[tabletext="width:80%;background-color:skyblue;border:4px outset green;"]
(1) 
أشوْقُ العَوْدِ يعزوهُ ارتِيابُ 
وعودُ النَّدِّ يفضحُهُ الإهابُ 
*** 
رَحلنا والدُّروبُ لنا وِطاءٌ 
فيافٍ أو بحارٌ أو سَحابُ 
*** 
فكانَ الزَّعفرانُ وداعَ دَمعٍ 
وكانَ بهِ لقاءً والصَّحابُ 
*** 
وكانَ الشَّرقُ موئلَنا ارتياداً 
وكان الغربُ موعدَنا الإيابُ 
*** 
ثلاثةُ فتيةٍ لعمانَ أوْفوا 
مُحمّدُ في محمدَّ والجَنابُ 
*** 
فأمضوا العيسَ تُشرقُ حدبَ شمسٍ 
وموجُ الشَّوْقِ يحدوهُ التِهابُ 
*** 
سَبقنا عمرَنا والعمرُ يجري 
لمسقطَ ان يؤوبَ لها الشَّبابُ 
*** 
وكلُّ سياحةٍ في العُمرِ تُجدي 
مطالعةً شبابٌ أو كتابُ 
*** 
وذا قدرُ الثلاثةِ أمَّ عمروٍ 
لنورٍ في السُّها ما قد أصابوا 
*** 
أماجدُ ما خَطَواْ في الطَّوْدِ حَزْناً 
فيهدي الخطوَ ما تهدي الشِّعابُ 
*** 
لمسقطَ في القلوبِ لها نُزولٌ 
وتصعدُ في العُيونِ لها القِبابُ 
*** 
وهذا شأوُ من صَعِدَ المَعالي 
هُبوباً والخُيولُ لهُ الرِّكابُ 
*** 
لقرمٍ في البلادِ يَهبُّ نَجداً 
فجادَ الغيثُ وانهمرَ السَّحابُ 
*** 
أيممتِ المطارَ طُيورُ شِعرٍ 
يُغني في العنادلِ الاطِّرابُ 
*** 
تراءى للسَّماءِ ديارُ بِيضٌ 
عرائسُ قَدَّ أحجُرَها الثِّيابُ 
*** 
فأرْختْ للضياءِ سحابَ فجرٍ 
يُطلُّ على عُيونِ السِّحرِ بابُ 
*** 
إذا ما العينُ سارتْ في شُموسٍ 
رأيتَ وسامةً وذَوى السَّرابُ 
*** 
تُطالِعُنا عُمانُ بوجهِ طَلقٍ 
فيروي العينَ للصَّدِىءِ اشْترابُ 
*** 
إذا ما الخيرُ مرَّ بِها تَولّوا 
عنانَ السَّبقِ ألويةٌ نِجابُ 
*** 
ويُحْجِمُ شائمٌ للشَّرِّ دُبْراً 
ويطوي الشَّرَّ في وَهَدٍ كَعابُ 
*** 
مدائنُ أنْ تَرودَ جِنانَ عَدْنٍ 
فيُذهلُ في المَدى الحُلُمَ الصَّوابُ 
*** 
شوارعُ في الفَيافِ تغذُّ سيراً 
وقافلةُ الجَمالِ بها الخَبابُ 
*** 
وأَرصِفةٌ تَغذُّ على خُطاها 
فَتستبقانِ والرُّؤيا الرِّحابُ 
*** 
وأعطافُ الرَّصيفِ تمدُّ عَينا 
خمائلُها ثمارٌ واختصابُ 
*** 
وأفنانٌ تقيمُ على سُطورٍ 
ودائرَ حوْضِها اقتصَّ اعتِشابُ 
*** 
تُنادينا ميادينٌ لتَسعى 
زهورٌ في دَوائرها انسِيابُ 
*** 
تُضمِّخنا برَوْحِ العِطرِ نَشقاً 
ويُرسلُنا لشارعِنا الذَّهابُ 
*** 
وذائقةُ البناءِ تُثيرُ عُجْباً 
سؤالٌ في العيونِ بهِ الجوابُ 
*** 
وحمّامٌ يُرائي صفوَ جَلوٍ 
عليلُ الجسمِ صحَّ بهِ المآبُ 
*** 
تأزرتِ النَّظافةُ رِدْءَ ذَوْقٍ 
فأقسمَ لا يحطُّ بها الذُّبابُ 
*** 
أفانينُ الحضارةِ في جمالٍٍ 
خيوطُ لألىءٍ نَسجت ثيابُ 
*** 
لثالثةِ الأثافِ أقمتُ قِدْراً 
ليصْطلِيَ الطَّعامُ المُستطابُ 
*** 
وحسبِيَ في المَقامِ رِفاقُ صدقٍ 
إذا سُئلوا أقالّوا أو أجابوا 
*** 
وأفوافُ النَّخيلِ تطوفُ أُفْقا 
لدائرِ مسجدِ السُّلطانِ غابُ 
*** 
دَخلنا للصَّلاةِ نقيمُ وَقتاً 
فأذهلَنا فنونٌ واقْترابُ 
*** 
رُخامٌ والزجاجُ بذي اختشابٍ 
وجالَ الفنَّ في الأقواسِ قابُ 
*** 
لأربعِ أََعْمُدٍ شَهقتْ جبالٌ 
وأوفى المتنَ ما حملتْ قِبابُ 
*** 
وأقواسُ المِشاكِ تشدُّ سقفاً 
وأسهمُ من ثُريّاها النُّشابُ 
*** 
بساطٌ واحدٌ فمدىً لِسَجدٍ 
وأغربُ فيهِ ما اقتسمَ الحسابُ 
*** 
تعشَّقَ في الزَّوايا فنُّ نحتٍ 
وأسلسَ في حَناياها انْسكابُ 
*** 
وَقفنا في الصَّلاةِ على صِراطٍ 
يؤمِّلُنا الدعاءُُ المستجابُ 
*** 
ومئذنةٌ تطالعُنا ببابٍ 
شهيدُ عُلىً وساحاتٌ رِحابُ 
*** 
لأركانِ السَّلام نُقيمُ دينا 
ويحدوا هديَ سنَّتِنا الكتابُ 
*** 
لمئذنةٍ توحِّدُ ربَّ علمٍ 
ومعهدُ للعلومِ إذا أَثابوا 
*** 
لإيمانٍ يَفيءُ إلى فلاحٍ 
بِقنْطرةٍ يُكاشِفُها النِّقابُ 
*** 
أقمنا أمرَنا لله شرعاً 
قيامُ الأمرِ أنْ يحدو صَوابُ 
*** 
(2) 
معينُ العلمِ أن يهدي وُرودٌ 
سُؤالٌ في علومٍ أو جوابُ 
*** 
أكانَ المجدُ إلا سيفَ علمٍ 
وأنَّ الدينَ في العلمِ اكتِسابُ 
*** 
يَمَمنا شطرَ ساحتهِ دُروباً 
تحيطُ بها الوُرودُ الاعتشابُ 
*** 
واحواضٌ تعجُّ بطوفِ زهرٍ 
حِسانٌ زيَّن َّ الكفَّ الخِضابُ 
*** 
بألوانٍ وزاهيةِ الخُزامى 
وفوحُ العِطرِ أنسامٌ عذابُ 
*** 
سَقانا من مَعينِ العيْنِ وَرْداً 
وأثملَ رَوْحَ عائدهِ الإيابُ 
