ما عاد العيد يبهجني لأني مذ عرفتك جاء العيد إلى نافذتي و استوطن شرفاتي ؛
فأجمل ما حدث لي هو أنت عندما وعيت كينونتي بك .
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما استقبلت بعينيك الصباح الوليد و النور الجديد و الشمس البازغة و الغيمات البيض و أطفال المدارس .
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما كنت نهرا مشاغبا و كنت أنا ضفتك الأخيرة. و كأن مياه نهرك كفت عن التدفق في مجراها الطبيعي لتصب في جداول قلبي .
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما أصبحت أنت الشمس و التراب و الشجر و العطر و العصافير و القلم و فكري و أحزاني و أفراحي .
لأجلك أنت صرت أنثى، أجمل، أرشق، أخف كريشة تطيرها النسمات و كعطر ما خطر في بال الحدائق يوما، و كلون فر من حمرة الشفق ذات غروب، كفراشة ملونة تركت كل الأزهار لا تحط إلا على بتلات قلبك.
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما بت أرى جوهر الإنسان و شفافيته ، أغوص في قلب الإنسان و أسبر غوره و أنهل من معين أنسنته دون أن يعنيني انتماؤه أو شكله أو وطنه .
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما اكتشفتك ...اكتشفت نفسي من خلالك .
أجمل ما حدث لي هو أنت عندما ودعت حقائب البكاء و استقبلت غمامات الفرح و السعادة .

سألتني يوما : عندما نلتقي ماذا سنقول؟ أتذكر ؟ أجبتك: لن نقول فالصمت أبلغ من كل الكلمات ، أقوى من كل العبارات ..عندما موسيقا الصمت تعزف ألحانها على أوتار قلبين لتتناغم معا في سيمفونية شجية آسرة.

أتدري لم أجمل ما حدث لي هو أنت؟
لأنني اليوم أودع عامي المنصرم و أستقبل عمري الآتي بك

أستقبله بطيفك الأغلى، أفرش لعمري الآتي بساطا من ورد
أقدم لعمري الآتي هدية ثمينة سأظل عمري كله أدفع أقساطها من نبض القلب و خفقات الروح
هديتي الأجمل كانت أنت ؟؟