأدب اعتبار الحركة الرومانسيّة مدرسة متكاملة يتعاون أدباؤها ضمن مفهوم محدّد للأدب، وإنّما هي اتّجاه ساد الأقطار الأوربيّة بتفاوت، ويجمعه موقف الرفض والاحتجاج أكثر ممّا يجمعه التمثّل بخصائص مشتركة.
>>> يتبع..

قديم 10-21-2010, 06:27 PM
المشاركة 9
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


رائع يا خالدة

سلمت الأيادي , على هذا الجهد النافع والمفيد

موضوع قمة في الروعة

شكرا ً على الاختيار المذوق

سلامي لك والتقدير .

قديم 10-21-2010, 09:25 PM
المشاركة 10
خالدة بنت أحمد باجنيد
شاعـرة وناقـدة سعـودية
  • غير موجود
افتراضي
- منتصف القرن التاسع عشر (الواقعيّة):

يعتبر منتصف القرن التاسع عشر التاريخ التقريبي لنهاية الرومانسيّة في أوربا، على أنّ هذا التاريخ يختلف من قطر لقطر، ويختلف كذلك من فنّ لفنّ أدبي، فخلفتها الواقعيّة بأشكال مختلفة ومتباينة، وعمومًا فإنّ الاتجاه الرومانسي يعدّ آخر الاتجاهات الواسعة التي شملت أقطار أوربا، وبعده فإنّ كل قطر بدأ يفرض نفسه باتجاه خاصٍ به، أو على الأقلّ بطابعٍ معيّن يميّز ذلك الاتجاه فيه.

عوامل انتشار الواقعيّة:
· استقلال الأدباء خصوصًا في موارد معيشهم: مع التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدها القرن التاسع عشر، أصبحت موارد الكتّاب ميسورة أكثر من ذي قبل، لا سيّما مع انتشار الصحافة والمسارح والجوائز التشجيعيّة، وكلّ ذلك يوفّر دخلاً جيّدًا للكاتب، وهذا الاستقلال المعيشي أدّى إلى استقلال فكري، فالتفت الكاتب إلى الجمهور والشعب يعبّر عن قضاياه ويحللها، فأصبح بذلك دور الكاتب أساسيًّا في المجتمعات الأوربيّة.

· اشتداد الصراع الطبقي نتيجة تطور الرأسماليّة التي تستغل الطبقة العاملة، وهذا الاستغلال بدأ –كماسبق- بالثورة الرومانسيّة، لكنّ الكتّاب ما لبثوا أن أدركوا أنّ الظلم الرأسمالي أعمق وأخطر من تواجهه ثورة انفعاليّة، ومن هنا ازداد الميول للاتجاه الواقعي.

· التقدّم العملي كان له دور فعّال في نشوء الواقعيّة، ذلك أنّ عدوى التجربة والتحليل والنظرة الموضوعيّة انتقلت إلى الأدب.

· انتشار الفلسفات الماديّة والوضعيّة، والانحسار النسبي للأفكار المثاليّة والروحانيّة، وكان للأفكار الشيوعيّة دور بارز في دفع الكتّاب ضدّ الظلم يتبنّي الاتجاه الواقعي، لاسيّما الواقعيّة الاشتراكيّة.

· وللوهلة الأولى قد يبدو غريبًا أن تتمخّض الرومانسيّة المتّصفة بالحلم والهرب والانفعال عن الاتجاه الواقعي، ولكن-كما ذكر- فإنّ كلا الاتجاهين نابعان من فكرة الرفض والنقد والاحتجاج؛ كما أنّ الموجة الرومانسيّة تمثّل طفولة الاحتجاج المتمثّل في العواطف والمشاعر، ثمّ ما لبث ذلك الاحتجاج أن تحول إلى وعي وموضوعيّة ومنطق.

ومفهوم الواقعيّة مفهوم غامض ومطّاط، فأحيانًا تعرض على أنّها موقف، أي: الاعتراف بالواقع الموضوعي، وتارة تعرض على أنّها منهج وأسلوب، وكثيرًا ما يتلاشى الفارق بين التعريفين.

وإذا اعتبرنا ميزة الواقعيّة في التعبير عن واقع، فإنّ الواقع ليس ذلك العالم الخارجي المنفصل عنّا، فذلك الشيء هو المادة، أما الواقع فهو مجموع العلاقات بين الذات والموضوع، فهو يعني الجدليّة القائمة بين الذاتيّة والموضوعيّة، وهذه الجدليّة هي التي تبرّر لنا اختلاف المذاهب الواقعيّة، ولولاها لكانت متقاربة أو متطابقة.

وأشهر الاتجاهات الواقعيّة هي:
· الواقعيّة الانتقاديّة: وهي التي يكون فيها الأديب انتقاديًّا من حيث الموقف، واقعيًّا من حيث الأسلوب، ويكون الموقف الانتقادي هذا اجتهاديًّا يعبّر عن وجهته الفرديّة تجاه المجتمع، وليس للواقعيّة شكلٌ محدّد، وإنّما هي خاضعة للتجريبيّة المستمرة، ومن أدبائها: فلوبير وديكنز وتولوستوي ودوستوفسكي، وغيرهم.

· الواقعيّة الطبيعيّة: وهي شكلٌ حاد من أشكال الواقعيّة تلتصق بالمادي والملموس التصاقًا مبالغًا فيه، وتحاول أن تطبّق المناهج العلميّة في التشريح والتحليل بمنتهى التفصيل والدقّة، ومن أشهر أدبائها: إميل زولا، الذي أطلق على هذا الاتجاه اسم الطبيعيّة ليميّزها عن ذلك الحشد من الحمقى ذو النوايا الطيّبة الذين يصفون كتاباتهم بالواقعيّة.

· الواقعيّة الاشتراكيّة: سمّاها بهذا الاسم مكسيم غوركي، وهذا المصطلح لاقى قبولاً واسعًا إلا أنّ دلالاته ظلّت مضطربة، وأطلقت على أعمال أدبيّة تتفاوت فيما بينها تفاوتًا شديدًا.

وأبرز آثار الواقعيّة:
· الرواية الواقعيّة: ظهرت الواقعيّة بأقوى صورها في الراوية التي حاولت أن تعكس الواقع بكل تفاصيله بموضوعيّة غير مشخّصة وبدقّة متناهية في التفاصيل، بخلاف الرواية الرومانسية الحالمة، وأهم كتّابها: بلزاك، وأشهر ما كتب (الكوميديا الإنسانيّة)، وفوبلير صاحب رواية (مدام بوفاري).

· القصّة القصيرة: درج الكتّاب فيها على إعطاء العناصر الأساسيّة للشخصيّة والموقف والحركة، والجمع بين المنطق والبساطة، وأشهرهم: دوموباسان، ومن قصصه: العقد، وصديق حميم، والخوف، وصديقان.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تلخيص استعراضي لكتاب: (جوانب من الأدب والنقد عند الغرب) لــ: د. حسام الخطيب..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
" فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء " سرالختم ميرغنى المقهى 2 11-16-2020 05:44 PM
تلخيص رواية الخيميائي عماد السلمي منبر الآداب العالمية. 24 07-05-2020 12:00 PM
خزانة الأدب ولبُّ لباب لسَان العرب - عبد القادر بن عمر البغدادي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 2 06-08-2014 11:49 AM
مواقف في الأدب والنقد - عبد الجبار المطلبي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 12:49 PM
الالتزام في الأدب بين الغرب والعرب رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 6 08-02-2011 03:51 PM

الساعة الآن 11:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.