*** 
فهذا السِّحرُ ترياقٌ لعينٍ 
كشَهْيُ الشَّهدِ قطَّرهُ اللُّعابُ 
*** 
لَإصلاحُ الأُمورِ على عِبادٍ 
قمينٌ أن يجودَ بهِ لُبابُ 
*** 
وأمرُهمُ التشاورُ ما ارتآهمْ 
عمادَ الرَّأي في نهجٍ صوابُ 
*** 
مُحاسبةُ الوُلاةِ سبيلُ عدلٍ 
وحكمةُ عادلٍ وَزَنَ احتسابُ 
*** 
ولا يُعلي الصُّروحَ كنقدِ بانٍ 
وأن يبني إلى قممٍ شبابُ 
*** 
و"جبرينُ" الحَصينُ ببرِّ بَهلا 
يصدُّ الغدر إن وهمَ اختلابُ 
*** 
على أطُمٍ أقامَ النَّسرُ مِشطاً 
من الأحجارِ أشعرُهُ انتشابُ 
*** 
وأبراجٌ بأركانٍ تعالتْ 
طوابقَها العقودُ بها رِقابُ 
*** 
وبابُ السِّندياِنِ يشدُّ صفّاً 
مخاريطَ الرّصاصِ بهِ ارتتابُ 
*** 
إذا نزلتْ بساحكَ آلُ بطشٍ 
فأولى النّارَ بالشرِّ احتطابُ 
*** 
فأكداسُ السِّلاحِ على شَفيرٍ 
مدافعُ فوَّقتْ وشَتا الانصِبابُ 
*** 
على "بهلاءَ" شامٌ عينُ حُسنٍ 
رموشُ الشمسِِ والجفنُ الرَّبابُ 
*** 
على أيكٍ يُسمِّرهُ اخضِرارُ 
وآلُ الأينِ في الرِّيقِ ارتطابُ 
*** 
شَققنا الصَّخرَ حتى انزاحَ عنّا 
وأنفُ الطّوْدِ مرَّغهُ التُّرابُ 
*** 
وسارَ الدّربَ فينا كلَّ ركبٍ 
شوارعُ تستطيلُ والانسِيابُ 
*** 
وسِلْسلةُ الجبالِ تَحوطُ أفقاً 
كحصنِ الجيشِ تحرسُهُ الحِرابُ 
*** 
هناكَ على الشَّواطىءِ في بحارٍ 
بشطِّ القُرمِ ساحاتٌ جوابُ 
*** 
عوائلُ أن أقامتْ في ائتلافٍ 
ترودُ البحرَ أنْ سبحوا وجابوا 
*** 
كأنّا في المشيبِ نُعيدُ عمراً 
تسابقَ فيهِ في عُمرٍ شبابُ 
*** 
لَعِبنا بالكراتِ على صعيدٍ 
يُُقاذفُها بأرجُلِنا الضِّرابُ 
*** 
رأيتُ المدَّ زاحَفَ صوبَ مدٍ 
ثلاثةَ في تواليها اجتِذابُ 
*** 
وكانَ البحرُ يحدونا فَتهدي 
نَسائمُ عذبةٌ رَوْحٌ رَطابُ 
*** 
وأخوارٌ تؤودُ على صُخورٍ 
ومرآةٌ تَراقَصَها الحَبابُ 
*** 
رأينا ظلَّنا في الماءِ يصفو 
وذكرى أنْ تَساجَلها صَحابُ 
*** 
ودانيةُ القِطافِ تُظلُّ ثوْبا 
من الأعشابِ فاجتذرَ الترابُ 
*** 
يُمِرُّ الريحُ بلسمَها جراحاً 
بَرودٌ في تفيؤِها الرَّطابُ 
*** 
وآجامٌ تَجيشُ على صُخورٍ 
فيحضُنُها حَنوٌّ وانكِبابُ 
*** 
وأطيارٌ تُهاجرُ من بلادٍ 
إلى الأفياءِ يحفزُها ارتحابُ 
*** 
على فَنن الأرائكِ إذْ تُغَنّي 
ففرَّ البومُ سُحقاً والغُرابُ 
*** 
فتكتحلُ العيونُ بشوقِ ذكرى 
إذا اعتملَ الحنينُ لها الغيابُ 
*** 
صباً إنْ هبَّ إرواءً بدَوْحٍ 
هجيرَ الوجدِ فاصتدأَالشَّرابُ 
*** 
وأوراقٌ تصفقُ رقصَ غصنٍ 
ولحنٌ شدَّ في الوترِ الرَّبابُ 
*** 
يُقلِّبنا هُبوبُ الرِّيحِ جمراً 
فيُشعِلُ بالوطيسِ بنا احترابُ 
*** 
أرى شمساً تُوَدِّعُ في أصيلٍ 
فتُخفيها بكفَّيها الهِضابُ 
*** 
سُقينا من دنانِ الحُسنِ خمراً 
وحُرِّمتْ الخمورُ فذا الشَّرابُ 
*** 
أيحفزُنا الأصيلُ إلى شُروقٍ 
يُذَهِّبُ ظهرَنا الجسرَ الغيابُ 
*** 
(3) 
يممنا شطرَ جسرٍ فيهِ صَعْداً 
فيحملُنا التَّشوفُ لا الصِّعابُ 
*** 
تسيرُ بنا الشَّوارعُ عَدْوَ ركبٍ 
وأرصفةٌ وأكتافٌ رِتابُ 
*** 
جَرُؤْنا فوقَ عاتِقهِ عَلَوْنا 
جناحَ الرِّيشِ ما انتتفَ الرُّهابُ 
*** 
"أماجةُ" للبِحارِ سَليلُ موْجٍ 
فيَضربُ في الهديرِ ولا يهابُ 
*** 
تُسامرُ في الحِكاياتِ الأماسي 
ويُسْرِجُ شمعَنا حلمٌ وَثابُ 
*** 
سفيرٌ للجزائرِ عشقُ بحرٍ 
نَوارِسُهُ وأسفارٌ عِجابُ 
*** 
عرائسُ أبحرٍ لمّا تَراءتْ 
فتحسدُها إذا عُدنا الشَّوابُ 
*** 
"لماجيلانَ" في الإبحارِ غوْصٌ 
وقد فرشَ السَّفينَ لنا العُبابُ 
*** 
كأنّا للبحارِ نجومُ ليلٍ 
لتهدي بحرَ من ضلَّتْ شِعابُ 
*** 
قناديلُ السََّماءِ إذا سَطعنا 
نجومٌ أو بدورٌ والشَّهابُ 
*** 
ببحرِ الهندِ مادَ بنا سفينٌ 
وأمجادٌ وأشرعةٌ عِرابُ 
*** 
تسابقَ في الرِّهانِ ركوبُ موجٍ 
وأطوادُ الهدير لنا رِكابُ 
*** 
عناقيدُ اللآلىءِ إذْ تدلَّتْ 
وقاعُ البحرِ للسَّقفِ انقلابُ 
*** 
إذا خطفتْ لآلىءُ طرفَ عينٍ 
ورملُ القعرِ للعينِ اجتِنابُ 
*** 
فتُسْلِسُنا كهوفُ القاعِ غَوراً 
متاهاتٌ ومُرجانٌ كِلابُ 
*** 
فدونَ البحرِ أسباباً دَرَجنا 
قِفاراً يَستطيلُ بها سَرابُ 
*** 
ودونَ البحرِ أسبابٌ لحتفٍ 
وفوقَ البحرِ أنواءٌ غِضابُ 
*** 
خَططنا في الرِّمالِ عصاً لغورٍ 
فثارَ النَّقعُ وانقشعَ الضَّبابُ 
*** 
فكاشَفَنا المحارُ بُطونَ شَوْقٍ 
شققنا بطنَ ما اشتملَ الجِرابُ 
*** 
عرانينُ الأنوفِ شموشُ رأسٍ 
فأعلتْ من أدانيهِ الرِّقابُ 
*** 
بَهاليلٌ غَطارفةٌ نِزالٌ 
مشارفُ للشُّموسِ علتْ كِعابُ 
*** 
نُجودٌ للسُّيولِ إذا اقتُحِمنا 
ونَمهدُ للضُّيوفِ إذا استجابوا 
*** 
خوارقُ للدُّروعِ إذا ضرَبْنا 
فيجْفِلُ جَحْفَلٌ لَجِبٌ غِلابُ 
*** 
تَقصَّرتِ الرِّماحُ لِطولِ باعٍ 
وينبوا السَّيفُ ليسَ به ذُبابُ 
*** 
تناءَينا ففاضَ الشَّوْقُ عنّا 
وقارَبَنا شروقٌ واعترابُ 
*** 
كأنّ الشَّمسَ غالتْ في شُروقٍ 
وعسجدُ فيضِها امتهرَ الطِّلابُ 
*** 
قلاعٌ في الثُّغورِ تطيرُ نَسراً 
على شفةِ المضيقِ يعضُّ نابُ 
*** 
إذا اجترأتْ بُغاةُ الأرضُ عَدْواً 
فَتَرْدى في سنابكِها الدّوابُ 
*** 
حِرابٌ إنْ أطلّتْ من عُيونٍ 
تهالكَ في مَهاويها الذِّئابُ 
*** 
فما علقتْ بعاليها السَّوافي 
وما نبحتْ على الضَّيفِ الكلابُ 
*** 
دهاليزٌ يشقُّ الصخرَ فيها 
دروعُ البأسِ سيفٌ والقُرابُ 
*** 
وأقبيةٌ تُكاشِفُ سفعَ شمسٍ 
و نارُ الطِّينَ أحْجُرِها اصطِبابُ 
*** 
وأروقةٌ بصحنِ الحصنِ يعلو 
بياضَ الصَّحنِ بالسَّفعِ الهَبابُ 
*** 
قلاعٌ في تسَكّنها قُصورٌ 
وخِدرُ الحُسنِ حِصنٌ واعتِصابُ 
*** 
وحصنُ الدِّينِ في الأمنِ اتِّقاءٌ 
وحصنُ العلمِ الاعلى المُستهابُ 
*** 
يَممنا شطرَ نزوى فانتَحانا 
سبيلُ السُّوقِ والسّيرُ الخَبابُ 
*** 
أكانتْ بَيْضةُ الإسلامِ ذُخراً 
فيحفلُ جَحْفلٌ عَرِبٌ طِلابُ 
*** 
لِعيْنٍ في المدينةِ جاءَ إسمٌ 
فَينْهلُ عالمٌ لَسِنٌ ذِرابُ 
*** 
وحاذى سوقَها أيكٌ رَطيبٌ 
فجافى الحرَّ تموزٌ وآبُ 
*** 
إذا الجبلُ الأُخيضرُ نالَ كفاً 
لذي الحسناءِ في الحنّا اختضابُ 
*** 
أمنْ شقَّ الجبالَ دروبَ سعيٍّ؟ 
لِفضلٍ في الأُلى فيما أَنابوا 
*** 
جُسورٌ أنْ يُعلّى السَّقفُ فيها 
رؤوسُ حضارةٍ فهدى الذُّؤابُ 
*** 
(4) 
لِنَزْوى قلعةٌ وقفتْ شُموخاً 
ليُرْدي البُرتغالَ الانقِلابُ 
*** 
بمعركةِ "الدِّيو" السُّلطانُ "سيفٌ" 
تعالى الموجَ للسَّيفِ اصطِحابُ 
*** 
سطوْنا البحرَ زحفاً فابْذَعرّوا 
فأحبطَ سعيُ ما عَقِبوا وخابوا 
*** 
لنزوى في العُيونِ نجومُ علمٍ 
أئمَّتُها المراجعُ والمآبُ 
*** 
مددنا بالسَّلالمِ صَعْدَ مرقى 
لحرفِ الحاءِ صاروجٌ رِكابُ 
*** 
مصائدُ للغزاةِ بكلِّ بابٍ 
حَميمُ الدِّبسِ نارٌ وانصبابُ 
*** 
تكدّستِ المداخلُ والحَنايا 
سنانُ الجيشِ سيفٌ واحتِرابُ 
*** 
ثغورٌ أن يمرَّ بها نسيمٌ 
وسَمُّ الخَيطِ لا يَلِجُ الذُّبابُ 
*** 
فتبسمُ إنْ يُواطِؤها صديقٌ 
وتعبسُ أن يُعاديها خِطابُ 
*** 
تحلّقت الجبالُ سوارَ نزوى 
وغابَ مدينةٍ لفَّ الصَّبابُ 
*** 
تُطالعُنا "بمستلَ" عينُ حُسنٍ 
فآنسَ وحشةَ القلبِ انجذابُ 
*** 
هببتُ على جناحٍ طارَ شوقاً 
فأشفى الوجدَ في الألمِ الطَّبابُ 
*** 
وأنساني رؤى الآجامِ همّا 
تعلّقَ في مُعاودةٍ إيابُ 
*** 
تكشّفَ عينُها مكنونَ سَجْفٍ 
يُجَرجِرُني إلى أَمَمٍ خَبابُ 
*** 
فأسلمني عنانُ السِّحرِ حُلْْما 
جِنانٌ ما بآخرِها حسابُ 
*** 
كأنّ الطيرَ فيها صادِحاتُ 
وآذانٌ يُشنِّّّفُها انطِرابُ 
*** 
تحللنا خِفافا لافتراشٍ 
رفيفَ العشبِ ظلّلنا السَّيابُ(البلح الأخضر) 
*** 
وأنشدَ في صَبا الأفنانِ حَدوٌ 
يُنازعُنا على الشِّعرِ الشِّيابُ 
*** 
غُلالاتُ الرّبابِ تُميطُ سَجْفاً 
تَخلَّلهُ شعاعُ الشمسِ كابُ 
*** 
يشدُّ القوسُ من قُزحٍ عليها 
مَزيجُ اللَّون في الطَّيْفِ استلابُ 
*** 
"وِكانُ" تودّعتْ في السَّفحِ حضناً 
على شَممٍٍ يهبُّ الانتِصابُ 
*** 
تراخى جفنُها في أمنِ عينٍ 
على وَسَنٍ ينامُ الاهتِدابُ 
*** 
يُسرِّحُ شعرَها لشُروقِ شمسٍ 
سَنا قِممٍ أشعَّتَها اهتِلابُ 
*** 
جبالٌ في تعلِّيها انحدارٌ 
ووشَّحَ في البُخارِ ندىً هَبابُ 
*** 
وباقلاءُ يُخضِرُها رَفيفٌ 
وأيكٌ في دَواليهِ العِنابُ 
*** 
فواكهُ تُجتنى في عَبْقِ رَوْحٍ 
حَشائشُ فوقَها وطأَ الخَصابُ (نخل كثيرُ الحمل) 
*** 
تدرَّجَ في النَّخيلِ هبوطُ سقفٍ 
جنائنُ عُلِّقتْ فوعى النَّخابُ (غطاءٌ حول القلب) 
*** 
كهوفٌ إنْ تُبادي فوقَ واحٍ 
منازلَ قدْ تسكَّنها الجوابُ (السُّواح) 
*** 
تحلَّقتِ الجبالُ مدارَ أفقٍ 
صوامعُ إذْ تلألأها ذُؤابُ 
*** 
تحلّلَ قوسَها العرنينُ طيفاً 
فألبس سمتَها حُسناً ثِيابُ 
*** 
دَرَجنا في المسالكِ صوَبَ "عِبري" 
جبالٌ شقَّها السَّيرَ انتهابُ 
*** 
ربابُ الحسنِ سجفٌ فوقَ "عبري" 
خيوطُ الشَّمسِ في السَّجفِ انتِشابُ 
*** 
عبرنا في الجبالِ نرومُ بحراً 
لبرِّ "الجصَّة" اتأدَ الذَّهابُ 
*** 
نخيلٌ عن يمينٍ أو شمالٍ 
ومرأى البحرِ يحفزهُ اقترابُ 
*** 
وزهرٌ حَفَّنا بالعِطرِ نفحاً 
ووردٌ فاقتضى البعدَ العتابُ 
*** 
دعانا البحرُ في أشواقِ بوحٍ 
يُناجينا وأنسامٌ رِطابُ 
*** 
ومَرسى للسَّفينِ بجرفِ صخرٍ 
يُحلِّقُ آمنا فيه انشعابُ 
*** 
جِنانٌ تستبيحُ العينَ وقداً 
لشوقٍ أنْ يفيضَ به عُبابُ 
*** 
ومَسبحُ رائدٍ في البَحرِ فينا 
كأنَّ الموجَ يحفزُ الارتكابُ 
*** 
أذلكَ فندُقٌ والأيكُ طَوْقٌ 
جِنانُ الخلدِ والعينُ انتِخابُ 
*** 
أذاكَ البدرُ شاجى موجَ بحرٍ 
دراهمَ فضّةٍ مهرَ انتِشابُ 
*** 
ونحتٌ في الصُّخورِ على سَفينٍ 
على شفةٍ يفيضُ الاشتِرابُ 
*** 
وردنا وادَ "ضِيقا" حيثُ سدٌّ 
منيعٌ أنْ تجاريهِ الهضابُ 
*** 
تعرّضَ في أسافلهِ أساسٌ 
ومتنٌ أن يشدَّ لهُ الطُّنابُ 
*** 
وثوبٌ بالنَّخيلِ على عروسٍ 
يُغالي خاطبُ الحسناءِ شابُ 
*** 
تمنّعت القوائمُ والخبايا 
وعسفٌ أنْ يجاوزها مُصابُ 
*** 
فأشرقَ في المليحةِ وجهُ ماءٍ 
تلألأ والشُّموسُ بهِ اصطهابُ 
*** 
وفيروزُ المياهِ على بِساطٍ 
دنانيرُ تَقافزَها حبابُ 
*** 
(5) 
وشهدُ العينِ في الرؤيا نجومٌ 
وشهدُ الرِّيقِ في الحلقِ الرُّضابُ 
*** 
وممشى للمسيرِ على صعيدٍ 
تفتّلَ عاشقٌ وبهِ صَبابُ 
*** 
على بُسُطِ الحشيشِ مقيلُ رَوْحٍ 
تزوَّدَ مُتعبٌ وقضى رُغابُ 
*** 
هباءٌ في بُخارٍ إذ تراخى 
مناديلاً ترفرفُها هِضابُ 
*** 
وغيمٌ إذ تدلّى من سُقوفٍ 
وموجُ الماءِ للأَعلى انتِشابُ 
*** 
سَقينا صادىءَ الصَّحراءِ ضَحْواً 
فأبردَ في الجِمارِ الالتهابُ 
نجلنا في زُروع الريِّ حَصداً 
فأخلى عن تَصَحُّرِها يَبابُ 
*** 
روينا الماءَ حتى عمَّ فَيْضٌ 
وحملُ الرَّحلِ أن تُرخى قِرابُ 
*** 
"لقلهاتَ" اعتلينا صهوَ "صورٍ" 
"لِبيبي" مَصعدٌ وَعِرٌ حَصابُ 
*** 
أصرحاً ما أقامَ وفاءَُ زَوْجٍ 
وقدْ سبقَ الهُنودَ إذا استَرابوا 
*** 
أتاجُ محلِّ في الحُسنِ افتنانٌ؟ 
ويُعلي الصَّرحُ أن يهوي خَرابُ 
*** 
نُفوسٌ أن تقومَ برأيِ مُلْكٍ 
وحزمُ الرأيِ في الحِلمِ احتِزابُ 
*** 
وجِسرٌ إذْ تعلّقَ حذوَ "صورٍ" 
بأمراسِ الحديدِ يَشدُّ دأْبُ 
*** 
فأعلامٌ ترفرفُ في زُهُوٍّ 
وأضواءٌ يُحلِّقُها هبابُ 
*** 
على كتفينِ أجلى طوقُ عقدٍ 
على الجبلين أن قامَ اشرئابُ 
*** 
تألقَ نورُها في الماءِ سبكٌ 
من اللألاءِ في العتِم اشتِعابُ 
*** 
وآذانُ الغروبِ صدى سَميعٍ 
فيمتلِكُ النِّداءُ المُستَجابُ 
*** 
مقامٌ للحجازِ يهبُّ شدواً 
وسمْعٌ في القلوبِ له يُجابُ 
*** 
تَجَهنا شاطئاً للرأسِ حدٌّ 
بهِ تحمي السَّلاحفُ لا تُصابُ 
*** 
فويلٌ للدَّخيلِ جَناءُ صَيْدٍ 
وللبَيْضِ الوَليدِ إذا أَرابوا 
*** 
وهذا الكنزُ في أحياءِ بحرٍ 
لمَمَّا يحتفي الفَطِنُ المُهابُ 
*** 
لرأسِ الحدِّ أوّلُ كُلِّ شمسِ 
يُغادي للشُّروقِ الاغترابُ 
*** 
غيومٌ إذْ تُهادي طاقَ وَردٍ 
على اللازوردِ في الشَّفقِ انتِقابُ 
*** 
ورأسُ الشَّمسِ يمخرُ فوقَ بحرٍ 
أشعَّتُها السُّيوفُ لهُ اهتِلابُ 
*** 
وشمسٌ أنْ تُغادي ثوبَ مدٍّ 
عروسٌ في تخطُّرِها رَبابُ 
*** 
وعَسْجدُها تلألأَ في حَبابٍ 
يُراقصُ في العُيونِ الاختِلابُ 
*** 
يُسرِّحُ فَرْعَها في الماءِ مَوْجٌ 
وتاجُ الشَّمسِ للأُفْقِ اعتِصابُ 
*** 
ولادةُ حاملٍ في الغَيْمِ أمٌّ 
برحْمِ الأُفقِ في الشَّفقِ انثِقابُ 
*** 
تَباركَ فالقُ الإصباحِ فَضلاً 
فَيَبْسُطُ للعبادِ إذا أنابوا 
*** 
مَصيرةُ في مُحيطِ الهندِ شأوٌ 
تعدّى سابحٌ ومضى خَبابُ 
*** 
جزيرَةُ ما المدى وقدتْ عيونٌ 
عُمانُ إليكِ في أَمَمٍ إِنابُ 
*** 
لفلجٍ في الغدير يجودُ نَبْعٌ 
مِنَ الجبلِ الأشمِّ قضى الوهابُ 
*** 
تسكَّنتِ الصُّقورُ ثُغورَ سَفحٍ 
فغالى في المُهورِ لها النِّشابُ 
*** 
هواءُ البَحرِ يُبرىءُ في مَساءٍ 
لأُوزونٍ نَسائِمُهُ عِذابُ 
*** 
تَركنا في الجزِيرةِِ نزفَ ذكرى 
يُودِّعنا دُموعٌ وانتِحابُ 
*** 
لذَيلٍ أبيضٍ في الفُلكِ يخطو 
عَروسُ البحرِ تَخطرُ والذَّنابُ 
*** 
إلى ميناءِ "شنّةَ" مادَ شوقٌ 
وبوحُ الشَّوقِ للشَّفةِ اقتِضابُ 
*** 
ذِراعا البحرِ للشُّطآنِ مدٌّ 
فيُسْفِرُ مُقبِلٌ ومضى اللُّغابُ 
*** 
فقُدْماً قد جَرَيْنا صَوبَ "دُقْمٍ" 
لميناءٍ يُشيِّدُهُ انتِدابُ 
*** 
روافِعُ تمتطي صَهوَ الشَّواطي 
تألّى في الدُّنوِ لها العُقابُ 
*** 
رصيفٌ للصِّناعة رِدءُ شَطٍ 
لفرزِ النَّفطِ تُحرِزُهُ الجَوابُ 
*** 
وتكلأُ أعينٌ بِسهامِ أمنٍ 
فَتَجري الفلك مرحى لا تُصابُ 
*** 
سَفائنُ في حمائِلِها اثِّقالٌ 
رُسوخٌ في الرُّسوِّ لهُ اكتِعابُ 
*** 
فيقبلُ في الحُمولةِ كلُّ لونٍ 
ويحملُ للدُّنى خيرٌ وِطابُ 
*** 
وتُصلِحُ في المكائنِ كلَّ خطبٍ 
تعلَّلهُ إلى خللٍ خرابُ 
*** 
لحوضِ الجافِ من عللٍ شِفاءٌ 
فعادَ الفُلكَ في طببٍ دِرابُ 
*** 
ينازلُ "دقمَ" من خيرٍ وَرودٌ 
عُمانُ يغذُّ في سبقٍ قَصابُ 
*** 
(6) 
على شفةِ المحيطُ يقولُ صَرحٌ 
وأمواجٌ بألْسُنهِ خطابُ 
*** 
وأطوافُ الوُرودِ تزفُّ مرجاً 
تحلَّقُ في النَّضيرِ شذىً نَخابُ 
*** 
صلالةُ في الفؤادِ لها سبيلٌ 
يسيرُ القلبُ في عَجَلٍ وثابُ 
*** 
شوارعُ في تَجَمُّلِها انتقاءٌ 
فَيُمضي ساهمَ العينِ اجتِذابُ 
*** 
سُفوحٌ قد تَجللها نَضارٌ 
وسحرٌ لا يُحدُّ لهُ حسابُ 
*** 
روابيها منازلُ كلِّ أيكٍ 
ويفترشُ الأديمُ لها العَشابُ 
*** 
تدلّى الغيمُ فيها وطْءَ عُشبٍ 
فلا يبسٌ يُراءِ ولا حَصَابُ 
*** 
تغضُّ الشَّمسُ عنها طرفَ عينٍ 
فضمخَّ في الهواءِ ندىً كَهابُ 
*** 
رَذاذٌ مُنعشٌ وَدَعتْ عيونٌ 
تَبرَّدَ في توشُّحِهِ اللُّهابُ 
*** 
ويحمي في اللُّبانِ سِياجُ كَنْزٍ 
فيُخشى من مَهابتهِ استِلابُ 
*** 
ومملكةُ اللُّبانِ بكلِّ فيضٍ 
لكلِّ العالمينَ قضى وهابُ 
*** 
تفصَّدت الدُّموعَ عيونُ جرحٍ 
فسالَ لمضغِ أدمُعها لُعابُ 
*** 
وشلاّلُ النَّميرِ على مَعينٍ 
رُموشٌ فوقَ أدمُعِها نُشابُ 
*** 
رذاذٌ في الهواءِ وقطرُ ماءٍ 
تلألأ في وُلوجِ الشَّمسِ بابُ 
*** 
تغمّدت الرُّموشُ جُفونَ شمسٍ 
وفي قُزَحٍ تلوّنها انتشابُ 
*** 
ووادٍ بالجمالِ يخِفُّ غاباً 
وصعّدَ أعيُناً نزلتْ خبابُ 
*** 
تولاّها الإلهُ بعينِ حُسنٍ 
فأولى بالقُلوبِ سنىَ مُهابُ 
*** 
تمرُّ بنا الجدائلُ كلَّ فرعٍ 
نخيلُ مدىً وطلحٌ مُستطابُ 
*** 
قوافلُ للحريرِ مضتْ قُروناً 
فتحملُ ما ينوءُ بها استهابُ(إكثار القول) 
*** 
تودّعنا بحضنِ الأيكِ دربٌ 
وزهرٌ حولَنا وشذا مَلابُ(شذى يشبه الزعفران) 
*** 
جُنوباً مدَّ بحرٌ كلَّ أُفقٍ 
شمالاً والجبينُ علا القطابُ 
*** 
تحمَّمتِ الشُّموسُ ببحرِ غيمٍ 
فتشرقُ أو يغافلها اغترابُ 
*** 
فأممتِ الممالكُ شأوَ عدنٍ 
جَنائنُ تُجتبى فقضوا وغابوا 
*** 
سُليمانُ الحكيمُ بسبقِ ريحٍ 
وبلقيسُ المدى وَمضتْ شهابُ 
*** 
فوانيسُ الدُّروبِ بكلِّ رَبْعٍ 
تحلَّقها الضِّياءُ دُجىً وَكابُ 
*** 
وأعمدةٌ تعلّقها امتشاقٌ 
وكحّلها سوادٌ واذِّهابُ 
*** 
يقولُ الحسنُ فيها كلُّ لُسْنٍ 
تعالَوا فانزِلوا لا لا تهابوا 
*** 
تُغادي الشَّمسُ فيها كلَّ صُبحِ 
ويُشرقُ في معينِ الحُسنِ لابُ (عطشان يدور حول الماء) 
*** 
إذا ربُّ الأنامُ أقامَ حسناً 
فأكمَلُ أنْ يَفي العَجَبُ العُجابُ 
*** 
وقابوسُ الثُّريّا بنْ سعيدٍ 
يقابسُها الضياءَ الاقترابُ 
*** 
نزلنا ساحَهُ واللَّيلُ عتمٌ 
فاشرقتِ الشُّموسَ بنا الرِّحابُ 
*** 
إذا صَدِىءَ الغياثُ إلى كريمٍ 
فأولُّ هاطلِ الغيثِ السَّحابُ 
*** 
وقارئةُ المكانِ تقولُ سِفراً 
لسانٌ باللُّغاتِ لنا طِلابُ 
*** 
مدافنُ كفُّ غيبٍ خفَّ عنها 
حَفيتُ المجدِ يكشفهُ النِّجابُ 
*** 
وأبراجٌ "بباتٍ" إذْ تبدّتْ 
فأسندَها إلى الحجرِ الذَّبابُ 
*** 
حضارةُ سالفِ الأقوامِ بادتْ 
وآثارٌ يُخلِّدها اكتتابُ 
*** 
بنينا قلعةَ الإصرارِ عزماً 
فأولى العزَّ الاقعسَ أن يُهابُ 
*** 
جدارٌ في جدارٍ أن تعلّى 
على الصّاروجِ في الطِّينِ التهابُ 
*** 
لمنتزهِ البليدِ يفيءُ مجدٌ 
من الآثارِ تَخْزِنُها خَوابُ 
*** 
فمتحفُ للُّبانِ قضت عيونُ 
مضى في العالمينَ جنىً صَبابُ 
*** 
نَماذجُ للسَّفائنِ قد تجلّى 
بديعُ الصُّنعِ في الخَشَبِ انشذابُ 
*** 
مطارقُ في مقالعَ في حِبالٍ 
يشدُ الوصلَ في المتنِ انثقابُ 
*** 
مناشيرٌ وإزميلٌ لحفرٍ 
زخارفُ قدْ تَشكُّلَها قَعابُ 
*** 
(7) 
نماذجُ للسَّفينِ حروبُ بحرٍ 
وصيدٌ واتِّجارٌ واكتسابُ 
*** 
وأُقيانوسُ يَدْرُجُ كلَّ طودٍ 
لبرمودا فينتبهُ اشتِعابُ 
*** 
سماءٌ ذي البُروجُ تحارُ عينٌ 
مدىً في البحرِ آلٌ واصطخابُ 
*** 
رَبابنةٌ تُغالِ بناتِ نعشٍ 
كبيرُ الدُّبِّ في خَفَرٍ يهابُ 
*** 
ومسبارُ الصَّدى لولوجِ عُمقٍ 
صُعودُ علٍ منازِلُهُ يَبابُ 
*** 
تروضُ الطِّفلَ في يمٍّ صِعابٌ 
فراضوا البحرَ وافتطمَ اصطعابُ 
*** 
رسمنا السّقفَ في أفلاكِ نجمٍ 
فتهدي ما يَدلُّ الاصطِلاب (الاصطرلاب) 
*** 
وزرقاءُ اليمامةِ شأوُ عينٍ 
عبوراً زنجبارَ مضى وَكابُ 
*** 
رِسالةُ أحمدٍ خُطَّت بتبرٍ 
فسبقاً للإجابةِ واستنابوا 
*** 
ووادي النِّيلِ أنْ حاديهِ خَيْرٌ 
وأهلُ الرافدينِ عُمانَ ثابوا 
*** 
قَوافلُ في البَراري جادَ فيءٌ 
سَفائنُ والبحارُ لها رِكابُ 
*** 
إذا ما البَصْرةُ البعدَ استغاثتْ 
أتى الطّرادُ يَنْصُرُها اقترابُ 
*** 
عزائمُ أمةٍ وَهَدتْ جبالاً 
وغاضَ البحرَ في غَضَضٍ رُهابُ 
*** 
 
"مِجانُ" حَضارةٌ سادتْ وبادتْ 
وفي "إرَمٍ" لعادَ جثى خَرابُ 
*** 
وتاريخُ "البليدِ" يخطُّ عزماً 
لدحرِ البرتغالِ إذا استرابوا 
*** 
صلالةُ والأمانُ لها وِسادٌ 
وسيفُ الأمن مُلتَسِنٌ ذِرابُ 
*** 
يعيشُ النّاسُ في أمنٍ رُخاءٍ 
لسوقٍ حرةٍ نهضَ انتِخابُ 
*** 
تجارةُ حُرَّةٍ لِعميمٍ رَيْعٍ 
يعودُ على البلادِ لها الوَهابُ 
*** 
أتى مُستثمِرٌ يحدوهُ خيرٌ 
ونفعٌ يرتجي فيهِ الشَّبابُ 
*** 
مَصانعُ للحجارةِ جيرِ كلسٍ 
لأعمالِ البناءِ يعودُ بابُ 
*** 
وتَنبثقُ اللدائنُ للأواني 
قواريرٌ جِفانٌ والعُلابُ 
*** 
تفيضُ الكهرباءُ بكلِّ شمسٍ 
فتعتملُ المَكائنُ والدُّلابُ 
*** 
وتشتعلُ المصابحُ فيضُ نورٍ 
كأنَّ العتمَ في ليلٍ ذهابُ 
*** 
صلالةُ مركزٌ للرَّكبِ يأتي 
وعالَمُ يمخرُ الأمواجَ عابُ 
*** 
لِسلطنةِ البهاءِ عمارُ صَرحٍ 
كذلكَ يرتأي السَّبقَ اقتِصابُ 
*** 
على الأُفُقِ الجميلِ تَهيجُ شَمْسٌ 
رذاذُ تراخَ في الذَّهبِ اشتِرابُ 
*** 
بَرودٌ في الجبالِ هَبوبُ رَوْحٍ 
غُلالاتٌ تَرفرَفَها رَبابُ 
*** 
مَناديلٌ توشَّحها شَفوفٌ 
تكاشفَ للعيونِ الاختلابُ 
*** 
جبالٌ أنْ توالتْ في تَعالٍ 
كأنّ الأفقَ يحجِبُهُ انتقابُ 
*** 
تألقَ وجهُها فوقَ السَّحابِ 
فحلّق جيدَها الغيمُ الرُّطابُ 
*** 
طريقٌ شقَّ في جبلٍ ظُفاراً 
فعالى السَّقفً للصُّعًدِ الشَّهابُ 
*** 
تلوّى المُستوي كَلفيفِ صِلٍّ 
يزوغُ البعدَ عينٌ لا تهابُ 
*** 
يَفيءُ السّائحونَ "رزاتَ" عيناً 
فأروى صادىءٌ وقضى شرابُ 
*** 
كذا "دَرْباتُ" أن تسقي عيونٌ 
وإنْ دَرباتُ أنْ يطفي الشَّوابُ 
*** 
وآيُ اللهِ في وعثاءِ سَفْرٍ 
يخطُّ الرّحلُ في جُدَدٍ سَهابُ(الفرس واسع الجري) 
*** 
طريقٌ ساحِلِيٌّ حذوَ موجٍ 
جبالٌ تَحتَفي ومضى صَحابُ 
*** 
على تلٍّ تعالَ إليكُ دَوْحاً 
وأدنى صفحةَ الماءِ السَّكابُ 
*** 
بلابلُ في الجِوارِتُقيمُ عُرساً 
وفي نَغَمِ الحفيفِ الانطِرابُ 
*** 
جِبالٌ أن تحدّرها نُزوعٌ 
صعودُ الغيمِ فالتمسَ التُّرابُ 
*** 
تُعاكسُ شمسُها الألوانَ زُرقاً 
تدحرجَ خيطُها الثَّوبِ اقتِطابُ 
*** 
(8) 
تُعانقُ وادياً في خَفْضِ وَدْقٍ 
ودفقُ الدَّمعِ في العينِ السَّكابُ 
*** 
شَفيفُ الثَّوبِ أنْ وَقَذَتْ مَسامٌ 
تعلّقَ في الهُبوبَ ندىً هَبابُ 
*** 
يمدُّ الغيمُ كفاً للتَّحايا 
نُعانقُ أو نُرَقْرَقُ أو نُذابُ 
*** 
وأفلاجٌ دَوائرُها السَّواقي 
فيروي النَّاسُ والأرضُ اليَبابُ 
*** 
كُهوفٌ إذ تدانتْ خطوَ غادٍ 
منازلُ يستريحُ بها الإِيابُ 
** 
وُرودٌ والأصيلُ يبثُّ ذَفراً 
حدائقُ والنَّضارُ لها ثيابُ 
*** 
تَنَسَّق في الجِنانِ رَفيعُ فنٍ 
فأرخى الجفنَ للوَسَنِ اختِلابُ 
*** 
صَباحٌ أخضرٌ "لصَلالَ" طَلحٌ 
لهُ النارجِيلُ في صُعُدٍ دُؤابُ 
*** 
شَققنا هامَ ما اختَضَرتْ ثمارُ 
قُبيلَ النَّضجِ أن ينزوا الثَّعاب 
*** 
فَرَاقَ الريقَ ما تجلو عُيونٌ 
وساغَ النَّسْغَ في وَدَقٍ رُضابُ 
*** 
وجاءَ الجدُّ صُلْباً شَعثَ رأسٍ 
وشقَّ الرّأسَ في الظّمأِ السَّغابُ 
*** 
فَشابَ الرّأسَ في القَحفِ اعتسالٌ 
يَغضُّ الصّفوُ عيناً والشَّوابُ 
*** 
رَشَفنا ريقَهُ العَبَراتِ عبّاً 
وأدنى للطَّعامِ لَنا اللُّبابُ 
*** 
قُطوفُ الموزِ من ثِقَلٍ تَدلَّتْ 
فصدّعَ جِرمُها الفَنَنَ العُضابُ 
*** 
تولّى السَّعفُ فيها شهْرَ سَيفٍ 
تَحاشاها على النَّيلِ الأرابُ 
*** 
فجاءَ الطَّلحُ يهدي عَزفَ ضَيْفٍ 
عَناقيدٌ تقدَّمَها عِتابُ 
*** 
صلالةُُ "والبَبايا" ذاقَ شهدٌ 
فأكرمْ فالجِنانُ لها الوِطابُ 
*** 
تباركَ ربُّها النّعماءَ جُلّى 
وآيُ الوَصْلِ صَفوٌ لا يُشابُ 
*** 
"سمهرمُ" في صلالةَ مُشْمَخِرٌّ 
توالى في خرائِبِها النَّوابُ 
*** 
مَليكٌ في الزَّمانِ يُقيمُ صرحاً 
فغادى العالمينَ لهُ وآبوا 
*** 
لميناءٍ توطَّدهُ حُصونٌ 
تُجافي طبعَ منْ عَسفَوا فَخابوا 
*** 
سِنانٌ أنْ يمدَّ قناً وَسيفٌ 
يُجندلُ رأسَ أقوامٍ تغابوا 
*** 
قرابينُ المذابِحِ وَهمُ شِرْكٍ 
وغمْطُ الشُّكرِ للنُّعمى الجَدابُ 
*** 
تألوْا مَعبَداً لإلهِ "سينٍ" 
أضلًّوا في ابتِداعٍ أو تَصابوا 
*** 
وبئرٌ أن تعطّلها يَبابٌ 
مشيدُ القصرِ في الحَجرٍ الجَبابُ(القطع) 
*** 
لآثارِ الحِبالِ يخطُّ سَحْبٌ 
إذا ما الدّلوُ للماءِ اشتِرابُ 
*** 
ومنْ "سَدَحٍ" فعادَ "الذيبُ" فُلكاً 
"سمهرمُ" مُتحفاً حَفدَ انتجابُ 
*** 
"لِسنمبوكٍ" تعاهَدَها اصطناعٌ 
صحيحُ الرَّتقِ ما افتَتقَ اختِرابُ 
*** 
على صُمِّ الصّفا الحَسَنُ ابنُ أَنْسٍ 
يخطُّ الآيَ في الكُرْسيِ شابُ 
*** 
وثغرُ الخَورِ إنْ لَسَنتْ خُطوبٌ 
سِنانٌ ردُّ ما التَسنَ إئتِلابُ 
*** 
لبُرجِ النَّهضةِ الأزهارَ دارتْ 
عيونٌ للجَمالِ مضتْ رَقابُ 
*** 
تطرَّزها الجَمالُ شِفاهَ وردٍ 
وريحانٌ لناسمنا هوابُ 
*** 
تألّقَ للمطارِ دُروبُ عُرْسٍ 
فنارجيلُ السّماءِ ودانَ غابُ 
*** 
فَوانيسٌ تَعشَّقَها مُرادٌ 
وحادى الماءَ أن يجلو جَنابُ 
*** 
وقاضى الهاشميُّ مَقيلَ رَوْحٍ 
إذا احتضرَ الخضارَ بنا التَّعابُ 
*** 
وصُندوقٌ توشّى كلَّ وَجهٍ 
تَخزَّنهُ القلائدُ والنَّشابُ 
*** 
وآيُ البُرجِ أن يزهو ابتِناءٌ 
كآيِ الحُسنِ في سنٍ شَنابُ 
*** 
وصحنُ الوردِ يخفرُ لاشتِتالٍ 
براعمُ في تفتُّحِها اشرآبُ 
*** 
فيبسمُ ما الخميلُ فَسيلُ طَلْعٍ 
رموشُ الشَّمسِ تَرسُمهُ كَوابُ 
*** 
شبابيكٌ تقوَّسها رُواقٌ 
وابداعُ العمارةِ الانتصابُ 
*** 
تدرّجها البنفسجُ في حجارٍ 
فاحمرُ وابيِضاضٌ واصطِهابُ 
*** 
ومنتزهُ البليدِ حِفافُ نهرٍ 
تحلّقهُ الطيورُ دُنىً طِرابُ 
*** 
يزقزقُ في الرُّبوعِ دَجاجُ ماءٍ 
لقالقُ والحمى أمنٌ مُهابُ 
*** 
فهاجرتِ الطُّيورُ ديارَ عادٍ 
وأزلفها القَصاصُ مَضَوْا وهابوا 
*** 
فنارجيلٌ يحفُّ به قُدومٌ 
ونارجيلٌ يخفُّ بهِ ذَهابُ 
*** 
أصيلٌ في صلالةَ ذو بهاءٍ 
وعينُ الشَّمسِ ودّعها صَبابُ 
*** 
كتابُ الماءِ أن يتلو حَبابٌ 
هواءٌ قد تصدَّحهُ رُشابُ 
*** 
تحدَّثَ في الدِّيارِ مقامُ قومٍ 
بطوطةُ ما تلا عَجبٌ عُجابُ 
*** 
(8) 
تأتى في الرِّيادةِ ما استطالتْ 
مسافاتٌ وما شططَ انتِكابُ 
*** 
ويكشفُ في السَّرائرِ ماركُبولو 
كنوزاً قد تحجّبها الخَوابُ 
*** 
تحوطتِ المدينةُ سورَ حِصنٍ 
تعالى في الخُطوبِ لها ذُؤابُ 
*** 
توسَّعَ مسجدٌ لكثيرِ خلقٍ 
وآذانٌ تخطَّرهُ الإنابُ 
*** 
وغادى الناسَ في حُلْوٍ مَذاقٌ 
وخُلْفُ الحلو مرٌّ والصَّنابُ 
*** 
وزائرُ مُتْحفٍ للجَيْشِ يقفو 
دليلَ حضارةٍ فدنتْ حِقابُ 
*** 
عمانُ لإبنِ إبراهيمَ وَصلٌ 
كذا حَفَدتْ جُدودٌ واستَنابوا 
*** 
عماليقٌ مَزوناً قد تآوَوا 
فآلَوْا في الوَرى مِزَقاً وذابوا 
*** 
فقحطانٌ وعدنانٌ وأَزدٌ 
وأَولى منْ جُدُودٌ ذي نجابُ 
*** 
جدودٌ إن تَكاشفَ حَجبُ غَيْبٍ 
وقدْ شَرُفوا وما غمزَ انثلابُ 
*** 
يَطيشُ السَّهمُ إن نَبلتْ عِداهمْ 
تكسَّرتِ القنا وذَوى ذُبابُ 
*** 
دعانا للدُّخولِ شُعاعُ آيٍ 
وآيُ الفتحِ بالبابِ انتِصابُ 
*** 
دعاهُم سيِّدُ الرُّسلِ اهتِداءً 
فعبدُ وجيفرُ القومُ استجابوا 
*** 
وما نجَموا لآراءٍ لِلأي 
وقدْ وفَدوا على خيرٍ وَثابوا 
*** 
دُعاءٌ لازيادٍ قومَ أزدٍ 
ومازنُ في الصَّحابةٍ مُسْتجابُ 
** 
وما خيرٌ يُخالِفهُ دُعاءٌ 
وما قولُ الرَّسولِ به كِذابُ 
*** 
لقلعةِ "بيتِ فلجٍ" قامَ حِصْنٌ 
وسلطانٌ وَحُكمٌ مُستَهابُ 
*** 
فيحلوالماءُ من يَدِهِ صُراحاً 
ويعكرُ إن دَنا صِلٌّ خِبابُ 
*** 
لئنْ وقدتْ قلوبُ الشَّرِّ غَدراً 
فأولُّ حاطبِ اللّيلِ التَّبابُ 
*** 
إذا الأحباشُ ما استَهمتْ بَطيْشٍ 
وفاطمُ أن يَشدَّ بها العَصابُ 
*** 
فنادتْ من بَعيدٍ طوْدَ "صُلبٍ" 
فما ناءى على أَمدٍ سُوابُ 
*** 
تعلّى الصُّلبُ أُقيانوسَ زَحْفٍ 
مراكبَ في المِئينَ مضى الصُّلابُ 
*** 
فأشرَعَها ليوثُ الثَّغرِ غوثاً 
فما ألوى ٍأسنّتَها قَوابُ 
*** 
يَجيشُ بها الإمامُ قديمَ فَضلٍ 
فمُعتَصَمٌ وأشرعةٌ دِرابُ 
*** 
فغاضَ البحرُ ما اعتَسفتْ عيونٌ 
وماجَ سُميذعٌ وندا ثَعابُ 
*** 
"لسوقطرا" تنازعها ذِئابٌ 
فأعْظَمَ حُرةً ذاكَ المُصابُ 
*** 
إذا ما حرَّةٌ بهمُ استَغاثتْ 
مَعاصِمَ في يدٍ وبها تُجابُ 
*** 
فأولى الكُفرَ ديناً قَصمُ ظهرٍ 
وأثنى ما توحَّدهُ السَّبابُ 
*** 
فَعاصمُ للإمامةِ زِنجبارٌ 
ومَسقطُ أن يشوقَ لها غِيابُ 
*** 
لميناءٍ تقومُ به صُحارٌ 
فيهدي الفُلْكَ حاملُها اللّجَابُ 
*** 
مَرافقُ للبناءِ تجيشُ وُسعاً 
فيجري سابحٌ ودنا غَبابُ 
*** 
كثيرٌ ما الحوافزُ في احتِباءٍ 
سِقاءَ الاقتصادِ روى الحِلابُ 
*** 
دنا مُستثمرٌ يمتاحُ خيراً 
وسعيٌ أنْ يؤوبَ بهِ طِلابُ 
*** 
فتزدهرُ العمالةُ درَّ ضِرعٍ 
جمامُ الضرعِ في الغدَقِ احتلابُ 
*** 
حديدُ الخامِ أن يعلو سَفينً 
يُكوِّرُهُ ويسكبهُ اصطِبابُ 
*** 
فيحتملُ الحزامُ أتونَ صَهرٍ 
فيمكثً ثِقلُهُ وجَفتْ شَوابُ 
*** 
جَناءُ الدَّوحِ أن ترسو جُذورٌ 
ودانى العُرْفَ في شَممٍ سحابُ 
*** 
مطارٌ أن يُعالي سقفَ طيرٍ 
قطارٌ أنْ يشدَّ به دَبابُ 
*** 
شَراكَةُ ثانِ "روتردامَ" سبقٌ 
جَوارٍ أنْ يحامِلَها حَدابُ 
*** 
تهادَينا لهُرْمزَشوقَ رُؤيا 
فأزلفنا بطرّادٍ أرابُ 
*** 
عروسٌ بالبياضِ يخيلُ ذيلٌ 
تزاحفَ خلْفَنا عَلِقٌ دآبُ 
*** 
حيودٌ تحتفي شُطآنَ رَملٍ 
بلونِ التِّبرِ يخضدُهُ الغَبابُ 
*** 
تكحَّلَ أزرَقَ اللازوردَ عُمْقٌ 
وسفعُ الشَّمسِ للماءِ الشُّؤابُ 
*** 
جبالٌ أن تنحَّتها شروقٌ 
ومُغتسلٌ بأخمَصِها شرابُ 
*** 
تعلاّها الهباءَ سماءُ خفضٍ 
كأنَّ الهامَ جللّهُ إهابُ 
*** 
وأخوارٌ تَحفُّ بكلِّ شِعبٍ 
جزائرُ أنجَدتْ وندا تُرابُ 
*** 
دلافينُ تجاري حدوَ فُلكٍ 
ويُنشِدُنا على الحدوِ الخَنابُ 
*** 
تُراقصُ عدوَنا غوصاً وقفزاً 
وأدمُعُ إنْ تَناءيْنا عتابُ 
*** 
تداعى للجمالِ شخوصُ عينٍ 
وجَفنٌ لا يُرفرفُهُ استِعابُ (استيعابُ) 
*** 
فيخلبُ لبَّنا للنومِ صَحْوٌ 
إذِ الأحلامُ يخلِبُها كِذابُ 
*** 
تفلّقَ في المواهبِ صُبحُ شعرٍ 
فأجملْ بالقريضِ بهِ اشتِبابُ 
*** 
صَعِدْنا للغُيومِ بآلِ طَّيرٍ 
وعينُ النَّسرِ إن طلبتْ تُجابُ 
*** 
عماليقُ السَّفينِ تجيشُ عَبراً 
خليجٌ والسَّبيلُ لهُ انشِعابُ 
*** 
فتحفِلُ بالزُّيوتِ وبسطِ تَجْرٍ 
وتعرضُ في المضيقِ دُنىً رِحابُ 
*** 
علتْ طوّافةٌ في الجوِّ صَعداً 
بُراقٌ فامتطى السُّحُبَ العُرابُ 
*** 
تلامسُ أعينٌ لجمالِ رُؤيا 
فيُنْزِلها بروقٌ واشتهابُ 
*** 
تدلَّينا عَناقيداً هواءً 
فيقْطِفُنا الحنينُ بهِ الإنابُ 
*** 
"فخصبٌ" قد تخللّها نخيلٌ 
فيرنوا الصّحبُ فَيئاً واستطابوا 
*** 
قرأنا للبهاءِ سُطورَ سِفرٍ 
يراعٌ أنْ يخطَّ بهِ اكتِتابُ 
*** 
فآيُ الحُسنِ مَنْزِلُها عُمانُ 
وآيُ السِّحرِ يمهرُها اختطابُ 
*** 
وآيُ للجمالِ بكلِّ حرفٍ 
كتابٌ فابتدا ومضتْ حِقابُ 
*** 
سلامٌ كالشُّروقِ نهبُّ شوقاً 
وداعٌ كالغروبِ بهِ نُصابُ 
*** 
تغنَّينا بنادٍ عُمرَ ذِكرى 
عُمانَ لسائلِ وبها يُجابُ 
*** 
وفي الأسفارِ سِفرٌ واتِّعاظٌ 
ومهرٌ للعُبورِ هو الثَّوابُ 
*** 
وغادينا هبُوبُ الصّيفِ صَحْواً 
ورائحُنا شتاءٌ واغترابُ 
*** 
نُغادي أو نَروحُ إلى مكانٍ 
ومَوْدعِنا ومَوعدُنا ترابُ 
*** 
فأجمِل للكريمِ ثيابَ تَوْبٍ 
وما عَفوُ الكريمِ هُوالعِقابُ 
 
  | [/tabletext]